يحصر كثير من الناس أسباب العلل النفسية في العين والسحر والمس ،
ويرجعون إلى هذه الأمور الثلاثة معظم إن لم يكن كل العلل النفسية والعقلية التي
تصيب ابن آدم ، ويتجاهل كثير من الناس دور العوامل الأخرى التي قد تسبب
الأمراض النفسية وهي كثيرة ومتنوعة . فالوراثة لها دور كبير في عدد من
الأمراض النفسية كالفصام العقلي ، واضطرابات الوجدان ، ونوبات الهلع ،
والوسواس القهري ، وغير ذلك مما أوضحته دراسات عالمية علمية متعددة . وكذا
الضغوط الاجتماعية والمادية والنفسية لها دور في ذلك ( كشقاق الوالدين
وانفصالهما ، وخلافات الأبناء مع الآباء ، والخلافات الزوجية ، ونحو ذلك ) .
والأمراض الجسدية العضوية سواء أثرت على الدماغ مباشرة ( كأورام
والتهابات الدماغ ) أو أثرت على بعض الأعضاء الحيوية ( كالقلب أو الكبد أو
الكلى أو الرئتين ) وغير ذلك .
المؤمن عرضة للابتلاء ( لتكفير الذنوب ورفعة الدرجات ) وقد يصيبه
المرض النفسي كغيره من الناس إذا وجدت أسباب المرض وليس في ذلك عار عليه
ولا عيب ؛ وإن توهم كثير من الناس اليوم أن المرض النفسي إنما يعكس عيباً في
شخصية المريض وسلوكه أو في تدينه وإيمانه ؛ ولا شك أن للإيمان بالله تعالى
دوراً كبيراً في قوة النفس ورفع درجة صبرها وتحملها وتخفيف معاناتها .
هل يُكتفَى بالرقية في علاج الحالات النفسية ؟ وهل يجوز التداوي بالأدوية
النفسية ؟
الرقية الشرعية سبب عظيم من أسباب الشفاء للأمراض كلها ( نفسية وجسدية )
ولا تعارض الرقية الأسباب الأخرى المباحة والتي منها الأدوية النفسية .
والعبد مأمور ببذل الأسباب المباحة ( سواء كانت شرعية أو طبية ) وقد
أباحت الشريعة التداوي للعلل النفسية بالمباح من الأطعمة والأدوية ؛ ويشهد لهذا
الحديثُ الصحيحُ : « التلبينة مجمة لفؤاد المريض تذهب ببعض الحزن » [49]
والتلبينة نوع من الطعام ( حساء من دقيق وعسل ) .
نشرت فى 1 مايو 2012
بواسطة tebnabawie
سالم بنموسى
ابحث
تسجيل الدخول
عدد زيارات الموقع
1,212,194