كل عام و قبل اعلان نتيجة الثانويه العامه يتم اعلان حالات الطوارىء ايذانا ببدء العد التنازلى لاعلان النتيجه والتى يعتبرها الجميع دون استثناء نتيجة عذاب دام فتره الدراسه و قلق و خوف الى اقصى درجاته خوفا على مستقبل الابناء .
الى هنا كل شىء عادى والمنطقى ان نرى الفرح فى بيوت الناجحين الا ان الواقع مختلف تماما .
الحزن فى كل البيوت تقريبا فكل اسره تريد لابنائها مجموع 100% ان لم يكن يتعدى ذلك و كل العائلات التى تخصص ابنائها فى شعبة العلمى يريدون الحاقهم بكلية الطب و من تخصصوا فى شعبة الرياضيات يريدون كليه الهندسه ولا يريدون بديلا .
وبدلا من يوم يتوقع فيه الناس الفرحه بنجاح ابناهم تجد الحزن يعلو الوجوه لمده تتراوح ما بين اليومين و الثلاثه و قد تزيد الفتره اذا كان مجموع الابن او الابنه اقل من مجموع اقاربهم و اصدقائهم حينئذ تطول الفتره و كأن الانسان فى حرب و خرج منها منهزما .
هذا اليوم لا ينساه الابناء و تتكون لهم عقده طول العمر و قد تمتد لأجيال اخرى .
لا تتخيلوا عندما تحدثت مع احد اصدقائى من كبار السن اذ سألته ما هى الاغنيه التى تكرهها ؟ قال الناجح يرفع ايده ! لم اتوقع رد الفعل وسألته عن السبب قال انه كان يسمعها حوله حينما لم يوفق فى الثانويه العامه و مع انه نجح فى العام التالى الا ان لديه حتى الان عقده سألته عن شعوره حينما يسمعها ؟ قال انها تصل الى الشعور بالالام الجسديه المبرحه و الضيق الذى يخرجه على الاخرين ممن حوله فعندما نجح ابنه فى الثانويه العامه كان الابن سعيدا بسماعها و كان الاب فى قمة الضيق و قام ومنع استكمال الاغنيه ..انها حقا ذاكره لا تنسى .
اننا نعمل الكثير من الافعال التى تترك الاثر السىء على اولادنا دون ان نشعر حتى و ان نجحوا الا ان رغبتنا فى الكمال و محاولة دفع اولادنا لان يكونوا خيرا منا لا تتعس حياتنا فقط و انما تتعس حياتهم ايضا و تشوه شخصياتهم دون ان ندرى و نرجع و نسأل انفسنا لماذا انتجنا جيلا مشوها ؟ ان ذلك نتيجه افعالنا دون درايه و دون علم .
افرحوا معهم مهما كانت النتيجه والحمد لله انكم و هم بخير و ليست الثانويه العامه نهايه المطاف و ليست كليه الطب ولا الهندسه هى امل كل الناس و الا اصبحنا مجتمعا مهندسين و دكاترة فقط و هذا ليس منطقيا ..المهم ان نخرج للمجتمع جيلا متعلما محترما على خلق يحترم نفسه و يحترمه الاخرون .