المــوقـــع الــرســمى الـخــــاص بــ "د/ تــامر المـــــلاح"

"تكنولوجيا التعليم " الحاسب الألى " الانترنت " علوم المكتبات " العلوم التربوية " الدراسات العليا "

التعلم الإلكتروني بين وهم الموضة … و “ت.ت.أ.ت.ت.ت”


ينتظر الكثير من متابعي مقالاتي أن أعرض لهم كل ما هو جديد في مجال التعلم الإلكتروني والمستجدات الحديثة في هذا المجال ولكن هذه المقالة ستكون مختلفة عن ما تعودتم عليه مني ، حيث ارتأيت تخصيص مدونة تعليم جديد  بهذا المقال مساهمة مني في هذا الصرح المتميز. 

سيكون موضوع مقالتي أقرب إلى عرض مشكلة وتقديم بعض الحلول لها من خلال خبراتي واجتهادي حيث شاركت ولله الحمد في العديد من الاستشارات الخاصة بمشروعات لتطبيق التعلم الإلكتروني داخل جامعات ومؤسسات تعليمية، ووجدت أن المشكلة الكبرى ليست في شراء أو تطبيق تقنيات حديثة أو تطبيقات تكنولوجيا بل المشكلة في فهم وتطبيق فلسفة التعلم الإلكتروني والإيمان بجدواها من عدمه وهذا ما سأقوم بعرضه سريعا من خلال السطور التالية إن شاء الله .

عندما ننظر عن قرب إلى العديد من الجامعات والمؤسسات التعليمية العربية ونقوم بتحليل التعلم الإلكتروني بها، نجد أنه مجرد موضة و إكمال الشياكة والواجهة فقط والكثير من دعاة التقنية في التعليم سيتضايقون من صراحتي ولكن هذا ما وجدت عليه الكثير حيث يدفعون مبالغ طائلة في تطبيق بعض أنظمة إدارة التعلم والمقرارات الرقمية والتقنيات الأخرى بالجامعات والمؤسسات التعليمية وعندما تقوم بتحليل الإحصائيات المتعلقة بمستخدمي هذه التقنيات تجد العدد قليلا جدا، وليس هذا فقط بل تجد من يستخدمها لا يستخدم إلا إمكانيات محدودة فقط منها وباقي الإمكانيات لا تستخدم ولا يعرفون عنها شيئا.

سوف يقول الكثير عند الاطلاع على السطور السابقة أنها مجرد نقد لا يحمل أية حلول، لكن سوف يحمل المقال حلولا أو كما أقول اجتهادات من خلال ما شاهدته في مجال التعلم الإلكتروني وعرض تصور وضعته في اختصار هذه الحروف “ت.ت.أ.ت.ت.ت “، والذي أتمنى من الله أن يفيد الكثير من المؤسسات التعليمية (جامعة –  مدرسة …. الخ ) في تطبيق التعلم الإلكتروني بشكل أكثر فعالية وليس مجرد موضة، ومن خلال السطور القادمة  إن شاء الله سوف أقدم بين أيديكم تفسيرا لتصوري الخاص “ت.ت.أ.ت.ت.ت ” من بداية التفكير في التعلم الإكتروني إلى التطبيق الفعلي :

أولا : “ت ” وهي : تثقيف بالتعلم الإلكتروني 

هذه المرحلة هامة جدا حيث يجب أن نقوم بعملية تثقيف وترسيخ جدوى وأهمية التعلم الإلكتروني لدى كل منسوبي المؤسسة التعليمية قبل أن نقوم باختيار أي تقنية أو نفكر في شرائها حتى لا تحدث الصدمة لمنسوبي المؤسسة التعليمية عندما نقوم بتطبيق التعلم الإكتروني وتقنياته بدون تثقيفهم وتمهيدهم لهذه التقنية ونجد أنفسنا أمام الكثير من منسوبي المؤسسة لا يريدون استخدام هذه التقنيات كما نجد أنفسنا في موقف الدفاع ضد هجوم الكثير من منسوبي المؤسسة على التعلم الإلكتروني ككل وهدم.

ثانيا :”ت” وهي : تحليل المؤسسة التعليمية 

والمقصود من التحليل هو القيام بالتالي :

  • أولا : تحليل حاجات المؤسسة من التعلم الإلكتروني : هل سيكون مفيدا عند تطبيقه وما أوجه الاستفادة منه في الأنشطة المختلفة للمؤسسة؟
  • ثانيا : تحليل الفئة المستهدفة : من سوف يوجه لهم التعلم الإلكتروني من معلمين أو مدربين / طلاب أو متدربين وما هي خصائصهم ؟

حيث تساعدنا مرحلة التحليل في اختيار التقنيات المناسبة لتطبيقها بعد الوصول إلى التحليل الجيد في هذه المرحلة .

ثالثا:”أ”وهي : اختيار التقنية المناسبة

نجد أنفسنا في محيط كبير به أمواج متلاطمة من تقنيات التعلم الإلكتروني منها المفيد والمميز ومنها ما لا يسمن ولا يغني من جوع لذا علينا التعامل بالكثير من الحذر مع طريقة اختيار تقنيات التعلم الإلكتروني التي سوف نطبقها وسوف يساعدنا ذلك كثيرا إذا توفر لدينا تحليل كامل لكل ما تحتاجه المؤسسة من التعلم الإلكتروني وكذلك خصائص منسوبيها، ويجب كذلك أن نكون على وعي كامل بالتكلفة المالية و التي تحدد حجم الميزانية االمطلوبة لاختيار التقنية المناسبة .

رابعا: “ت” وهي : تدريب منسوبي المؤسسة التعليمية

كم من المشروعات فشل تطبيقها لعدم الاهتمام بالتدريب قبل التطبيق الفعلي لها فوجدنا أنفسنا أمام تقنية بدون مستخدمين وسوف ينقسم التدريب إلى :

  1. تدريب المسؤولين على إدارة تقنيات التعلم الإلكتروني : وتكون من مهامهم إدارته باحترافية  و تطويره.
  2. تدريب بعض منسوبي المؤسسة : سيصبحون بعد فترة التدريب مدربين وخبراء ومن مهامهم تدريب باقي منسوبي المؤسسة و إرشادهم في أي شيء يقف أمامهم عند استخدام التعلم الإلكتروني .

خامسا : ” ت ” وهي : تطبيق التعلم الإلكتروني

عند مرحلة التطبيق يحدث الكثير، قد نعجب بإحدى التقنيات في إحدى الدول الأجنبية فنقوم باقتنائها وتطبيقها  بدون أي تدريب أو تثقيف مما يؤدي إلى عزوف وفشل لها حتى ولو كانت مفيدة وتوفر الكثير من الوقت. فهذا نداء عاجل لمن يفعل ذلك لأننا نجد أنفسنا أمام وضعية تصحيح دائمة للمفاهيم لدى الكثير من التربويون الذين ينادون بعدم جدوى التعلم الإلكتروني  بسبب فشل الكثير من التجارب التي بنيت على التطبيق المباشر بسبب الإعجاب فقط ، لذلك يجب أن يكون التطبيق  آخر المراحل حتى نستفيد استفادة قصوى من التعلم الإلكتروني في التعليم والتعلم .

سادسا : “ت” وهي : تقويم التعلم الإلكتروني

وهي مرحلة مهمه جدا جدا حيث يجب أن يكون لدى أي مؤسسة تعليمية خطة واضحة بخصوصها لتقويم دائم للتعلم الإلكتروني حتى نقف على العيوب التي تظهر عند التطبيق وكذلك على التطوير الدائم له والاستفادة من كل جديد يستجد حوله  .

أخيرا :

“إنني صاحب شغف بالتعلم الإلكتروني وتقنياته ولكني لا أقاتل أحدا لتطبيقه “

لأن رؤيتي وطموحي هي أن يطبق التعلم الإلكتروني بما يفيد الموقف التعليمي وليس مجرد موضة

                                     شلتوتيات تكنولوجية

المصدر: الكاتب : د. محمد شوقي شلتوت
tamer2011-com

م/تامر الملاح: أقوى نقطة ضعف لدينا هي يأسنا من إعادة المحاولة، الطريقة الوحيدة للنجاح هي المحاولة المرة تلو المرة .."إديسون"

  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 261 مشاهدة

ساحة النقاش

م/ تامر الملاح

tamer2011-com
باحث فى مجال تكنولوجيا التعليم - والتطور التكنولوجى المعاصر »

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

3,896,412

بالـعلــم تـحـلـــو الحـــيـاة

للتواصل مع إدارة الموقع عبر الطرق الأتية:

 

 عبر البريد الإلكتروني:

[email protected] (الأساسي)

[email protected]

 عبر الفيس بوك:  

إضغط هنا

(إني أحبكم في الله)


أصبر قليلاً فبعد العسر تيسير وكل أمر له وقت وتدبير.