المصدر: كان إقبال الجماهير المصرية بكثافة على المشاركة في أول انتخابات بعد ثورة يناير مفاجأة للعالم، خاصة بعد الأزمة السياسية التي افتعلت في مصر مؤخرا بسبب ما أطلق عليه "شرعية التحرير والثورة" ، لكن هناك من أعتبر هذه المشاركة موجهة ضد " سيطرة محتملة " للإسلاميين من الأخوان والسلفيين .. نبدأ بالخبر ..فقد رصد الائتلاف المستقل لمراقبة الانتخابات ان حزب الحرية والعدالة في دمياط يقوم بحشد النساء بأعداد كبيرة للتصويت له في لجان مدرسة التجارة الثانوية المشتركة بكوبري السيالة ، و في أسيوط يقوم حزب الحرية والعدالة وحزب النور أمام لجان السيدات والرجال بتكفير من يتوجه لانتخاب الكتلة المصرية وهناك محاولات مستمرة من الناخبين والناخبات للتصدي لهم ، و في الأقصر يقوم حزبا الوفد والحرية والعدالة بشراء الصوت مقابل مبلغ خمسون جنيها ، في كفر الشيخ مدرسة المرازقة الثانوية المشتركة والمدرسة الإعدادية بنات يقوم انصار حزب الحرية والعدالة وحزب النور بنقل السيدات في ميكروباصات وكذلك عربات التوك توك للتصويت لصالح الحزب ..ومن ناحية أخري ، قالت احدى الناخبات في مدرسة نجع زريق بمركز البداري الدائرة الثالثة بأسيوط أنها تلقت عرضا عليها بالرشوة مقابل إعطاء صوتها وأقاربها لحزب النور السلفي، ولم تتعرف علي هوية هذا الشخص سوي انه ملتحي – على حد قولها-. وأضافت أنها قابلت هذا بالرفض فطلب مني عدم الإفصاح عن ما حدث، مشيرة إلى أنها تقدمت بشكوى حول الواقعة. أما تحليل ما يحدث .. فقد أجمع خبراء وسياسيون في تصريحات لموقع "العربية.نت" على أن نتائج هذه الانتخابات ستكون مفاجأة أيضا لما كان متوقعا قبل إجرائها، وهذه المفاجأة ستكون، كما قال الخبراء، في عدم حصول التيار الاسلامي "إخوان وسلفيون" على أغلبية البرلمان القادم. ويقول الدكتور عمرو هاشم ربيع، رئيس وحدة التحول الديمقراطي في مركز دراسات الأهرام: "بعد هذه المشاركة الكثيفة وغير المتوقعة من الناخبين في جولتها الأولى، نستطيع أن نجزم أن عصر الأغلبية انتهى وأصبح مستحيلا". وتوقع ربيع أن تحدث إعادة على المقاعد الفردية في معظم الدوائر، على أقل تقدير. ويؤكد ربيع على "أن التيار الإسلامي ليس من مصلحته هذه الكثافة في التصويت، لأنه يستطيع الفوز في حال قلة عدد الناخبين، وقلة عدد المقترعين من الكتلة الصامتة غير المسيسة، حيث إنه يستطيع في هذه اللحظة حشد مؤيديه وأنصاره، ولكن عندما تخرج الأغلبية للتصويت فهو خاسر". ويتفق مع هذه الرؤية الدكتور رفعت السعيد، رئيس حزب التجمع، قائلاً: "إن زيادة عدد المقترعين في هذه الانتخابات يعتبر طبيعيا من وجهة نظري في ظل ظروف الثورة، فالبعض ممن ذهب للاقتراع ذهب للاستقرار، والبعض الآخر من هذه الأغلبية، تلك الكتلة الصامتة التي لا علاقة لها بتيارات سياسية، وقد ذهب تخوفا من سيطرة التيارات الإسلامية بأنواعها على مقاليد الحياة في مصر، وجزء ثالث ذهب لأنه شعر بأن التغيير أصبح واجبا". ويؤكد السعيد: "أنا شخصيا أعرف مئات من الذين ذهبوا اليوم ذهبوا خوفا على مصر من سيطرة حلف الإخوان والسلفيين". ويوضح السعيد هذه الرؤية بقوله: "لقد لمست في بعض اللجان محاولات حثيثة للإخوان المسلمين والسلفيين لتقليل نسبة حضور الناخبين في بعض المناطق، وعلى سبيل المثال ما حدث في مدرسة دي لاسال في منطقة الظاهر، حيث لوحظ تواجد كثيف للنساء في هذه المنطقة من غير المحجبات، فتم افتعال مشكلة ألغى القاضي على إثرها الاقتراع في هذه المدرسة". تفتت الأصوات لكن ممدوح إسماعيل، نائب رئيس حزب الأصالة السلفي، وأحد المرشحين في الانتخابات المصرية يقول ردا على ذلك: "التيارالإسلامي سيحصل على 40% من المقاعد في المرحلة الأولى، ومازال لدينا مرحلتين، لذا فأنا أعتقد أن التيار الإسلامي سيحصل على الأغلبية في البرلمان القادم". وتابع: "أما تفتيت الأصوات بسبب كثافة الناخبين وخروج الأغلبية الصامتة فهو سيكون لصالح التيار الإسلامي، وليس ضده، فهذه الأغلبية ستنتخب التيار الإسلامي، أما كونها خرجت خوفا على مصر من سيطرة التيار الإسلامي فهذه مجرد أحلام في أذهان من يقولونها". من جانبه، أشار الدكتور وحيد عبد المجيد، منسق التحالف الديمقراطي والخبير في مركز دراسات الأهرام، إلى أنه كان من المتوقع أن يمثل هذا البرلمان كافة الأطياف السياسية، ولكن بدرجات مختلفة، وهذه طبيعة الانتخاب بنظام القائمة النسبية، فهو يتيح الفرصة للتمثيل لكل الاتجاهات السياسية، ولكن بنسب متفاوتة. ويقول عبد المجيد: "أعتقد أنه لن يكون هناك أي تغير في التوقعات بالنسبة لتمثيل التيار الإسلامي في البرلمان المقبل، فهو سيحصل على نسبة متقدمة عن غيره، لكنه لن يكون الأول ولن يمثل الأغلبية"، مؤكدا أنه "لم يعد هناك فزاعة للتخويف من هذا التيار، والتي كان يستخدمها النظام السابق". ويرى عبد المجيد أن التوقعات كانت تشير إلى حصول التيار الإسلامي على نسبة كبيرة في البرلمان القادم، لكن ليس نسبة الأغلبية، فالاتجاه العام للتوقعات لا يتعلق بعدد الناخبين، لكنه يؤدي إلى تفتيت كثير من الأصوات، ومن هنا أرى أن البرلمان القادم سيكون متنوعا من كافة التيارات". وعلى أرض الواقع، حذرت "حملة شارك وراقب" لانتخابات مصر 2012، من بوادر نشوب توتر بين أنصار الكتلة المصرية وحزب الحرية والعدالة، بسبب الدعاية الانتخابية. وناشدت الحملة اللجنة العليا المشرفة على الانتخابات بالتدخل لإيقاف مهزلة استمرار الدعاية الانتخابية، كذلك لوحظ ممارسة نوع من الدعاية السوداء ضد الكتلة المصرية فيما يشبه حرب تكسير العظام بين الكتلة المصرية وقائمة الحرية والعدالة والنور السلفي.
shreetalahdas

http://kenanaonline.com/shreetalahdas