wacurricula&teach

موقع تربوي يقدم خدمات بحثية في مجال المناهج وطرق التدريس

رابعاً : الأسس الاجتماعية للمنهج : 

    الأسس الاجتماعية هي القوى الاجتماعية المؤثرة في وضع المنهج وتنفيذه وتتمثل في التراث الثقافي للمجتمع والقيم والمبادئ التي تسوده والحاجات والمشكلات التي يهدف إلى حلها والأهداف التي يحرص على تحقيقها. وهذه القوى تشكل ملامح الفلسفة الاجتماعية أو النظام الاجتماعي لأي مجتمع من المجتمعات وفي ضوئها تحدد فلسفة التربية التي بدورها تحدد محتوى المنهج وتنظيمه وإستراتيجيات التدريس والوسائل والأنشطة التي تعمل كلها في إطار متسق لبلوغ الأهداف الاجتماعية المرغوب في تحقيقها

     وهذه القوى تشكل ملامح الفلسفة الاجتماعية أو النظام الاجتماعي لأي مجتمع من المجتمعات, وفي ضوئها تحدد فلسفة التربية التي بدورها تحدد محتوى المنهج وتنظيمه واستراتيجيات التدريس والوسائل والأنشطة التي تعمل كلها في إطار متسق لبلوغ الأهداف الاجتماعية المرغوب في تحقيقها.

     فدور المنهج هو أن يعكس مقومات الفلسفة الاجتماعية يحولها إلى سلوك يمارسه التلاميذ بما يتفق مع متطلبات الحياة في المجتمع بجوانبها المختلفة, ولما كانت المدرسة بطبيعة نشأتها مؤسسة اجتماعية أقامها المجتمع من أجل استمراره وإعداد الأفراد للقيام بمسؤولياتهم فيه, فمن الطبيعي تتأثر بالمجتمع والظروف المحيطة به. ومعنى ذلك أن القوى الاجتماعية التي يعكسها منهج ما في مدرسة ما إنما هي تعبير عن المجتمع في مرحلة ما, ولذلك تختلف المناهج من حيث الشكل والمنطق من مجتمع لآخر تبعاً لتباين تلك القوى.

 

علاقة المنهج بالمجتمع والنظام الاجتماعي :

•         يمثل المجتمع أحد الأبعاد الأساسية للمنهج، لذا ينبغي أن يعكس المنهج صورة الفكر الاجتماعي الإسلامي في خبراته التي يقدمها للتلاميذ.

•         فالمنهج لابد أن يحقق الأهداف التي يسعى إليها المجتمع.

•         والنظام الاجتماعي في الإسلام يقوم على أصول ربانية تضمنتها الشريعة الإسلامية، وليس نتيجة للتطورات الاجتماعية.

•         ويقوم هذا النظام على قواعد عامة للشريعة والتي تنبثق منها عدة مقومات عقائدية يعتمد عليها البناء الاجتماعي الإسلامي وتؤثر في كل أنظمته الفرعية ومنها المنهج.

 

ولتحديد العلاقة بين المنهج والظروف الاجتماعية للمجتمع فلابد من توضيح ما يلي: 

  ·  علاقة المنهج بالوظيفة الاجتماعية للمدرسة.

  ·   علاقة المنهج بالواقع الثقافي للمجتمع.

  ·   علاقة المنهج بواقع المجتمع (مبادئه وقيمه ومشكلاته).

 .    علاقة المنهج بالأسرة وبعض الجماعات والمؤسسات الاجتماعية الأخرى .

 

1-  علاقة المنهج بالوظيفة الاجتماعية للمدرسة :

    المدرسة بحكم نشأتها تعتبر منشاة اجتماعية ؟ أو بعبارة أخرى هي مؤسسة أقامها أعضاء المجتمع لتخصص في تدريس الصغار وتربيتهم ح وذلك نتيجة التقسيم المتزايد للعمل في المجتمعات المتطورة والمدرسة ، كما إنها مؤسسة اجتماعية باعتبار العملية التعليمية نفسها ، فهي لابد أن تسير في طريق معين يتفق مع الاتجاه العام للمجتمع ، فضلاً عن إنها لابد أن تستمد برامجها وتكون أهدافها في ضوء الحياة العملية والفكرية لأفراد المجتمع .

    وبما أن المجتمع هو الذي أنشأ المدرسة ومثلها ، وحيث إن لكل مجتمع أسلوبه الخاص في الحياة ، وفي علاقاته الاجتماعية التي تحكم عمل القوى الاجتماعية المكونة له ، وحيث إن تربية الطفل تبدأ من بيئته فلابد أن يرتبط منهج الدراسة بالحياة الواسعة في المجتمع الذي تعمل فيه بما له من إمكانيات وأهداف وعلافان متنوعة من المجتمعات الأخرى ، وبالتالي فان بعد المدرسة ومناهجها عن هذا الإطار الاجتماعي يعني هروبها من مسئولياتها الاجتماعية وابتعادها عن المصدر الرئيس الذي تشتق منه وظيفتها وأهدافها ومادتها التعليمية .

  كانت تربية الأبناء قبل إنشاء المدارس بيد الآباء ورجال الدين وكان الأطفال يتعلمون عن طريق تقليد الكبار ونتيجة لتضخم التراث البشري وصعوبة تقليد الصغار للكبار نشأت الحاجة للمدارس.

  فالمدرسة مؤسسة اجتماعية تعمل على تحقيق أهداف المجتمع والمحافظة عليها من خلال مسئوليتها بتربية التلاميذ وإعدادهم بالمعلومات والاتجاهات والقيم اللازمة لهم في الحياة.

  ولقد تميز القرن العشرين بازدياد إشراف الدول على التعليم لدرجة أن معظم الدساتير الحديثة تتضمن مواد تتعلق بالتعليم من حيث تخطيطه وتنظيمه وتمويله , كما توسعت الدول في فتح المدارس من أجل المحافظة على التراث الثقافي للمجتمع وإعداد المواطنين بما يتفق وخصائص المجتمع وأهدافه, وهو مما يجب أن يقوم به المنهج ويعمل على تحقيقه.

   فالمدرسة لا تعمل في فراغ وإنما لها علاقة بكل مؤسسات المجتمع من الأسرة, المؤسسات الدينية, وسائل الإعلام, مؤسسات أخرى مثل السينما والمسرح والأندية والجمعيات والمعارض والمكتبات والمتاحف.

 

2-  علاقة المنهج بالواقع الثقافي للمجتمع :

     من أول واجبات المدرسة تزويد التلاميذ بالقدر المناسب من ثقافة مجتمعهم الذي يعيشون فيه, ولا بد لمعرفة العلاقة بين المنهج المدرسي وثقافة المجتمع من توضيح مفهوم الثقافة وما أصابه من تطور. وقد اختلف المفكرون حول تعريف الثقافة فتعددت تعريفاتهم : ولعل أشهر تعريف للثقافة هو الذي قام به عالم الأجناس " ادوارد – تايلور " فعرفها بأنها : هي ذلك المركب الذي يشمل  المعرفة والعقائد والفن والأخلاق والقانون والعرف وكل القدرات والعادات الأخرى التي يكتسبها الإنسان من حيث هو عضو في المجتمع .

   أما " اوجبرن " فيعرف الثقافة بأنها تشتمل على الأشياء المادية والنظم الاجتماعية والطريقة الاجتماعية التي يسير عليها الناس في حياتهم .

ويعرفها "ردفيلد " بأنها مجموعة المفاهيم والمدركات المصطلح عليها في المجتمع ، وهي تنعكس في الفن والفكر والأعمال وتنتقل عن طريف الوراثة والتقليد عبر الأجيال فتكسب الجماعة صفات وخواص مميزة .

فالثقافة – أو التراث الثقافي– هي طريقة الحياة الكلية للمجتمع بجوانبها الفكرية والمادية وتشمل الثقافة اللغة وأسلوب تناول الطعام وارتداء الملابس والعادات والتقاليد والمعارف العلمية والنظم العائلية والاقتصادية والسياسية, ومما يعتنقه الناس من قيم دينية وخلقية وآراء سياسية وغيرها من أساليب الحياة.

   وقد نتج عن هذا التطور في مفهوم الثقافة تغير في مفهوم المنهج فبعد أن كانت المناهج تتناول الجانب الفكري المعرفي من حياة المجتمع أصبحت تتناول أوجه الحياة التي تؤثر في الفرد والمجتمع.

 

عناصر الثقافة: لقد قسمت إلى ثلاث أقسام:

1.    العموميات: ذلك الجزء من الثقافة التي يشترك فيها معظم أبناء المجتمع وتشمل اللغة والملبس والمأكل وأساليب التحية والمعتقدات والقيم.

2.    الخصوصيات: هي الأنماط السلوكية والعادات والتقاليد المتعلقة بجماعة معينة وتقسم الخصوصيات إلى نوعين:

                أ. الخصوصيات المهنية.           ب. الخصوصيات الطبقية.

3.    البديلات والبدائل: هي الأنماط الثقافية التي لا تنتمي للعموميات أو الخصوصيات ولا يشترك فيها إلا عدد قليل نسبياً من أفراد المجتمع, وهي لا تقتصر على جماعة معينة أو طبقة خاصة.

 

خصائص الثقافة :

لكل مجتمع ثقافة تخصه وتميزه عن بقية المجتمعات ، وللتربية دوراً مهماً نحو الثقافة ، ويتمثل هذا الدور في نقل التراث الثقافي من جيل إلى جيل مع العمل على تنقية هذا التراث وتطويره ، وسوف نتعرض لخصائص الثقافة ودور المنهج نحو هذه الخصائص :

1-   الثقافة خاصة بالإنسان :

  ينفرد الإنسان عن بقية الكائنات الحية الأخرى بأن له ثقافة خاصة به ، وأن كل جيل من الأجيال يرث ثقافة الجيل الذي يسبقه ، ويعدل فيها ، ويضيف إليها ، ثم يورثا إلى الجيل التالي وهكذا ... ، وهكذا يتغير وينمو ويتطور التراث الثقافي من جيل إلى جيل ، أما الكائنات الأخرى فسنجد أن حياتها لا تتغير ، فلو تتبعنا مجموعة من الحيوانات في غابة فإننا نجد حياة هذه الحيوانات تكاد تسير على وتيرة واحدة بل تكاد تكون ثابتة .

 ودور المنهج نحو هذه الخاصية ينحصر في النقاط التالية :

-       يجب أن يركز المنهج على تنمية قدرة التلميذ على التفكير العلمي ، وذلك بتدريبه على حل المشكلات التي تواجهه .

-       الاهتمام بتدريس اللغة القومية وبعض اللغات الأجنبية ، وتنمية قدرة التلميذ على الاستماع والفهم والتحدث والكتابة ؛ لما لها من آثار بالغة الأهمية في حياة الفرد والجماعة .

 

2-   الثقافة مكتسبة من حيل إلى جيل ومن مجتمع إلى آخر :

  يكتسب الفرد ثقافته من الأسرة التي يعيش فيها والمجتمع الذي ينتمي إليه ؛ فالإنسان يكتسب - من الآباء والأجداد والأفراد الآخرين -  عاداته واتجاهاته وطريقة تفكيره وقيمه وأنماط سلوكه ، وهذا يدل على أن الثقافة مكتسبة وأنها تنتقل من الآباء إلى الأجداد ومن مجتمع إلى آخر وهذا يتطلب من المنهج :

-       الاهتمام بتدريس اللغة القومية كأداة اتصال بين الأفراد في نفس المجتمع وبين المجتمعات التي تتكلم نفس اللغة .

-       الاهتمام بتدريس اللغة الأجنبية كأداة اتصال بين أفرد المجتمعات المختلفة والعمل على إكساب الطلاب مهارات اللغة الرئيسة .

-       الاهتمام ببعض الفنون كالرسم والتصوير باعتبارها  أدوات  لنقل الثقافة بين الشعوب .

-       تنمية القدرة على التفكير الناقد لدى التلاميذ بحيث يؤدي إلى تنقية الثقافة على المستوى الرأسي " العادات – التقاليد – وأسلوب مواجهة المشكلات ، وكذلك على المستوى الراسي " نقل عناصر الثقافة الايجابية التي تسهم في بناء الفرد والجماعة وتعمل لحير وصالح الجميع بدلاً من نقل عادات واتجاهات ضارة في بعض الدول "

 

3-   الثقافة مشبعة لحاجات الإنسان  :

    بالتالي فان من واجب المنهج العمل على إكساب الفرد مجموعة من العادات والاتجاهات التي تؤدي إلى إشباع حاجاته وميوله ي بطريقة سليمة ، أي إن دور التربية بوجه عام هو التركيز على كيفية إشباع الفرد لحاجاته وميوله بطريقة سليمة .

 

4-   عناصر الثقافة في تغير مستمر :

    تتفاعل عناصر الثقافة مع بعضها البعض ، ويؤدي هذا التفاعل إلى تغير مستمر ، فالعناصر المادية غالباً ما تؤثر على سلوك الإنسان وعاداته واتجاهاته ، ويمكن أن يقال نفس الشئ بالنسبة للعناصر غير المدية وبالتالي على المنهج مراعاة ما يلي :

-       أن يكون المنهج مرناً بحيث يتابع التغيرات التي تطرأ على ثقافة المجتمع ، ويتطلب ذلك تغيير أو تعديل بعض أهداف المنهج إذا لزم الأمر ، كما تتطلب الظروف في بعض الأحيان تعديلاً في المقررات أو تغييراً في بعض أجزائها، كما تتطلب تعديلاً في الطرق أو الأنشطة الواجب استخدامها .

-       على المنهج العمل على تنمية قدرة التلاميذ على التفكير العلمي وإكسابهم بعض الاتجاهات بحيث يصبحون قادرين على إحداث تغييرات في ثقافتهم .

-       مساعدة التلاميذ على فهم أسباب التغيير الثقافي بحيث يسهل عليهم تقبل التغييرات التي تطرأ.

-       العمل على تنمية بعض الاتجاهات الايجابية نحو التغير .

 

3-  علاقة المنهج بواقع المجتمع (مبادئه وقيمه ومشكلاته):

    لكل مجتمع عاداته وتقاليده واتجاهاته ، كما أن له أيضاً مشكلاته ، ومن بين الوظائف الاجتماعية للتربية أن تسهم في حل مشكلات المجتمع ، وبالتالي فان ذلك يتطلب من واضعي المناهج أن تعمل المدرسة وبقية المؤسسات التربوية على المساهمة في حل المشكلات التي يواجهها .

   والوظيفة الأولى للمدرسة هي إعداد الناشئة للمحافظة على القيم والمبادئ الأساسية السائدة في المجتمع فمن واجب القائمين على تخطيط المنهج تحليل هذه القيم والمبادئ للتمكن من وضع منهاج تربوي يساير الأوضاع الاجتماعية ويلبي احتياجاتها. وانطلاقاً من أهمية التعليم كقوة فاعلة في تحقيق الأهداف التي يسعى إليها كل مجتمع فقد أصبح وظيفة عامة تشرف عليها الدولة, وهذا ما دفع معظم الدول الحديثة إلى جعل التعليم مجانياً وإلزامياً لفترة من الوقت المنهج يقوم على أساسين هما:

-       فهم الأهداف الاجتماعية فهماً عميقاً والعمل على تلبيتها.

-       قيام المدارس بدور إيجابي في مساعدة التلاميذ على تحليل وفهم تلك الأهداف وتنفيذها

   ولو ألقينا نظرة على مجتمعنا لوجدنا أن معظم المشاكل التي نواجهها الآن نتجت عن عدة أسباب من بينها : الزيادة الرهيبة في عدد السكان ، ويقابل ذلك ضعف وقلة الإنتاج ، مما أدى إلى زيادة وارداتنا عن صادراتنا ، وعدم الاستغلال الأمثل لمواردنا وطاقاتنا ، والحروب الطويلة التي خضناها في السنين الماضية وما أدت إليه من آثار مدمرة على الاقتصاد المصري ، وبعض العادات والاتجاهات السلبية والسيئة لدى المواطنين ... الخ .

 

كل ذلك يحتم على المنهج التصدي لمثل هذه المشكلات والمساهمة في حلها على النحو التالي:

·   تعريف التلاميذ بأهم المشكلات الاجتماعية وأبعادها الحقيقة وأسبابها والآثار السيئة التي تعود على المجتمع وعلى الأفراد من عدم حل هذه المشكلات ، ويتم ذلك عن طريق المقررات الدراسية المختلفة .

·   قيام التلاميذ بالعديد من الزيارات الميدانية للأماكن والمواقع التي تنتشر فيها المشكلات ومشاهدة أبعادها  وآثارها على الطبيعة ، وذلك للإحساس العميق بوجود هذه المشكلات .

·   التركيز على تنمية قدرة التلاميذ على التفكير العلمي ، وذلك عن طريق حل المشكلات بالأسلوب العلمي الذي يتطلب تحديد أبعاد وحجم المشكلة وفرض الفروض وجمع البيانات اللازمة ، واختيار انسب الحلول لمواجهة واختبار صحة كل حل واستخلاص النتائج .

·   العمل على إكساب التلاميذ مجموعة من العادات والاتجاهات الايجابية التي تخدم الفرد والمجتمع مثل الدقة والنظام والنظافة والمحافظة على البيئة والعمل بضمير وتعاون مع الآخرين ، وذلك بالتركيز على المرحلة الابتدائية ؛ لأنها من أهم المراحل التي يكتسب فيها التلاميذ العادات والاتجاهات ، مع العمل في نفس الوقت على التصدي للعادات والاتجاهات الضارة المنتشرة بين الأفراد .

·   زيادة الأنشطة الاجتماعية التي يقوم بها التلاميذ في الفصل وفي المدرسة وخارجها كالجمعيات والمعارض والرحلات ، وإعطاء المزيد من الحوافز للجماعات التي تحقق أهدافاً تربوية منشودة ، مع ملاحظة وتوجيه سلوك التلاميذ أثناء القيام بالأنشطة المختلفة حتى يمكن المساهمة في إكسابهم بعض العادات الاجتماعية المرغوبة ؛ لأن إكساب التلاميذ هذه العادات يقلل من حجم المشكلات التي نواجهها في حياتنا اليومية .

 

4- علاقة المنهج بالأسرة وبعض المؤسسات الاجتماعية الأخرى :

        المؤسسات الاجتماعية هي أنماط اجتماعية تعمل على تكوين السلوك السائد للأفراد للقيام بالوظائف الاجتماعية .كما تقوم بنقل التراث الثقافي والتوجيه والسيطرة على أفراد المجتمع، وتنمية قدرة الفرد على الإبداع وتنظيم علاقة الأفراد ببعضهم ، هادفة من ذلك كله تحقيق العبودية لله وتعمير الأرض وفق منهج الله.وتعمل هذه المؤسسات متفاعلة ومتخذة من الإنسان محوراً للتفاعل لتربيته وتنشئته وفق المبادئ والقيم الأخلاقية السامية .

 

•         الأسرة  :

     يقضي الطفل فترة ليست بالقليلة مع أسرته ؛ تلك الفترة التي يعتمد فيها الطفل اعتماداً كبيراً في معظم الأمور إلى أن يلتحق بالمدرسة ، وهنا يجب أن يدرك المنهج ما تعلمه هؤلاء الأطفال في أسرهم قبل التحاقهم بالمدرسة ويتدرج معهم لكي يسهم في تصويب ما قد يكون لديهم من أخطا ء ، ويراعي مستوى نضج كل منهم وحاجته وميوله واستعداداته .

  وإذا نظرنا إلى مناهجنا الحالية فإننا نلاحظ قصوراً كبيراً في مناهجنا الحالية في مراعاة كافة النقاط السابقة للأسرة ، وكل ما يهم المعلم هو قدر المعلومات الذي يحاول تزويد المتعلمين به لاجتياز امتحان أخر العام .

   ولا تعتمد تربية الطفل على المدرسة والأسرة فقط ، بل إن هناك جماعات كثيرة تساعد بطريقة غير مباشرة على تربية الطفل كجماعات الرفاق ودور العبادة ووسائل الإعلام وغيرها، وما يهمنا هنا هو توضيح تأثرها بالمنهج المدرسي فالمنهج يجب أن يستغل علاقات التلاميذ بالآخرين خارج الأسرة كأساس مهم من النشاط والتوجيه والتعليم ، وفي الوقت المناسب من نمو التلميذ يوجه المنهج المدرسي إلى توسيع نطاق اتصالاته وعلاقاته بالأشخاص والجماعات ويهيئ الفرص التي تساعده على فهم ما في مجتمعه من نشاط وأهداف فهماً سليمً ، بل ويتيح المنهج المدرسي السليم فرصاً متنوعة لملاحظة الطفل في علاقاته في خارج المدرسة ، وعلى أساس نتائج هذه الملاحظة بوجه  الطفل توجيهاً يساعده على السلوك السليم في علاقاته بتلك الجماعات ولا يؤثر أو يتأثر بها ، الأمر الذي يقلل من استفادة أطفالنا منها .

   ومن واجبات المنهج نحو تدعيم الأسرة كمؤسسة اجتماعية: التأكيد من خلال الأنشطة والمحتوى على تدعيم كيان الأسرة وإكساب المتعلم مهارات الاتصال لتحقيق التماسك ، تقديم الخبرات التي تعمل على تكوين اتجاهات صحيحة نحو الأسرة والمحافظة عليها وتعريف كل فرد بواجباته نحو أسرته ، ومساعدة التلميذ على استخدام الأسلوب العلمي في التفكير حتى يستطيع هذا التلميذ مواجهة ما قد يعتريه من مشكلات في البيئة التي يعيش فيها ، وبالتالي يصبح التلميذ قادراً على التغيير وليس عقبة في سبيله .

  إن المنهج الجديد هو الذي يهيئ تلاميذه لقبول لتغير ، وهو الذي يقدم فرصاً للتلاميذ لدراسة كل ما هو جديد في مجتمعهم وقبوله عن اقتناع تام بعد إجراء دراسة مستفيضة لمظاهر هذا التغير المتنوعة في مجالات شتى ؛ فعلى سبيل المثال يجب أن تراعي المناهج وتتمشى مع طبيعة المرحلة التي نعيشها : مرحلة التعايش السلمي ، مرحلة التعمير ، مرحلة الميكنة الزراعية ، كل هذه المفاهيم وغيرها يجب أن يكتسبها التلاميذ ويجب ربط المنهج بالحياة خارج المدرسة .

 

•         المدرسة:

     ينبغي أن تستند المناهج التي تقدمها المدرسة على التصور الإسلامي للكون والإنسان والحياة ، وتهتم بحاضر المتعلم ومستقبله وتهتم بحاجات المجتمع .

 

•         دور العبادة:

     تسهم دور العبادة في تحقيق الأهداف المعرفية والوجدانية التي يسعى المنهج إلى تحقيقها ويثري محتوى المنهج بما يقدمه من معلومات ومعارف اجتماعية وثقافية ودينية.

 

•         وسائل الإعلام:

      ينبغي تجسيد والقيم والسلوكيات الأخلاقية في كل فقرة من فقرات أجهزة الإعلام بطريقة علمية وفنية غير متكلفة أو مصطنعة ، ومقاومة التدفق الإعلامي الخارجي عن طريق تدعيم الإعلام الثقافي الداخلي .

seadiamond

w.s

  • Currently 119/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
36 تصويتات / 7158 مشاهدة
نشرت فى 3 ديسمبر 2010 بواسطة seadiamond

ساحة النقاش

abbasallam

جيد جدا

wacurricula&teach

seadiamond
إدارة الموقع ترحب بالسادة الزوار »

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

570,717