التلعثم أحد مشكلات الأطفال والتى مثل كثير من المشكلات تتعدد فيها الأسباب..لكن كثيراً ما يتذبذب سلوك الأباء مع الطفل بين التعنيف والشعور بالذنب...التعنيف يمثل رغبة لاشعورية فى أن يكون الطفل سليماً ...أى أنه نوع من الإنكار لوجود المشكلة..ومن ثم نعنف الطفل ليبدأ فى الكلام بصورة طبيعية..لكن ذلك بالطبع لن يحدث لأن التعنيف يزيد من حجم المشكلة..ثم تأتى مشاعر الذنب حينما تضعف قوى الإنكار لدى العقل الباطن..ويشعر الأباء بأن هناك مشكلة بالفعل لكن يشرعون فى جلد الذات و توجيه اللوم لأنفسهم بأنهم هم السبب فى مشكلة الطفل..وقد تبدأ الأم أحياناً فى اجترار المشاعر السلبية باستدعاء كل المواقف التى أساءت فيها للطفل من وجهة نظرها بالعنف الجسدى أو اللفظى فى مراحل مبكرة من حياته...إن هذه المشاعر السلبية تضر كثيراً بالأم والطفل معاً لأنها لن تتحملها كثيراً فسرعان ما يحدث التحول من الشعور بالذنب وما يتبعه من سلوك يتسم بالحنان والعطف المفرط على الطفل إلى سلوك عدوانى على الطفل رغبة فى الدفاع عن النفس وأننى لست مسئولاً عما يحدث له..هو اللى مش عايز يتكلم كويس...هو بيعرف يتكلم..ليه ساعات بيعمل كده؟؟إن مثل هذا التذبذب من شأنه الإخلاال بصورة الذات وصورة الأخر لدى الطفل..إنه يخلق حالة من عدم الثقة بالنفس وبالأخر.ي إنها النواة ا لخلق اضطرابات الشخصية أو الاضطرابات النفسية ..والحل إذن...أن نطرح الأفكار والمشاعر السلبية جانباً وأن نبحث دوماً عن الحل بغض النظر عن الأسباب مالم تؤثر على النتائج حال استمراراها.
د.نهلة نورالدين حافظ
رئيس قسم الطب النفسي والإدمان للاطفال والمراهقين م.حلوان