المــوقـــع الــرســمى الـخــــاص بــ "د/ تــامر المـــــلاح"

"تكنولوجيا التعليم " الحاسب الألى " الانترنت " علوم المكتبات " العلوم التربوية " الدراسات العليا "

ثلاث عشرة وسيلة للتوصل إلى مشكلة جديرة بالدراسة

في مرحلتي الماجستير والدكتوراه



أولاً: اختيار موضوع الرسالة هو مهمة الطالب أولاً وأخيرًا، لكنها مهمة تحتاج إلى إرشاد المشرف وتوجيهه.


ثانيًا: يرى العديد من الباحثين أن اختيار مشكلة البحث مسألة هيِّنة، وأنه يستطيع في أسبوع واحد انتقاء موضوع وتسجيله، وهناك من الباحثين من يرى أن اختيار موضوع للبحث قضية كبيرة، وأنه قد تمضي عليه الأشهر العديدة وهو يفكر فيها دون أن يصل إلى نتيجة.


ثالثًا: الواقع هو أن اختيار الموضوع هو أصعب جزءٍ في عمل طالب الدراسات العليا. فالموضوعات لا تكشف عن نفسها بسهولة، ولكنها تظهر وتتَّضح عندما يقرأ الطالب كثيرًا في موضوع معين مدفوعًا برغبة ذاتية؛ ذلك لأن الموضوع الجيد هو الذي يحظى باهتمام الباحث وشغفه، كما يجب أن يكون مناسبًا لقدراته وإمكانياته، ولأن الطالب قد يقضي في دراسته مدة أقلها سنتان، فعليه أن يختار موضوعًا يحبه، ويتفاعل معه، ويمتزج به، ويتصل بروحه، ويُقبل دائمًا عليه.


رابعًا: انطلاقًا من مبدأ ربط العلم بالحياة، على الطالب أن يحاول اختيار موضوع ينتفع به عمليًّا بعد إتمامه.


خامسًا: يجب أن يتميز الموضوع بالجدة والأصالة، كما يجب أن يكون فريدًا من حيث طريقة المعالجة والنتائج النهائية التي تُعتبر إثراءً للمعرفة البشرية، وإضافة لها، علمًا بأن مرحلة الماجستير هي مرحلة إعداد وتعلُّم، أما مرحلة الدكتوراه، فهي مرحلة إبداع وابتكار، ولا بد لطالب الدكتوراه أن يظهر شخصيته، ويضع بصمته في سجل تاريخه العلمي، وتاريخ القسم الذي منحه هذه الدرجة.


وأيًّا كانت نظرة الطالب إلى هذه المشكلة، فالآتي بعد هي بعض الإرشادات التي تساعد الطالب في اختيار مشكلة البحث:

1- يستطيع الطالب أثناء السنوات التمهيدية في الماجستير أو الدكتوراه عبر القضايا التي يعرضها أو يشرحها أساتذة المواد المختلفة - أن يتلمس بعض الموضوعات التي تحتاج إلى دراسة متعمقة يسجل فيها رسالته، وكلما كان الطالب وثيق الصلة بالأساتذة في تخصصه، يجالسهم ويناقشهم، سيتمكن بتوفيق من الله إلى الوقوف على الموضوعات التي تتطلب دراسة أوسع وأعمق، فيختار منها ما يلائمه ويوافق ظروفه.


2- أن يتعرف من القسم الذى يدرس فيه، ومن مناقشة مختلف الأساتذة على الموضوعات التي يحتاجها القسم في تخصصات معينة، وهذه النقطة تهم المعيدين والمدرسين المساعدين بصفة خاصة، على أساس أنهم سيقومون بالتخصص في تدريس مواد بعينها حينما يصبحون أعضاء هيئة تدريس.


3- تقوم بعض المؤسسات الخاصة والحكومية؛ مثل: (وزارة الشؤون الاجتماعية - معهد البيئة - معهد الأمومة والطفولة...إلخ (بتحديد الموضوعات التي تحتاج إلى دراسة، والتي قد تتطلب تمويلاً خاصًّا بطريقة مباشرة أو غير مباشر، ويمكن للباحث أن يتابع الاحتياجات البحثية لهذه المؤسسات، ويتبنى أحد الموضوعات التي تحتاج للدراسة.


4- تساعد القراءة المكثفة الناقدة التي يقوم بها الباحث في مجال اهتمامه على التعرف على نواحي القصور والنقص أو الضعف في بعض الموضوعات التي قام بالاطلاع عليها، فيدفعه هذا إلى محاولة إعادة دراسة هذه الموضوعات بطريقة يتلافى فيها أوجه النقص والقصور هذه.


5- هناك في مجال عمل الباحث عقبات تواجهه، كما يواجه أصحاب بعض الوظائف القيادية أو الاستشارية، أثناء أدائهم لوظائفهم بعض العقبات التي تحتاج إلى حلٍّ، وتعتبر هذه العقبات فرصة طيبة للتعرف على المشكلات التي تحتاج إلى الدراسة.


6- تعتبر الندوات العلمية المتخصصة، وما تنتهي إليه من توصيات واحدة - من الفرص الطيبة التي تعين الباحث على الوقوف على مشكلات تستحق الدراسة.


7- يلاحظ عدم اهتمام الباحثين المكثف بحضور مناقشات الرسائل العلمية، ومتابعة ما يجري فيها، لكن حضور هذه المناقشات يُتيح لهم فرصة التقاط فكرة بحثية، كما أن بعض الرسائل العلمية الجيدة قد تشتمل على توصيات موضوعية لإجراء دراسات مستقبلية، لم تكن في نطاق بحث صاحب الرسالة، أو لم يتمكن من معالجتها لسببٍ أو لآخر، فتكون فرصة يستفيد منها باحثون آخرون لإجراء بحوث فيها.


8- يساعد اطلاع الطالب أو احتكاكه بمن يطلعون ويتابعون الدوريات العلمية المتخصصة على فتْح آفاق بحثية لموضوعات تحتاج إلى الدراسة.


9- تساعد قواعد المعلومات العديدة المتخصصة والعامة - التي يمكن الوصول إليها عن طريق الشبكات الخاصة، أو عن طريق الإنترنت بسهولة بالغة - على اختيار الموضوعات التي في حاجة إلى دراسة.


10- من أقوى الميادين التي تشهد للباحث بالتميز هو اختياره لموضوع جديد للدراسة، يرتبط ارتباطًا كبيرًا بالبناء النظري أو المنهجي لتخصُّصه؛ سواء من الناحية النقدية لنظريات أو مناهج قائمة، أو اختياره لمداخل جديدة، أو بيان قصور، أو عدم صلاحية نظريات أو مناهج معينة، ويرى الدكتور "على يحيى" الآتي:
أ- أن البرامج التي يمكن تطبيقها على الواقع العملي - مثل برامج المسنين...إلخ - تصلح كموضوعات للدراسة.


ب- أن محاولة تطوير الأدوات تحتاج إلى جهود بحثية وإلى تطوير؛ نظرًا لأنها ليست ناضجة بالدرجة الكافية.


ج- أن المساحة البحثية بين العلوم - مثل العلاقة بين الخدمة الاجتماعية، والعلوم الأخرى؛ كعلم النفس، وعلم الاجتماع، والطب - يمكن أن يخترقها الباحثون لتجديد الدماء في بحوثهم.


11- يستطيع الباحث عند مطالعته للببليوجرافيا الخاصة بقسمه في الكلية والأقسام والكليات الأخرى، اختيار مشكلة بحثية صالحة للدراسة، فيختارها عادة من المجالات التي لم يتعرض لها الكثيرون، أو تعرضت لها رسائل محدودة؛ انظر ببليوجرافيا الدكتور محمد أبو الحمد، بقسم الخدمة الاجتماعية بجامعة الأزهر.


المشكلة هنا هي أن الطلاب ينظرون إلى هذه الببليوجرافيا من زاوية واحدة، وهي عدم تَكرار البحث.


الصحيح هو النظرة المتعمقة لهذه الببيليوجرافيا من زوايا مختلفة، فيستطيع الطالب مثلاً أن يتعرف بسهولة على الموضوعات التي ليست فيها دراسات مكثفة عند اطلاعه على الإحصائيات والرسوم البيانية الموجودة في آخر الببليوجرافيا.


12- تعالج وسائل الإعلام - من صحف ومجلات، وإذاعة وتلفاز - مشكلات وقضايا اجتماعية؛ سواء أثناء الحوارات، أو عبر البرامج والمسلسلات والأفلام، وقد قيل: إن الفنانين وكُتاب القَصص، يَملِكون حسًّا اجتماعيًّا يفوق ما لدى المتخصصين من العلماء الاجتماعيين، يُمكِّنهم من أن يكونوا أكثر تأثيرًا على الناس، وأكثر تعبيرًا عن مشاكلهم الحياتية؛ كما ظهر ذلك في مسلسلات: "عائلة الحاج متولي"، وتناولها لقضية تعدُّد الزوجات، مسلسل "عاوزة أتجوز"، وتناوله لمشكلة العنوسة، والمسلسلات التركية وتناولها لمشكلة الحب والخيانة الزوجية، وهناك المشاكل الاجتماعية المعروضة في الصحف، وتناول الصحفيين لها بأسلوب جاذب للجماهير؛ مثل: بريد الجمعة لعبدالوهاب مطاوع..".


هناك فارق كبير بين أن يكون المشاهد فاعلاً أو منفعلاً بما يشاهده، فالمشاهد المنفعل مع أحداث البرنامج أو المسلسل، لا يخرج منه إلا متأثرًا ومقتنعًا بأفكاره، أما المشاهد الفاعل، فهو يتابع بعين الناقد الخبير الذي يرى العمل الفني تعبيرًا عما يجري في المجتمع، ويمكنه أن يستنبط منها أفكارًا قد تصلح كموضوعات للدراسة.


13- من أقوى المهارات في اصطياد فكرة جديدة: رصد ما يجري في المجتمع من تحوُّلات وتغيرات ذات طابع اجتماعي في مرحلة ما قبل هدوء الأوضاع وتسجيلها، ثم مقارنة ما يجري بعد استقراء الأوضاع، مثال ذلك أنه في فترة أحداث يناير، حضر إلى مصر العديد من الباحثين في علم الاجتماع والأنثروبولوجيا لرصد الأحداث، ليحصلوا بها على درجات علمية، ويقوموا فيما بعدُ بصياغتها في نظريات تدرس في المعاهد والجامعات، وتفيد صانعي القرار على المستوى السياسي والاستخباراتي.


ومن البديهي قبل أن يخطو الباحث خطواته الأولى في دراسته، أن يتأكد من أن موضوع بحثه جديد، ولم يُسبق تسجيله أو دراسته؛ حتى لا يضطر إلى التوقف عنه بعد سنوات إذا اكتشف أنه قد سبَق تسجيله أو دراسته،ويتحقق الطالب عن ذلك بالوسائل الآتية:

1- الكتابة إلى الأقسام المماثلة في المؤسسات التعليمية الأخرى، أو مراكز الأبحاث الأخرى التي تُعنى بمثل هذه المشكلات البحثية.


2- الكتابة إلى مراكز الأبحاث الحكومية أو الخاصة، التي تعنى بمثل هذه
المشكلات.


3- مراجعة الإصدارات الحديثة من الدوريات المتخصصة ذات الصلة الوثيقة.


وعلى الباحث عند اختياره مشكلةَ البحث مراعاة المعايير الآتية: 
1- توافر الإمكانات المادية اللازمة للقيام بالبحث، مثال ذلك أن يراعي أن يكون لديه من الإمكانيات ما يجعله قادرًا على مواصلة الدراسة، ومن هذه الإمكانيات: (الرسوم السنوية التي تطلبها الجامعة - مصروفات الانتقال من مكان الإقامة إلى موقع البحث - مصروفات شراء المراجع أو تصويرها...... إلخ).


2- توافر المراجع والمعلومات والأدوات المتعلقة بمشكلة البحث.


3- إمكانية حصول الباحث على مساعدة وتعاون المسؤولين الإداريين في مجال البحث الذي يقوم به، مثال ذلك إذا أراد باحث أن يدرس أثر التليفزيون على التحصيل الدراسي، فإنه يحتاج إلى مساعدة وتعاون المسؤولين في التليفزيون.


4- التأكد من أن هناك فائدة عملية تتحقق من نتائج البحث الذي يقوم به، وأن هناك جهات معينة سوف تستفيد من هذه النتائج.


5- التأكد من أن البحث سوف يضيف شيئًا جديدًا إلى المعرفة الإنسانية، بمعنى أنه سيتوصل إلى حقائق غير معروفة، وفي حالة تكراره لبحث كان قد أجرى من قبلُ، فيجب أن يكون غرضه من البحث هو تأكيد أو نفي نتائج هذا البحث، بهدف الوصول إلى الحقيقة وراء هذا الموضوع إذا كان مثار جدلٍ.


6- أن تكون المشكلة التي يختارها الباحث مشكلة عامة أو ذات طابع عام، تهم قطاعات كبيرة من الناس والمواقف؛ مما يعطيها أهمية وقِيمة علمية واجتماعية أكبر.


7- أن تكون مشكلة البحث قادرة على جذْب اهتمام الباحثين الآخرين، فيتناولوا منها جوانب لم يتعرض لها البحث، بمعنى أن المشكلة تركت الباب مفتوحًا للعديد من الدراسات المكملة أو الضابطة.


المصادر:
1- أحمد إبراهيم خضر؛ محاضرة عن بعض المهارات البحثية لطلاب الماجستير والدكتوراه، موقع بوابتي.


2- أحمد شلبي؛ كيف تكتب بحثًا أو رسالة، مكتبة النهضة المصرية.


3- أحمد عامر؛ مشكلة البحث العلمى، www.wata.cc/.../showthread.php?


4- سعيد إسماعيل صيني؛ قواعد أساسية في البحث العلمي، موقع الألوكة.


5- الإطار العام لكتابة الرسائل الجامعية، جامعة الملك سعود.www.ksu.edu.sa/.../


6- موقع كلية آداب دمنهور.



المصدر: إعداد م/ تامر الملاح
tamer2011-com

م/تامر الملاح: أقوى نقطة ضعف لدينا هي يأسنا من إعادة المحاولة، الطريقة الوحيدة للنجاح هي المحاولة المرة تلو المرة .."إديسون"

  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 265 مشاهدة

ساحة النقاش

م/ تامر الملاح

tamer2011-com
باحث فى مجال تكنولوجيا التعليم - والتطور التكنولوجى المعاصر »

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

3,869,966

بالـعلــم تـحـلـــو الحـــيـاة

للتواصل مع إدارة الموقع عبر الطرق الأتية:

 

 عبر البريد الإلكتروني:

[email protected] (الأساسي)

[email protected]

 عبر الفيس بوك:  

إضغط هنا

(إني أحبكم في الله)


أصبر قليلاً فبعد العسر تيسير وكل أمر له وقت وتدبير.