لا استطيع ان اعبر عن مدى دهشتي وانا أرى الفحص الفني في إدارة المرور للسيارات حين تمر السيارة امام المهندس المختص ويراها تسير امامه يستوفى الشكل العام لها كسيارة وان بها من الطلاء ما يظهر انها جيده و انها بالفعل مازالت تسير دون ان يوجد اى فحص من الأساس و هو ما يترتب عليه الكثير من الحوادث التي تعانى منه مصر .
الفحص الفني لابد ان يكون داخل مراكز الصيانة ولم يكن الفحص يوما من الأيام سيارة تسير يستشف منها المهندس بالحدس انها سليمه فنيا فقد تعانى السيارة من امراض عضال الا ان الصورة العامة لها مقبولة و النتيجة انها تسير بيننا كل يوم و صاحب السيارة اصبح لديه من القناعة ان الشكل هو الأساس و عليه فان كل ما عدا ذلك لا يهم .
لا انسى موقفا حدث أمامي عند فحص سيارتي حيث قال احد المواطنين للآخر " ادخل بالسيارة بالجانب الأيمن حتى لا يرى كسر الزجاج في الاتجاه الايسر "
مهما كانت قدرات المهندس لن تكون ابدا كالفحص في مركز الصيانة الذى يختبر العادم وكفاءة الموتور والاعطال و المدة الزمنية التي يمكن ان تسير السيارة فيها دون اعطال مفاجئة واختبار الفرامل وجودة الإطارات التي تنفجر عند اقل كسر في الطريق و أشياء أخرى كثيرة يعلمها المهندسون افضل منى .
كيف نعمل أبحاث على أسباب الحوادث والإجراءات والتوصيات المطلوبة حتى يتم تفعيل هذه التوصيات دون ان ننظر الى اول خطوة في الترخيص و هي الفحص الفني للسيارة الذى للأمانة يثير في نفسى الضيق حين أقوم بالمرور امام المهندس و يلمح السيارة بالسرعة الخاطفة ليقوم بالتوقيع على خلو السيارة من كافة الامراض و انها صالحه للعمل وسط الناس مع ان المهندس نفسه غير مقتنع بما يقوم به من الأساس .
السادة المسئولين عن الفحص في إدارات المرور الى متى ستظل هذا التسيب والتي نتج عنه النزيف المستمر على الاسفلت يترك القتلى والجرحى و المعاقين طول العمر دون ان نقوم بإصدار قرار بعمل الفحص في مراكز الصيانة ويتم ملاحظة الملتزم منهم بالمعايير التقنية ليصبح مركزا معتمدا لدى الدولة لاستخراج شهادات الفحص .
هذا القرار لابد ان يتم ليصبح الفحص الفني حقيقي وواقعى بدلا من ان يحكم على السيارة انها صالحه للسير وسط المواطنين من لمحه سريعة لم ولن يكن لها اى اثر سوى ان يتم التوقيع من المهندس على المستند المطلوب لاستيفاء الأوراق دون وجود اى انعكاس حقيقي لهذا التوقيع للإقرار عن صلاحية السيارة من عدمها .
