" الأمومه "
مهما تكلمنا عن المشاعر الانسانيه تبقى الامومه هي الشعور الوحيد الذي الا تضاهيه اى مشاعر اخرى هذا الشعور الذى يتجلى عند بناتنا من صغر سنهم لامتلاك "عروسه " يشعرون معها بروح الامومه التى فطرهن الله تعالى عليها .
الامومه هى نبع لا يجف وسيل متدفق من الدفء والحنان والعطاء والتضحيه فى اروع الصور وحينما تنظر الى امرأه تحتضن وليدها - مهما كلفها ذلك من حمل و عناء و تعب - ستعرف كم هى المعانى التى لا يمكن وصفها بالكلمات لوصف هذا الشعور الرائع .
وعندما نتحدث عن العطاء الذى لا يتوقف وبدون مقابل لاشك ان ذلك يبدوا غريبا لان العطاء لابد و ان يقابله عطاء آخر فى المقابل وهذا أساس كل علاقة إنسانية الا ان واقع مشاعر الأمومة هي عطاء لانهائي دون انتظار المقابل وهذا اكبر نعمه من الله تعالى للبشرية ليزرع الحنان و ينمى قيمة العطاء الغير مشروط بين الناس .
يقول الشاعر الأم مدرسة إذا أعددتها أعددت شعبا طيب الأعراق و هذا ما نريده الآن ان نعد أمهات الغد من اجل الاستعداد للمستقبل ليكن افضل حالا مما نراه الآن وما نعانيه من انهيار السلوك بين الناس و تنامى شعور العدائيه و اختفاء الحنان والرحمه التى هى اساس التراحم فيما بينهم وهذه الصورة ما كنا نريد ان نراها ابدا .
لقد ساهم الفقر و قصور التعليم فى تدمير أمهات الغد وتقصير واضح وخصوصا فى المناطق الأكثر فقرا و حرمانا ..ان علينا مسئوليه كبيره نحو الاهتمام بتعليم و تربية بناتنا و عدم التقصير فى نشأتهم و عدم تشويه الجيل بالتفرقة بين الأبناء و تهميش بناتنا عن الوجود حتى تصبح ظلا مشوها فلا امل حينئذ منها لان من يربى ويعلم و يجمع شمل الأسرة هي الأم وان شوهت وهى صغيرة ماذا ننتظر منها الا جيلا اخر مشوها لا فائدة منه ولا أمل .
ولننتهز هذه الفرصة لنوصى أولادنا و بناتنا برحمة كل أم و نخفف عنها اى ضيق قد تعانى منه و أن نسعى لان نمنع عنها اى حرمان ولنرحم دموعها و تجففها أيدينا و ندخل السعادة دائما عليها و نتقى الله تعالى فيها وفى مشاعرها حتى لا نضيف علها اى عبء آخر فكفاها ما ألقاه الزمان عليها من أعباء ضاقت بها ذرعا يوما ما .