المرأة والمظاهرات
وسيد درويش قام بدور المؤرخ، وهو هنا يسجل خروج المرأة في المظاهرات،وكان ذلك حدثاً فريداً يستحق التسجيل:
يا ما شُفنا من الستات
طِلعُم عملوا مظاهرات
والكناسين روخرين رأسهم وألف مقشة
لا يكنسوا كنسه،ولا يرشوا رشه
هكذا كان الصدق والتعاطف مع بنى وطنه،بكل فئاته وطوائفه،فأجتمع من حوله الجميع في حالة مميزة من الغناء الوطني الثوري.
بعد ذلك انتظرنا سنوات طويلة بعد أغنية " بلادى..بلادى لك حبي وفؤادى "
لخالد الذكر سيد درويش،حتى جاء جيل جديد من المبدعين الذين يحملون الهم القومي ـ مصرياً كان أم عربياً، جاء عمنا بيرم التونسي، وفؤاد حداد الذي كتب :حيى معايا الخطوات،ومصر دايما مصر،ولاف قلبي ولا عينيا إلا فلسطين، وعمله الأشهر: الأرض بتتكلم عربي، ثم أغاني العملاقين صلاح جاهين ومرسى جميل عزيز،وحسين السيد الذي كتب :سواعد من بلادي ودقت ساعة العمل الثورى،وإلى أن قدم مأمون الشناوى أول أغنية وطنية مع عبد الحليم حافظ وهى" بدلتي الزرقاء" وشاركت ليلي مراد بأغنيتها:بالاتحاد والنظام والعمل،وشادية يا بنت بلدي زعيمنا قال.
العدوان الثلاثى
وفي أثناء عدوان1956 قدم بيرم: ع الدوار، وصوت السلام، ولحق الأبنودى بالمناسبة فكتب لعبد الحليم حافظ أغنية " الفناره " وصلاح جاهين: حنحارب, يا حمام البر, أحلام, ثم جاءت طلقات كمال الطويل: والله زمان يا سلاحي، ونجاة: الجنة هي بلادنا، الله اكبر لعبد الله شمس الدين ولحن محمود الشريف، هنبني السد لمرسى جميل عزيز، وللسد أيضاً جاءت أغنية إتمد يا عمري للأبنودى غناء محمد قنديل وألحان عبد العظيم محمد عبد الحق، ولمحمد قنديل أيضاً: يا طير يا طير لعبد الفتاح مصطفى والحان عبد العظيم عبد الحق، وذكريات لمحمد عبد الوهاب من كلمات حسين السيد، إحنا الشعب لصلاح جاهين.
وبعد1956 بدأت مرحلة يمكن أن نسميها مرحلة صلاح جاهين وكمال الطويل:صورة/على بستان الاشتراكية/المسئولية/أهلاً بالمعارك,ولم يمنع هذا من المشاركة المتميزة للعبقري محمد الموجي: إنذار يا استعمار,ثم توالت طرقات الأبنودى على أبواب الغناء الوطني بقوة وعنفوان فقدم مع انكسارة1967:أحلف بسماها، إبنك يقولك يا بطل, راية العرب, يا استعمار, ولا يهمك يا ريس, بالدم, موال النهار, المسيح، يا بلدنا لا تنامي، من قلب المواكب، صباح الخير يا سينا.
كما غنت عفاف راضى أولى أغنيتها أمام ميكرفون الإذاعة"وتقولوا قالت القنال"،وقدم محمد حمام " يا بيوت السويس يا بيوت مدينتي..استشهد تحتك وتعيشي إنتِ" لحن إبراهيم رجب.
الكبار
ومن عام1971 وحتى عام74 غاب الأبنودى مطارداً خارج مصر, حتى أعاده عبد الحليم حافظ، فكتب للوطن أغنية "وصباح الخير يا سينا".
وبمناسبة ذكر العندليب عبد الحليم حافظ والشاعر الكبير عبد الرحمن الأبنودى،فان لهما أغنية مشتركة جميلة،ظل عبد الحليم حافظ لمدة3 ليالي يرى حُلماً واحداً تكرر لمدة ثلاث ليالي،يستيقظ عليه,هو انه كان يري أثناء نومه انه يغني هذه الأغنية وهو محمول على أكتاف طلاب الجامعات.. أما الأغنية فهي"موال النهار"..
وطبعاً لا ننسي المشاركات المتميزة لباقة كبيرة من نجوم الغناء في ذلك العصر,وعلى رأسهم الموسيقار محمد عبد الوهاب الذي قال لي عنه شاعرنا الكبير أحمد شفيق كامل أنه أحب الوطن على أغنيات وصوت محمد عبد الوهاب،ومن أغانيه الجميلة"يا جمال يا مثال الوطنية" التى لحنها للسيدة أم كلثوم،ولعبد الوهاب أيضاً أغنيته العظيمة"حب الوطن فرض عليا" وقدمت أم كلثوم"مصر التي في خاطري"،أما المطرب الرائع محمد فوزي,فقد تألق في أنشودته:"بلدي..احببتك يا بلدي".
يتبع
طاهر البهي
ساحة النقاش