المـــــــوقـــع الــرســــــــمى الـخــــــــــــاص بــ "د/ تـــــــامر المــــــــــلاح"

"تكنولوجيا التعليم " الحاسب الألى " الانترنت " علوم المكتبات " العلوم التربوية " الدراسات العليا "

أزمة النخبة فى الوطن العربى .. والتعلم بالقدوة .. لتعليم جديد وفكر جديد !!!

     نجد فى مجتمعاتنا العربية هذا الأمر ظاهر جلى للقاصى والدانى، بل وهو أمر طبيعى فى أى مجتمع من المجتمعات أن تجد مثل هذه الفئة بغض النظر عن صفتها، هكذا أتحدث عن النُخبة، ولكن فى وطننا العربى نجد هذه النخبة لها معايير أخرى تختلف فى مضمونها عما نجده فى بلاد أخرى لا تنتمى الى العربية أو الاسلام فى شىء، لذا سأتحدث فى هذا المقال عن النُخبة العربية فى الوقت الراهن، وما هى المعايير التى على أساسها يتم إختيار هذه النُخبة، وكيف نتعلم منها بالقدوة كإحدى أساليب التربية على مر العصور والأزمان.

     فى حقيقة الأمر وظاهره نجد النُخبة العربية ممثلة فى الفنانين الذين لا يقدموا لنا أى فن يُذكر سوى مجموعة من القنابل التى من شأنها تدمير المجتمع العربى بأكلمه، ولنا فى ذلك أمثلة كثيرة تثبت ما أقول، كذالك أيضا نضيف الى هذه النُخبة ما يعرفوا بالناشطين السياسين والذين أعتبرهم المادة القابلة للإشتعال والتى إذا ما وجدت النار أقبلت عليها بسرعة كبيرة، إضافة إلى ذلك فئة أخرى تسمى بالإعلاميين وتلك هى أبواق كالمزامير لا تسمع منها سوى أصوات عالية بكلمات فارغة أو لا تمد للحقيقة بصلة أو تبحث عن مصلحة شخصية لشخص ما، او كما يقولون التطبيل لأجل أمر ما فى قرارة النفس، أضف أيضا فئة الراقصين والعراة فى مهذلة لم نكن نتوقعها أن يكون من ضمن النُخبة المجتمعية.

     ونتيجة لهذا الأمر، نجد شبابنا وبناتنا عن طريق القدوة والتقليد الأعمى الذى شاع فى الأونة الأخيرة ينجرفون وراء أفعال هؤلاء، فتجد الشاب يقلد ممثلا والفتاة تقلد راقصة، و من ثما نجد العقول فارغه هاوية على عروشها تماما، ونجد المتعلمين فى نظامنا التعليمى يتعلمون من المجتمع الاسفاف والبذاءة بل ويرددونها داخل المؤسسات التعليمية، وتصبح مشكلة مجتمعية كبيرة نتيجة لدور ما أطلقوا على أنفسهم النُخبة المجتمعية، لذلك لابد علينا من وقفة هنا لوضع معايير موضوعية لإختيار القدوة لأولادنا وشبابنا وبناتنا، لأن التعلم بالقدوة سمة من سمات العصر الحاضر بل وتطور إلى تقليد أعمى خاصة فى الأمور السيئة فقط دون الأمور المقبولة، فيا ليت التقليد للغرب فى النواحى العلمية، والابتكارية، ولكن نجدة فى الثياب والموضة والخلاعة والتحرر فى العلاقات، وكل ذلك مما هو منهى عنه فى مجتمعنا العربى.

     فإذا إنصلح حال نخبتنا بالطبع سينصلح حال شباب أمتنا، لذا لابد أن تكون فى مقدمة المعايير عدة جوانب هى كالأتى:

 اولاً: الجانب الأخلاقى لهذا الممثل للمجتمع عن فئة، وبالطبع هو الأمر الذى يفتقده الكثيرين مما يسموا بالنُخبة فى الوقت الحالى.

ثانيا: الجانب الثقافى والعلمى، وهو أيضا أمر يفتقده الكثيرون حاليا من الفئات الممثلة للنُخبة مما سبق ذكرها.

 ثالثا: الدور المجتمعى الإيجابى، نظرا لدور النُخبة المؤثر فى كل فئات المجتمع خاصة فئة وسط الهرم وهى الشباب.

رابعا: توفر مقومات القدوة الحسنة التى نص عليها الدين الإسلامى وأعظم ما نقتدى به ونأخذه مثالاً لذلك وهو النبى صلى الله عليه وسلم أعظم قدوة على الاطلاق.

خامسا: مدى نشره للأفكار البناءة لفئة الشباب والتى تساعدهم على بناء مستقبل مبهر تعويضا لهم عن محبطات المجتمع والحياة حتى لا ينجرفوا فى طرق يندمون عليها ويندم عليها المجتمع بأكمله.

سادسا: العمل على توعية أفراد المجتمع خاصة فى مسألة النقل والتقليد الأعمى للغير وأخص بالذكر هنا للغرب فنجد التقليد فى الملبس والمأكل فقط وذلك لضعف وعشوائية التوعية والثقافة بكيفية الأخذ من الغير والتعلم بالقدوة .

     ومن هنا لتعليم جديد يجب أن تكون النُخبة من مجتمعاتنا العربية، قدوة حسنة للجميع وقمم علمية فى مختلف المجالات، فما الحال لو تبدل الأمر وأصبح أساتذه الجامعات هما النُخبة الحسنة لنا ولأفراد المجتمع، ماذا لو أصبح المفكرون والمبدعون هم الأولى بأن يقدموا أنفسهم للمجتمع بدل من الفئات السابقة الذكر أعلى المقال والتى تعمل على هدم عقول افراد المجتمع، وبرغم هذا كله الا ان المجتمع العربى ملئ بالشخصيات التى تستحق أن تقدم نفسها كقدوة علمية وفكرية ومجتمعية للشباب، ومساعدتهم فى بناء مستقبلهم والاقبال على الابتكار والابداع والاهتمام العلمى بدلا من هدم العقول والاحباطات التى تواجه الشباب تحديدا.

     نحتاج إلى نُخبة جديدة، كما الحاجه لتعليم جديد، كما الحاجه لعقليات جديدة، وفكر جديد، وطموح جديد، وصمود وأمل فى المستقبل مهما كانت الاحباطات، ولكن وجب التلميح هنا إلى أنه ما لم تتمكن النظم التعليمية الحالية من إخراج نُخبة مجتمعية على مستوى متفوق وعالى، إذن فلكم الحكم، ولابد من تضمين ذلك ضمن معايير وجودة النظم التعليمية.

     للأسف الشديد الفترة الأخيرة وما حدث فيها من ثورات وتوترات على الجانب السياسى والاجتماعى فى الوطن العربى بصفة عامة أخرجت لنا أفواه ما تمكنت من الخروج يوم كان الانضباط سيدا للموقف، لانها وجدت الفرصة كى تبث سمومها فى حال الوضع غير مستقر ولا احد يحاسب أو يعاقب، لابد ان نبث فى نفوسنا الموضوعية والدقة فى إختيار القدوة والسير على نهجها، و لنا فى علماؤنا العرب خير قدوة لنا، بعيدا عن التقليد لأى شىء من الغرب، فيجب ان نعرف قيمتنا، ونبنى شبابنا وامتنا بتعليم جديد ونُخبة جديدة.

     بنُخبة جديدة سنقتدى، وبتعليم جديد سنبتدى، وبتعلم أفضل سنهتدى، وعلى نمطية العقول سنعتدى، وبحب العلم سنغير ونأمل فى تعليم جديد وواقع سعيد وخير يزيد وعمر فى روح العلم مديد، وثقة حديد، وحاضر جديد.

 

كتبه ....... تامر الملاح

المصدر: إعداد م/ تامر الملاح
tamer2011-com

م/تامر الملاح: أقوى نقطة ضعف لدينا هي يأسنا من إعادة المحاولة، الطريقة الوحيدة للنجاح هي المحاولة المرة تلو المرة .."إديسون"

  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 109 مشاهدة

ساحة النقاش

م/ تامر الملاح

tamer2011-com
باحث فى مجال تكنولوجيا التعليم - والتطور التكنولوجى المعاصر »

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

3,731,159

بالـعلــم تـحـلـــو الحـــيـاة

للتواصل مع إدارة الموقع عبر الطرق الأتية:

 

 عبر البريد الإلكتروني:

[email protected] (الأساسي)

[email protected]

 عبر الفيس بوك:  

إضغط هنا

(إني أحبكم في الله)


أصبر قليلاً فبعد العسر تيسير وكل أمر له وقت وتدبير.