حكاية شامبليون ... وحجر رشيد
اسمعوا يا سادة يا كرام وما يحلى الكلام الا بالصلاة على النبى خير الانام -علية الصلاة والسلام -
بطل قصتنا النهاردة ...
ارتبط اسمه بحجر ... اكتشفوه بالصدفة البحتة ...
ف مكان ما
لما عسكر نابليون دخلوا مدينة "رشيد" واقتحموا قلعة قايتباى
اللى بناها السلطان المملوكى على شط النيل ..
القلعة دى كانت نسخة شبه مكررة من اختها اللى ف اسكندرية
بس على مساحة أصغر ...
وعسكر نابليون لما دخلوها
قرروا يعملوا شوية تعديلات بسيطة كدا
التعديلات كانت ضرورية عشان يحطوا المدافع بتاعتهم ..
وسموها قلعة "جوليان" عشان صعوبة نطق قايتباى على لسانهم ..
وابتدوا يكسّروا ف بعض الأماكن
وبالصدفة كان مهندس الجسور والطرقات بتاع الحملة
معدى جنب رشيد ..
راح بوشار نادهله ومفرجّه الحجر ..
الراجل وقف حيص بيص برضو وقاله مش عارف !!
وذاع وانتشر خبر الحجر
وانتوا عارفين بونابرتا كان جايب معاه مطبعة
وعامل مجلة بتنشر اخبار الحملة اول باول ..
فالصحفيين لقطوا حكاية الحجر هوا
الكلام دا سنة 1799 و ف هذا التوقيت ف فرنسا..
كان فيه ولد صغنن ابن 9 سنين بيلعب ف حوارى قريته
واسمه جان فرانسوا شامبليون
وشيمبو بقى ودا اسم الدلع بتاعه ..
حضر الثورة الفرنسية وهيا لسه ف عزها
والناس بتتدبح ف الميادين
والمقصلة تفصل راسهم عن الاجساد وعادى خالص ..
و ف نفس السنة اللى حجر رشيد بيكتشف فيها ..
كان شيمبو داخل المدرسة ..
وزى اديسون كدا بالظبط ..
مدرسينه قالوا عليه فاشل وبليد ومبيفهمش حاجة !!
والحقيقة ان الولد كان بليد ف الدراسة ..
بس كان دماغه ف حاجات تانية اهم بالنسباله
وأبقى كانت شغلاه وواخداه زى النداهة
كان غاوى قراية وبيعلم نفسه بنفسه
وبعد رجوع الحملة بالكنوز من مصر
ونشر كتاب وصف مصر ..
الحضارة المصرية بقت عليها العين ومغرية لدارسى الآثار
كان ابن 9 سنين لما اول مرة نشروا عن حجر رشيد ..
وشاملبيون كان عنده مشاكل مع أبوه ..
فأخده اخوه الكبير يربيه فى بيته ويرعاه
الاخ الكبير ..
كاد يلتحق بعسكر الحملة لولا ف آخر لحظة عرف يجيب عذر
بس فضل متواصل مع زمايله ومعارفه اللى لما رجعو
حكوا عن مصر
واللى فيها
شاملبيون كان بيقعد مع اصحاب اخوه الكبير يسمع حواديتهم
وينبهر اكتر واكتر بهذا البلد ..
وهذه الحضارة ..
ويثير فضوله يعرف عنها اكتر واكتر
اخوه الكبير (ربنا يباركله بقى) لما لاقاه مش مبسوط ف المدرسة
وداه يتعلم يونانى ولاتينى ف مدرسة خصوصى ..
وشامبليون أظهر التفوق على صغر سنه
وقبل سن ال17 كان متعلم اللغة القبطية ..
ودارس ف علوم الشرق اللى مبهور بيه وبيحبه ..
وفى العشرين شغلوه امين للمجموعة المصرية بمتحف اللوفر !!
كان طول الوقت مشغول
بحكاية الرموز المصرية القديمة المنحوتة ع المعابد والاحجار
وحجر رشيد كان عامله خُرم ف دماغه
لامؤاخذة
ايوه بس يا ترى الحجر وقتها كان فين ... ؟!!!
الحجر كان ف عهدة الفرنساوية ..
بس وقت الرحيل عقدوا صفقة بموجبها
قسموا الغنايم ما بينهم
والحجر وقع ف قرعة الأنجليز
والحجر خرج على متن أحدى سفن الأسطول الانجليزى ..
مبحرا إلى لندن حيث استقر بالمتحف البريطانى
ومخرجش من هناك
من يومها
الكلام دا 1801 لما مشيت الحملة الفرنسية
وانتهى الصراع العسكرى لكن الصراع الحضارى فضل شغال ..
ودماغ شاملبيون مبتتوقفش عن التفكير ف لغز الحجر
وف سنة 1822 يتوصل شاملبيون
لنظرية يفك بيها المنقوش ع الحجر .
.. وينجح فعلا ف اثبات النظرية دى للعالم كله
والناس بتوع الآثار وعلم المصريات يفهموا اكتر مننا اكيد ..
بس اللى فهمته طشاش ان الرموز دى صوتية
وتفهم بالنطق وليس القراية والرسم
الله اعلم
وقبل شاملبيون علماء حاولت تفك الرموز دى وفشلت..
لحد ما جه بطل حكايتنا وفكها وترجمها
وطلعت مراسم تنصيب احد الحكام وقتها
آه ..
بس يا سيدى والدنيا اتقلبت ع الحاج شيمبو
وحصل مناقشات علمية بالهبل
و شامبليون قرر يستكمل الإنجاز دا بخطوات لاحقة
شيمبو قرر ينزل مصر ...
عشان يشوف كل حاجة درسها عن هذا البلد العظيم ..
ويقارن الورق والنظرى .. بالواقع العملى
واللى قراه طول عمره عن مصر وولعه بيها
لدرجة ان اصحابه كانوا مسمينه "المصرى" ..
هيشوفه اخيرا رؤى العين
وف 1827 يصل شامبليون العاشق لمصر إلى ميناء الأسكندرية ..
وعلطول يبعتله الداهية الرابض على عرش مصر ..
سى محمد على باشا
والباشا والى مصر يديله صلاحيات يتفسح ف كل حتة ومكان
مع الحراسة والمال عشان يكمل أبحاثه
ويشوف هيقدر يفيد البلد ازاى
ويبدأ شاملبيون جولاته .. سنة ونص واكتر
واخدها من الجيزة شمالا للأقصر واسوان جنوبا ..
مسبش مطرح الا وراحه
والحاجات اللى شافها ف الكتب
لما لقاها ع الطبيعة بقى سهل عليه بالرموز
اللى كشف سرها انه يحدد الفترات الزمنية
والتواريخ
وتوصل لشوية اكتشافات غير بيها بعض المسلمات التاريخية
اللى كان حاططها علماء الأثار وقتها
عن المعابد وغيرها ...
والغريب بقى .. ولو انه مش غريب ..
ان شاملبيون هام عشقا ف مصر لدرجة انه اتشبه باهلها
حتى ف الملبس والعادات
وهوه بنفسه ف مذكراته بيقول انه شعره الأسود
وملامحه كانت شرقية اكتر منها اوربية
وانه لما ربى شنبه وبقى مصرى خاااالص ..
وانه كان مستمع بالعادات المصرية المتبعة
ومنها شرب الشيشة 3 مرات ف اليوم
و كام فنجان القهوة
وادينا بوظنا أخلاق الأجانب!
ورغم حرارة الجو ف مطارح كتير خصوصا الصحراوى منها ..
الا ان شيمبو مكنش بيشتكى
وكان بيتحمل الحرّ زيه زى أى مصرى
وكان بيصعب عليه احوال المصريين جدا
وبيحاول يساعدهم قدر امكانه ازاى يتجنبوا
ظلم الحاكم ف الوقت دا
وكان محمد على ..
اللى بعت جواسيسه ورا شاملبيون ف كل حتة
عشان يعرف ببعمل ايه وكدا ..
لحد ما شيمبو خلص مهمته وقرر يرجع على فرنسا
وفعلا سنة 1832 يرجع باريس ..
وطبعا شيشة 3 مرات وفنجاين قهوة وعادات المصريين
وتقاليدهم جابته الارض ..
والراجل طب فجأة .. جاله شلل نصفى يا عينى !!
ويتحامل الغلبان على نفسه .. من يناير لحد مارس ..
لحد ما يسجل كل مشاهداته بشكل منظم
ويعمل كتابه الشهير الخاص بقواعد اللغة المصرية .. ويتمه
وف 4 مارس 1835 يرحل شاملبيون عن عالمنا ..
عن عمر 42 سنة قد تبدو قصيرة لكنها مثمرة
وعدد سنواتها مضروب ف أضعاف أضعاف
ولمعرفتهم بحبه وهيامه الشديد بمصر ...
فوق قبره يحطوا مسلة ...
بدل الشواهد العادية اللى كانت معروفة وقتها .. !!
ومعلش انا طولت عليكم شوية
وتوتة توتة خلصت الحدوتة
ساحة النقاش