الشهيدة شيماء الصباغ من الإسكندرية ماتت بطلق خرطوش من ضابط شرطة في رأسها.. الشهيدة سندس رضا من الإسكندرية ماتت بطلق خرطوش من الشرطة في رأسها.
اسم "سندس" انمحى من سطور الصحافة، بعد أيام من استشهادها، ولم يطالب أحد بالقصاص لها، أو حتى بالتحقيق في وقائع قتلها، أما اسم "شيماء" تحول إلى أيقونة وأسطورة، طارت حروفه سريعًا، واستقرت في صفحات الميديا العالمية، ووصل إلى الأمم المتحدة والمنظمات الحقوقية الدولية، وتحدث عنه الرئيس المدفوع ثمنًا لوصوله إلى الحكم ثورة كاملة وآلاف من الشهداء، وعشرات الآلاف من المعتقلين والمعتقلات، وهو يحاول تجييش اليسار في منظومة الانقلاب.
وتابع: "سندس" كانت صغيرة، تغطي شعرها، مثل غالبية الفتيات في مصر، ومن ثم، من الممكن أن توضع على لوائح الإرهاب، أو بالحد الأدنى قوائم الرجعيين.
"شيماء" يسارية معروفة، وعضو في حزب التحالف الشعبي، وناشطة سياسية، لها معارف وأصدقاء، فضلاً عن أن رئيس حزبها اليساري الاشتراكي العتيد، عبد الغفار شكر، هو في الوقت نفسه، نائب رئيس المجلس القومي لحقوق الإنسان الذي سعت صحافة الانقلاب للحصول على تصريحاته، فقال: إن المجلس سينضم رسميا لقضية شيماء الصباغ، بمجرد بدء الجلسة الأولى للمحاكمة.
وأردف مستنكرًا: سندس" دمها، رخيص، ومن ثم لم يغرد عنها النجوم، ولم يدون لها محترفو اللقطات الإنسانية المصنوعة، ولم يتوقف عند رحيلها إلا أقل القليل من المثقفين والمعنيين بحقوق الإنسان.
"شيماء" دمها غالٍ، اهتزت له الدوائر السياسية والحقوقية، وتنافس المغردون والمدونون و"المؤيقنون"، أي صناع الأيقونات.
وواصل: شيماء تستحق ذلك، لكن "سندس" أيضا تستحق، فالتشابه يقترب من حدود التطابق بين الفاجعتين، ولو عادتا إلى الحياة لبصقتا على هذه الشوفينية الطافحة في وجه بعض النخب السياسية الدميمة، ممن يكيلون في الدم بمكيالين، ولا تتحرك إنسانيتهم، ولا ترق نفوسهم وجلودهم، إلا إذا أوذي أحد من أصدقائهم.
وختم: كل تأكيد "سندس" و"شيماء" محظوظتان بالرحيل عن هذا المستنقع، فيكفي أن كلتيهما لم تقرآ خبرا سعيدا في صحيفة "المصري اليوم" يقول إن "جمعية الإمام الخيرية بمدينة المحلة الكبرى أعلنت اختيار والدة الرئيس السيسي "أفضل أم مثالية لما بذلته من مجهودات كبيرة وقصة كفاح ساعدت في نجاح الرئيس السيسي".
ساحة النقاش