موقع التنمية البشرية لتطوير القدرات

نجمع لك الخبرات ..... لتصنع الغد الذي تريد

 

النصر الشخصي 

العادة الأولى

كن مبادراً

مبادئ الرؤية الذاتية / 92

" أنا اعرف أنه ليس هناك من حقيقة أكثر تشجيعاً من قدرة الإنسان التي لاشك فيها على العمل للارتقاء بحياته من خلال سعيه الواعي وجهده الدؤوب "                       هنري دافيد ثورو

أثناء قراءتك لهذا الكتاب ، حاول أن تنأى بنفسك بعيداً عن ذاتك . حاول أن تجعل إداراكك الواعي في نقطة علوية من أحد أركان الغرفة لتطل على نفسك ، بعين عقلك ، وأنت تقرأ . هل تستطيع أن ترى نفسك كأنك تطل على شخص آخر ؟ والآن حاول شيئاً آخر . فكر في حالتك المزاجية التي أنت عليها حالياً . هل تستطيع تحديدها ؟ ماذا تشعر ؟ كيف تصف حالتك العقلية الحالية ؟

والآن فكر لدقيقة واحدة في كيفية عمل عقلك . هل يتسم بالسرعة واليقظة ؟ هل تشعر بأنك ممزق بين ممارسة هذا التدريب العقلي وتقييم النتيجة التي تخلص إليها ؟

إن قدرتك على ما قمت بأدائه تواً هو أمر بشري لا نظير له ، حيث تفتقر الحيوانات لهذه القدرة التي نطلق عليها " إدراك الذات " أو القدرة على التفكير في عملية تفكيرك ذاتها ، إن هذا هو السبب في السيطرة التي يملكها الإنسان على كافة الأشياء في العالم ، ولماذا يستطيع أن يحقق إنجازات بارزة من جيل إلى جيل .

وهذا هو السبب أيضاً في قدرتنا على تقييم خبرات الآخرين والتعلم منها بمثل ما نفعل من خبراتنا ، وهو أيضاً السبب في امكاننا صنع عاداتنا أو فصهما .

إننا لسنا مشاعرنا . إننا لسنا أمزجتنا ، بل إننا أيضاً لسنا أفكارنا . إن مجرد حقيقة استطاعتنا التفكير في هذه الأمور هي التي تفصلنا عنها وعن عالم الحيوان . إن إدراك الذات يساعدنا على أن ننتحي جانباً ، وأن نفحص حتى مجرد الطريقة التي " نرى " بها أنفسنا – تصورنا الذهني ، أكثر تصور ذهني رئيسي قابلة للفعالية ، إن تأثيره لا يقتصر فقط على توجهاتنا وسلوكياتنا ، بل على كيفية رؤيتنا للآخرين أيضاً . إنه يصبح بمثابة خريطتنا عن الطبيعة الأصلية للجنس البشري .

وفي الواقع ، وحتى ذلك الوقت الذي نستطيع أن نأخذ فيه في اعتبارنا كيفية رؤيتنا لأنفسنا ( وكيفية رؤيتنا للآخرين ) ، فلن يكون بإمكاننا فهم كيفية رؤية وشعور الآخرين لأنفسهم ولعوالهم ، وبهذا الافتقار إلى الإدراك ، فسوف نسقط نياتنا على سلوكياتهم ثم أننا موضوعين .

إن هذا الوضع يحد من إمكاناتنا الشخصية ومن قدرتنا على الاتصال بالآخرين أيضاً . غير أنه بفضل المقدرة الإنسانية المتفردة في إدراك الذات ، يمكن لنا إعادة النظر في تصوراتنا الذهنية لتقرير ما إذا كانت مبنية على الحقائق – أو المبادئ أو إذا كانت ناجمة عن التكيف والظروف .

 

المرأة الاجتماعية / 94

إذا كانت الرؤية المستقبلية الوحيدة التي ندركها عن أنفسنا مستقاة من المرأة الاجتماعية – أي من التصور الذهني الاجتماعي السائد ومن آراء ، ووجهات النظر والتصورات الذهنية للأشخاص المحيطين بنا – فإن رؤيتنا لأنفسنا تبدو مثل الصورة التي تعكسها المرأة المجنونة ( السحرية ) في مدن الملاهي .

" إنك لم تحضر مطلقاً في موعدك " .

" لماذا لا تستطيع أبداً ترتيب الأشياء في أماكنها ؟ "

" لابد أنك فنان "

" إنك تأكل كالحصان "

 " لا أصدق أنك فزت "

" إن هذا أمر هين ، لماذا لا تفهم ؟ "

هذه الرؤى المستقبلية منتزعة من سياقاتها وتفتقر إلى الاتساق . إنها عادة ما تكون تصورات منها انعكاسات ، تصور اهتمامات ونقاط الضعف الشخصية للناس ، وتهتم بعرض المدخلات أكثر من أن تعكس بدقة من نكون نحن .

إن انعكاس التصور الذهني الاجتماعي السائد يفيدنا بأننا محكومون إلى حد بعيد بالتكيف والظروف ، وفي حين أننا أقررنا بمدى القوة الهائلة للتكيف في حياتنا ، إلى حد القول بأننا لحتميته ، وانه ليست لنا أية سيطرة على هذا التأثير ، فإن ذلك يخلق لنا خريطة مغايرة تماماً.

وفي الواقع هناك ثلاث خرائط اجتماعية – ثلاث نظريات عن الحتمية لها قبول واسع النطاق ، سواء كانت منفردة أو مجتمعة ، لشرح طبيعة الإنسان . والحتمية الوراثية تقول لنا : إن أجدادنا هم المسؤولون عنا نحن فيه . إنهم السبب في تلك العصبية التي تنتابنا . لقد كان أجدادك من ذوى الطباع الحادة وهو ما يظهر في تحليل سائل الـ DNA الخاص بك . لقد انتقل ذلك الطبع عبر أجدادك جيلاً بعد جيل حتى وصل إليك بالوراثة ، وأضف إلى ذلك أنك أيرلندي ، والأيرلنديون من ذوي المزاج العصبي .

وتخبرنا الحتمية الجسدية بصفة رئيسية أن آبائك هم الذين فعلوها بك . إن التجربة التي مررت بها في نشأتك وطفولتك تركت آثارها العميقة على توجهاتك الشخصية وعلى مكونات شخصيتك ؛ ولهذا أنك تخشى من أن تواجه الجمهور . لقد كانت تلك هي الطريقة التي أنشأك عليها أبواك . إنك تشعر بأنك مذنب إلى النخاع إذا ما اقترفت خطأ ما ؛ " لأنك " تتذكر " في أعماق نفسك الآثار الوجدانية عندما كنت ضعيفاً وهشاً ومعتمدا كلية على غيرك ، إنك " تتذكر " العقوبة الوجدانية ، والإقصاء والمقارنة مع شخص آخر عندما يقصر أداؤك في مسألة ما عما هو متوقع .

وتخبرنا الحتمية البيئية بصفة أساسية بأن رئيسك في العمل هو الذي سبب لك هذا – وقد تكون زوجتك ، أو ذلك المراهق المغرور ، أو لعله وضعك الاقتصادي أو سياستك الوطنية لقد كان شخص ما أو شيء ما في البيئة المحيطة بك مسؤولاً عن وضعك الحالي .

وجميع هذه الخرائط تستند إلى نظرية المنبه / الاستجابة التي يرتد إليها تفكيرنا جميعاً وفقا لتجارب العالم " بافلوف " مع الكلاب . إن الفكرة الأساسية تتمثل في أننا مكيفون ( مجبرون ) على الاستجابة بطريقة معينة إزاء منبه معين .

ما مدى الدقة والمهام الوظيفية التي تصف فيها هذه الخرائط الحتمية بيئتنا ؟ ما مدى الوضوح الذي تعكس فيه هذه المرايا الطبيعية الحقيقية للإنسان ؟ هل أصبحت كالنبوءات التي تتحقق ذاتياً هل هي مؤسسة على مبادئ يمكن لنا أن نرى صلاحيتها داخل أنفسنا ؟

 

فيما بين المنبه والاستجابة / 96

للإجابة على تلك الأسئلة ، هيا بنا نستعرض سوياً القصة المثيرة لفيكتور فرانكل Viktor Frankl .

كان فيكتور فرانكل من المؤمنين بالحتمية الذين تربوا على مبادئ علم النفس الفرويدي ، الذي يفترض أن أياّ ما يحدث لك في طفولتك يمثل شخصيتك وسلوكياتك ويتحكم بصفة أساسية في حياتك كلها ، لقد تحددت حدود ونطاقات حياتك ، وبصفة أساسية ، فلن تستطيع أن تفعل إزاءها شيئاً كثيراً .

كان فرانكل عالماً نفسياً . وقد تم اعتقاله في معسكرات النازي في ألمانيا حيث مر بتجارب نزدريها نحن أصحاب المشاعر الرقيقة بل وتقشعر من مجرد تكرارها .

وكان أبواه وأخوه وزوجته قد لقوا حتفهم سواء في المعسكرات أو في أفران الغاز ، وهكذا فقد أبيدت عائلته بأكملها باستثناء أخته ، وقد عانى فرانكل نفسه من التعذيب وتعرض لما لا يحصي من امتهان لكرامته ، لا تمر عليه لحظة تليها أخرى إلا وهو يجهل مصيره ، هل يتم اقتياده إلى غرف الغاز أن يكون من بين " الناجين " الذين يعهد إليهم برفع جثث القتلى أو إزالة رماد من كان مصيرهم .

وفي يوم ما ، أثناء عزلة في غرفة ضيقة مجرداً من ملابسه ، بدأ يدرك ما أطلق عليه هو نفسه في وقت لاحق " آخر الحريات الإنسانية " وتلك هي الحرية التي لا يستطيع سجانوه من النازيين أن يحرموه منها . إن باستطاعتهم التحكم المطلق في بيئته ، ويمكنهم فعل ما يشاءون في جسده ، غير أن فيكتور فرانكل نفسه كان انساناً عارفاً بذاته قادراً على أن يطل كمراقب على وضعه وذاته  . كانت هويته الأساسية سليمة لم تمس ، كان يستطيع أن يقرر داخل نفسه كيف يمكن لكل ما هو محيط به أن يؤثر عليه . وفيما بين ما حدث له ، أو المنبه ، واستجابته له ، وكانت تكمن حريته أو قوته في اختيار هذه الاستجابة .

وفي خضم تجربته ، كان فرانكل يتخيل نفسه في عدة مواقف ، مثل وقوفه محاضراً أمام طلبته بعد إطلاق سراحه من معسكرات الموت ، وكان يصف نفسه وهو في قاعة المحاضرات ، بعين عقله ، ويعطي تلامذته الدروس التي كان هو يتعلمها أثناء فترات خضوعه للتعذيب .

وعبر سلسلة من هذه الترتيبات العقلية ، والوجدانية والأخلاقية ، مستخدماً ذاكرته وتخيله بصفة أساسية كان يمارس حريته الجنينية البسيطة التي أخذت تنمو وتكبر شيئاً فشيئاً ، حتى أصبح يمتلك الحرية أكثر من سجانيه النازيين لقد كان لديهم تحرراً أكثر ، فرصاً أوسع للإختيار في إطار بيئتهم ، أما هو فقد كان أكثر منهم حرية ، وقوة داخلية أكبر لممارسة خياراته . لقد أصبح ملهماً لمن حوله ، حتى لبعض حراسه ، ومد يد المساعدة للآخرين لاستخلاص معنى ما في خضم معاناتهم وشعوراً بالكرامة داخل أسوار سجنهم .

وفي غمار أقصى ما يمكن تخيله من امتهان ، استثمر فرانكل المنحة الإنسانية الممتلئة في إدراك الذات لاكتشاف مبدأ رئيسي حول طبيعة الإنسان فيما بين المنبه والاستجابة ، للإنسان الحرية في الاختبار .

وفي داخل هذه الحرية على الاختيار تكمن الملكات الطبيعية التي تجعلنا بحق متفردين في إنسانيتنا – فبالإضافة إلى إدراك الذات فإنا نملك ملكة الخيال وهي القدرة على أن نخلق في عقولنا صورة فيما وراء واقعنا المعاش ، كذلك فإننا نملك الضمير – وهو الإدراك الباطني العميق للصواب الخطأ ، للمبادئ التي تحكم سلوكياتنا ، وشعوراً بمدى توافق أفكارنا وأفعالنا معها ، كما أن لدينا أيضاً الإرادة المستقلة – وهي القدرة على الفعل تأسيساً على إدراكنا الذاتي ، متحررين من جميع المؤثرات الأخرى .

وتفتقر جميع الكائنات الأخرى . بما في ذلك الحيوانات العليا ( الذكية ) لأي من هذه الملكات ، وإذا ما استعرنا المصطلحات الخاصة بالحواسب الآلية ، فإنها مبرمجة وفقاً للغريزة أو التدريب وبالإمكان تدريبها على أن تكون مسؤولة ، غير أنها لا يمكن أن تضطلع بالمسؤولية عن هذا التدريب أي بكلمات أخرى أنها لا يمكن أن تباشر . إنها لا تستطيع أن تغير من البرمجة ، بل إنها ليست على مجرد العلم بوجود هذه البرمجة .

وكنتيجة لهذه الملكات الطبيعية المتفردة لدينا ، فإننا نستطيع أن نضع برامج جديدة كلية لأنفسنا بعيداً عن غرائزنا وتدريباتنا ، ولهذا فإن قدرة الحيوانات ، متبعين غرائزنا وبيئتنا وظروفنا ، ومنطلقين من ذاكرتنا الجمعية ، فإننا سنكون أيضاً محدودي القدرة .

وقد تم استخلاص التصور الذهني الحتمية من دراسة الحيوانات بصفة أساسية – الفئران ، القرود ، الحمام ، الكلاب وكذلك العصبيين والمرضى النفسيون من بني البشر . وفي حين أن هذه الدراسات قد تفي بمعايير معينة لدى عدد من الباحثين نظراً لكونها قابلة للقياس وللتنبؤ ، فإن تاريخ الإنسان وإدراكنا الذاتي أيضاً يؤكدان لنا أن هذه الخريطة لا تصف طبيعتنا مطلقاً .

إن الملكات الطبيعية الإنسانية المتفردة التي نتمتع بها تسمو بنا من عالم الحيوان ، وبقدر ما نستطيع من ممارسة وتطوير هذه الملكات ، بقدر ما نكتسب القوة على تحقيق إمكاناتنا الإنسانية المتفردة الكامنة داخلنا ، وفيما بين المنبه والاستجابة تكمن أعظم قوانا على الانطلاق – حرية الاختيار .

 

تعريف " روح المبادرة " / 99

في إطار كشفه عن المبدأ الرئيسي الجوهري لطبيعة الإنسان ، وضع فرانكل خريطة دقيقة للذات ، ثم شرع من خلالها في بيان أولى وأكثر العادات الرئيسية أهمية بالنسبة للشخص الأعلى فعالية في أي بيئة ، ألا وهي عادة روح المبادرة .

وفي حين أن هذه الكلمة روح المبادرة أصبحت الآن ذائعة الشيوع في أدبيات علم الإدارة ، فإنك لن تجدها في معظم القواميس ، إنها تعني أكثر من مجرد أن تأخذ زمام المبادرة ، إنها تعني إننا بصفتنا من بني البشر ، فإننا مسؤولون عن حياتنا ، إن سلوكنا هو تغيير عن قراراتنا ، وليس عن ظروفنا ، إننا نستطيع أن نخضع المشاعر للقيم ، إننا نملك المبادرة والمسؤولية لصنع الأحداث .

تأمل كلمة مسؤولية – أي " القدرة على اختيار استجابتك ، ويدرك الأشخاص الذين يملكون روح المبادرة العالية هذه المسؤولية . إنهم لا يلقون باللوم على الملابسات ، أو الظروف ، أو التكيف لتبرير سلوكهم . إن سلوكهم هو نتاج خيارهم الواعي ، المرتكز على القيم أكثر من كونه نتاج ظروفهم ، المرتكز على المشاعر .

ونظراً لكوننا ، وبالطبيعة ، مبادرون ، فإذا كانت حيواتنا تعبيراً عن التكيف والظروف فذلك لأننا ، من خلال قرار واع أو نتيجة لخطأ ، قد اخترنا أن نضج في هذه الأشياء القوة لأن تسيطر علينا .

وبتقرير هذا الاختيار فإننا نصبح انفعاليين ، أما الأشخاص الانفعاليون فهم عادة ما يكونون متأثرين ببيئاتهم المادية الملموسة – فإذا ما كان الطقس صحوا ، كانت أحوالهم جيدة ؛ أما إذا كان على النقيض من ذلك فإن تأثيره يمتد إلى أساليبهم ( اتجاهاتهم ) وأدائهم . والطقس بالنسبة " للمبادرين " يصبح تابعاً لهم أم محايداً بالنسبة لهم ، وسواء أمطرت أم أشرقت فإن الأمر لديهم سواء . إن القيم هي التي توجههم ، وإذا ما كانت القيم تحثهم على إتقان العمل فإن الطقس الموائم أو المعاكس لن يكون له محل من الإعراب .

وبتأثر الأشخاص الانفعاليون أيضاً ببيئاتهم الاجتماعية أي " الطقس الاجتماعي " فإذا لقوا معاملة حسنة من الآخرين ، فهم يشعرون بالرضا ، والعكس صحيح ؛ حيث يتخذون نهجاً دفاعياً أو حمائياًً ، ويشيد " الانفعاليون " حياتهم الوجدانية بناء على سلوكيات الآخرين ، وبذا يخلقون من ضعف الآخرين قوة تساعدهم على السيطرة عليهم أنفسهم .

إن القدرة على إخضاع اندفاعه ما لقيمة ما جوهر الشخص الذي يتمتع بروح المبادرة ، فالأشخاص " الانفعاليون " تسوقهم المشاعر ، والملابسات ، والظروف ، والبيئة المحيطة بهم ، في حين أن الأشخاص المبادرين تدفعهم القيم ، قيم تكون قد خضعت لتفكير متأن ، قيم تم اختيارها بعد تأصلها في النفس .

ولا يزال الأشخاص الايجابيون متأثرين بالمنبهات الخارجية ، سواء كانت مادية أو اجتماعية أو نفسية ، غير أن استجابتهم لها ، سواء عن وعي أو بدونه هي استجابة أو اختيار مؤسس على القيم .

وكما لاحظ السيد إليانور روزفلت : " لا شي يجعلك تشعر بالضعة دون موافقتك " ، أو كما قال الزعيم الهندي غاندي : " إنهم لا يستطيعون انتزاع احترامنا لأنفسنا إذا لم نسلمه لهم " . إن ترحيبنا بالموافقة ، وقبولنا لما يحدث لنا هو الذي يؤذينا في المقام الأول أكثر من الحدث الذي يلحق بنا .

إنني أقر أنه من الصعوبة بمكان قبول هذه الحقيقة من الناحية الوجدانية ، خاصة إذا ما كنا قد أمضينا سنوات وراء سنوات لشرح ما نرزخ تحته من بؤس بدعوى الظروف أو نتيجة لسلوك شخص آخر ، غير أنه ما لم يجاهر شخص ما من أعماقه وبأمانة تامة : " إنني على ما أنا عليه الآن بسبب اختياراتي بالأمس " فلن يستطيع هذا الشخص أن يقول : " سأختار شيئاً مختلفاً "

لقد حدث مرة حين كنت أحاضر في سكرامنتو حول روح المبادرة ، أن وقفت امرأة من الحاضرين وأنا منهمك في الحديث وبدأت تتكلم في حدة . كان الجمهور غفيراً ، وفي حين التفت بعضهم إليها ، أدركت فجأة ما قامت به ، وأصابها الحرج ثم جلست في مقعدها ، وعلى ما يبدو أنها وجدت من العسير عليها ضبط نفسها فبدأت تتحدث إلى من حولها ، فظهرت على ملامحها علامات السعادة .

ولاشتياقي لمعرفة ما حدث كنت أترقب بفارغ الصبر وقت الاستراحة ، التي سرعان ما انتهزها وتوجهت إلى هذه السيدة فوراً ، وسألتها عما إذا كانت راغبة في أن تشرك الآخرين في تجربتها .

" لن تستطيع تخيل ما حدث لي " ، قالت ذلك بصوت عال ، ثم أردفت : " إنني أعمل ممرضة طوال الوقت لرجل لن يبلغ أقصى تخيل لك مدى تعاسته وعقوقه . إنه لا يرضي أبدا عن أي شيء أفعله له ، فلم يقل مرة كلمة تقدير واحدة ، بل إنه لا يكاد يعترف بمجرد وجودي . إنه لا يكف عن ترديد ملاحظاته عني ، ولا يجد صواباً في أي شيء أفعله ، لقد أحال هذا الرجل حياتي جحيماً ولا أجد متنفساً لانفعالاتي سوى أفراد أسرتي . إنني والممرضات الأخريات نرزخ تحت نفس المشاعر ، ونكاد ندعو أن يختطفه الموت .

" ثم تجئ أنت وتقف بكل جرأة هناك وتدعى أنه لا شيء يمكن أن يصيبني بأذى ، ولا يستطيع أحد ما أن يضربني بدون موافقتي ، وإنني قد اخترت حياتي الوجدانية التعسة هذه – حسناً ، لم تكن هناك أية

طريقة لأدفع ذلك عن نفسي .

" غير إنني ظللت أفكر في الأمر ، لقد غصت حقاً في أعماق نفسي وبدأت أتساءل ، هل لدي القوة على أن اختار استجاباتي ؟

" وعندما تحققت اخيراً من أنني أمتلك هذه القوة ، وحينما ابتلعت مرارتي وأدركت إنني قد اخترت أن أكون بائسة ، أدركت أيضاً أن باستطاعتي أن اختار ألا أكون بائسة – في تلك اللحظة هببت واقفة ، لقد شعرت كأنني كالمارد الذي انطلق من القمقم ، ورغبت في أن اصرخ في الدنيا بأسرها : " إنني حرة لقد خرجت من السجن ! لن يسيطر عليّ أحد بعد الآن بتصرفاته . "

إن ما يلحق بنا الأذى ليس هو ما يحدث لنا ، بل استجاباتنا لما يحدث لنا ، من الطبيعي أن بعض الأشياء تضرنا جسدياً أو اقتصادياً وتسبب لنا الحزن . غير أن شخصياتنا ، وهوياتنا الأساسية ، لا يتعين أبدا أن يلحق بها الضرر وفي الواقع فإن اشد تجاربنا صعوبة تصبح هي المحك الذي يحجم عود شخصياتنا ، ويصقل القوة الداخلية ، وحرية التعامل مع الملابسات الصعبة مستقبلاً ، ويلهم الآخرين للسير على نفس الدرج .

كان فرانكل واحد من كثيرين استطاعوا صقل حريتهم الشخصية في ظروف صعبة لإنقاذ وإلهام أشخاص آخرين – وتتيح لنا السير الذاتية لأسرى حرب فيتنام شهادة إضافية مقنعة عن قوة التحول لتلك الحرية الشخصية ، وتأثير الاستخدام المسؤول لهذه الحرية على ثقافة السجن والمسجونين آنذاك والآن .

لقد عرفنا جمعينا اشخاصاً تعرضوا لظروف عسيرة ، ربما لمرض مستعصي أو إعاقة جسدية جسيمة ، وظلوا محتفظين بروح معنوية رائعة . كم كان تمسكهم مصدر الهام لنا ! ليس هناك انطباع أقوى ، وأطول بقاء عن شخص ما من إدراكه أن شخصاً آخر سما فوق معاناته ، وتجاوز الظروف المختلقة ، وعبر ما تمثله من قيمة تكون نبراساً وإلهاماً وسمواً بالحياة .

لقد كانت أفضل الأوقات إيحاء على الإطلاق تلك التي قضيتها مع ساندرا على مدار أربع سنوات مع صديقة أثيرة لديها تدعى كارول كانت تعاني من مرض السرطان المدمر للصحة . كانت كارول إشبينة ساندرا في زفافها ، وكأننا معاً مثالاً للصداقة طوال خمسة وعشرين عاماً .

وعندما كانت كارول في المراحل الأخيرة من المرض ، ظلت ساندرا إلى جوارها تساعدها في كتابة مذكراتها الشخصية ، ولدى عودتها إلى منزلها بعد هذه الجلسات الطويلة والصعبة كانت تقبض إعجاباً بشجاعة صديقتها ورغبتها في تسجيل رسائل خاصة تتركها لأطفالها في مراحل مختلفة من أعمارهم .

كانت كارول تتعاطى أقل \قدر ممكن من العقاقير المسكنة للآلام ، مما أتاح لها الاستفادة الكاملة من قدراتنا العقلية والعاطفية ، ثم كانت تسجل أو تملى مذكراتها لساندرا في صوت هامس . كانت كارول تتمتع بروح المبادرة ولديها الشجاعة ، وتهتم بالآخرين إلى حد أنها أصبحت مصدراً هائلاً للإلهام لكثير من الأشخاص المحيطين بها .

إنني لن أنسى قط تجربة النظر العميق إلى عيني كارول في اليوم السابق لوفاتها وما كشف عنه ذلك العذاب المبرح بلا نهاية عن شخصية ذات قيمة جوهرية مستحقة ، لقد رأيت في عينيها حياة زاخرة بالاصالة ، والتعاون والخدمات بمثل ما حفلت به من حب واهتمام وتقدير .

وخلال سنوات عديدة ، كثيراً ما سألت مجموعات من الناس كم منهم مر بتجربة مشاهدة اللحظات الأخيرة لشخص كان ذا توجهات عظيمة ، وبذل من الحب والتعاطف وخدمة الآخرين بمختلف الوسائل التي لم يرق إليها أحد سبقه حتى نهاية حياته ، وعادة ما كانت الإجابة بنعم تأتي من ربع الأشخاص ، ويجئ عند ذاك سؤال آخر عن عدد الذين لن ينسوا أبدا هؤلاء الأشخاص – كم من هؤلاء الشهود حدث له تحول ، ولو مؤقت على الأقل ، نتيجة الإلهام الذي استقاه من تلك الشجاعة ، مما أدى بهم إلى التأثر العميق والمبادرة إلى أفعال أكثر رقياً ونبلاً في خدمة الآخرين والتعاطف معهم ، وكانت إجابة نفس الأشخاص ايجابية مرة أخرى ، بطريقة شبه حتمية .

ويرى فكتور فرانكل أن هناك ثلاث قيم مركزية في الحياة – التجريبية ، أو تلك التي تحدث لنا ، " الإبداعية " أو تلك التي توجدها في الواقع ، والاتجاهية ، أو استجابتها في الظروف الصعبة مثل المرض المميت .

وتؤكد تجربتي الشخصية مع الآخرين وجهة نظر فرانكل – إن اسمى تلك القيم هي الاتجاهية ، بمعنى التصور الذهني أو إعادة التشكيل . وبكلمات أخرى إن أكثر الأمور أهمية يكمن في كيفية استجابتنا لما نخوضه من تجارب في الحياة .

وعادة ما تؤدي في الظروف الصعبة إلى تغيير في الصور الذهنية ، حيث تتخلق أطر مرجعية جديدة بالكامل بها يرى الناس العالم وأنفسهم والآخرين ، وما تطلبه الحياة منهم . إن هذه الرؤية الأكثر اتساعاً تعكس القيم الاتجاهية التي تسموا بنا وتلهمنا جمعياً .

 

امتلاك المبادرة / 105

إن طبيعتنا الأساسية هي أن تكون فاعلين وليس أن نلزم عرضة لأفعال الآخرين ، وكما تعمل على معاونتها في اختيار استجاباتنا لظروف معينة ، فإن ذلك يعطينا القوة على خلق تلك الظروف .

إن الأخذ بزمام المبادرة لا يعني أن تكون مندفعاً ، بغيضاً ، أو عدوانياً . إنه يعني إدراك مسؤوليتنا في صنع الأحداث .

وعلى مدار السنين ، كنت عادة أنصح الأشخاص الراغبين في وظائف أفضل ، أن يظهروا المزيد من المبادرة – أن يخضعوا لاختبارات الأهلية والذكاء . أن يدرسوا النشاط الصناعي حتى تلك المشكلات المتخصصة التي تواجهها المؤسسات الراغبين فيها ، ثم وضع تصور فعال يوضح كيف يمكن لقدراتهم إيجاد الحلول لتلك المشكلات ، وهو ما يطلق عليه " بيع الحل " وهو ما يعد تصوراً ذهنياً رئيسياً لإحراز النجاح في العمل .

وعادة ما كنت الاستجابة تأتي بالموافقة – يستطيع معظم الناس إدراك مدى قوة هذا الأسلوب في التأثير على فرصهم في التوظيف أو الترقي . غير أن كثيراً منهم يخفق في اتخاذ الخطوات الضرورية ، في المبادرة ، في جعل الأشياء تحدث .

" إنني لا أعرف أين أجد أماكن إجراء اختبارات الأهلية والذكاء "

" كيف لي أن أدرس النشاط الصناعي ومشكلات المؤسسات ؟ لا يريد أحد أن يساعدني "

" ليست لدى أية فكرة عن كيفية إعداد تصور فعال "

معظم الناس يظلون منتظرين حدوث شيء ما أو أن يأتي أحد ليتهم بهم . غير أن الذين ينتهي بهم المطاف إلى تقلد وظائف جيدة هم أولئك الأشخاص الذين يملكون روح المبادرة ، الذين يكونون هم أنفسهم حلاً للمشكلة ، وليسوا المشكلة ذاتها ، الذين يقبضون على المبادرة لفعل كل ما هو ضروري ، ومنسق مع المبادئ السليمة ، من أجل أداء المهمة .

حينما يتخذ شخص ما من عائلتنا ، حتى من الأطفال الصغار ، موقفاً غير مسؤول منتظراً أن يبادر شخص آخر لفعل شيء أو يطرح حلاً ، فإننا نقول لهم ، " استخدم (ط) و (م) " ( الطاقات والمبادرة ) وقد كان من المعتاد أن نسمع منهم ؛ " إني أعرف – استخدم الطاء والميم " وذلك قبل أن نتمكن من التلفظ بها .

ولا يعتبر حث الناس على التمسك بأهداف المسؤولية تحقيراً من شأنهم ، بل إنه مؤكد لمعانتهم . إن روح المبادرة هي جزء لا يتجزأ من الطبيعة الإنسانية ، وعلى الرغم من أن القوى المحركة لروح المبادرة ( العضلات ) قد تكون في سبات ، فإنهم ما تزال موجودة ، وباحترام طبيعة روح المبادرة للآخرين ، فإننا نزودهم على اقل تقدير بجانب واحد واضح وغير مشوش من الصورة المنعكسة من المرأة الاجتماعية .

ومن الطبيعي أنه يتعين أن يؤخذ مستوى النضج الاجتماعي للفرد ي الاعتبار ، ولا يجوز لنا أن نتوقع مستوى عال من التعاون لخلاق من أولئك القارئين في أعماق الاعتمادية الوجدانية ، غير أنه يمكننا ، على الأقل ، بالتأكيد على طبيعتهم الأساسية ، وخلق جو عام يمكّن الناس من انتهاز الفرص ، وحل المشكلات بطريقة متدرجة من الاعتماد على الذات .

 

كن فاعلاً لا مفعولاً عليه / 107

الفرق بين الأشخاص الذين ينتهجون أسلوب المبادرة وأولئك الذين لا يسلكون نفس المسلك هو بالضبط كالفرق بين الليل والنهار ، ولست أتحدث عن فارق 25% أو 50% في الفاعلية ، بل أتحدث عن فارق يصل إلى 500 % إيجاباً ، خاصة إذا ما اتسموا بالذكاء ، والوعي ، والفهم تجاه الآخرين .

أن الأمر يحتاج إلى المبادرة لخلق التوازن الفعال بين عنصري الإنتاج والقدرة على الإنتاج . إن الأمر يحتاج إلى المبادرة لتنمية العادات السبع وأثناء دراستك للعادات الست الأخرى ، ستكتشف أن كلاً منها يعتمد على تطوير وتنمية عضلاتك الخاصة بالمبادرة ، فكل منها يضع على عاتقك مسؤولية أن تبادر بالفعل ، وإذا ما انتظرت حتى تكون أنت نفسك هدفاً لفعل الآخرين ، فسوف تكون عرضة لأفعال الآخرين ، وأما نتائج الفرص والتطور فإنها تسلك أياً من الطريقتين .

كنت أشارك ذات مرة مع مجموعة تعمل في مجال صناعة تطوير المساكن ، تضم ممثلين عن عشرين مؤسسة مختلفة كانوا يلتقون كل ثلاثة اشهر لطرح مشاكلهم وأرقام مبيعاتهم دون تحفظات .

تزامن ذلك الاجتماع مع فترة كساد هائل ، كانت هذه الصناعات تحديداً تعاني من ويلاته بما يتجاوز تأثيراته على الاقتصاد الوطني بشكل عام ، ولدى بدء اللقاء كان الإحباط كان الإحباط هو السمة البارزة بينهم .

وفي اليوم الأول كان السؤال المطروح للنقاش هو " ما الذي يحدث لنا ؟ ما هو المنبه ؟ " كانت تحدث أشياء عديدة ، كانت الضغوط المحيطة قوية ، والبطالة واسعة الانتشار ، وكان العديد من هؤلاء الأشخاص يضطرون إلى الاستغناء عن أصدقاء لهم ليتمكنوا من تسيير دفة أعمال مؤسساتهم ، وعند نهاية اليوم ، كان اليأس والإحباط قد اكتسبا أرضاً جديدة . وفي اليوم الثاني كان السؤال المثار هو " ما الذي سيحدث في المستقبل ؟ " قمنا بدراسة الاتجاهات المحيطة على أرضية افتراضات سلبية كامنة بأن هذا الوضع سيؤثر على مستقبلهم .. وفي ختام اليوم زاد الإحباط في النفوس ، وبدأت الأمور تسير من سيء إلى أسوأ قبل أن تلوح أية بارقة أمل ، وكان الجميع مدرك لهذا الأمر .

وهكذا فقد قررنا في اليوم الثالث أن نركز على السؤال الايجابي التالي ، ما هي استجابتنا نحن ؟ ماذا فاعلون ؟ كيف لنا أن نمسك بزمام المبادرة للموقف ؟ " وأثناء فترة الصباح تحدثنا بشأن إدارة وتخفيض النفقات ، وفي جلسة بعد الظهر تناولنا زيادة نسبة الإسهام في السوق ، وقد تعمقنا تماماً في تناول هاتين المسألتين ، ثم بدأنا نركز على العديد من الأشياء ذات الصيغة العملية البحتة ، الأشياء التي تصلح للتنفيذ – وهكذا فقد برزت لدى نهاية الاجتماع روح جديدة من الإثارة ، والأمل والإدراك الايجابي .

وفي ختام لقاء اليوم الثالث لخصنا نتائج المؤتمر في إجابة ذات ثلاثة أجزاء على السؤال كيف حال نشاطنا ؟ " .

الجزء الأول : إن ما يحدث لنا ليس حسناً ، وتشير الاتجاهات إلى أن الأمور سوف تسوء قبل أن تبدو أية بوادر للتحسن .

الجزء الثاني : غير أن ما نتسبب في إحداثه هو شيء طيب للغاية ، لأننا نقوم بالإدارة بشكل أفضل ونخفض من التكاليف ، ونزيد من مساهمتنا في السوق .

الجزء الثالث : وعليه ، فإن نشاطنا هذا أفضل مما كان سابقاً .

والآن ما هو رأى العقول الانفعالية إزاء هذا الأمر ؟ رويدك ، واجه الحقائق قد تستطيع أن تمض في هذا النمط من التفكير الايجابي وأسلوب التحفيز الذاتي بعضاً من الوقت ، غير أنك ستجد نفسك مضطراً إلى مواجهة الحقائق عاجلاً أو آجلاً " .

غير أن هذا هو الفارق بين التفكير الايجابي وروح المبادرة . إننا بالفعل نواجه الواقع . لقد واجهنا واقع الظروف الراهنة والتوقعات المستقبلية ، غير أننا أيضاً واجهنا واقع أننا لدينا القوة على اختيار استجابة ايجابية إزاء قبول فكرة أن ما يحدث حولنا يتحتم أن يحدد مصيرنا .

إن الأنشطة التجارية ، وفئات المجتمع ، والمؤسسات من كل نوع – بما في ذلك العائلات – يمكن أن تمتلك روح المبادرة . إن بوسعها أن تجمع ما بين الإبداع ، والطاقات الكامنة لدى الأفراد الذين يمتلكون روح المبادرة . إن بوسعها أن تجمع ما بين الإبداع ، والطاقات الكامنة لدى الأفراد الذين يمتلكون روح المبادرة لخلق محيط يتسم بالمبادرة داخل هذه المؤسسات . إن المؤسسات لا يجب أن تكون تحت رحمة الظروف المحيطة ، إن بوسعها أن تمتلك روح المبادرة لتحقيق القيم والأهداف المشتركة للأفراد المعنيين بها .

 

الاستماع إلى لغتنا / 110

نظراً لأن توجهاتنا وسلوكياتنا تنتج من تصوراتنا الذهنية ، فإذا ما استعنا بوعينا الذاتي ي دراستها وتمحيصها ، فسيمكن لنا عادة أن تكشف فيها طبيعة خرائطنا الكامنة . فلغتنا ، على سبيل المثال ، هي مؤشر حقيقي للغاية للدرجة التي نرى بها أنفسنا كأفراد يمتلكون روح المبادرة .

إن اللغة التي يستخدمها الأشخاص الانفعاليون تحلهم من تحمل المسؤولية .

" إن هذا هو أنا . هكذا تماماً طريقتي " إنني مسير لا أملك أن افعل شيئاً ،

" إنه يدفعني إلى الجنون " لست مسؤولاً . إن حياتي الوجدانية تتحكم فيها أشياء خارجة عن إرادتي .

" لا أستطيع فعل ذلك ، ليس لدى الوقت له " شيء خارج عني – يقيدني – يسيطر عليّ .

" لو كانت زوجتي أكثر صبراً " سلوك شخص ما آخر يحد من فاعليتي .

" إنني مضطراً لفعل ذلك " . الظروف أو الأشخاص الآخرون يجبروني على ما افعل إنني لست حراً في اختيار أفعالي .

 

المصدر: هنري دافيد ثورو

ساحة النقاش

موقع التنمية البشرية

shababaliraq
مجموعة من المثقفين والمختصين والمدربين هدفنا نشر الثقافة التنموية وتطوير القابليات الاجتماعية ودعم الاستشارات النفسية والتربوية »

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

24,324

الحياة مع المهارات اجمل

 هل تعلم بان الكثير منا لايزال يخاف خوض بعض التجارب الحياتية التي ينبغي خوضها .. وفقا للمرحلة العمرية والادراكية التي وصل اليها..لكنه يتراجع خوفا من الفشل..الفشل المر..
ولكن لانعرف بان الفشل هو طريق النجاح 
وسلم التقدم والارتقاء للكثيرين!!
 الذين اخترعوا وابتكروا واصبحوا روادا في صناعة حضارتنا الانسانية ... فشلوا قبل ذلك في حياتهم عشرات المرات!! بل مئات المرات..
ولكن الفرق الذي بيننا وبينهم...هم ينهضون ويبدؤون من جديد ، ونحن نندب حظنا ونبكي ...لما فشلنا ولما؟ ولما...؟
ويسير قطار العمر .. الى ان يأتي يوم ندفن طموحنا وهممنا واحلامنا معنا في المقابر...
هذه هي الحقيقة .. 

لغة الانفعالية

لغة روح المبادرة

ليس لدي ما أفعله

دعنا ننظر إلى بدائلنا

هكذا تماماً هي طريقتي

يمكنني اختيار طريقة أخرى

إنه يدفعني إلى الجنون

إنني أتحكم في مشاعري