الفائز.. مصر
القاهرة: طاهر البهي
لم أتوقف كثيرا ـ ولا قليلا ـ أمام نتيجة الاستفتاء على التعديلات الدستورية، رغم أن هذا من صميم انتمائي وايضا عملى؛ فالصحفي عمله الأول هو الوقوف على نبض الشارع، وليس تبرير أفعال وخطايا السلطة والسلطان ـ لم أتوقف عند نسبة من قالوا (نعم)، ومن اختاروا (لا)؛ فالأمر كان أكثر جللا من هذا، وأتصور أن " الأهم" كان بالنسبة لى ـ كمواطن واعلامى ـ هو رصد هذه الحالة الاحتفالية للانسان المصرى، كبيرا وصغيرا، شيخا وشابا، صبيا وصبية؛ فالكل اجتمعوا بوصفهم: مصرى ومصرية.
كان لافتا أن الأسرة المصرية بكامل أفرادها وأطيافها، كانوا حاضرين فى صدارة المشهد.. عرس وطنى بكل ما تعنيه الكلمة من معنى..ولم يكن الفائز هم من قالوا نعم، ولكن كان الفائز الحقيقى هى مصر، التى غابت عن ساحة الديمقراطية عقودا، على الرغم من كونها الأولى والأهم فى تاريخ الحضارة، ومن المؤكد أنه لم يكن هناك خاسر فى هذا الحدث الأضخم على مدى ستة عقود من عمر الزمان.. مصر يا سادة ـ لمن لا يعلم ـ هى مهد الحضارة وعاشقة الحرية، بالفطرة والممارسة الضاربة فى أعماق التاريخ.
وفى تصورى أن المشهد سيبقى فى ذاكرة كل من أرادها بسؤ.. حتى يتذكر زئير أهلها ان غضبوا..ومتى غضبوا، قبل أن تسول له نفسه العبث بمقدراتها.. أرجوكم: كونوا حريصين على هذا الابهار الذى جذبتم به أعين العالم .. تماسكوا.. وتمسكوا بالحرية فلن تضلوا بعد اليوم..
تعظيم سلام للشعب المصري المتحضر و للقوات المسلحة المصرية العظيمة.. درع الوطن وحامي مكتسبات الثورة المصرية الفتية.
طاهر
ساحة النقاش