أغــــارُ على الشفاهِ من الشفاهِ 
إذا مـــا قبــَّـــلتْ بالشوقِ حـــرفا
لتــغدو بينَ إقبـــــالِ وصـــــدٍ 
وتروي بعدَ كسرِ الفعلِ عطفا
تجــــودُ على ابتســـامتها بدمعٍ 
زلالٍ لم يشأ للــــوصلِ كسفــا
تلعثمت الحروفُ فــلم تبـــالي 
فكــدتُ لشهدهـــا أنحــازُ وصفا
كـــأني والسهادُ بــــدا كظلي 
وظـــلُ الشوقِ نـــارٌ ليس تخفى
هي الكــــلُّ المكــــملُ بالأمـــاني 
وفوقَ الوصــــفِ إن أفردتُ عــزفــا
تغـــازلها مع النسماتِ روحي 
فأصفو بعد سقمي ثم أشفى
أمـــا والبوحُ أدنى من شعوري 
وبعضُ البعضِ منها بات منفى
رمتني بالمحبةِ واحتوتني 
وأنكـــرت الوصالَ فصرت وقفا
أحبُ الليلَ إن عبرته طيفاً 
وذا حـــالُ المحبِ به سيُكفى
دمــي سقيا لمنْ أشقت فؤادي 
كشوقٍ يستزيدُ البوحَ نُـــــدفــا
وقد راودتها وقددتُ روحـــــــي
وأهـــدرتُ الغيـــابَ لهــا فأوفى
وبعد الكـــأسِ عــاشرةُ وأخرى 
أبتْ موتي فهامَ السهدُ عصفا
قضيت العمرَ في سبعٍ عجـــافٍ 
على باتِ التــــأملِ كدت أُنـــــفى
دمي في راحتيكِ فــــعانقيهِ 
فـــأنَ الشوقَ قـــد ناجاكِ ألفا
سلامٌ للشفاهِ وقد أنــــاختْ 
ركـــاب العشق فاستعذبتُ قطفا
كأني والعيونُ وما أسرتْ 
سليمانُ الهوى و الأمرِ خسفا
وهدهدنـــا رسولٌ بات يشقى 
ببوحِ تـــاهَ بالانصــــافِ وصفــا
غدا قلبي كمـــا قالتْ سعادٌ 
أطلتَ البـــعدَ كي تشتقَ حتفا
فمــا بكَ ليس يدنو من حنيني 
فقبل بعد بعدكَ مـــا تصفى
حفظتكَ بالنـــدى شغفاً تجلى 
فهـــاتِ رضــابك الاحلى لتعفى
جفـــاكَ الليلُ أم ضاقتْ دروبٌ 
لطـــرفكَ قد سكبتُ النورَ طــرفا
شفاهك لاتزالُ على خصـــامٍ 
وثغري بالتصوفِ نــــالَ كشفا
أُقبـــلُ في الجمـــالِ سلافَ شعرٍ 
تعــــرى حيثُ كـــان السترُ صفـــا
فمالكَ والمشاعرُ إن أبـــاحتْ 
محــــالاً قــــد من عينيكَ خوفا
شقائقنا الايائلُ والمنــــايا 
فأما امطرتْ نشتاقُ جوفــا
هي الروحُ السبيةُ من رباها 
وقد عـــادت لمثواها لتشفى
كفيفٌ قـــول من يخشى لقائي 
بيومِ البـــؤسِ يستجديه رجفـــا
سيوفُ القومِ من لغـــةٍ يعرتْ 
وقولي بالقـــرائنِ سلَّ سيفا