اثار ما حدث من محاولة انتحار مذيع احدى القنوات من اعلى كوبرى في القاهرة استياء الناس من رد فعل المجتمع الذى لم يكن ابدا متوقعا حيث اقدم المذيع على القاء نفسه من اعلى الكوبرى و التزم الناس الصمت واخرجوا هواتفهم لتصوير الحدث دون ان يساعدوه على تجاوز الازمه .
صورة صعبه حيث نتوقع دائما في الاخرين الخير و انه كان يمكن لفرد واحد منهم ان يحاول ان يثنيه عن فعله حتى الحديث معه و إقناعه ان الازمات ليست نهاية الحياه و ان هناك املا ما دمنا احياء هذا ما كنا نتوقعه في المجموعة التي أحاطت لتصوير المشهد ولم يعد للمذيع الا رد واحد بعد انتهاء التجربه ربنا يلطف بينا .
ماذا حدث للامبالاة التي اصابت البعض منا هل لم نعد نهتم الا بأنفسنا ام لم يعد غيرنا يهمنا طالما كنا نحن بخير فلا يهم الا الانا .
اننا امام موقف أصاب الكثيرين بالذهول هل هناك مثل هذا في حياتنا وهل اذا ضاقت بفرد منا حياته لا يجد من يقول له خيرا ان هذا له من الأثر العكسى ان يتوقع الفرد حين يمر بازمه ان من حوله سوف يتبرون منه و انه لن يجد أيضا من الاخرين اى مساعده .
الإنسانية لا تتجزأ و الرحمة أيضا ولن يكن للحياة حياه بدونها وان لم نتراحم فماذا تكون النتيجة اننا امام ازمه انانيه اصابت الجيل الحالي من جراء ما شاهد من جحود و ضيق ذات اليد و الخوف والتزام البيت و عدم الاختلاط بالناس و بدلا من التعامل مع الاخر تعاملنا مع الموبايل الذى اصبح عالمنا الصامت الذى نتفاعل فيه كتابة وليس تفاعل حقيقي شعر الناس فيه انهم دائما وراء اسوار من العزلة الحقيقية ولكن انفتاحا في العالم الافتراضي المثالي من بعيد الى بعيد .
كنا نتكلم ونتزاور ونتحدث الى بعض في عصر مضى ثم عندما بدأ التليفزيون في جذب الناس له جلسوا بجانب بعض ينظرون الى جهاز واحد دون الحديث الى بعض وعندما اصبح الموبايل هو كل حياه الفرد اصبح كل منا يعيشون ينظرون اليه دون ان ينظرون حتى الى شيء واحد .
فلنعمل الخير ولنوصى به انفسنا قبل ان نوصى به الاخرين
