لم تكن أحداث العنف والشغب التي شهدها استاد بورسعيد اليوم بعد انتهاء مباراة الأهلي والمصري وراح ضحيتها أكثر من 73 شهيد بحسب آخر احصائية لوزارة الصحة المصرية أحداث شغب رياضي فقط، بل كان لها أبعادا سياسية فرضت نفسها بقوة وظهرت بوضوح في ردود الفعل المنفعلة أثناء الأحداث سواء على مواقع التواصل الاجتماعي أو من جانب المحللين والمعلقين السياسيين والرياضيين على حد سواء.


ففي الوقت الذي بدأ فيه بعض الاعلاميين الرياضيين في مصر في تبني نظرية المؤامرة وافتراض وجود من يقف وراء تلك الأحداث التي رأوها مدبرة، كان هناك من يفسر الأحداث على أنها تخاذل متعمد ومقصود من جانب وزارة الداخلية ومن وراءه المجلس العسكري الحاكم برئاسة المشير حسين طنطاوي.

محمد جمال الناشط السياسي وأحد أعضاء التراس زملكاوي "وايت نايتس" علق على الأحداث في حسابة على موقع تويتر قائلا :"القول الفصل: التراس اهلاوي كان عايز المعركة اه .. جماهير البورسعيدي بتتحضر للمعركة اه .. الكل كان عارف اه .. الامن ما اتدخلش بالقصد اه".

وبينما تشتعل البرامج الرياضية وغير الرياضية بالكثير من التعليقات الحانقة سواء من جانب المعلقين أو من جانب مواطنين يشاركون باتصالات هاتفيه تندد بما حدث وتعبر عن أسفها ودهشتها مما جرى، كانت الاتهامات السياسية تلاحق المجلس العسكري الحاكم بتدبير الأزمة بهدف اشعال الوضع الأمني في مصر ومن ثم ضرورة بقاءه في السلطة، وهو ما جاء على لسان أحد المشاهدين في مداخلة تليفونية مع برنامج بلدنا بالمصري على قناة أون تي في قائلا: "هذه مجزرة مدبرة .. المجلس العسكري يريد أن يبقى فوق الشعب وفرض الأحكام العرفية ويريد إيجاد مبررات لهذا".

لاعبو النادي الأهلي عبروا عن فزعهم مما جرى في مداخلات تليفونية، فقال محمد أبو تريكة في مداخلة لقناة الأهلي : أحد مشجعي الأهلي قد مات أمامي، انها حرب وليست كرة، والأمن لم يبذل جهدا في ابعاد من هاجموا الجمهور واللاعبين".

سياسيا، حمل عددا من أعضاء مجلس الشعب المجلس العسكري ووزارة الداخلية مسؤولية ما حدث،  وانتقد النائب عمرو حمزاوي عضو مجلس الشعب أداء وزارة الداخلية وقوات الأمن أثناء الأحداث، مطالبا بإقالة وزير الداخلية ومدير أمن بورسعيد ومحافظها فورا، كما كشف أنه أرسل للدكتور سعد الدين الكتاتني رئيس مجلس الشعب مطالبا بجلسة استثنائية غدا لمجلس الشعب، وقال حمزاوي في حسابة على موقع تويتر " تحددت الجلسة الاستثنائية للمجلس غدا 11 صباحا، فوضى منظمة هدفها إخافة المصريين وإطالة عمر العسكري في السلطة بعد أن طالب الشارع بإسقاطه"

كذلك حمل عصام العريان عضو مجلس الشعب عن حزب الحرية والعدالة الذراع السياسي لجماعة الاخوان المسلمين قوات الأمن والجيش مسؤولية ما حدث. 

التقارب الزمني بين ذكرى موقعة الجمل التي تحل غدا الخميس لم تغب عن ذهن الكثير من المتابعين، كذلك عبر كثير من المشجعين والسياسيين عن استغرابهم من عدم حضور مدير أمن بورسعيد والمحافظ للمباراة، مشيرين إلى أن هاتين الشخصيتين اعتادا حضور جميع لقاءات الأهلي والنادي المصري في استاد بورسعيد، معتبرين أن ذلك يعد دليلا آخر على وجود نية مبيته من جانب الداخلية لتمرير ما حدث.

shreetalahdas

http://kenanaonline.com/shreetalahdas