مجلة الدراسات والأبحاث الاجتماعية

الإهتمام بكل ما له علاقة بالعلوم الانسانية والاجتماعية

تنمية المجتمع الريفي:

       تعددت تعاريف التنمية الريفية واختلفت فيما بينها، ويرجع ذلك إلى النظر للتنمية الريفية من منظور جزئي وقطاعي، فهناك من يحددها باعتبارها عملية تعليمية أو أنها مدرسة للديمقراطية أو أنها تنمية زراعية أو تنمية اجتماعية...، ولكن في حقيقة الأمر فإن تنمية المجتمع الريفي تتضمن كل تلك العناصر.

       حيث يمكن تحديد مفهوم التنمية الريفية وفقاً للمنظور التكاملي، بما يلي:

       عرف البنك الدولي التنمية الريفية بأنها"" إستراتيجية مصممة بهدف تطوير الحياة الاقتصادية والاجتماعية لمجموعة من الناس: هم فقراء الريف وتتضمن هذه الإستراتيجية توسيع منافع التنمية حتى تشمل من أهم أكثر فقراً بين الساعين لرزقهم في المناطق الريفية، وتمتد أهداف التنمية الريفية إلى ما هو أبعد من أي قطاع محدد، فهي تشمل تطوير الإنتاج وزيادة فرص العمل مما يحقق بالتالي مداخيل أعلى للجماعات المستهدفة بالإضافة إلى تحقيق حد أدني من مستويات الغذاء والمأوى والتعليم والصحة" ([1])

       من الواضح أن هذا التعريف ركز على الفئة الفقيرة المحرومة والتي عانت من ظروف التخلف ردحاً طويلاً من الزمن، وهو يؤكد على تكامل وشمول خطط وبرامج التنمية الريفية وتكاملها.  

ولقد إستطرد "NYERER" في توضيح مفهومه من خلال تحديده للعنصرين التاليين :

أ – إن سياسة التنمية الريفية ترتبط بالضرورة بالسياسة العامة للمجتمع و أن التنمية الريفية تتطلب التنسيق بين سياسات الوزارات المختلفة والذي يتطلب تحديد إستراتيجية متكاملة للتنمية.

ب – إن زيادة قدرة أهالي المجتمع المحلي على التنمية هي زيادة من قوتهم لمواجهة المشكلات لأن ذلك يعطيهم القدرة على التحكم في أنشطتهم التي تحدث في مجتمعاتهم المحلية الريفية وعلى إحداث الضغط الفعال على السلطات الإقليمية و القومية وسوف يكونوا مشاركين في التخطيط و التنفيذ و المتابعة لمشروعات التنمية .

ومنه يمكن لنا أن نحدد عناصر التنمية الاجتماعية للمجتمع الريفي على ضوء المتغيرات الحاصلة في الجزائر بصفة عامة بما يلي :

1)  التنمية الريفية ضرورة حتمية أملتها الجذور و الأبعاد التاريخية التي عايشتها المجتمعات الريفية المحلية للمشكلات التي تعيش فيها.

2)    التنمية الريفية عمليات تهدف إلى تحقيق تغيرات فكرية وسلوكية وتحقيق تغيرات مادية في المجتمع الريفي .

3)  التنمية الريفية المتكاملة تشمل جميع الجوانب الاجتماعية والاقتصادية و العمرانية و الإدارية في صورة شاملة ومتوازنة.

4)    يجب أن تقوم التنمية الريفية على الأسس التالية:

-       الاهتمام و الاستفادة الكاملة والفعالة للموارد البشرية و المادية في الريف.

-       تحديد الأهداف بالاعتماد على الجهد التعاوني.

-       الدراسة لكل الحقائق و الخصائص في المجتمع الريفي.

-       إتاحة الفرصة الكاملة لمشاركة أهالي المجتمع الريفي المحلي في برامج التنمية.

-       يتطلب الاتجاه التكاملي في التخطيط للتنمية الريفية مراعاة الاعتبارات التالية :

-   أن تكون برامج التنمية متعددة الأغراض أي تعمل على رفع المستوى الاجتماعي و الاقتصادي و الثقافي للمجتمع بطريقة متوازنة وكذلك النهوض بالجوانب الحضارية المادية و الغير مادية للمجتمع بدرجة واحدة.

-   أن تكون برامج التنمية متعددة الأساليب أي عند رسم برامج التنمية يجب أن ترسم على أساس الاستفادة بكافة الإمكانيات المحلية و الإمكانيات التي يمكن الاستعانة بها من الخارج.

-   أن تعمل برامج التنمية على إفادة جميع الفئات التي لها أهمية في حياة المجتمع في اللجان الخاصة بالتنمية على نطاق المشروع.

-       يجب العمل على استكمال برامج المؤسسات الأهلية تقويتها عند تنفيذ برامج التنمية.

 

¤ ترتيب الأولوية في تخطيط برامج التنمية وفقا لما يلي:

·        الاحتياجات التي يشعر أفراد المجتمع بأنها احتياجات أساسية ويجب البدء في مواجهتها.

·   البدء بالمشاريع التي لا يتعارض بأي شكل مع التقاليد و العادات الموجودة في المجتمع المحلي و التي يوجد إجماع على قبولها فلا يبدأ بمشروع اجتماعي يساهم فيه كل من الرجل و المرأة في مجتمع ديني محافظ.

·   أن يبدأ ببرامج التنمية المرتبطة بخطط التنمية الذاتية في الدول حتى تعتبر هذه البرامج مكملة ومساندة  للسياسة الإصلاحية العامة للحكومة.    

      

  

 



[1] البنك الدولي: التنمية الريفية، ورقة عمل من إعداد مجموعة من خبراء البنك، فيفري 1975، ص 4.

المصدر: زيوش سعيد: دور الأخصائي الاجتماعي في تنمية المجتمع الريفي الجزائري، مذكرة ليسانس غير منشورة، جامعة المسيلة، الجزائر 2000.
  • Currently 47/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
17 تصويتات / 4493 مشاهدة
نشرت فى 24 فبراير 2011 بواسطة socialman

ساحة النقاش

عدد زيارات الموقع

38,339