wacurricula&teach

موقع تربوي يقدم خدمات بحثية في مجال المناهج وطرق التدريس

 


     إن عملية تطوير المناهج ليست من الأمور السهلة ؛ لأن التطوير يتضمن تغييراً في القيم والمفاهيم والاتجاهات التي يؤمن بها القائمون على أمر التعليم في جميع المجالات ، وعلى هذا فان هذه العملية الإنسانية تواجه الكثير من الصعوبات وكان من أهمها :

 

أولاً : ضرورة تحديد فلسفة واضحة للتعليم :

     بالرغم من الاهتمام الهائل الموجه إلى التعليم في الوقت الحاضر ؛ إلا إن الكثير من مناهجنا وطرق تدريسها والكتب الدراسية في حاجة شديدة إلى تحديد الإطار الفلسفي التي تتبلور فيه السياسة التعليمية حتى يمكن مواجهة متطلبات المجتمع التكنولوجي.

    إننا في حاجة إلى تحديد الفلسفة التي يسير عليها نظامنا التعليمي بحيث تصبح قنوات التعليم مفتوحة أمام الجميع ، وحتى يمكن تحديد الطريقة التي يمكن أن نربط بها بين النواحي العملية والنواحي النظرية لإعداد مواطنين للقيام بدورهم لدفع عجلة التقدم ، وكذلك لإمكانية تحويل المدارس الثانوية الأكاديمية إلى مدارس ثانوية شاملة تجمع بين المواد النظرية والعملية ، كما إن المدارس الفنية بحاجة إلى إعادة النظر في الفلسفة التي تسير عليها حتى يمكن ربطها بمؤسسات الإنتاج من ناحية وتطويرها لتتمشى مع أساليب العمل من ناحية أخرى .

 

ثانياً : قصور القيادات التربوية السوية :

     إن القيادات التربوية السوية أمر ضروري لإحداث التطوير في مناهجنا الدراسية ؛ لأنها هي التي توجه عمليات التطوير وتقوده في المسار الذي تنشده ، فمهما توفرت الإمكانيات البشرية والمادية فإن القيادة التربوية التقليدية قد تقف حائلاً أمام إمكانيات تنفيذ التطوير وذلك لعدم إيمانها بالفلسفة الجديدة التي تبنى عليها أو لخلوها من الصفات القيادية اللازمة .

   إن هذه القيادات تمثل قوة ضاغطة وحاسمة في عمليات التغير لأنها تهيمن على إمكانات سد حاجات الجماعة أو تعوق إشباعها بالإضافة إلى قدرتها على استخدام سلطتها لإنزال العقاب أو منح أنواع الثواب ، ونتيجة لذلك فإننا بحاجة إلى إعادة بناء قيم واتجاهات هذه القيادات التربوية حتى تستطيع تتبع مسار القيادات الديمقراطية الإجرائية لا اللفظية ، وذلك بان تعتبر نفسها جزءاً من المجموعة التي تعمل معها ولها في تحديد الأهداف التي تسير عليها ، وتحديد السبل التي تتبعها في تحقيق الأهداف ، وتيسير الإمكانيات اللازمة وإزالة العوائق المختلفة التي تقف حائلاً دون التنفيذ سواء من النواحي الروتينية أو المادية أو الإدارية .

 

ثالثاً : قصور الإمكانيات البشرية :

  ويعني النقص في المعلمين المدربين على تنفيذ التطوير وهذا يمثل عقبة من أهم العقبات التي تحول دون تنفيذه إننا في حاجة إلى المعلم الذي يجب أن تتوافر فيه الصفات الآتية :

•         أن ينسى أنه دائرة معارف متحركة ، وأنه يستطيع توجيه الطالبة لحل مشكلاتهم الشخصية والاجتماعية .

•   أن يكون على علم بمتطلبات العصر الحديث والطرق التي يستطيع أن يستخدمها ليربط بين المدرسة ومواقع العمل والإنتاج .

•   أن بكون على استعداد لاستخدام الأسلوب العلمي في التفكير في كل مجالات العمل التي يقوم بها وخاصة في جمع المعلومات المتعلقة بمجموعته وتحليل البيانات التي يجمعها وتقويمها حتى يتعرف على مشكلات تلك المجموعة .

•   أن يكون على استعداد للتعلم ومواصلة التدريب الذاتي وتجديد معلوماته حتى لا يتخلف عن التطورات السريعة في المعرفة الإنسانية .

•   أن يكون على استعداد لتكوين علاقات طيبة في العمل مع تلاميذه حتى يمكن كسب ثقتهم وبالتالي يذهبون إليه للاستشارة كلما واجهتهم مشكلة من المشكلات .

•   أن يكون على استعداد لتقبل فكرة طلب المساعدة من أعضاء هيئة التدريس أو الأخصائي النفسي أو الاجتماعي أو كل من له علاقة بتلاميذه حتى يمكنه التعرف على مشكلات الجماعة التي يعمل بها .

رابعاً : قصور الإمكانيات المادية :

      يحتاج تنفيذ التطوير إلى الكثير من الإمكانيات المادية كالمراجع والكتب والخامات المختلفة والوسائل التعليمية والأموال اللازمة لشرائها مما قد يؤدي إلى تقاعس الكثيرين عن مجرد التفكير في تنفيذ ذلك التطوير وخاصة إذا كانت هناك صعوبات إدارية تقف أمام توفير هذه الإمكانيات أو تنظيم الأوقات اللازمة لأوجه النشاط المختلفة التي يتطلبها تنفيذها كما أننا لا ننكر عدم العدالة في توزيع الإمكانيات المادية هذه على جميع المديريات التعليمية مما قد لا يتحقق معه تساوي إمكانيات جميع الطلبة للقيام بأوجه النشاط التي تتطلبها .

    إننا لا ننكر أن التزايد الهائل في أعداد المعلمين في جميع المراحل الدراسية يجعل إمكانياتنا المادية قاصرة على توفير الأموال اللازمة لتوفير جميع المتطلبات اللازمة للقيام بأوجه النشاط اللازمة ، ولكن يجب توخي العدالة في توزيع هذه الإمكانيات من ناحية الأموال والكتب والمراجع والوسائل على جميع المديريات التعليمية بحيث لا تتكدس هذه الوسائل في مديريات القاهرة أو عواصم المحافظات وتحرم منها باقي مدارس المناطق النائية ، كما يجب أن تعمل المدرسة دائماً على تشجيع النواحي الابتكارية لدى المعلمين للتفكير في عمل وسائل تعليمية بسيطة من الخامات المختلفة في البيئة أو من مخلفات الأشياء التي تبدو إنها غير ذات قيمة إيماناً منهم يقيمه الحلول الذاتية .

 

 

seadiamond

w.s

  • Currently 68/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
22 تصويتات / 2888 مشاهدة
نشرت فى 7 ديسمبر 2010 بواسطة seadiamond

ساحة النقاش

wacurricula&teach

seadiamond
إدارة الموقع ترحب بالسادة الزوار »

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

910,192