السراج المنير في الطب العربي والإسلامى

من أسباب تأخر الشفاء عند المصابين 

1 / الإعتقاد في الرقاة ( أو بعبارة أخرى أشمل : اختلال العقيدة عن المرضى ) : يعتقد بعض الناس أن الرقاةبيدهم النفع والضر ، وهذا خطأ عقدي خطير ينبغي الحذر منه ، يقول الله عزوجل : }قُلْ لَا أَمْلِكُ لِنَفْسِي نَفْعًا وَلَا ضَرًّا إِلَّا مَا شَاءَ اللَّهُ ۚ وَلَوْ كُنْتُ أَعْلَمُ الْغَيْبَ لَاسْتَكْثَرْتُ مِنَ الْخَيْرِ وَمَا مَسَّنِيَ السُّوءُ ۚ إِنْ أَنَا إِلَّا نَذِيرٌ وَبَشِيرٌ لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ (188){ / سورة الأعراف / وهذا الخطاب موجه للنبي صلى الله عليه وسلم وهو أفضل الخلق عند الله عز وجل ،

 

أيقلّ يا محمد للناس : إنني لا أملك لنفسي نفعاً ولا ضراً ، فهذا نبينا صلى الله عليه وسلم لا يملك لنفسه النفعوالضر فما بالنا نحن العبيد المذنبون ، فالرقاة من جنس البشر ، ليسوا أنبياء ولا ملائكة .. فمن اعتقد أن الشيخ الفلاني أو الولي الفلاني الحي منهم أوالميت يستطيع شفائه بنفسه فقد وقع في الشرك والشرك بيئة تأهل للعارض البقاء في جسد المريض والاستمرار في ايذائه .

2 / اختلال عقيدة بعض الرقاة : بعض الإخوة يلجئون لرقاة أصحاب بدع و ضلالات فيعطيهم البعض الطلاسم والحجب أو الأذكار المبتدعة أو يدخلوهم لما يسمونه بالزار وغيره فيزيدوا المريض وهناً مع وهنه ... وقد وجدت بعض الرقاة _ هداهم الله _ يضيفون لأنفسهم الألقاب و الأسماء ويزعمون أموراً ليست لهم ولا لغيرهم ، فهذا الذي يزعم أنه يخرج الجن في جلسة واحدة وهذا الذي يزعم أنه مرعب للجن وأن الجن تخشاه وهذا الذي يزعم المريض يشفى بنظرة منه ..

كنت أقرأ منذ أيام في أحد المنتديات حيث قرأت لأحد الجهلة من هؤلاء كلاما يقول فيه أن الصحابي عالج اللديغ بجلسة واحدة وقام عن المريض وقد شفي فهل هم أفضل منا حتى يشفي مريضهم بجلسة ونحن لا ؟!! هم عالجوا بالقرآن ونحن نعالج بالقرآن كذلك .


هذا وأمثاله ممن يرسخ عقيدة التعلق بالشيخ وعدم التعلق بالله الشافي المعافي وهذا زلل يبين سقوط الراقي وضعف معتقده بالله ، فينبغي التنبهلهذه النقطة جيداً ، ولتبتعد أخي المريض عمن يفاخر بنفسه وبالمرضى الذين شفوا على يديه ولتعلق قلبك بالله عز وجل واعلم أن الأمة لو اجتمعت على أن ينفعوك بشيء لم ينفعوك إلا بما كتبه الله لك ، ولو أجتمعت على أن يضروك لم يضروك إلا بما كتبه الله عليك .


3 / ضعف يقين المريض : بعض المرضى يأخذ القرآن على سبيلالتجربة ، فهو يجرب الرقية الشرعية ، فإن آتت أكلها فبها ونعمت ، وإلا فهو لن يخسر أي شيء ، وهذا ما قاله الشيخ ابن جبرين رحمهالله : أن من أخذ القرآن على سبيل التجربة فإنه لا ينتفع به
( الفتاوى الذهبية )


4 / التهاون في الطاعات أو القيام بها على وجه غير مشروع : كأن يكون المريض متهاون في الصلاة أو الحجاب ...إلخ فإن الطاعات تقوي العبد والمعاصي تضعفه ، والطاعة تجعل من النيل من العبد أمراً صعبا على الشيطان ومعذبا له ، بينما المعاصي تهيء الجو المناسب له ليفعل ما يشاء .. فالعبادة هي الوسيلة للتقرب إلى الله عز وجل ، فإن كانت فاسدة أوباطلة فأنّى يستجيب الله للعبد ويكشف عنه ضره وبلائه .


5 /عدم إخراج الصور ( ذوات الأرواح ) المعلقة والتماثيل والكلاب من البيت أثناء قراءة سورة البقرة في البيت ، أو أثناء برنامج العلاج مما يمنعدخول الملائكة ، و يؤدي إلى مكوث الشياطين في البيت ، و هذا لا ينفع المريض فيالعلاج.


6 /إعتماد بعض المرضى على الرقية الجماعية أو الرقية من الشيخ المعالج دون أن يكون له برنامج للعلاج في منزله بكثرة تلاوة القرآن الكريم مثلاً أو سماعه وبالأخص الرقية الشرعية ، فيعتمد على الجلسة البسيطة في القراءة مع المعالج .


7 /ارتكابالمحرمات من الكبائر وغيرها ، مما يقوي شوكة الشيطان ويضعف الوازع الديني لدىالمريض ، فتضعف نفسه فيقوى عليه الشيطان ، فلا يكاد يحرقه بشي من تلاوة القرآن حتى يعطيه الدواء النافع ليستعيد قوته ..


وقد جائني الكثير من هؤلاء ... وقد كنا نبدأ بالعلاج مع وعود بالإلتزام ولا أجد منهم الوفاء بوعودهم فأترك علاجهم لأنني أضيع وقتي بدون فائدة . 


8 /عدم الإستمرار عند راقي واحد ، وكثرة التنقل بينالرقاة ، حيث إن المطلوب في الأمراض والعلل الروحية الاستمرار على القراءة سواءًبنفسه أو أن يقرأ عليه غيره ، وقد قيل قديما ( الثبات نبات ) فمن لم يثبت لم ينبت على الوجه المطلوب ، والشجرة التي يكثر قلعها وتنقيلها من مكان لآخر لا تنمو نمو مثيلاتها .


9 /الذهاب للسحرة : واستعمال علاجاتهم في إزالة المرض ، وهذا لا شكأنه يسبب تأخر الشفاء بعد إذن الله ، حيث إن بعض السحرة يستخدم أعوانه من الجنلتخليص المريض من الجن الملتبس فيه ( هكذا يزعم ) ، فيزيد عناء المر يض ، أو يُشرب المريض طلسميعتقد أنه صحيح فيظهر خلاف ذلك ، فينقلب السحر ويزيد المريض وهنا وضعفا وسحرا ، وكم سمعت عن مثل تلك الحالات التي كانت تتنقل من ساحر لساحر وبعد كل مرة يذهبون فيها لأحدهم تزداد الحالة سوءاً عما كانت عليه . 


10 / الكلام أمام الناس واخبارهم بأمر العلاج : بعض المرضى هدانا الله وإياهم إذا كان مريضاً فإن أغلب جيرانه وزملائه في العمل وفي المسجد يعلمون من كلامه أنهيتعالج ، وهذا خطر على المريض فلربما يتجدد السحر إن كانت الاصابة الروحية سحراً ، فالقاتل يدور حولالجريمة ...عن معاذ بن جبل قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم "استعينوا على قضاء حوائجكم بالكتمان فإن كل ذي نعمة محسود" رواه الطبراني في الثلاثة و صححه الألباني في السلسلة الصحيحة 3/436 (حديث رقم 1453 ) وفي صحيح الجامع برقم943

11 /التسو يف :حيث تجد المريض يسوف في تطبيق البرنامج المعطى له من قبل المعالج ويؤجله كله أو بعضه .


12 /كثرة التشاخيص بسبب التنقل بين الرقاة : وهذا أعتبره من أخطرها ، حيث أن بعضالرقاة هداهم الله : يهتم بالتشخيص قبل العلاج ، فراقي يقول سحر و يقرأ على المريضآيات السحر ولا يقرأ غيرها ،وراقي يقول عين ويقرأ على المريض آيات العين دون غيرها، وراقي يقول مس و يقرأ آية الكرسي فقط ، وقد ينجح الراقي الذي يُشخص بأن الحالة مسلأن آية الكرسي يذهب بها السحر والعين والمس ، فالواجب تعميم القراءة حتى وإن برزت للراقي علامات تدل على تشخيصه ، لأن الشياطين ماكرة ، مع الأخذ بالإعتبار أن التشخيص هو أمر ظني مبني على الإجتهاد وغلبة الظن ولا يقين فيه ،

ولذا فإني أرى أن الأسلم والأولى أن لا يعلم المريض ما هي حالته ( مس ، سحر ، عين ) لأن هذا يشوشه ، حتى أن بعض المرضى أصبح همه فقط هو التنقل بين الرقاة وسؤالهم واحداً واحداً عن حالته حتى إن أعجبه تشخيص أحدهم استمر معه ، حاله كحال ذلك الذي يتنقل بين العلماء باحثا عن فتوى في مسألة شرعية فإن وجد من أحدهم إجابة تلبي شهوته ركن إليه .


13 / قد يكون تأخر الشفاء لحكمة من الله عز وجل ، فيها ابتلاء للعبد وامتحان له واختبار ، فالإبتلاء كما نعلم إما يكون عقابا على عمل أو معصية ما ، أو لتكفير السيئات عن العبد ، أو لرفع درجاته يوم القيامة عندما يبتلى ويصبر على البلاء .


يقول الدكتور محمد محمود عبدالله مدرس علومالقرآن بالأزهر : ( فإذا لم يصب الدواء الداء ويدفعه ، فالعلة في صاحب الداء وليسفي الدواء ، ومتى يسلب الحق تعالى الدواء خاصية الشفاء فلا ينفع ولا يدفع ، لا يكونهذا إلا ببعد العبد عن ربه

، وتخبطه في منهج بعيد عن منهج خالقه سبحانه فنجد منيتلذذون في المحرمات واقتراف السيئات وهم لاهون غافلون عن العقوبات التي تنزل بهمعلى هيئة أمراض فتاكة وفيروسات وآفات لا يستطيعون دفعها ولا مقاومتها : وتراهميشكون المرض ، لكنهم يتجاهلون أسبابه وهي فعلهم الموبقات . نقل

  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 1751 مشاهدة
نشرت فى 6 أغسطس 2012 بواسطة tebnabawie

سالم بنموسى

tebnabawie
»

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

1,211,744