المــوقـــع الــرســمى الـخــــاص بــ "د/ تــامر المـــــلاح"

"تكنولوجيا التعليم " الحاسب الألى " الانترنت " علوم المكتبات " العلوم التربوية " الدراسات العليا "

الكتب المرجعية - في اصطلاح الدراسات المكتبية الحديثة -هي: الكتب الشَّاملة التي نُسِّقت وكُثِّفت المعلومات فيها، ورُتِّبت ترتيبًا منطقيًّا مُعيَّنًا، لا يهدف ولا يساعد عادةً على القراءة المتصلة من أولها إلى آخرها، وإنما يرجع القارئ إليها، ويستشيرها الباحث عند الحاجة إلى معلومة أو معلومات معيَّنة، بسهولة ويسر، ولا تتأثَّر وحداتها بحذف بعضها؛ لعدم تتابعها، وهي تقابل بالإنجليزية (Reference books).

أمَّا المصادر، فهي في نظرهم: جميع الكتب وأوعية المعلومات الأخرى، سواء أكانت تحمل صفة المراجع أم لم تكن، ويقابلها (Reference sources)[1] .

وهذا الاصطلاح مغاير للمتعارف عليه في مجال الدراسات "الأكاديمية"، لا سيما التاريخية، التي تتمايز فيها المصادر والمراجع - وإن كان البعض يُسَوِّي بينهما - على أساس المباشرة والوساطة في تقديم المعلومات المتَّصلة بالموضوع؛ فالمصادر - ويفضِّل البعض (المراجع الأصلية) - هي تلك المؤلفات أو النصوص التي تُعدُّ أقدم مادة عن موضوعٍ ما، والتي تصلح أن تُكوِّن مادة البحث الأساسية، فالكتب المعاصرة أو القريبة من العصر الذي يُدرس أحواله - سواء الدينية والتاريخية والأدبية - تُعدُّ مصادرَ، وكذلك مؤلفات الشخص الذي يُدرس أو يُترجم له، أو النصوص الأدبية للشاعر أو الأديب المدروس... إلخ.

أمَّا المراجع (أو المراجع الثانوية)، فإنَّها ما عدا ذلك من المؤلفات الثانوية أو المساعدة التي يُلجأ إليها؛ استكمالاً للمعلومات حول موضوع البحث، أو للحصول على معلومات إضافية لأغراض المقارنة والربط والتحليل، أو هي الدراسات الحديثة التي عالجت الموضوع أو ما يتصل به من موضوعات، عن طريق استيعاب المادة الأصلية من مصادر ومراجع متعددة، وأخرجتها في ثوب آخر جديد[2] ، فصفة المصدرية والمرجعية للكتاب تقوم أساسًا على درجة الصلة بين ما في الكتاب من أدب، وبين الموضوع الذي هو محل البحث، فإذا كانت الصلة مباشرة أو أساسية، فهو (مصدر)، وإن كانت غير مباشرة أو فرعية، فهو (مرجع)[3] . 

هذا؛ مع التنبيه إلى أن الاستعمال الاصطلاحي لإحدى الكلمات لا يمنع بالضرورة أن تستعمل الكلمة في معناها اللغوي العام، لا سيما وأن التحديد التطبيقي الدقيق لهما قد يكون في بعض الأحيان متعذرًا بسبب التداخل بينهما، فالنسبية قائمة، كما أن بعض المجالات لم تصلْ بعدُ إلى الاستقرار الاصطلاحي، فقد تستعمل كلمة مرجع لتعبِّر عن المعنيين جميعًا، من قبيل الاحتفاظ للكلمة الاصطلاحية بمعناها اللغوي أو شبه اللغوي، الذي يكون عادة أوسع شمولاً، وأكثر مرونة من الاستعمال الاصطلاحي[4] .

وبهذا يتبين الفارق بين مدلولات المصطلحين في مجالي الدراسات المكتبية والدراسات (الأكاديمية)، الذي يمكن أن نوجزه ببيان صفة (المرجعية) في كلٍّ منهما؛ فالمرجعية في الدراسات المكتبية تعتمد على صفات ذاتية توجد في الكتاب نفسه، فالكتاب مرجع إذا توافرتْ له هذه الصفات، وإلا فإنه مصدر، بينما صفة المصدرية والمرجعية في الدراسات الأخرى تعتمد على درجة الصلة بين ما في الكتاب من أدب وبين موضوع معين، وهي تدرس فيها دراسة ترتبط بالأساس الذي بُني عليه التمييز بينهما، بينما في الدراسات المكتبية ترتبط بالأساس الذي يميِّزها عن بقية مواد المكتبة وكتبها، وهو مقدار ما فيها من طبيعة تنظيمية خاصة، وسمات مرجعية معينة، جعلتها تمكِّن الباحثَ والقارئ من الحصول على ما فيها من معلومات في سرعة ودقة، فدراسة المؤرخ - مثلاً - للكتب المرجعية هي دراسة تهتم أساسًا بالمادة التاريخية التي تحتويها هذه الكتب، من حيث صلتها بالموضوعات المعالجة، وطبيعة هذه الصلة صدقًا ودقةً، بينما الدراسة المكتبية تهتم أساسًا بالسمات الخاصة لهذه الكتب، والطبيعة التنظيمية... إلخ[5] .

وبعض المتخصصين يجمع بين كلمتي "المصدر" و"المرجع" في الدلالة على المراد، فيقسِّم مصادر المعلومات إلى "مصدر مرجعي" و"مصدر غير مرجعي"، ويصفها بأنها عادة ما تكون:
شاملة من حيث المدى الذي تغطيه.
مركَّزة أو مكثّفة في طريقة المعالجة.
دقيقة في البيانات والمعلومات المقدَّمة.
مرتَّبة على أساس نظام معين يتيح الوصول إلى المعلومات المطلوبة بسرعة وسهولة[6] .

 

يعدُّ "علم المراجع" من العلوم المعاونة على بناء المعرفة وتأصيلها، وهو أحد فروع علوم المكتبات، الذى يُعنى - كما أشرنا - بدراسة طائفة من المواد بالمكتبة تمتلك صفات متميزة، تجعلها ذات أهمية خاصة في تأدية المكتبات للوظائف المنوطة بها، كما تتميز بعدد من العمليات المكتبية والإجراءات الفنية والمالية، وبعض المهمات الإدارية، فتوضع موادها عادة في مكان متميز بالمكتبة لسهولة الاطلاع والاستخدام، وقد يُشرف عليها قسم خاص، ويُكلَّف بها ذوو مؤهلات خاصة، كما أن أكثر موادها لا يُسمح بإعارته خارج المكتبة[7] .

 

ولم يَلقَ هذا العلم بعدُ الاهتمام الكافي في دراساتنا، وفي الوعي الثقافي العام، رغم تدريسه في أقسام المكتبات، وصدور عدد من المؤلفات التأصيلية والتطبيقية.

ــــــــــــــــــــــــــــ[1]  سعد محمد الهجرسي: "المراجع ودراستها في علوم المكتبات"، ص ص17 - 24، انظر أيضًا: عبدالجبار عبدالرحمن: "المدخل إلى المراجع العربية العامة"، ص ص11 - 13، أحمد محمد الشامي، سيد حسب الله: "المعجم الموسوعي لمصطلحات المكتبات والمعلومات"، ص ص947 - 949، عبدالستار الحلوجي: "مدخل لدراسة المراجع، ص ص 13 - 14، سعود بن عبدالله الحزيمي: "المراجع العربية: دراسة شاملة لأنواعها العامة والمتخصصة"، ص ص 13 - 19. [2]  سعد محمد الهجرسي، المصدر السابق، ص ص12 - 17، عبدالجبار عبدالرحمن، المصدر السابق، ص ص12 -  13، عبدالستار الحلوجي، المصدر السابق، ص13، أحمد شلبي: "كيف تكتب بحثًا أو رسالة"، ص ص79 - 83. [3]  سعد محمد الهجرسي، المصدر السابق، ص25، أحمد شلبي، المصدر السابق، ص73. [4]  سعد محمد الهجرسي، المصدر السابق، ص ص13 - 15. [5]  المصدر السابق، ص ص26 - 27. [6]  محمد فتحي عبدالهادي وأسامة السيد محمود: "مصادر وخدمات المعلومات المرجعية في المكتبات ومراكز المعلومات"، ص ص 22 - 23. [7]  المصدر السابق، ص18، سعود بن عبدالله الحزيمي، المصدر السابق، ص ص 17 - 19. 

المصدر: إعداد / تامر الملاح
tamer2011-com

م/تامر الملاح: أقوى نقطة ضعف لدينا هي يأسنا من إعادة المحاولة، الطريقة الوحيدة للنجاح هي المحاولة المرة تلو المرة .."إديسون"

  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 1092 مشاهدة
نشرت فى 8 مارس 2012 بواسطة tamer2011-com

ساحة النقاش

م/ تامر الملاح

tamer2011-com
باحث فى مجال تكنولوجيا التعليم - والتطور التكنولوجى المعاصر »

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

3,916,885

بالـعلــم تـحـلـــو الحـــيـاة

للتواصل مع إدارة الموقع عبر الطرق الأتية:

 

 عبر البريد الإلكتروني:

[email protected] (الأساسي)

[email protected]

 عبر الفيس بوك:  

إضغط هنا

(إني أحبكم في الله)


أصبر قليلاً فبعد العسر تيسير وكل أمر له وقت وتدبير.