كانت منطقة الشرق الأوسط تنعم بالسلام والاستقرار، باستثناء فترتى الحرب العالمية الأولى والثانية، وكانت أطراف القتال فيها دولاً أوربية، فهي حروب مطامع؛ كلٌ يريد نصيبه من الموراد والبترول والسيطرة على الشرق الأوسط، ومن بعده على كل العالم؛ فنهب ثروات الشرق الأوسط؛ هو سر قوة الاقتصاد الغربي لأوروبا وأمريكا!.
ولقد وعدونا –نحن العرب- بأننا إذا وقفنا بجانب بريطانيا وحلفائها؛ فسوف يحرورا العرب من “الاحتلال التركي”، وتكوين دولة عربية كبرى يرأسها خليفة مسلم عربى، بدلاً من الخلافة الإسلامية التركية!!، ووعدونا بتحسين أوضاعنا!!.
وصدقنا نفاقهم!!!.. نعم؛ هم اعترفوا بأنه نفاق. وهذا نص ما جاء فى دراسة أعدها معهد بحوث السياسة البريطانية تحت عنوان “مطامع بريطانيا فى الشرق الأوسط”، جاء فيه: “لقد كان الإحتلال البريطانى كريهاً من وجهة نظر القوميين المصريين؛ إذ أن الاحتلال التركي انتهى ليحل محله الاحتلال البريطاني !!، أي حل سيّد مكان سيّد، وهذا جعل بريطانيا مثاراً للكراهية والعداوة من جانب العناصر القومية، التي تتهم كل جهد لتحسين الحالة في مصر على أنه نفاق”.
وكان العرب هم الضحية
لقد كشفت دراسة أعدها معهد البحوث البريطاني عن حقائق؛ يجب أن يعرفها المثقفون العرب، بل وكل الشعب العربي؛ حتى لا يخدعنا النفاق الدولي، الذي يقوده الغرب ضد مصالحنا، فهم دائماً وأبداً يضحون بمصالحنا العربية لحساب أصدقائهم، وإليك ما جاء في الدراسة السابقة: “وفي سبيل تحقيق أهدافنا؛ اضطر الزعماء البريطانيون إلى بذل ثلاثة وعود متضاربة؛ لكي يكسبوا تأييد بعض الدول لهم أثناء الحرب العالمية الأولى، فوعدت (الشريف حسين) بعرش دولة عربية موحدة، تشمل الدول العربية في آسيا، ووعدت بريطانيا فرنسا طبقاً لاتقاقية “سايكس-بيكو” عام 1916 بسيطرة فرنسا على سوريا، كما وعدت بريطانيا الوكالة الصهيونية العالمية بوطن قومي لليهود في فلسطين، طبقاً لوعد (بلفور) عام 1917. وحاولت التوفيق بين هذه الوعود المتضاربة، وكان العرب هم الضحية!!”.
وهذا هو اعترافهم الرسمي “وكان العرب هم الضحية!!”. وهي جملة تحتاج إلى شرح؛ لأن التضحية بنا كانت على عدة مستويات، الأول: تكوين الدولة العربية الكبرى التي وعدوا بها؛ كبديل عن الخلافة الإسلامية الكبرى، التي كانت تقودها تركيا، كرمز للتضامن الإسلامي. والثاني: وهو الكارثة الكبرى؛ إحتلال الجيوش الغربية للبلاد العربية، ثم كارثة الكوارث: إقامة “مجمع الشيطان” في قلب العالم العربي .. وحينما نطلق على اليهود الصهيونيين “مجمع الشيطان” فهو تعبير حق. أطلقه عليهم السيد المسيح عليه السلام في الإنجيل الموجود الآن في كل أنحاء العالم؛ حيث قال عليه السلام: “وتجديف القائلين: بأنهم يهود، وليسوا يهوداً، بل هم مجمع الشيطان” (رؤيا، 2 : 10)، وفى مكان آخر قال لهم: “لو كنتم أبناء إبراهيم لكنتم تعملون أعمال إبراهيم.. أنتم من أبٍ هو إبليس” (يوحنا، 8 : 42).
استدعاء الشيطان
وبعد أن تراجعت بريطانيا عن وعدها بتكوين الدول العربية الكبرى في آسيا، وبعد أن أصرت على توزيع الدول العربية كهدايا لمن شاركوا معها؛ وتم إحتلال الدول العربية بعد إنتهاء الحرب العالمية الأولى، كانت كبرى الكوراث؛ وهي: البداية في التطبيق العملي لوعد (بلفور)، باستدعاء يهود العالم إلى فلسطين العربية!!.
وإليك ما جاء في دراسة معهد البحوث السياسية البريطاني: “وفي عام 1920 قسم مؤتمر “سان ريمو” الدول العربية التي كانت تابعةً لتركيا إلى خمس دول، وكان هذا التقسيم ارتجالياً، وكانت الحدود بين هذه الدول مصطنعة، وصار الوطن العربى في آسيا مقسماً إلى: العراق وسوريا ولبنان وفلسطين وشرق الأردن، وقنع أولاد الشريف حسين (فيصل وعبدالله) بعرش العراق ورق الأردن، تحت السيطرة البريطانية، بينما استولت فرنسا على سوريا ولبنان، وفي فلسطين أخذت بريطانيا تحاول تحقيق وعد (بلفور)”.
هواية إشعال الحروب العالمية
هذه الهواية يعشقها كثير من الشياطين!!، كما يعشقها أبناؤه من اليهود والصهيونيين، وهذا موجود في الإنجيل، حيث قال لهم يسوع عليه السلام: “أنتم من أبٍ هو إبليس، وشهوات أبيكم تريدون أن تعملوا، ذاك قتالاً للناس” (يوحنا 8/44).
لقد كشفت الكثير من المصادر على أنّ اليهود كانوا وراء دفع أمريكا للحرب العالمية الأولى، وننقل هنا من مصدر أمريكى موثوق وهو رجل المخابرات الأمريكية (جون بيتي)، والذي يعرف ما وراء الكواليس، حيث قال: “وانضمت أمريكا إلى جانب بريطانيا وفرنسا عام 1917 بتحريضٍ من الصهيونيين الأمريكيين” انظر: الستار الحديدي حول أمريكا، لرجل المخابرات الأميريكية جون بيتي.
كما ذكر نفس المصدر أن اليهود ومعهم أمريكا هم الذين ضغطوا على بريطانيا لإشعال الحرب العالمية الثانية، حيث قال (جون بيتي): “وقد ذكر (فورستال) وزير الدفاع الأمريكي في مذكراته أن (جوزيف كيندي) السفير الأمريكي فى بريطانيا كان قد أخبره أن (تشمبرلين) رئيس وزراء بريطانيا ذكر له: أن أمريكا ويهود العالم قد أكرهوا بريطانيا على دخول الحرب”1.
ثم ذكر (جون بيتي) كثير من الأدلة على صدق هذه الرواية إلى أن قال: “كل هذا يثبت صحة ما قاله (تشرشل) وزير الدفاع البرياطني عن الحرب العالمية الثانية؛ عندما وصفها بأنها “غير ضرورية”، فهي لم تكن ضرورية في أصلها، ولم تكن ضرورية في قسوتها وطولها، وكانت رجساً من عمل الشيطان، نشبت لإرضاء القوة غير المسيحية في أمريكا”1، ويعنى بالقوة “غير المسيحية في أمريكا” التجمع اليهودي الصهيوني هناك. هذه هي المصادر الغربية تؤكد دور اليهود الصهيونيين في إشعال الحرب العالمية الأولى والحرب العالمية الثانية.. فماذا بعد هذا؟!!.
زراعة الارهاب في الشرق الأوسط
بعد سيطرة بريطانيا على فلسطين؛ فتحت باب الهجرة لليهود إلى فلسطين على مصراعيه، فدخلوا إليها ومعهم أسلحة ووسائل الإرهاب الأعمى، وبدأوا يمارسون هواياتهم المفضلة، فإن لم يشعلوا حرباً فعلى الأقل القيام بالإغتيالات والأعمال الإرهابية، فبدأو ذلك ضد بريطانيا -نفسها- حتى يعجلوا بخروجها من فلسطين؛ ليسيطروا عليها، وضد قيادات الأمم المتحدة التي تريد أن تعطي لهم نصف فلسطين فقط؛ لأنهم يريدون كل فلسطين!!!، يقول رجل المخابرات الأمريكية (جون بيتي): “وبعد أن استولى الإسرائيليون على أراضي العرب في فلسطين ظهرت سلسلة من أعمال العنف داخل فلسطين، كضرب نادي الضباط البريطانية بالقنابل، وكذا سجن عكا، والقيادة العربية العليا في يافا، وضرب فندق سميراميس بالقنابل، وغير ذلك. وكان الذين ألقوا هذه القنابل هم الإرهابيون اليهود، ووصلت الوحشية الإسرائيلية ذورتها بمقتل الكونت (برنادوت) السويدي، الذي كان وسيطاً للأمم المتحدة في فلسطين، وكانوا قد قتلو من قبل الكولونيل (أندريه بيرسيرو) كبير مراقبى الأمم المتحدة.
ثم نذهب إلى مصدر أمريكي آخر يكشف وحشية الإرهاب الصهيوني في فلسطين وهو الكاتب المحامي الأمريكي (ألفريد ليلينتال) هو كاتب وصحفى يهودى، قد انشق عن الحركة الصهيونية، في كتابه (هكذا ضاع الشرق الأوسط!!) حيث قال: “وهناك فلسطينيون أجبروا على الهروب بسبب قيام القوات الإسرائيلية الزاحفة برميهم بالقنابل، والبعض الآخر من الفلسطينين هربوا بسبب الإرهاب الفظيع الذي أحدثته مذبحة دير ياسين، التي ذبح فيها 250 من الرجال والنساء والأطفال العرب، وذلك في 9 إبريل 1948 على يد عصابة (أرجون زفاى ليومى)، التي كان يقودها (مناحم بيجن)، الذي أصبح بعد ذلك رئيس وزراء إسرائيل بعد عام 1973″… ثم أضاف (ليلينتال) قائلاً: “وفي كتاب “الثورة” الذي وضعه (مناحم بيجن) تفاخر قائد هذه العصابة الإرهابية بأن الأقاصيص البشعة التي تدور حول وحشية (أرجون زفاى) انتشرت بعد ذلك بين العرب، من عربي إلى عربي، وتسببت في فرار 635,000 عربي بطريقة جنونية مزعورة”.
“كما كتب (هال لهرمان) في مجلة كومنتري: لقد دهشت مما ذكره لي الإسرائيليون .. فالجندي الإسرائيلي نهب وحرق وذبح.. بل لقد قيل أن بعض الضباط سمحوا لقواتهم بالتصرف كما يشتهون”، وذكرت (مسز ثاسيو فورد) المبشرة الأمريكية التي قضت حياتها في القدس: “أن عربة الجيب الإسرائيلية المزودة بمكبرات الصوت، أخذت تذيع التحذير الآتي في القدس وفي القرى العربية: إذا لم تغادروا بيوتكم، فسيكون مصيركم هو مصير دير ياسين”.
وهناك مصدر ثالث يؤكد على أنّ اليهود هم الذين أشعلوا جزوة الإرهاب في فلسطين، وهي شهادة نأخذها من تقرير كتبه (كرميت روزفلت) حفيد الرئيس الأمريكي الأسبق (تيودور روزفلت)، والذي كان يعمل أستاذاً للتاريخ بجامعة هارفارد، وأرسلته وزراة الخارجية الأمريكية في مهمة إلى البلاد العربية في فلسطين وحولها عام 1943، وعاد فكتب تقريره وجاء فيه: “ينبغي للأمة الأمريكية أن تواجه حقيقتين كالحتين في علاجها لمشكلة فلسطين التي تنذر بشر مستطير، أما الأولى فهي: أن المذهب الصهيوني في نظر الكثير من اليهود هو الأصل في حياتهم، يقاتلون فى سبيله ويموتون، وهو في نظر الكثير منهم لم يزالوا فى أوروبا معتقد حياتهم الوحيد، أما الثانية: وهي أقل ذيوعاً من الأولى؛ فهي أن للعرب حقوقاً في فلسطين، وأن برنامج الصهيونيين يهدد هذه الحقوق، وأن العرب أيضاً سيقاتلون ويموتون في سبيل حقوقهم”، ثم قال (كرميت روزفلت) في شهادته: “لقد كان الإرهاب في فلسطين منذ عام 1939 من صنع المتطرفين اليهود ولم يكن كذلك في الماضي!!”.
وبعد ثلاث سنوات فقط من قيام إسرائيل علق رجل المجابرات الأمريكية (جون بيتي) على سلوك السياسة الإسرائيلية قائلاً: “لقد قال (وارين أوستن) مندوب أمريكا لدى الأمم المتحدة وهو يتحدث عن الصين الشيوعية في 24 يناير 1951 “إنك لن تستطيع أن تشق طريقك إلى الأمم المتحدة باستخدام النار”، ولكن يبدو أنه حين قال ذلك قد خانته الذاكرة؛ لأن هذا المسلك هو المسلك الذي سلكته إسرائيل !! ، ثم قال جون بيتي :”إن إسرائيل الضئيلة التي تطفو على بحار من الدم قد ورطت العالم في مشكلات خطيرة ولم تزل تزج به إلى الكثير من المتاعب”… إن هذه الدولة الشيطان قد أرتكبت من المجازر البشعة بحق العرب، ما لايستطيع الشيطان أن يتصورة والآن تقيم المجازر للقوافل الدولية للمدنين العزل من غير العرب واللذين يحاولون تقديم المساعدات الإنسانية للشعب الفلسطينيي المحاصر في غزة!!!
شيطان بلا حدود
لقد حدد قرار التقسيم الظالم من الأمم المتحدة بأن نسبة تقسيم فلسطين 56% لليهود و 44% للعرب.
ولكن الشيطان الصهيوني يريد أن يتحكم في الشرق الأوسط أولاً، ثم يأتي إلى العالم ثانياً، فهو غير قانع بـ 56% من فلسطين، ولا حتى كل فلسطين، بل لابد على الأقل من النيل إلى الفرات ، وحينما انتبه وسيط الأمم المتحدة إلى خطأ التقسيم؛ لأن ذلك يفصل العالم العربى فى أفريقيا عن العالم العربى فى آسيا، ولابد من عودة “النقب” إلى العرب؛ حتى يتمكن العرب من الإتصال البري ببعضهم، وكتب بذلك تقريراً وأرسله إلى مجلس الأمن. كما أكد التقرير على “أن تكون مدينة القدس مدينة عربية، على أن تتمتع الطائفة اليهودية بها بالحكم الذاتي”، وعلمت المنظمات الصهيوينة بما جاء فى تقرير وسيط الأمم المتحدة (الكونت برادوت) فقامت بإغتياله في اليوم التالى لإرساله التقرير (17 أغسطس 1948).
الشيطان يجمع الشياطين
وما زال شيطان الشرق الأوسط يقوم بتجميع اليهود الصهيونيين على أرض فلسطين وحتى الآن، وفي الأونة الآخيرة وبالتحديد ليلة الثلاثاء (16/3/2010) تم افتتاح “كنيس الخراب” اليهودي، والذي يعدوه بداية لتدمير المسجد الأقصى، الذي يقدسه مليار ونصف مسلم في العالم ولم تحسب لهم إسرائيل أي حساب!!!. وذلك لإقامة هيكل سليمان محله، ولا شك أن الحفريات التي تمت حول وتحت المسجد الأقصى لم تحصل على شيء يثبت وجود الهيكل القديم في هذا المكان حتى الآن، كما ذكرت ذلك الصحفية الأمريكية (جريس هالسل) نقلاً عن رئيس الآثار الذي يقوم عمليات الحفر تحت وحول المسجد الأقصى، ورغم ذلك فهم مصرون على هدم المسجد الأقصى وإقامة هيكل سليمان!!
يجب علينا أن نعرف حقيقة هذه الدولة الشيطان.. فكيف نسعى للسلام مع الشيطان؟ وأن نعرف حقيقة أمريكا التي تقف بكل صراحة ووقاحة مع هذا الشيطان في مجلس الامن لتمنع أي قرار دولي يدين الافعال الشيطانية لليهود المجانين!!.. وإلى متى نظل غافلين عن عداء أميركا للمصالح العربية وتحيزها المطلق إلى جانب”إسرائيل”؟!!
والواجب على العرب أن يقطعوا كل علاقة بهذا الشيطان أولاً، وأن يتجمعوا على مقاومته ومحاصرته ثانياً، ولنصبر على ذلك مهما طال الزمن؛ حتى نطهر الشرق الأوسط من هذا الشيطان اللعين.
ساحة النقاش