المصدر: دعا الدكتور عبد الناصر حسن - القائم بأعمال رئيس جامعة عين شمس - إلى ضرورة توثيق الأبحاث العلمية و ما تم إنجازه من دراسات؛ لتسهيل إمكانية الاستفادة منها، خاصة في المجتمعات العربية التي تعتمد على الثقافة الشفهية، و التي قد تدفع إلى مجرد سرد الأبحاث والدراسات دون الاستفادة منها في الواقع، معربًا عن أمله أن تتجه كل الأبحاث - سواء في مجال البيئة أو المجالات الأخرى - إلى تحقيق إنجاز فعلي مطبق في الواقع.
جاء ذلك خلال افتتاح فعاليات المؤتمر الدولي الثالث "لصون وتنمية التراث الطبيعي" والذي تنظمه جمعية محبي المحميات الطبيعية بالتعاون مع جامعة عين شمس، و وزارة الزراعة ممثلة في مركز بحوث الصحراء، في الفترة من 3 إلى 8 ديسمبر، برعاية كل من وزارة الموارد المائية والري، و وزارة الدولة لشئون البيئة.
و أكد أ.د.عبد الناصر حسن - في كلمته التي ألقاها خلال الافتتاح - على أن الممارسات الإنسانية غير الرشيدة تسببت في إفساد الطبيعة، مخلفة سلسة متصلة من الكوارث، مشيرًا لاختلاف نظرة الأفراد تجاه المحافظة على البيئة؛ فهناك من يراها ضرورة حتمية لحياة الإنسان، و منهم من يعتبرها نوع من أنواع الترف الذي لا مبرر له، بل يذهب البعض للقول إنها سعي وراء سراب، في حين أن الواقع يؤكد أن المحافظة على البيئة الطبيعية تعد نوع من المحافظة على بقاء الإنسان وسلامة صحته، و وسيلة للإبقاء على سائر الكائنات الحية، موضحًا أن العائد الاقتصادي للمحافظة على البيئة يفوق بعدة مراحل العائد الاقتصادي الناجم عن استغلالها بصورة سيئة، و إن كان ذلك غير ملحوظ نتيجة أن عائد المحافظة على البيئة يعود على كل أفراد المجتمع، و من ثم لا نشعر به، في المقابل العائد الناتج عن استخدام الإمكانيات البيئية بصورة جائرة يعود على المستخدمين فقط، بينما يتكبد سائر أفراد المجتمع أضراره الاقتصادية.
ويشير إلى أن المحميات الطبيعية لها دور كبير في المحافظة على النظم البيئية الطبيعية، و حماية الكائنات والنباتات المهددة بالانقراض؛ فعلى مستوى العالم يوجد ما يقرب من 12 إلى 13 ألف محمية طبيعية، تمثل حوالي 7% من مساحة كوكب الأرض.
و تحدث أ.د.إبراهيم نصر - رئيس مركز بحوث الصحراء - في كلمته حول دور المركز في حماية البيئة، مؤكدًا أن مركز بحوث الصحراء هو المنوط الأول بالدراسات الصحراوية والحفاظ على كافة أشكال التراث الطبيعي، فهو الآن يعد واحد من بيوت الخبرة في هذا المجال؛ بما يمتلكه من علماء وباحثين و إمكانيات لوجيستية، بالإضافة إلى محطاته البحثية المنتشرة في جميع أنحاء مصر، فمركز بحوث الصحراء يمتلك 5 محطات بحثية في سيناء، و عدد من المحطات المنتشرة بالصحراء الغربية حتى توشكى جنوبًا، كل هذه المحطات تقدم كافة المعلومات والبيانات التي تساعد على الوقوف على أشكال التغيير المناخي، و أساليب الحفاظ على التراث الطبيعي، والتنوع البيلوجي ومكافحة التصحر.
و أوضحت أ.د. ناهد عبده - رئيس جمعية محبي المحميات الطبيعية، ومقرر المؤتمر- أن جلسات المؤتمر تلقي المزيد من الضوء على قضية الحفاظ على التراث، و كيفية مواجهة المخاطر التي تواجه الطبيعة؛ نتيجة للتعامل البشري غير الرشيد معها، والاستخدام السيء للموارد الطبيعية، بما يهدد التنوع البيلوجي، كما يتناول قضايا بحثية متعلقة بتوثيق التراث والتغيرات المناخية وعلاقتها بالتراث المصري الطبيعي والمحميات الطبيعية، و مكافحة التلوث، والسياحة البيئية، وعرض للتشريعات الوطنية والدولية لحماية الإرث الوطني.
ويشارك في المؤتمر نخبة من الباحثين المتميزين من جامعات "عين شمس، والقاهرة، والإسكندرية، والفيوم، و المنصورة، وقناة السويس"، و كذلك باحثون من مركز بحوث الصحراء التابع لمركز البحوث الزراعية بوزارة الزراعة، وباحثون من المركز القومي للسميات بوازارة الموارد المائية والري، بالإضافة إلى مشاركة فعالة من باحثين من المملكة العربية السعودية والعراق.
نشرت فى 4 ديسمبر 2011
بواسطة shreetalahdas
shreetalahdas
أقسام الموقع
ابحث
تسجيل الدخول
عدد زيارات الموقع
143,969