كيف يمكن أن تكون صهيونيا أكثر تعصبا من الصهاينة أنفسهم؟!!

  أو إسرائيليا أكثر إنتماء وإخلاصا لدولة إسرائيل من ابنائها الفعليين؟!!!   أو كيف تصبح يهوديا متطرفا تكره الإسلام وأهله وتحب اليهود وتدافع عنهم على الرغم من كونك تمتلك شهادة ميلاد تفيد بأنك مسلم ومن أبوين مسلمين ؟!!   الأمر فعلا بسيط : فأنت لست في حاجة أن تعيش في تل أبيب ،  أو تنضم لجيش الإحتلال الإسرائيلي،  أو أن يتم تجنيدك كعميل من قبل الموساد ، كما لا يلزمك حتى أن تتوجه لمعبد إسرائيلي لإعتناق اليهودية على يد أحد الحاخامات.   بل كل ما عليك فعله: هو أن تواظب بحرص واقتناع على مشاهدة الفضائيات المصرية الحكومية منها والخاصة والتي يملكها حفنة ممن يسمون أنفسهم رجال أعمال.   ستتعلم الصهيونية بدون معلم مع أشهر مذيعي مصر في برامجهم الحوارية،  ولحسن الحظ فأنت لديك العشرات من هذه البرامج والتي  يطلق عليها اسم (التوك شوز)   صدقني... النتيجة مضمونة وخلال أسبوع واحد على الأكثر، والنتائج مبهرة بحول الله.   أولا: ستجد نفسك تحتقر عروبتك وتكره أهل غزة كراهية الموت،  ستعتقد في قرارة نفسك أن فلسطين عدو وإسرائيل صديق.   ستجد نفسك سعيدا بكل ما تفعله إسرائيل من قتل وتدمير وتشريد لأهلنا في فلسطين المحتلة،وستنضح نفسك الدنيئة بالشماتة حينما ترى مشاهد تدمير بيوت اهل غزة او قتل اطفالها الأبرياء وستردد عبارات من نوعية ( يستاهلوا.. هما من قتلوا جنودنا في رمضان)   ثانيا :ستجد نفسك تبرر و تصفق لكل أفعال الحكومة الإسرائيلية وتشيد بإنجازاتها في قتل وسحل كل ما هو عربي ومسلم، وستتابع بشغف صفحات متحدثها الرسمي ( أفيخاي أدرعي)على مواقع التواصل الإجتماعي،  بل وتكتب تعليقات من نوعية ( رائع أيها الإسرائيليين دمروا حماس والمقاومة، أبيدوهم ).   أما إذ لم تلتزم بالبرنامج المطلوب والمدة المحددة  لجعلك صهيوني متطرف أويهودي متعصب،   فعدة  مقالات لكتاب مصر المشاهير في الصحف القومية أو الخاصة والمملوكة تحديدا لرجال الأعمال ؛ كفيلة بأن تجعلك على الأقل صهيوني معتدل أو يهودي متحرر، وستجد نفسك تردد عبارات من نوعية: ( انا لست مع قتل اهل غزة ولكن انا ضد حماس، هما اللي عملوا في نفسهم كده،  وإحنا مالنا!!)   ** وفي حالة كونك تمتلك الإستعداد للتعلم ولكنك تقدس العمل ولا تمتلك الوقت الكافي لمتابعة مراحيض ماسبيرو الفضائية أو انتاجات مزابل مدينة الإنتاج الإعلامية.   فيمكنك الإلتحاق بوزارة الخارجية المصرية او العمل في إحدى مؤسسات الدولة الإنقلابية في عهد المشير ( السيسي)،  لتعرف بشكل عملي ومحترف كيف تصبح صهيونيا أكثر إخلاصا لدولة إسرائيل ممن ولدوا على أرضها ويحملون جنسيتها .   ولتستمع بنفسك لتصريحات قادة بني صهيون ووزراء حكومتهم  وكتابهم ونخبتهم وإشادتهم ب(السيسي)  ومواقفه تجاه دولة إسرائيل:   فالمحلل السياسي "باراك رافيد" - بصحيفة "هآرتس" الإسرائيلية  الجمعة 18/7/2014- كشف عما قال إنه (كواليس قرار شن العملية البرّية على قطاع غزة)، حيث أكد أن القرار اتخذ عقب عودة قادة المخابرات الإسرائيلية من مصر مساء الخميس، بعدما تناولوا الإفطار مع مدير المخابرات المصرية ( محمد التهامي) وعادوا بقرار ضرب حماس لإفشالها المبادرة المصرية .   وكان أعضاء الوفد الإسرائيلي هم  :رئيس الشاباك (يورام كوهين) ومندوب رئيس الحكومة (يتسحاق مولخو) ورئيس القسم السياسي الأمني (عاموس جلعاد)   بينما نشرت صحيفة هاآرتس قبلها بيومين عن تفاصيل  المبادرة المصرية للتهدئة والتي ألمحت فيها أنهاكانت فخ منصوب لحركة حماس من أجل إعطاء الذريعة لضربها بعملية برية والقضاء عليها ونزع أسلحتها،  وأكدت أن المبادرة هي إتفاق إسرائيلي مصري لم تشارك فيها حماس ولم تطلع عليها سوى من الإعلام.   بل والأعجب من ذلك حينما تقرأ تصريح للمعلق الصهيوني ( بن كسبت) منذ عدة أيام يقول فيه: " إن السيسي يستمتع كثيرا حينما تدمر إسرائيل بيتا من بيوت قادة حماس وهو ما يجعله لا يريد إنهاء الحرب.   أو تشاهد الإحتفاء الإسرائيلي الغير مسبوق بوجود ( السيسي)  على رأس الحكم في مصر والدور الذي يلعبه،   ففي برنامج حواري جرى  الأحد 13 يوليو 2014  علي قناة i24 News الإسرائيلية: ثلاث شخصيات إسرائيلية بارزة هم: • (داني يعيلون)  نائب وزير الخارجية الإسرائيلي السابق. •( نيتزان لوريال) الرئيس السابق لإدارة مكافحة الإرهاب الإسرائيلية. •( تال شنايدر) صحفية إسرائيلية بارزة ومحللة سياسية .   أجمع الثلاثة  علي أن السيسي هو كنزهم الجديد، وحليفهم الأبرز في العالم العربي، وكان أكثرهم فهماً لمتانة العلاقة هو ( نيتزان لوريال) .. الذي كاد أن يقول لهم أنه رجلنا في مصر .. حيث قال نصا: ( لا نحتاج من السيسي ان نطلب منه أكثر من ذلك،أنه يقوم بعمله علي أكمل وجه)   *وهذا رابط الفيديو الذي نشرته وترجمته قناة ( كلنا خالد سعيد نسخة كل المصريين  ) السيسي في عيون إسرائيل: عميل لنزع سلاح حماس:
http://youtu.be/cHcfpcPxoJ4   * أما إذا كنت تريد فعلا أن تعتنق اليهودية كدين، ولا تكتفي بكونك صهيوني تحمل شهادة ميلاد تفيد بأنك مسلم.   فعليك أن تستمع لتصريح وزير الخارجية المصري ( سامح شكري)  خلال لقاءه مع رؤساء تحرير الصحف والمجلات المصرية بمبنى وزارة الخارجية الخميس 17 يوليو     والذي قال فيه " أن العلاقة بين مصر وحماس تحمل قدرا عاليا من التوتر والصعوبة بسبب اتجاه حماس العقائدي،  والذي يجعل نقطة الالتقاء بينها وبين الحكومة المصرية شبه مستحيلة "   فإذا علمت يقينا أن حماس عقيدتها هي الإسلام،   فلابد أن تسأل نفسك قبل أن تسأل وزير الخارجية، ما هو دين من يحكمون  مصر الآن؟!!!!!

 

المصدر: نافذة مصر / بقلم - شرين عرفة
  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 80 مشاهدة
نشرت فى 23 يوليو 2014 بواسطة tarek2011

ساحة النقاش

قصاقيص الصحافة البيضاء

tarek2011
متابعة مقالات تترجم وتلخص أحداث مصر والعالم وكذلك مواضيع أخرى متنوعة »

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

30,636