كانت سمة عظيمه من سماتنا نفتخر بها من زمن بعيد ويصفونها بالشهامة علمها لنا اباؤنا وامهاتنا ان الرجولة ليست المذكورة في شهادة الميلاد و انما للرجولة معان أخرى تبدأ من كلمة شرف و عطاء و تضحية وفداء الاخرين بالمال و النفس وان تقول قول الحق من اجل الحق ولا ينهاك عن ذلك لومة لائم و انصاف المظلوم و ان تعفو عند المقدرة و تمد يد العون وما يتطلب ذلك من شجاعة و اقدام و تسامح و رحمه في يجتمعون آن واحد .
حتى اللفتات البسيطة التي كنا نقوم بها منذ صغرنا حين نستقل الاتوبيس العام ونرى سيده واقفه كنا نترك لها المكان لتجلس ايمانا منا بان هذه أفعال الرجال وننظر بعدها لأنفسنا نظرة احترام طالما كانت فينا الحياه و نخفف عن السيدات والضعفاء أي ألم .
أذكر حينما كنت استقل مترو الانفاق في برلين و صعدت سيده ترتكز على عكاز في العقد الثامن من عمرها والشباب جالسون ولا يعيرونها أي اهتمام قمت لها وساعدتها على الجلوس و جلست مكاني و هي مندهشة من الفعل تسألني عن جنسيتي وأفتخر بمصريتي تظن هي انه عمل بطولي مع انه عمل بسيط تعودنا عليه لا يستحق اى امتنان ولا اريد ان اثاب عليه من الأساس .
الرجولة هي الأمان حين يراد ان يجدونه وهي التضحية حين يكون الفداء و لا كتمان للشهادة مهما كان نفوذ صاحب السلطة ان الرجال يرون الحق هو الاحق ان يتبع دون تخاذل او تباطؤ او تملق وحتى ازدواجية سواء في المواقف أو المعايير.
لا نريد تحجر العقل ولا التشبث بالرأي او التجمد والحفاظ على ترجيح كفة القيم في كل الأحوال والبعد عن ردود الأفعال الهمجية التي تثبت بالدليل ان من يحدثونه هو طفل يرتدى ملابس الرجال.
لا نريد اشباه الرجال وانما رجال بحق نفتخر انهم نشأوا في مجتمعنا المصري .. رجال نشعر في صغرهم بالعزة وعند بلوغهم بالأمان رجال يتمتعون بالشرف و يحترمون الكلمة والوعد و لديهم الاستعداد للعطاء مهما كانت الظروف .. قادرون على التكافل فيما بينهم و لديهم ارادة نحو التضحية بالنفس قبل المال اذا تطلب الأمر و يجدون عفوا عند مقدرتهم انهم نماذج أتمنى ان نراها و هي ليست في الأساس غريبه علينا و انما هي أساسا من شيم المصريين.
أتمنى ان نرى مجتمع يحترمه الاخرون و يصفون الذكور فيه .. بصفة الرجولة.