<!--<!--<!--[if gte mso 10]> <style> /* Style Definitions */ table.MsoNormalTable {mso-style-name:"Table Normal"; mso-tstyle-rowband-size:0; mso-tstyle-colband-size:0; mso-style-noshow:yes; mso-style-priority:99; mso-style-qformat:yes; mso-style-parent:""; mso-padding-alt:0cm 5.4pt 0cm 5.4pt; mso-para-margin:0cm; mso-para-margin-bottom:.0001pt; mso-pagination:widow-orphan; font-size:10.0pt; font-family:"Times New Roman","serif";} </style> <![endif]-->
المنهج التكنولوجي :
يمكن تعريف المنهج التكنولوجي على أنه مجموعة المواقف التعليمية / التعلمية التي يستعان في تصميمها وتنفيذها وتقويم أثرها ، بتكنولوجيا التربية ممثلة في الحاسوب التعليمي والكتب المبرمجة والحقائب التعليمية وسائر أنواع التعلم الذاتي من أجل تحقيق أهداف محددة بوضوح يمكن الوصول إليها وقياسها ، ويستعان في ذلك بنتائج الأبحاث المتخصصة في هذا المجال .
وفي ظل هذا التعريف لا يتم النظر إلى التكنولوجيا التربوية على أنها مجرد مجموعة من الأجهزة والمعدات ، بل يتم تناولها بشكل يشمل جميع عناصر العملية التعليمية التعلمية من معلم ومتعلم ، ورسالة أو محتوى تعليمي ، وطرق تفاعل وأدوات تقويم وتطوير .
وبالعكس هذا المدخل في تعريف المنهج ، العلاقة التفاعلية بين كل من الجانب البشري والجانب النظري والأجهزة والمعدات ، والبرامج والمواد التعليمية / التعلمية ، وذلك من أجل تحقيق مزيد من فعالية العملية التعليمية التعلمية .
ويمكن الوقوف على طبيعة ذلك المنهج من خلال تناول خصائصه على النحو الأتي:
خصائص المنهج التكنولوجي :
يتسم المنهج التكنولوجي بعدة خصائص نوجز أهمها فيما يلي:
1- يعتمد هذا المنهج على الاتجاه السلوكي في صياغة أهدافه :
حيث ينطلق المنهج التكنولوجي في صياغته لأهدافه من منطلق سلوكي ، بمعنى أنه يهتم بتحديد ما يمكن أن يقوم به المتعلم بعد انتهائه من عملية التعلم من أوجه سلوك معينة يمكن ملاحظتها وقياسها . وفي الغالب تأخذ صياغة تلك الأهداف في الاعتبار ما يعرف بـ : A, B, C, D وهى الحروف الأولى من عدة كلمات مهمة فبالنسبة للحرف (A) مأخوذ من الكلمة Audience وتعنى المتعلم ، والحرف B مأخوذ من الكلمة Behavior ويقصد بها السلوك المراد تعلمه ، والحرف (C) مأخوذ من المصطلح Conditions أو الظروف التي تتم في ضوئها عملية التعلم ، والحرف (D) مأخوذ من المصطلح Degree ويراد بها هنا درجة التعلم أو مستوى الأداء المطلوب ، وتتم صياغة كل جزء على شكل هدف سلوكي محدد . وتمثل مجموعة الأهداف السلوكية في محصلتها النهائية المهمة أو السلوك الكلي المراد تعلمه من جانب المتعلم .
ويتمثل الغرض من تقسيم المهمة أو السلوك الكلي إلى أجزاء أو خطوات صغيرة في تجنب الفشل واكتشاف الخطأ عند وقوعه وتصحيحه أولا بأول . كما يطلب من المتعلم تحقيق أو إنجاز نسبة عالية من الأهداف من أجل تحقيق مستوى التمكن المطلوب الوصول إليه في تعلم البرنامج . كذلك تدور تلك الأهداف حول ما يعرف بالمهارات الأساسية في بعض مجالات المعرفة كاللغات والرياضيات والعلوم والفنون .
2- يغلب على محتوى المنهج التكنولوجي طابع البرمجة :
حيث يتم تقديم المحتوى في المنهج التكنولوجي على شكل إطارات أو وحدات تعليمية متسلسلة ومبرمجة بشكل خطي أو تفريغي أو بأية لغة أخرى من لغات برمجة الكمبيوتر ويكون المحتوى التعليمي ممثلا بصورة كلية في الموقف التعليمي بحيث لا يمكن نسيان جزئية من جزئياته لأنه مبني بطريقة متسلسلة
ويقوم المتعلم في ضوء تفسيره لتلك المثيرات بعمل استجابات معينة تستلزم تلك المثيرات كما يتم تعزيز استجابة المتعلم بطريقة معينة كأن يظهر ضوء أخضر في حال الاستجابة الصحيحة وضوء أحمر في حالة الاستجابة الخاطئة .
أولا : ايجابيات المنهج التكنولوجي :
تتمثل ايجابيات المنهج التكنولوجي في النقاط الآتية :
1- يضفى هذا النوع من المناهج حيوية على الموقف التعليمي / التعلمي بشكل يجعل المتعلم في حالة تركيز وانتباه شديدين منذ بداية الدخول في تعلم محتوى البرنامج حتى الانتهاء منه ، وذلك لما يقدمه هذا المنهج من مثيرات لفظية أو حركية أو صوتية عبر شاشة الكمبيوتر في مواقف التعلم الذاتي ، مما يؤثر بالإيجاب على استيعاب مضمون البرنامج وبقائه فترة طويلة لدى المتعلم . ويقلل ذلك من نسبة النسيان التي يعانى منها كثير من الطلاب في ظل المناهج التقليدية التي تهتم بالمعرفة في المقام الأول وتلزم الطلاب بحفظها واسترجاعها أو استظهارها عند الامتحان ثم نسيانها بعد ذلك .
2- يسهم المنهج التكنولوجي بشكل واضح في تحقيق فعالية التعلم ، وتنظيم المواقف التعليمية المتسلسلة أو المتتابعة ، ومراقبة مدى تقدم المتعلم في بعض مجالات التعلم مثل الرياضيات والعلوم وبعض مهارات اللغة والفنون ، الأمر الذي يمكن القول معه أنه يمكن إنتاج منهج فعال باستخدام المدخل أو النموذج التكنولوجي في حدود أهدافه التي يرمى منذ البداية إلى تحقيقها .
3- أسهمت التكنولوجيا في تحسين المنهج بدرجة كبيرة ، حيث أدت بتركيزها على الأهداف إلى جعل مصممي المنهج يتساءلون دوما حول أكثر أنواع الأهداف قيمة من الناحية التربوية من أجل التركيز عليها عند تخطيط المنهج وتنفيذه وتقويمه بحيث تترابط تلك الجوانب الثلاثة وتتكامل من أجل تحقيق أهداف المنهج . وهذه ميزة تفتقر إليها المناهج التقليدية من حيث الترابط والتكامل بينها.
4- يوفر هذا النوع من المناهج الوقت الكافي لعملية التعلم ، حسب قدرات المتعلم وسرعته في إنجاز المهام التي توكل إليه مستخدما أسلوب الخطو الذاتي للمتعلم .
هذا بالإضافة إلى توفير عنصر التغذية الراجعة عن طريق التقويم المستمر لأداء المتعلم ، الأمر الذي يسهم في تعديل مسار التعلم أولا بأول ، بشكل يساعد على تلافي الخطأ في بدايته دون تركه يتعمق في سلوك المتعلم بصورة يصعب تصويبها لديه فيما بعد .
5- أثر المدخل التكنولوجي على مطوري المنهج بشكل كبير ، حيث يركز ذلك المدخل على النتائج بصورة ملحة ، وبدون هذا الإلحاح فسوف يكون لدى المطورين قناعة بما يقدمونه من أفكار على أنها سوف توفر بيئة تربوية صادقة ، ولا تكون لديهم المسؤولية الحقيقية عن النتائج التي تترتب على ما يقدمونه من أفكار .
ثانيا : سلبيات المنهج التكنولوجي :
لا يخلو المنهج التكنولوجي من نقاط ضعف عديدة، نذكر منها على سبيل المثال لا الحصر ما يأتي:
1- لم ينجح التكنولوجيون بدرجة كافية في تحديد المتطلبات السابقة الأساسية اللازمة لتعلم برنامج معين ن كما أنهم لم ينجحوا في إيجاد ترتيب هرمي للتعلم في حالة المواد الدراسية المعقدة . أضف إلى ذلك عدم استطاعه هؤلاء تحديد درجة التمكن أو الكفاية في البرامج التعليمية بصورة دقيقة ، خاصة وإن الاعتماد على أساليب سيكولوجية وإحصائية في تحقيق ذلك غير كاف وغير مقنع .
2- لا تقدم الخطط التنظيمية للمنهج التكنولوجي – أحيانا- إسهاما حقيقيا بالنسبة لكيفية مساعدة المتعلمين على نقل ما تعلموه من مواد دراسية جديدة من جانب ، والى مواقف الحياة الحقيقية من جانب آخر ، ومن ثم يمكن القول أن هذا التنظيم المنهجي لم ينجح بدرجة معقولة فى تحقيق مبدأ انتقال اثر التدريب أو انتقال أثر التعلم إلى مواقف أخرى جديدة .
3- نادرا ما يسمح بالتفرد في التعلم ، او التعلم الفردي في المنهج التكنولوجي للمتعلمين بأن يشتقوا أهدافهم الخاصة ، لأنه يتم تقديم تلك الأهداف بصورة جاهزة في البرنامج المخطط ويقوم الطلاب بالاطلاع عليها في بداية عملية التعلم ، ثم يطلب منهم أن ينجزوها بشكل كلي أو لمستوى معين ، يعرف بمستوى التمكن ، دون أن تكون تلك الأهداف معبرة عن الاحتياجات الفعلية للطلاب .
هذا بالإضافة إلى ميل المنهج التكنولوجي للمحافظة على الأهداف في شكل منفصل ومتناسق مع التجزئة التقليدية للمواد الدراسية .
4- لا يعطي التكنولوجيون اهتماما كافيا لمدى تقبل المتعلمين لطرق معينة في التعلم ، فعلى سبيل المثال، يستجيب المتعلمون من ذوي الاستعداد المنخفض لبعض مواقف التعلم التكنولوجي بطرق مغايرة للمتعلمين من ذوي الاستعداد المرتفع لمثل هذا النوع من التعلم . وقد يستجيب التكنولوجيون لذلك عن طريق تقديم برامج بديلة بدلا من التوقع بأن كل المتعلمين سوف يتعلمون من المواد التعليمية نفسها . وقد تكون البرامج المخططة بدقة وإحكام شديدين أكثر فعالية لأصحاب الاستعدادات المنخفضة ، ولكن ينبغي هنا أن يؤخذ في الحسبان أصحاب الاستعدادات العالية أو الطلاب أصحاب القدرات المتميزة .
5- اهتم المنهج التكنولوجي بانجاز أهداف استاتيكية ثابتة وتقليدية ، شغلت اهتمام المدارس لفترة طويلة . فقد سمحت التكنولوجيا للمدارس المستفيدة منها ، أن تنجز تلك الأهداف التقليدية بطريقة أكثر فعالية ، لكنها تتسم في النهاية بأنها تقليدية ، لا إبداع ولا تجديد فيها .
وينطبق هذا القول على استخدام المدخل التكنولوجي في تطوير المنهج ، إذ لا يعطي انتباها كافيا لإنجاز نواتج وديناميكيات أو متغيرات التجديد والإبداع . وإذا لم يتم إعطاء الاهتمام الكافي لتغيير البيئة المحيطة مثل تنظيم المدرسة ، واتجاهات المعلمين ، ووجهات نظر المسئولين في المجتمع ، فإن الناتج الجديد قد لا يستخدم أو على الأقل لن يفي بوعده أو لن يحقق أهدافه المرسومة .
6- يرى بعض المربين أن المدخل التكنولوجي للمنهج باهظ التكاليف ، بشكل يستلزم تعدد جهات التمويل من أجل تغطية ذلك . ويرى التكنولوجيون أنه يمكن تغطية التكاليف العالية التي يتطلبها هذا المنهج من خلال زيادة أو توسيع عملية التعليم لكثير من المتعلمين عند استخدام النموذج التكنولوجي بالشكل الذي يساعد على نشر التعليم عند كثير من الأفراد . ويصدق هذا القول على الدول المتقدمة وليس على الدول النامية التي يثقل كاهلها الإنفاق بشكل كبير على هذا النوع من المناهج .
وعلى أيه حال يرى التصور الفلسفي القديم أن تقديم بيئات غنية في مثيراتها دون وجود أهداف محددة سلفا ، قد يشجع على تحقيق نواتج تعليمية أكثر ثراء وأكثر أهمية بالنسبة للمتعلمين ، خاصة وأن ثمة أمور ايجابية يمكن أن يتشرب المتعلمون مضمونها بشكل غير مدرك وبصورة مباشرة ، لكنها تؤثر بشكل كبير على شخصياتهم ، خاصة ما يتعلق منها بالمجال الوجداني .
تسمى المناهج (مناهج المادة الدراسية) بمناهج المعرفة الأكاديمية ، لكونها تتألف من مجموع الحقائق والمفاهيم والتعميمات التي تخص موضوعا . أو مجالا ، أو علما تخصصيا أكاديميا، كالفيزياء، أو الكيمياء، أو التاريخ، أو الجغرافيا، أو النحو والصرف، أو الرياضيات، أو اللغة، أو الدين، أو العلوم، أو الدراسات الاجتماعية ... الخ.
ساحة النقاش