بقلم-محمدحمدى
لقد أنعم الله على وطننا بنعم كثيرة أبرزها المُناخ الرائع الذى تتمناه الكثيرمِن الدول ولاسيما الدول التى تقع فى أقصى الشمال-النرويج،فنلندا، أسكتلندا،روسيا.....- والتى تعانى مِن إنخفاض شديد فى درجة حرارة الجو، وغياب الشمس مُعظم ساعات النهار ،وأيضًا الدول التى تقع على خط الإستواء، أوبالقرب مِنه تحلم بمُناخ مصرالرائع ؛نظرًا لإرتفاع درجة حرارة الجو التى تعانى مِنه هذه الدول ،ويعد عامل الطقس مِن العوامل الرئيسية للعمل ،والإنتاج،كما أنعم الله علينا بنهر مِن أطول أنهار العالم إذ يمتد مِن جنوب الوطن إلى شماله،وتعتبر المياة مِن أهم مطالب الحياة على الإطلاق، وهناك دول تنفق مليارات الدولارات مِن أجل تحلية المياة المالحة ،أو حفرالأبار، ناهيك عن الثروات المعدنية، والبترولية التى أنعم الله بها علينا ،فضلًا عن خيرات البحر الأحمر،والبحرالأبيض المتوسط......
ولكن للأسف نحن مِن ضمن دول العالم الثالث؛لأن المشكلة الحقيقية فى المورد البشرى، وليس فى الموارد الطبيعية ،فالمورد البشرى هو الذى يدير المورد الطبيعى، وليس العكس !
فنحن مثلًا ،وبكل أسف نشرنا بعض الأمراض، وأثرنا بالسلب على إنتاجية المحاصيل ،وقتلنا الكثير مِن الأسماك ؛ بسبب تلويثنا لمياة النيل فالكثير يلقى بالمُخلفات، والزبالة، والحيوانات النافقة فى مجرى النهر؛ مما نتج عنه خسائر فاضحة !
هذا بخلاف وضع اليد على الأراضى، والمُمتلكات العامة ،وإستثمارها لصالحهم ،والأدهى أن الكثير مِنهم لايخرج زكاة ،ولاصدقات عن هذه الأراضى التى إمتلكوها بوضع اليد-مُمتلكات أخذوها عنوة "ببلاش"- .بالإضافة إلى غياب العدل فى الكثير مِن الأحيان ؛فتجد الشخص المُناسب لايوضع فى المكان المناسب؛ مما أدى إلى هجرة العقول المصرية الممتازة فالألاف مِن العقول الفذة تركت الوطن ،ورحلت بسبب إنتشار الرشوة ،والواسطة .
وعن الإهمال، وعدم النظام فحدث ،ولاحرج فصار الإهمال، وعدم النظام سمة مِن سماتنا للأسف !
إلى أخر هذه الأدلة المنطقية التى تدل، وتؤكد على أن المشكلة فى المورد البشرى ،وليست المشكلة فى ندرة الموارد الطبيعية ؛لأن الموارد الطبيعية كثيرة فموجود فى مصر الرمال السوداء ،والفوسفات، والغاز، والمنجنيز ،والذهب، والفيروز... ...ناهيك عن البحر الأحمر ،وخيراته، والبحر الأبيض المتوسط ،وخيراته-كما أشرت سالفًا- .
فالمطلوب مِننا ؛لكى نتقدمَ ،ونكون فى مصاف الدول المتقدمة الإبتكار ؛لأنه لا يصلح حالنا سوى الأفكارالمصرية فالفكر الإيطالى يناسب الشعب الإيطالى، والفكراليابانى يناسب الشعب اليابانى، والدليل على هذا أن دولة مُتقدمة مثل فرنسا تمشى بالفكر الفرنساوى لأن الفكر الفرنساوى يناسبها ،والأهم مِن ذلك هو إقامة العدل، ووضع الشخص المُناسب فى المكان المُناسب ؛لأن الله مع الدولة العادلة ،ولوكانت كافرة .
وفى ختام مقالى أناشد كوادر التنمية البشرية فى مصر ببذل أقصى ما لديهم بدون كلل ،ولا ملل ؛لأن وطننا يزخر بالعقول الفذة ،ولكن تحتاج إدارة (إكتشاف هذه العقول، ورعايتها ،وقيادتها....)
(ملحوظة : لقد كتبت هذا المقال ، ونشرته على الإنترنت يوم الجمعة الموافق 29يوليو 2016 م)
  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 331 مشاهدة
نشرت فى 30 يوليو 2024 بواسطة starstar200

عدد زيارات الموقع

121,206