مصر كده.. تخيلوا
ازرعوا ورد في بر مصر
كتب: طاهر البهي
يبهرني الورد البلدي تعلوه قطرات الندى النضرة.. وتعيدني الى الحياة شذى رائحته العطرة.
كنا في مدينة دبي المتأنقة، عندما شاهدت على جانبي الطرقات، حقولا من الورد بألوانه الربيعية المبهجة على أرصفة الطرقات، وهو مظهر سبق لي رؤيته في أكثر من عاصمة أوروبية؛ ولما استوقفني المشهد، حرصت أن أتعرف على تفاصيله.. من يزرعه.. ومن يرعاه؟
وبهرني الجواب؛ فالدولة ـ الحكومة ـ تمنح المواطنين " البذور " ـ بذور الورد ـ في موسم زراعته، في حين يقوم المواطنون، بزراعته أمام منازلهم ومحالهم التجارية ورعايته.. وهذا الأمر يتكرر في كل عام بتعاون مذهل يبن الحكومة والشعب.
والفكرة أراها قابلة للتنفيذ في مصرنا وبأقل مجهود وبأقل تكلفة.. ولا أريد أن يكون التنفيذ حكرا على فئة بعينها، بل يجب أن يشارك في تنفيذها والقيام عليها الجميع: كبارا وصغارا، وايضا أصحاب المشاريع التجارية؛ فهذه مصرنا جميعا، واحساس المصري بالجمال والنظام والنظافة ضارب في الاعماق، وخروج المصريين الى صفحة نهر النيل العظيم، والخضرة على شاطئيه حول الوادي الممتد بطول مصر، هو تذوق للجمال، فطم ـ بضم الفاء ـ عليه المصريون منذ فجر التاريخ وشروق شمس الحضارة.
أقول قولي هذا من دون انتقاص من أهمية مشروعات أخرى لها نفس الأولوية، وربما تسبقها، ولكن هذه اللمسة المصرية العصرية، الشعبية الخالصة، من شأنها أن تضاعق الانتماء لهذا البلد، وتمنح شعورا بالارتياح والبهجة وهدوء الاعصاب واستعادة الاحساس بالجمال والنظام، خاصة مع تفاقم مشكلة الزحام المروري المزمن.. وسوف نشعر بجمال وتفرد وبهجة مصر، ممثلا في روعة شوارعها وميادينها ومنشآتها.
الفكرة لا تحتاج لانطلاقها لأكثر من توفير بذور الورد الصالحة للزراعة، وهو ما يمكن أن تقوم به وزارة الزراعة.. والباقي علينا نحن المصريين.. أطفال وشباب.. ونساء وشيوخ.
فمن يشارك.. من يبادر؟
ساحة النقاش