ما أشبه الليلة بالبارحة، فقط تبدلت الأماكن، بينما احتفظت الأحداث بدمويتها، عرض متكرر لأحداث محمد محمود، في شارع القصر العيني، مع فارق المتغيرات، الثابت في معادلة الاشتباكات هم المتظاهرون، والمتغير هم جنود القوات المسلحة.
.كلاكيت تاني مرة، في أقل من شهر، تحول ميدان التحرير في الساعات الأولى من صباح اليوم إلى ساحة حرب بين قوات الجيش والمتظاهرين عقب اقتحام جنود القوات المسلحة للميدان قبيل صلاة الفجر، بعد ساعات من تبادل التراشق بالحجارة وقنابل المولوتوف.
في الثالثة وخمسون دقيقة، سيطر جنود قوات المسلحة لبضع دقائق، على الحديقة المستديرة المعرفة بـ"الصينية"، وسط تأهب بين المتظاهرين لـ"الكر والفر"، مستندا إلى شائعات ترددت داخل الميدان عقب صلاة العشاء عن مطاردة الجيش للثوار قرابة الساعة الواحدة صباحا.
بضعة جرحى من الجانبين، واشتباه في مقتل جندي بالقوات المسلحة، حصيلة الاقتحام الذي استمر لدقائق معدودات أعقبه تقهقر سريع للجيش إلى حديقة مجمع التحرير في تمركز مكّنه من إشعال الحرائق فيما تبقى من خيام للمتظاهرين.
مع أذان الفجر، عادت قوات الجيش مرة أخرى إلى مكانها بشارع قصر العيني، وتراجعت القوات التي كانت تحيط بمسجد عمر مكرم، تاركة للمتظاهرين حرية إقامة الصلاة، في حين تواصلت الاشتباكات بين المتظاهرين، والجيش أمام مبنى المجمع العلمي، وأطلق الجيش أعيرة نارية في الهواء لتفريق المتظاهرين.
وحسبما أفاد شهود عيان, لجأ الجيش إلى الاقتحام، لحين الانتهاء من بناء ساتر خرساني، كان يتم إعداده أمام مبنى المجمع العلمي بشارع قصر العيني، للفصل بين الثوار وقوات الجيش، مثلما حدث تماما في شارع محمد محمود إبان موقعة "العيون"، التي تسببت في اعتصام فضه الجيش بالقوة منذ يومين، وخلف الاشتباكات الدائرة إلى الآن.
عقب الصلاة وزع المتظاهرون "بوستر"، يحمل صورة لـ"مجند" أثناء سحله لفتاة من المتظاهرين، ورصد الثوار مكافأة 10آلاف جنيه لمن يتعرف عليه، مثلما حدث مع محمود الشناوي "قناص العيون"، إبان انتشار فيديو يثبت تورطه في قنص أعين المتظاهرين.
وكانت الاشتباكات قد استمرت بين الجيش والمتظاهرين وسط انقطاع كامل للكهرباء، في مدخل شارع قصر العيني، في حين استعان الثوار بـ"الليزر" للكشف عن المتواجدين أعلى مبنى مجاور للمجمع العلمي، والذين يواصلون رشق المتظاهرين بالحجارة.
وأطلق المتظاهرون وقوات الجيش، الألعاب النارية في الهواء، فيما تبادلا إلقاء قنابل "المولوتوف"، مايقرب من 8 ساعات متواصلة.
491 مصابا حصيلة الاشتباكات المستمرة بين الجانبين مساء أمس، وفقا لإحصائيات المستشفى الميداني بـ"مسجد عمر مكرم"، و"كنيسة قصر الدوبارة"، وتنوعت إصاباتهم بين كسور وجروح قطعية وكدمات، نتيجة رشق بـ"طوب"، وسيراميك، وطلقات خرطوش.
وقال د.محمد مصطفى، منسق مستشفى عمر مكرم، إن هناك حدثين مهمين تجدر الإشارة إليهما، يتمثل أولهما في تعرض المستشفى لهجوم من قبل بلطجية تبين بعد القبض علي بعضهم أنهم من المتظاهرين بميدان العباسية، لافتا إلى أن المستشفى المتواجد بـ"عمر مكرم" كان مقام في كنيسة مريم للروم الكاثوليك أمام مجلس الوزراء، لكن الأطباء قرروا نقله خوفا من اقتحامه.
واستطرد مصطفى: فور الانتقال لـ"عمر مكرم" علمنا بخبر اقتحام المستشفى، وإتلاف كافة محتوياته، مشيرا إلى أن الأطباء لم يتمكنوا خلال انتقالهم من نقل كافة الأدوية إلى مستشفى "عمر مكرم".
وأضاف: والحدث الآخر المهم يتمثل فى إتلاف قوات الجيش لـ"وحدات الإسعاف" المجاورة لـ"خيام المعتصمين"، إبان فضهم للاعتصام أمام مجمع التحرير، مستنكرا تصرفات أفراد الجيش, ومؤكدا أن الأطباء تصدوا لقوات الجيش إبان عزمها اقتحام مستشفى "عمر مكرم"، وأطفأوا الأنوار وعلقوا "بطاطين" على نوافذ المستشفى في إشارة إلى إغلاقها.
وعن عبودي، الشخص الذي اشتعلت بسببه الأحداث، فقد نفى منسق المستشفى الميداني شائعة وفاته، قائلا" عبودي عايش"، رافضا الإشارة إلى تشخيص محدد لحالته..
أغرب ما رأيته فى الميدان أمس يتمثل في سيطرة حالة الحزن على المتظاهرين بمجرد انتشار شائعة وفاة مجند بالقوات المسلحة أثناء اقتحامه الميدان، رغم الاشتباكات العنيفة المستمرة بين الطرفين طوال ساعات النهار والليل.
الوفد
نشرت فى 18 ديسمبر 2011
بواسطة shreetalahdas
shreetalahdas
أقسام الموقع
ابحث
تسجيل الدخول
عدد زيارات الموقع
143,681