السراج المنير في الطب العربي والإسلامى


 

 (( السحر ))

والسحرُ عالم عجيب تختلط فيه الحقيقة بالخرافة .. والعلم بالشعوذة .. كما تختلط فيه الدوافعُ والبواعث .. والغاياتُ والأهداف !!

وهو عالمُ ظاهرهُ جميلُ خلاب يفتن القلوب البسطاء ويخدعُ السذج والرعاع !!

وباطنه قذرَّ عفن يتجافى عنه أولوا الألباب وينأى عنه أصحابُ القلوب المستنيرة والفطر السليمة !!

وتاريخ السحر تاريخٌ أسود قاتم !!

فهو خدعة شيطانية يضلُّ بها شياطين الإنس والجن عبادَ الله فيوقعونهم بالسحر في أعظم جريمة الكفرِ والشرك والضلال .. !! (2)

أحبتي في الله :

لقد أصبح التوجه إلى السحر والسحرة في هذا العصر المتطور منذراً بالخطر . !!

فلقد أذاقت الحياةُ الماديةُ الجافة البشرية البلاء العظيم فلقد قست القلوب !! وجفّت ينابيعُ الخير في أرواح أكثر الناس !!

فكثرت العقد والمشكلات النفسية التي أصبحت سمة العصر .

وأخذ كثيرٌ من الذين فقدوا راحة القلب وطمأنينة النفس يلجأون إلى السحرة والمشعوذين!!

يبحثون عندهم عن حل لمشكلات استعصت على علماء النفس وأساتذة علم الاجتماع فكانوا بذلك كالمستجير من الرمضاء بالنار !!(1)

ونظراً لخطورة هذا الموضوع فسوف أفرد له لقاءين كاملين بإذن الله جل وعلا وسينتظم حديثي في العناصر التالية :

أولاً : تعريف السحر في اللغة والاصطلاح .

ثانياً : حقيقةُ السحر وأنواعه .

ثالثاً : هل سحر النبيُ r .

رابعاً : حُكم السحر وحدُّ الساحر .

خامساً : الوقاية من السحر .

فأعيروني القلوب والأسماع فإن هذا اللقاء من الأهمية لمكان .

نظرا لطول المادة يمكن تحميلها من هنا


http://kenanaonline.com/users/tebnabawie/downloads/55035

ملاحظات

 

1-إن وُجِدَ السحرُ المدفون أو المعلق:إما أن تُقرأ عليه آياتُ إبطالِ السِّحر,أو يُصبُّ عليه ماء مرقي.

2-المأكول أو المشروب.يتم التخلص منه-غالبا-بقيء أو إسهال أو عرق.وأما السحر المكتوب في"حرز"مدفون أو معلق (وأغلبُ السحر المدفونِ مدفونٌ في المقابر)فيبطل مفعوله بإذن الله وإن لم يتم استخراجه (فإن أمكن استخراجه بسهولة وبناء على خبر مُؤكَّد,فذلك جائز وهو سبيل شرعي للتخلص من هذا السحر.وقد ثبت ذلك عن رسول الله-ص-في قصة السحر الذي صُنِع لهُ).ومن المضحك والمبكي في نفس الوقت أن نسمع براق يعالج بالقرآن يطلب من المريض أو من أهله مثلا أن يُهدِّموا جزءا من الدار من أجل استخراج "حرز" قد يكون مدفونا فيه وقد لا يكون.والغالبُ أن الخبر بأن هناك"حرزا مدفونا"قد جاء به الراقي من تخيلات وقعت للمريض أثناء الرقية سواء بسبب قوة تخيل عند المريض أو بسبب تلبيس الشياطين وكذبهم على الراقي والمريض على حد سواء.وهناك نوع من السحر عبارة عن طلاسم تُقرأ من طرف المشعوذين وتُعدُّ كفرا صريحا,لأنها اللغة التي يتعامل بها مشركو الجن والإنس,وفيها سب لله ولرسوله كما أن فيها طلب الاستعانة بالشياطين.وكل سحرٍ لا بد له من:ساحر,مسحور,طلسم,مواد خاصة بالسحر,خادم للسحر,ووسيطٌ بين المسحور والساحر.

3- يمكن تنظيف الأماكن المشتبه في إصابتها بسحر بماء مرقي بشرط أن لا يُسمَح لشخص أن يطأ على المكان الذي رُمِي عليه ماءٌ مرقي حتى يَجِفَّ المكانُ.

4- قال بعضهم:يمكن أن يُصبَّ الماءُ المرقي على رأس المسحور كطريقة من طرق تخليص المريض مما به من سحر.

5- الطريقة الواحدة في الرقية (مثلا بفعلِ ما ذُكِر في مسألة سابقة) تصلح بإذن الله كعلاج لكل أنواع السحرِ لا فرق بين نوع وآخر.ولا دليل من الشرع يثبتُ أن سحرَ"كذا"لا تصلح له إلا الطريقة كذا,وأن السحر الثاني لا تصلح له إلا طريقة ثانية وهكذا...

6-الأفضل للمسحور عندما يرقي نفسه (بنفسه أو عن طريق راق معين) أن يُخفي ذلك عمن حوله من الناس في حدود الاستطاعة,لأنه لو علم من فعل له السحر بذلك قد يُجدده له مرة أخرى.وهذا من باب الاستعانة على قضاء الحوائج بالكتمان.هذا مع ملاحظة أن المريض يمكن أن يُحصن نفسه بعد الرقية بإذن الله بتحصينات معينة تجعل من الصعب جدا على من يريد أن يجدد السحر التمكن من ذلك.

7-عن الفرق بين السحر والكهانة:أما السحر فعبارة عن عزائم ورقى وعقد يعملها السحرة بقصد التأثير على الناس بالقتل أو الأمراض أو التفريق بين الزوجين أو ..وهو كفر وعمل خبيث ومرض اجتماعي شنيع يجب استئصاله (خاصة من طرف حكام المسلمين)وإزالته وإراحة المسلمين من شره.وأما الكهانة فهي ادعاء علم الغيب بواسطة استخدام الجن.قال الشيخ عبد الرحمن بن حسن في فتح المجيد :"وأكثر ما يقع في هذا ما يخبر به الجنُّ أولياءَهم من الإنس عن الأشياء الغائبة بما يقع في الأرض من الأخبار, فيظنه الجاهل كشفاً وكرامة.وقد اغتر كثير من الناس يظنون المخبرَ بذلك عن الجن ولياً لله وهو (في حقيقة أمره)من أولياء الشيطان ".

8-النساء –بصفة عامة -أكثر ممارسة للسحر من الرجال.,ومنه فإن أغلب السحر يأتي من نساء يعرفن المريض (الشخص الذي يُردن وضع السحر له) أو أهله.ويتم غالبا بدافع الغيرة أو الحسد,ويُصيب السحرُ غالبا نساءً. ويكون الغرض منه غالبا تعطيل زواج أو إفساد علاقة بين زوجين أو من أجل منع المرأة من الحمل أو من أجل ربط الرجل حتى لا يقضي حاجته من زوجته أو ربط المرأة حتى لا يتمكن الرجل من الاتصال بها جنسيا.

9-يمكن أن يُؤمر المربوطُ بدهن الفخذين بزيت زيتون مرقي,ويشربُ من ماء مرقي ويغتسل به لمدة 7 أيام.والغالبُ أن يُحَلَّ الربطُ من اغتسال اليوم الأول.

10-للسحر مدة معينة يُصبح بعدها عديم المفعول إذا تلف الطلسمُ,لذا تجد بعض السحرة يتابعون سحرَهم بتجديده من وقت لآخر.

11-قـد يسحر الساحرُ جنا ويرسله للمسحور,وبذلك يصبح السحرُ مركبا.لكن الرقية تُبطل كلَّ ذلك بإذن الله وتفكُّ السحرَ عن الإنسي بالقصدِ وعن الجني تبعا لذلك وبطريقة عفوية وتلقائية.

12-تتوقف المدة التي يستمر فيها مفعول السحر(الحرز)–بدون رقية-على بقاء المادة التي كُتب عليها السحرُ.لذا تجد الساحر في بعض الأحيان يضع سحره في علبة من النحاس السميك ويغلفها بالرصاص المصهور حفاظا على مادة السحر من التلف.هذا إذا لم يُرقَ المريضُ أو لم يرقِ نفسَه,أما مع الرقية الشرعية فإن كلَّ سحر يبطلُ مفعوله بإذن الله سواء كان مدفونا في مركز الأرض أو معلقا في السماء أو مغلفا بالبلاتين.

13-يمكن في رقية المسحور,قراءة آيات إبطال السحر في إناء فيه ماء,ثم يصب على رأس المسحور.

14-من الأعراض التي وإن لم تدل على الربط دلالة قطعية,فإنها تدل دلالة ظنية:آلام في الفخذين وثقل شديد في الرأس مع صداع وتغير في المزاج.

15-إذا شعر المريض أثناء الرقية بصداع شديد عند سماعه لقوله تعالى:"واتبعوا ما تتلو الشياطين على ملك سليمان",وبكى أثناء سماعه للرقية وزاد في البكاء وهو في كامل قواه العقلية (بلا سبب وببكاء خارج عن إرادته) فيمكن أن يكون مسحورا,خاصة إذا أعاد الراقي سماع آيات الرقية عدة مرات وفي كل مرة تنتاب المريض حالة من البكاء المتواصل بغير سبب ظاهر.

16-من علامات الساحر(سواء وُجدت كلها أو جلها أو البعض منها فقط في الشخص الواحد):أن يسألَ عن اسم الشخص واسم الأم,أن يطلب من المريض ذبح حيوان وأن يلطخ بدنه بدمه,أن يطلب من المريض تناول طعام معين لمدة معينة يعتزل خلالها الناس,أن يعطي للمريض أوراقا يحرقها ويتبخر بها أو يعلقها أو يدفنها.كذلك من كتب حروفا أو أعدادا أو مسدسات أو مثلثات أو مربعات أو قطّع كلام الله,فهو ساحر.وكذلك من تلا وتمتم بكلامٍ غير مفهوم (أو بغير العربية),فيمكن جدا أن يكون ساحرا.

 



فهرس الدروس

دورة العلاج الرباني

 


 

المصدر: *المرجع: الرقية الشرعية : رؤية تحليلية من وحي الشرع ثم التجربة رميته عبد الحميد * الخطب المكتوبة موقع الشيخ محمد حسان
  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 1415 مشاهدة
نشرت فى 6 أغسطس 2012 بواسطة tebnabawie

سالم بنموسى

tebnabawie
»

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

1,211,765