الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد :
فهذه وقفة مع بعض كتب الطب النبوي والتي لها علاقة وطيدة جداً مع الرقية الشرعية
وقسمت هذه المشاركة إلى فصول :
فصل مخطوطات الطب النبوي المفقودة :لقد كانت هناك مجموعة رسائل ومصنفات في الطب النبوي ولكنها مفقودة أو بالأصح يغلب على الظن أنها مفقودة _ والحكم بأنها مفقودة ليس بالدقيق ؛ إذا قد تكون مفقودة عند جماعة أو طائفة ولسيت كذلك عند أخرى إذ من الصعب الحكم على تصنيف أو رسالة بأنها مفقودة ، إلا ، إذا ذكر أكثر من واحدٍ من أهل العلم المعتبرين والمشهورين بالاهتمام بالمخطوطات والمصنفات والبحث بأن هذه الرسالة مفقودة فحينئذ يكون لها وجه اعتبار _
ومن ذلك :
1- الطبي النبوي لعبد الملك بن حبيب الأندلسي ( ت 238 هـ ) وذكره حاجي خليفة رحمه الله
2- الطب النبوي لأبي بكر أحمد بن محمد ابن السني ( ت364هـ ) وهو صاحب " عمل اليوم والليلة " وذكره حاجي خليفة
وقد نسب الكحال ابن طرخان في كتابه " الأحكام النبوية في الصناعة الطبية " بعض الأحاديث من رواية ابن السني
وكذا فعل السيوطي رحمه الله في رسالته " المنهج السوي والمنهل الروي في الطب النبوي "
3- الطب النبوي للحميدي رحمه الله ( ت 488هـ )
وذكر ذلك القسطلاني رحمه الله في شرح المواهب اللدنية ( 7 / 124 ) ط : الأولى بالمطبعة الزهرية المصرية
4- الطب النبوي للسخاوي رحمه الله
5- وقد ذكر السخاوي نفسه في المقاصد الحسنة (155 ) عقب حديث :
" تداووا فإن الذي أنزل الداء أنزل الدواء "
قال : له طرق بينتها فيما كتبته في الطب النبوي " .
وغيرهم
وقد يكون قد وجد أحد الباحثين شيئاً من هذه الرسائل فقام على طبعها . فيكون حكمها في عداد المطبوع
والله أعلم .
فصل في تعريف ببعض كتب الطب النبوي والمهمة وهي :
( كتاب الطب النبوي لأبي نعيم الأصبهاني ، وكتاب الأربعين المستخرجة من سنن ابن ماجه وشرحها للموفق عبد اللطيف البغدادي ، و كتاب الشفا في الطب المسند عن السيد المصطفى لأحمد بن يوسف التيفاشي، وكتاب الطب النبوي للبعلي ، وكتاب الأحكام النبوية في الصناعة الطبية للكحال ابن طرخان ، وكتاب الطب النبوي للحافظ الذهبي ، وكتاب النبوي لابن قيم الجوزية ، وكتاب المنهج السوي والمنهل الروي في الطب النبوي للسيوطي رحم الله الجميع )
وسوف أذكر على حلقات كل كتاب وشيئاً عنه باختصار وقد أخرج قليلاً عن الإختصار حسب ما يقتضيه المقام .
فصل في الآوئل :
• أول من بوّب في تصنيف الطب الإمام مالك بن انس رحمه الله في الموطأ .
• أول رسالة مشتملة على الطب النبوي رسالة على بن موسى الرضا وكتبها للمأمون .
• أول خاص في الطب النبوي كتاب " الطب النبوي لعبد الملك بن حبيب الأندلسي "
• أول كتاب توسع مؤلفه في ذكر الأحاديث النبوية ورتبه شبه طبي ، هو الطب النبوي لأبي نعيم الأصبهاني .
أول من شرح بعض الأحاديث النبوية الطبية شرحاً في وقته وفي علم زمانه العلامة الطبيب الموفق عبد اللطيف البغدادي . والأربعين استخرجها تلميذه محمد بن يوسف البرزالي رحمه الله .
• أول تأليف في التوسع في المصادر الحديثية والطبيّة كتاب " الأحكام النبوية في الصناعة الطبية " للكحال ابن طرخان . ومن أتى بعده اعتمد عليه في الغالب كصنيع ابن قيم الجوزية رحمه الله
• أول كتاب في جودة التأليف والتصنيف وبراعة الطب ا لنبوي يأسلوب فائق ، هو كتاب الطب النبوي لابن قيم الجوزية رحمه الله .
• أكثر كتب الطب النبوي مصادر في الأحاديث النبوية في كتاب السيوطي رحمه الله المنهج السوي والمنهل الروي في الطب النبوي .
كتاب الأحكام النبوية في الصناعة الطبية
المؤلف : علاء الدين على بن عبد الكريم بن طرخان بن تقي الدين الحموي الكحال ولد سنة 650هـ ـوعمل في الطب توفي سنة 720هـ وأنظر الدرر الكامنة في أعيان المئة الثامنة لابن حجر رحمه الله
وكذا ذكره الزركلي في الأعلام .
مخطوطاته :
في دار الكتب المصرية نسختان خطيتان :
إحداهما : برقم 557 بالخط الفارسي كتبها أحمد حامد سنة 1242هـ
والآخرى برقم 580 خطت عام 1261هــ وفيها بعض الزيادات
وكذا في المكتبة الوقفية في سوريا نسخة تابعة للمكتبة الأحمدية برقم 1282 تقع في 151 ورقة وانتهى الناسخ منها في يوم الثلاثاء خامس رجب سنة ثمانية وثمانين وتسعمئة وهي بخط مقروء
وقد طبع الكتاب الأستاذ عبد السلام هاشم حافظ نزيل مصر فقابل على نسختي دار الكتب نسخته الخاصة المذهبة وحقق الكتاب وعلق عليه ونشره في مطبعة مصطفى البابي الحلبي سنة 1374هـ
الكتاب :
يضم عشرة أبواب :
الأول : في ذكر الأحاديث الواردة في المرض وعلاجها والحث على التداوي ومن تطبب وليس بطبيب .... وغيره
الثاني : في ذكر الأحاديث الدالة على ما يتعلق بحفظ الصحة من أكل وشرب ونوم وآداب ومنافع للأغذية .. وغيرها.
الثالث : تكلم في أصل الطب وما مرجعه وهل هو وحي أم تجربة أو قياس وبعض فضائله وموافقته للشرع .
الرابع : فضل الصحة وبعض ما جاء عنها .
الخامس : في المرض وما جاء في الرقية
السادس :ما جاء عن فضل عيادة المريض .
السابع : شرح أربعين حديثاً في الطب .
الثامن : في مسألة حكم التداوي وهل الأفضل تركه أم فعله وأدلة الطرفين .
التاسع : في الحمية وما هو نافع لها ، وبعض النكت الطبية من معجزات النبي صلى الل عليه وسلم وما في ذلك من الفراسة واستعمال الطيب والحمام وغيرها
العاشر : في ذكر الأدوية أو ما يسمى منافع الأغذية وفوائدها وهو زبدة الكتاب ، فتكلم عن :
إبريسم و الأثمد والترج والبسر والبلح والتمر والبصل والجبن والدباّء والزبد والزنجبيل والزيت والكرفس والسفرجل والعجوة والعود والصنوبر والقرع والعنب والعدس والرمان والنرجس والنخل والقسط والرطب والريحان والشونيز ( الحبة السوداء ، والشونيز نسبة لمحلها في العراق مكان بيعها ) وتكلم عن الخربز وعن الضب والذباب والضفدع وغيرها الكثير مما لم أذكره .
مصادره : كتب الأحاديث المسندة عامة . ومن ثم :
1 الطب النبوي لابن السني رحمه الله .
2 الطب النبوي لآبي نعيم رحمه الله
3 الطب النبوي للحميدي رحمه الله
4 شرح الأربعين حديثاً للبغدادي رحمه الله
مصادر طبية :
الحاوي للرازي و القانون في حد الطب لابن سينا وغيرها مثل كتب النبات للدينوري أبو حنيفة وغيرها
وفي كتابه تلمس بعضاً من أدبه فهو أديب .
بعض الملحوظات عليه :
1 – الأحاديث الضعيفة ، وهذا أظن انه لم يخلوا كتاب منه .
2 – بعض الأمور التي ألحقها في باب الشعبذة أو تشابه عملهم كالمربعات وداخلها الحروف ، وبعض الرقى غير المفهومة وبعض كتابة التمائم مما لا أصل له فلا تدخل تحت الطب النبوي فهي أليق بما ذكرت .
فائدة نفيسة :
وهذا الكتاب مما اعتمد عليه ابن قيم الجوزية في كتابه زاد المعاد وجعله المرجع الأول والرئيس له ومن قارن بينهما وجد نقل ابن قيم الجوزية رحمه الله واضح ، مثل :
• فصل في هديه صلى الله عليه وسلم في تضمين من طب الناس وهو جاهل .ومع شرح الكحال للحديث الأول من الأربعين الأولى في الباب السابع فستجد النقل واضح ، وكذا توسع ابن قيم بعد النقل من الناحية الفقهية ..
• في بحث الحبة السوداء ( الشونيز ) مع شرح الحديث الخامس من شرح الكحال في الأربعين الأولى
• في بحثه فصل في هديه صلى الله عليه وسلم في علاج استطلاق البطن وبحث الكحال في شرحه للحديث السادس من الأربعين في الأربعين الأولى
• قارن بحث ابن قيم الجوزية رحمه الله في الكمأة وبحث الكحال في الحديث الحادي والعشرين من الأربعين .الثانية
• تأمل ما كتبه ابن قيم الجوزية رحمه الله في رقية القرحة والجرح مع بحث الكحال في شرحه للحديث الحادي والعشرين من الأربعين الثانيه تجد أن ما كتبه ابن القيم في فصله مأخوذ من شرح الكحال . وغيرها .