other
كتب / اسحاق يوسف فرج
يهل عام 2013 محملاً بتركة ثقيلة من الأزمات التى شهدتها سنة 2012.. أزمات تهدد استقرار وأمن شعوب العالم خلال العام الجديد، وتنذر بأحداث أكثر اضطراباً. شهدت 2012 سلسلة أحداث مضطربة من أقصى الشرق إلى أقصى الغرب، وظهرت خلالها أزمات جديدة، فى حين اشتعلت أزمات أخرى قديمة، يعود أغلبها إلى زيادة التعصب والتطرف. ودخل العملاق الصينى فى حرب كلامية مع جارته اليابان حول ملكية جزر صغيرة بينهما، وتكرر الأمر نفسه بين إيران والإمارات، وفى دول الربيع العربى، استمر الانقسام السياسى والانفلات الأمنى مع تدهور شديد لاقتصاد تلك الدول، فيما تحولت الثورة السورية إلى «معركة طائفية»، حسب وصف الأمم المتحدة، تنذر باقترابها من حرب إقليمية تهدد أمن الشرق الأوسط بأكمله، تتزامن مع تهديدات إسرائيلية بتوجيه ضربة عسكرية لإيران قبل الصيف المقبل. وفى ظل تلك الفوضى، وجد تنظيم «القاعدة» ملاذا آمناً فى بعض دول الربيع، بالتزامن مع تصاعد قوته فى دول أفريقية. ومع حصولها على صفة «دولة مراقب» من الأمم المتحدة، تتعرض فلسطين لهجمة استيطانية شرسة مرشحة للتزايد مع قرب وصول حكومة إسرائيلية أكثر تطرفا فى الانتخابات المقررة فى يناير 2013، مما يهدد باندلاع «انتفاضة ثالثة». كما تواجه دول أوروبا والولايات المتحدة أزمة مالية، تهدد بتفكك اتحاد «اليورو»، ودخول أمريكا فى ركود اقتصادى جديد. وفى هذا الملف نرصد أهم الأحداث التى شهدتها 2012 وما يمكن أن ينتج عنها فى ظل[COLOR=#(color)] التغيرات المتوقعة فى العام [/COLOR]الجديد.«سوريا».. ثورة تحولت لصراع دموى ينذر بحرب إقليميةهى منطقة مصالح حيوية لم تعرف الاستقرار لعقود بسبب التنافس للنفوذ والسيطرة عليها بين القوى الإقليمية والعالمية، فضلا عن قيام إسرائيل عام 1948، لتعيش سوريا بعد استقلالها أعواماً من الانقلابات العسكرية المتوالية جعلت بعض ساستها يقول ساخرا إنه من يستيقظ مبكرا يحكم سوريا، إلا أن الوضع كان مختلفا فى عهد حافظ الأسد ونجله بشار الأسد الذى يتمسك بالسلطة رغم دمار بلده وسقوط عشرات الآلاف من القتلى، وتتحول المعركة إلى حرب طائفية تنذر بتدخل قوى إقليمية ودولية...[COLOR=#(color)]المزيد[/COLOR]..«فلسطين».. هجوم استيطانى إسرائيلى ينذر بانتفاضة ثالثة تقف القضية الفلسطينية على مشارف عدة تطورات خلال العام الجديد، قد تكون حاسمة فى مسارها، لعل أهم العوامل الرئيسية المؤثرة فيها تتلخص فى ملف المصالحة بين حركتى فتح وحماس، وما سيترتب عليها من إجراء لانتخابات رئاسية وتشريعية فى الأراضى الفلسطينية، ونتائج الانتخابات الإسرائيلية المقرر إجراؤها فى 22 يناير المقبل، وخطط إسرائيل بناء آلاف المستوطنات الجديدة فى الضفة الغربية والقدس المحتلة...[COLOR=#(color)]المزيد[/COLOR]..«الربيع العربى».. انقسام وعنف واقتصاد على حافة الانهيار عادةً ما تستقبل شعوب العالم العام الجديد بمشاعر التفاؤل والبهجة، لكن الأمر قد يكون مختلفاً فى دول «الربيع العربى»، التى أكملت لتوها عامها «الثورى» الثانى. فرغم أن الثورات فى تونس ومصر واليمن وليبيا حققت مكسبا بالإطاحة بأنظمة حكم استبدادية، مازالت مشاعر الإحباط والترقب تسيطر على شعوب تلك الدول، مع تفاقم الصراعات والانقسامات السياسية والعنف والتعثر الاقتصادى، الذى يكاد يهدد بإفلاس بعض هذه الدول، الأمر الذى ينذر بأن تورّث توابع ذلك الوضع المضطرب عام 2013 خلافات متجددة...[COLOR=#(color)]المزيد[/COLOR]..«توابع الربيع».. حكام على كف عفريت لا يزال حلم التغيير يراود شعوب عدة دول عربية، شهدت مظاهرات متواصلة خلال 2012 وتخللها أعمال عنف، وتتوعد فيها المعارضة باستمرار حركتها الاحتجاجية حتى تحقق التغيير رغم وعود حكومات تلك الدول بالعمل على تحقيق الإصلاح. ويأتى السودان فى مقدمة الدول التى تسعى للحاق بركب الثورات انطلاقا من مواقف المعارضة التى دعت لإسقاط النظام، وقابلها الرئيس السودانى عمر البشير بقبضة أمنية قوية كما قرر البشير فرض حالة من التقشف ورفع الدعم عن المحروقات، وأسعار بعض السلع الأساسية. وفى ظل رد فعل نظام البشير وتحركات المعارضة، يتوقع الخبراء والمحللون عاما ساخنا فى السودان خاصة مع تفاقم سوء الأوضاع الاقتصادية...[COLOR=#(color)]المزيد[/COLOR]..«السودان».. النفط وقود الحرب بين الخرطوم وجوبا مضى عام ونصف العام تقريباً على انفصال جنوب السودان دون حسم قضايا رئيسية مع السودان، أبرزها النفط والحدود، فكان أول اختبار بعد نحو 6 أشهر من الانفصال، وتحديداً فى 20 يناير 2012، عندما أعلن الجنوب وقف إنتاج نفطه الذى يتم تصديره عبر الشمال، واتهام الخرطوم بـ«سرقة» حوالى 1.4 مليون برميل بالقوة فى ميناء بورسودان...[COLOR=#(color)]المزيد[/COLOR]..«إيران».. العد التنازلى لـ«النووى» أو «التفجير» يلوح التهديد بتوجيه ضربة عسكرية ضد إيران فى أفق عام 2013، ورغم أن التكهن بذلك بات متكرراً طوال الـ7 سنوات الماضية دون حدوث أى جديد، فإن العام المقبل يختلف عن سابقيه بأنه قد يحمل فى طياته إلقاء حجر فى المياه الإيرانية الراكدة سواء بحدوث ضربة عسكرية أو وصول البرنامج النووى الإيرانى إلى مستوى يمكن طهران من صنع قنبلة نووية أو إبرام صفقة دبلوماسية برعاية أمريكية تضمن لإيران برنامج نووى سلمى وتضمن لإسرائيل عدم حصول الإيرانيين على القنبلة النووية...[COLOR=#(color)]المزيد[/COLOR]..«الحرب الإلكترونية».. القتل بالفيروساتيندفع العالم بخطوات متسارعة نحو ما يمكن تسميته «الحرب النظيفة»، فى إشارة الى ما يعرف بتعزيز وتفعيل وسائل «الحرب الإلكترونية»، بشكل يتيح للدول التى تستعملها تحقيق أهدافها ضد خصومها عن بعد، ودون وقوع أى خسائر بشرية. ومن المتوقع أن يشهد العام 2013 ازدهاراً أكبر لهذا النوع من الحروب، الذى تلعب فيه التكنولوجيا دوراً حاسماً، كى تزداد شراسة فى تحقيق انتصار صامت، عبر توجيه ضربات للجيوش والمؤسسات الاقتصادية، وعلى رأسها النفطية والبنوك وأحيانا المنشآت النووية، بالإضافة إلى المؤسسات الإعلامية..[COLOR=#(color)]المزيد[/COLOR]...«الإرهاب».. أفريقيا مستقبل الجيل الثالث لـ«القاعدة» ودول «الربيع» ملاذ آمن رغم حديث الولايات المتحدة الأمريكية حول «ضعف تنظيم القاعدة» وقضائها على ثلثى قيادييه بحلول نهاية 2012، فإن ذلك لا يعنى اختفاء التنظيم أو الجماعات الإرهابية بشكل عام، وإنما ينبئ بانتقال الشبكات الإرهابية إلى مناطق أخرى من العالم. ففى الوقت الذى تراجعت فيه قوة القاعدة فى باكستان وأفغانستان فى 2012، ظهرت بؤر جديدة لها فى دول أفريقيا، خاصة فى مالى ونيجيريا، وكذلك فى مناطق الحروب والنزاعات كبعض دول الربيع العربى مثل اليمن وسوريا. ويرى مراقبون أن أفريقيا ستصبح مستقبلا أرض الجيل الثالث لتنظيم «القاعدة»، بحيث تكون «أفغانستان جديدة» تمثل أحد أخطر التهديدات على استقرار العالم..[COLOR=#(color)]المزيد[/COLOR]...«التطرف».. صعود اليمين فى الغرب و المتشددين فى الشرق الأوسط يستقبل العالم عامه الجديد وسط مخاوف من تزايد ظاهرة التطرف الذى لم يعد يقتصر على الجماعات الجهادية المرتبطة بتنظيم «القاعدة»، وإنما يتعلق أيضاً بصعود ملحوظ لتيارات اليمين المتطرف فى أوروبا والولايات المتحدة وإسرائيل..[COLOR=#(color)]المزيد[/COLOR]...«جزر آسيا».. صراع ملكية يهدد بغرق القارة الصفراء في فوضي الحروب«الجبل الواحد لا يمكن أن يتسع لنمرين معاً»، هكذا يقول المثل الصينى الشهير، الذى ينطبق الآن على حال اليابان والصين، حيث أصبحت بكين طرفاً فى صراع محتدم مع طوكيو حول مجموعة من الجزر الصغيرة فى بحر الصين الشرقى، ينذر باندلاع حرب واسعة النطاق. يصف العديد من المحللين السياسيين منطقة بحر الصين الشرقى الآن بأنها منطقة كل الأخطار والتهديدات الممكنة، ففى قارة آسيا، التى تشهد نهضة متنامية، تتضاعف التوترات والمنافسات المختلفة..[COLOR=#(color)]المزيد[/COLOR]...«اليورو».. الاتحاد يواجه خطر التفكك بسبب الأزمة المالية تقترب منطقة العملة الأوروبية الموحدة «اليورو» من عام الحسم حيث تنتظرها عدة ملفات تشكل بدرجة كبيرة مستقبل المنطقة التى تضم 17 من الدول الـ 27 الأعضاء فى الاتحاد الأوروبى، والتى تأسست منذ 13 عاما. فى اللحظة الراهنة، يبدو أن هناك حالة من الهدوء الهش تحيط بالمنطقة فى ظل أزمة الديون السيادية التى تعانيها والجهود المستمرة من أجل احتوائها، لمنع تفكك هذا الاتحاد، خاصة فى ارتفاع التوقعات بقرب خروج بعض الدول منه وعلى رأسها اليونان..[COLOR=#(color)]المزيد[/COLOR]...«الهاوية المالية».. الانقسام السياسى يضع اقتصاد أمريكا على حافة السقوط يبدو أن الاقتصاد الأمريكى سيظل رهن التجاذبات والخلافات السياسية بين الديمقراطيين والجمهوريين حول «الهاوية المالية» وعجز الموازنة، بما يؤكد التوقعات المتشائمة بتراجع النمو الاقتصادى إلى 1.9% العام المقبل مقارنة بتوقعات 2.5%. و«الهاوية المالية» مصطلح يعنى إجراءات تدخل حيز التنفيذ بشكل تلقائى مطلع العام إذا لم يتوصل الكونجرس والبيت الأبيض قبل ذلك إلى اتفاق بشأن الدين العام. وتتضمن هذه الإجراءات التلقائية زيادة الضرائب وخفض النفقات العامة ما يهدد بغرق الاقتصاد الأول فى العالم فى الركود مجددا...[COLOR=#(color)]المزيد[/COLOR]..«حرب المخدرات».. أمريكا اللاتينية تلوح بالراية البيضاءبعد عقود من سفك الدماء، أصبح هناك توافق فى الآراء فى العديد من بلدان أمريكا اللاتينية على أن الحرب على المخدرات تسبب المزيد من المشاكل أكثر مما قد تحل. وبدأت بعض الحكومات فى تلك المنطقة تبحث عن تدابير أكثر عملية وتدريجية بعيداً عن المواجهة المسلحة. وحدث أكبر تغيير فى أوروجواى، حيث دفعت حكومتها بمجموعة من التشريعات لتقنين مخدر «الماريجوانا» فى البلاد بحيث تكون الحكومة هى الجهة الوحيدة المسؤولة عن العلاج بالماريجوانا فى البلاد
المصري اليوم