»جامعة القاهرة أنشئت لهدم شريعة الله« بهذه الجملة تبدأ المسرحية السوداء التى يؤلفها ويقدمها أعضاء الجماعات السلفية على طبق مملوء بشعارات الكفر وعباءة الحرام للمواطنين.. فبعد أن ثار الشعب وأسقط الظلم والفساد أملا فى عودة الحرية والمعيشة الكريمة والتعليم الصحيح تأتى هذه الجماعات لتكفر علمه وثقافته وتجبره على الرجوع لمئات السنوات بدون حجج وأدلة مقنعة وترفع شعاراً واحداً وهو أنهم خلفاء الله على الأرض.. فهل نصمت على هذه الشعارات وماذا بعد إهانة منارة العلم؟!! كل هذه الأسئلة تدور فى رءوسنا.. نجيب عنها فى السطور التالية.
بيان!!
بين استفزاز الشيخ حازم شومان بتصريحاته حول أن جامعة القاهرة أنشئت لتغيب وتحارب شريعة الله سبحانه وتعالى وأنها أنشئت لتنتج شباباً يقاومون شريعة الله ويرفضونها، وإعلانه متحديا كل المؤسسات الدينية المستنيرة أن شريعة الله يداس عليها فى مصر بوجود هذه الجامعة.. أعلنت جامعة القاهرة بيانا ردا على ما قاله شومان خلال ندوة عقدتها كلية التجارة حيث أكد الدكتور حسام كامل رئيس جامعة القاهرة أن ما جاء على لسان الضيف المتحدث فى هذا السياق أمام الطلاب هو قول مغلوط تماماً ولا يمت إلي الحقيقة ولا يستند إلى واقع ملموس أو إلى حتي فهم لمجريات التاريخ وإنما هو قول يثير البلبلة.
وقال د. حسام كامل إن فكرة إنشاء جامعة للمصريين منذ أكثر من مائة عام ولدت بين أحضان وعقول وأقلام المصريين من مختلف الاتجاهات والطبقات وكانت نتاج احتياج المجتمع ورغبات كل فئاته من مسلمين وأقباط، كما استند مشروع إنشاء جامعة فى ذلك الوقت إلى تأييد شعبى واكتتاب جماعى بالمال من جميع أبناء الأمة دون تفرقة بين مبنى ودين ودون أن يستسلم أبناء الأمة الواحدة لفكر المحتل البريطانى للحد من تعليم المصريين حتى قامت الجامعة تحتضن الجميع من أبنائها دون تفرقة بينهم وبعد أن رفعت من اليوم الأول شعار العلم والثقافة لجميع المصريين.
ودعا بيان جامعة القاهرة ومن منطلق الحرص على المصلحة الوطنية وإعلاء دور جامعة القاهرة الثقافى والتنويرى فى المجتمع، بضرورة الالتزام بالدقة والموضوعية فيما يتناولونه من موضوعات وعدم إثارة البلبلة فيما يطرحونه من أفكار، وفى حال رغبتهم فى طرح قضية ما فإن الجامعة لا تمانع فى ذلك وتدعو المتخصصين لإبداء وجهة نظرهم فيما يطرح بشأنها. وأكد رئيس الجامعة من خلال البيان على حرية التعبير للطلاب فى عرض جميع القضايا والسماح لجميع التيارات الفكرية داخل الجامعة بعقد الندوات وإلقاء المحاضرات دون التجاوز فى حق الآخرين أو توظيف الندوات وإلقاء المحاضرات لأغراض حزبية أو عقائدية تثير البلبلة والاستياء فى المجتمع الجامعى.
الجهلاء!!!
وأكد الدكتور محمد عفيفى رئيس قسم التاريخ الحديث والمعاصر بكلية الآداب جامعة القاهرة قائلاً: نحن أمام صدمة تاريخية شديدة الخطورة واستياء شديد ممن يمثلون الدين الإسلامى فى ظل أن ديننا هو دين التسامح والعقل فقد نسوا أن قرآننا الكريم بدأ بسورة »اقرأ« وانتهى بآيات »وجادلهم باللتى هى أحسن« وغيرها من الآيات التى تدعو إلى السلام وعدم الكفر.
تساءل د. عفيفى: كيف يصدر هذا الكلام تحت القبة التى هى منارة العلم والتعليم ليس فقط فى مصر بل فى العالم العربى بأكمله فجامعة القاهرة التى يدعون عليها بهذه الأقاويل وإنها ضد الدين هى المشروع الأول الذى شارك فيه جموع زعماء الحركة الوطنية وقامت بفضل وزارة الأوقاف وتحت مظلة الإسلام فضلا عن أنها فى الخمسينيات والستينيات كانت تستقبل الآلاف من الطلاب من إندونيسيا وماليزيا وكانت بمثابة الأزهر الشريف.
وأضاف د. عفيفى أن هؤلاء المدعين بأنهم خلفاء الله على الأرض يتسمون بجهل عظيم بالتاريخ لأنهم لا يعلمون أن جامعة القاهرة أخرجت أهم كتب فى دراسة الفلسفة الإسلامية والتاريخ الإسلامى ولا يدرون أن كبار مؤرخى الإسلام الشيخ محمد أمين كان أستاذاً فى جامعة القاهرة ثم أصبح عميداً لهذا الصرح التعليمى الذى يتحول الآن إلى أداة للكفر والخروج عن طاعة الله.
وأشار د. عفيفى إلى أن جامعة القاهرة لعبت دوراً تنويرياً ليس فقط لمصر بل للعالم الإسلامى أجمع بالإضافة إلى أنها نجحت فى نقل العلم والدين إلى ربوع العالم العربى والإسلامى وخرج من تحت عباءتها علماء تفتخر بهم فى كل أنحاء العالم فقد خرجت مظاهرات عديدة من قبل المدارس والكليات لضمها لجامعة القاهرة حتى تصبح كل المواد والعلوم تحت قبة جامعة واحدة وهى جامعة القاهرة لتصبح فى خدمة التاريخ الإسلامى واللغة العربية، فجامعة القاهرة هى الجامعة الوحيدة التى احتضنت كل الطلاب من مسلمين ومسيحيين وحتى يهود وها نحن الآن نقول إنها نشأت لهدم الدين.
ويقول د. عفيفى إن جامعة القاهرة نشأتها وتطورها سبب فى تطوير الأزهر نفسه باعتراف كل المؤرخين، وتطورت دراسة الأزهر طوال هذه السنوات بدعم جامعة القاهرة، وللأسف الشديد وبعد كل هذه الأدوار التى تقوم بها جامعة القاهرة جاء الوقت ليتهمها الجهلاء بهدم شريعة الله سبحانه وتعالى وأخيرا أكد د. محمد عفيفى أنه على هؤلاء الجهلاء قراءة الدين الإسلامى والتاريخ جيدا قبل أن يجيدوا فن إطلاق صواريخ التصريحات النارية أملا فى أن يتعلموا قبل أن يتحدثوا.
الخطر!!!
ومن ناحيتها ترى الدكتورة هالة فؤاد أستاذ التصوف الإسلامى بقسم الفلسفة الإسلامية بكلية الآداب جامعة القاهرة أننا أمام حالة من المرض لأن جامعة القاهرة لا تخص مصر فقط بل هى خاصة بكل أنحاء العالم فهى الجامعة الأولى التى تصدر العلم والتقدم، فعلى سبيل المثال إذا نظرنا إلى من يمثل جامعة القاهرة فى وقتنا الحالى نجد: أحمد زويل وفاروق الباز ومصطفى السيد وغيرهم من آلاف الأسماء التى تحمل اسم جامعة القاهرة وترفع رأسها وسط جميع المنافسين فنحن أمام جريمة علمية تسب وتلعن مؤسسى جامعة القاهرة أمثال طه حسين، وقاسم أمين وغيرهم وتاريخ الليبرالية بأكمله ونحن نشاهد الدولة الحديثة وهى تدهس بالأقدام ونرى كيف يتم شطب مصر الحديثة بقلم رصاص ونحن فى أماكننا ألا يكفينا كل هذه الجهالة!! ألا يخجل هؤلاء من أنفسهم بعد تكفير الجامعة التى نطلق عليها الحرم!!!
وتتساءل د. هالة متعجبة: إذا كانت الجامعة كافرة وطبعا كل مؤسساتنا كافرة لماذا يدخلها هؤلاء الجهلاء؟!! ولماذا يتسارعون على الحصول على كرسى البرلمان؟!! فلابد أن يواجه هؤلاء الجهلاء بشدة ويعلموا جيدا أننا مصر ونحن مصريون ليست دولة أخرى وأنها مصر وجامعة القاهرة التى عرفت الكتابة والحكمة وقامت بحل أعقد تركيبة دينية.
ونحن أول من عرفنا التوحيد واخترقنا الكهوف بحثا عن الله سبحانه وتعالى والعلم والعدل. وأضافت د. هالة أن هؤلاء يتمتعون بالجهل والغباء الشديد فعلى سبيل المثال فى الاحتفال بجامعة القاهرة قال الدكتور أحمد زكى أبوشادى خطبة عن الإسلام فبعد كل هذا التاريخ العظيم التى تحمله قبة الجامعة على أكتافها تأتى هذه الجماعات لتهدم كل ذلك وترجعنا ألف سنة إلى الوراء.
وأبدت د. هالة تخوفها من خطورة هذه النماذج على نتاج تعليم سيئ ظل أكثر من 03 عاما، فالمجتمع المدنى يجب أن يفوق ويواجهه هذه الكائنات التى هى فى حقيقتها مرعوبة من مواجهة العالم فضلا عن أن طبيعة شعب مصر محب للحياة.
فمن الأفضل بدلا من تفرغهم لتكفير حياتنا الاجتماعية اليومية ومؤسساتنا العلمية أن يواجهوا الفساد والظلم الذى عانى منه المواطن البسيط طوال 03 عاما ويضعوا خططاً فعالة لمواجهة المخاطر الاقتصادية التى تنتظرها مصر والسعى لإيجاد حلول لمواجهة المشاكل مثل مشكلة البطالة وتوفير حياة كريمة للمواطن.
الشبهة!!
وأكد الدكتور مصطفى يونس عميد كلية الحقوق سابقا أن هذه التصريحات شبهة حضارية للوطن العربى حيث بدأت بالسياحة ثم نجيب محفوظ وأخيراً وليس آخراً جامعة القاهرة التى هى منارة العلم ليس فى مصر فقط بل فى جميع أنحاء العالم كله، وبهذه الشعارات سوف نتخطى كل الحدود ونتعدى على كل المؤسسات الحكومية التى نفتخر بها.
وأضاف د. يونس أن جامعة القاهرة التى وقفت جنبا إلى جنب الدين الإسلامى ونشرت رايته عالية فوق قبتها تأتى اللحظة التى نقول إنها ضد الدين.
فهذه الجماعات تشغل عقولها فقط بتكفير العلم والمثقفين، فى ظل أنه على مدار السنوات السابقة وقف المثقفون يدا واحدة مع الشيوخ أمام الطغاة، فهذه البداية لنشر كلمة الحرام على كل حياتنا اليومية وأيضا من المنتظر أن تكون المدارس حراماً والمستشفيات من العيوب التى يرتكبها الإنسان وغيرها من الأفعال.
وأشار د. مصطفى إلى أنه لابد على كل المثقفين من شن حملة ضد هذه الشعارات والفتاوى التى تهدم مكانة البلاد أمام المنافسين والخروج بالحجج والأدلة الصحيحة ضد هؤلاء الجهلاء.




صباح الخير

shreetalahdas

http://kenanaonline.com/shreetalahdas