السراج المنير في الطب العربي والإسلامى

 

الخوف من الحسد بين الإفراط والتفريط (11/1/1423هـ).

 

من المشاهد المحسوس المبالغة لدى البعض من الناس في الخوف من الحسد والعين، بل عند البعض كل شكوى وإصابة حسد وعين، وكم يعلق الراسبون والفاشلون إخفاقاتهم على العين والحسد، وكم نتهم العين والحسد وأنهما سبب فشل كثير من الزيجات، وكأنه ليس هناك مدبر للكون إلا الحسد والعين نعوذ بك يا الله أن نشرك بك شيئاً، وكم هي القصص والشائعات عن العين والحسد التي يتحدث عنها الناس في مجالسهم وخاصة النساء، وربما يُسوق لها البعض ممن يتاجرون بعواطف الناس من المشعوذين والدجالين لتكون مصدر دخل أساسي لهم، وللأسف تنطلي هذه الأقاويل على الكثير وربما حتى من المعلمات والمتعلمات، ويؤيد كلامي هذا دراسة ميدانية قام بها أحد الأطباء بقسم الأمراض النفسية بمستشفى الملك خالد بالرياض تبين أن ستاً وستين بالمئة (66% )من العينة أخذوا معلوماتهم عن الإصابة بالعين من كلام الناس في اجتماعاتهم، وفقط ثلاثون بالمئة (30%) كانت مصادر معلوماتهم الكتب والأشرطة العلمية، وهذا خطر وخلل في المجتمع أن تكون الشائعات والقيل والقال في المجالس مصدر ثقافتهم وعلمهم. لقد تظافرت الأدلة في العين والحسد، وأنهما حق، ولكن أيضاً تظافرت الأدلة في علاجهما الشرعي والتحذير من الشرك والبدع والخرافات فيها، "فالرقى والتمائم والتولة شرك" كما قال e،ويُلحظ تعلق الناس في كثير من البلاد بالخيوط والخرز ،وخمسة وخميسة ،وحدوة الحصان،وماسمى ببخور وملح الحسد وغيرها من الاعتقادات الباطلة التي لا تزيد صاحبها إلا ضعفاً وجهلاً،ولا شك أن هذا كله من ضعف الإيمان والتوكل على الله ،ومن ضعف العقيدة بقضاء الله وقدره خيره وشره، وحلوه ومره، وأن ما أصاب المؤمن لم يكن ليخطئه ،وما أخطأه لم يكن ليصيبه ،رفعت الأقلام وجفت الصحف ،وإذا ضعفت العقيدة الصحيحة، وقلّ العلم: انتشر الجهل والخرافات،وأصبحت السوق رائجة للمشعوذين والمنتفعين؛ وبالمناسبة فإني أحذر من ظاهرة انتشار القراء باسم الرقية الشرعية دون أي ضوابط،فربما استغلها أفراد هم أقل الناس علماً أوخوفاً من الله، والحق في الرقى الشرعية: ماكانت من كتاب الله وسنة رسوله صحيحة واضحة بعيدة عن الطلاسم والتمتمات، بعيدة عن التخرصات والاجتهادات بوسائل الجلد والضرب والصعق وغيرها مما نسمع عن انتشاره وظهوره، والأسلم والأفضل أن يتحصن الإنسان بالأوراد الشرعية دائماً سليماً كان أو مريضاً، وسواء كان مرضه نفسياً أو عضوياً، فمن قال إن القراءة على المرض النفسي أو على العين فقط؟!! بل القرآن فيه شفاء لكل شيء، وأؤكد وأنصح بأن يقرأ الإنسان على نفسه فليس في الدعاء وطلب الشفاء بين الله وعبده واسطة، بل هي عبادة وذكر يتقرب بها العبد لربه، والله تعالى يحب أن يسمع صوت عبده ،وإلحاحه وتضرعه،وما حك جلدَك مثلُ ظفرك، وليست النائحة الثكلى كالنائحة المستأجرة . 

 

 

  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 363 مشاهدة
نشرت فى 2 أغسطس 2012 بواسطة tebnabawie

سالم بنموسى

tebnabawie
»

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

1,202,686