خايفة أخرج من البيت

 

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، أنا بنت عندي 14 سنة للأسف، عندي مشكلة صعبة جدّياً وهي الخوف، أنا باخاف من حاجة صعبة، وهي كالآتي، باخاف أخرج لوحدي لأني باحس إن الناس كلها عينها عليّ، وبيبصوا لي أنا، وكأن لبسي فيه حاجة ضيّقة أو حاجة.

من كتر الحاجات اللي بنسمعها زي الاغتصاب والتحرش بقيت أترعب أصلاً أخرج لوحدي، وخصوصاً إني اتعرضت قبل كده للتحرش بس ما حدش يعرف؛ لدرجة إني جالي هَوَس في الهدوم في حكاية إني باخاف إن تكون الهدوم مظبوطة مش بقى ضيّقة لأ مظبوطة، وأصلاً ماما مش بترضى تخليني أخرج لوحدي، وهي دايماً معايا؛ أنا صحيح مش محجبة؛ بس لبسي ما فيهوش أي شيء ملفت، ولو كان فيه كان أهلي ما رضيوش إني أنزل بيه؛ مع إن أصحابي بيروحوا وييجوا لوحدهم عادي.

أنا خلاص بقيت باخاف جدياً؛ حتى الأعياد عشان بتبقى زحمة مش باخرج فيها إلا مع مامتي ونروح لحد من قرايبنا. أنا بدأت أتخنق خلاص.

Mema

صديقتي العزيزة:

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.. ما تتحدثين عنه اليوم هو أحد أنواع الفوبيا أو الخوف المزمن أو الرهاب من التحرش، والذي أصاب الكثير من الفتيات في هذا العصر وأسرهم لكثرة ما نسمعه من جرائم التحرش؛ أي أنها فوبيا جماعية ناتجة عن واقع أليم، وهو فقدان الأنثى الشعور بالأمان في شوارعنا، وقد أجري استطلاع لرأي بعض الفتيات في هذا الموضوع؛ فتبين أن كل واحدة لها أسلوبها في وقاية نفسها من التحرش مثل احتفاظها بمطواة في حقيبتها أو الصاعق والمخدر، أو حرصها أن يقوم أحد أفراد الأسرة دائماً بتوصيلها للمكان الذي تريده....

فما بالك بحالك، وأنت سبق لك التعرض للتحرش... إنها تجربة تولّد نوعاً من الارتباط الشرطي محتواه هاخرج لوحدي يبقى الناس هتبصّ لي ويحصل اللي حصل قبل كده؛ وهكذا ينتج الخوف المزمن أو الرهاب الذي نعتبره في حالتك واقعياً وليس مرضياً؛ وإنما يعتبر مرضاً إذا تطوّر الأمر لخوفك من الخروج حتى وأنت في صحبة أحد من أفراد أسرتك؛ هنا يجب العلاج.. وبشكل عام لابد أن تعرف الفتاة كيف تقي نفسها من التحرش حتى لو خرجت بمفردها كالآتي:

1- عدم الذهاب إلى الأماكن المعزولة الهادئة التي تخلو من المارة.

2- عدم ركوب المواصلات المزدحمة وفي حال توفّر مكان للسيدات لابد من استخدامه مهما كان مزدحماً.

3- عند ركوب التاكسي لابد من الجلوس في المقعد الخلفي.

4- عند الذهاب للطبيب يكون ذلك مع الأم أو أي من السيدات من عائلتك.

5- تجنّب الخلوة مع أشخاص غير موثوق بهم؛ وخاصة في موضوع الدروس الخصوصية.

6- أما ما أودّ أن أختم به هذه الإرشادات هي القاعدة الذهبية في حماية النفس من هجوم الآخرين، وهو ما تعلّمناه في علم النفس عن أن الخوف يغري بالهجوم.. أي كلما بدا عليك أنك تتلفتين يميناً ويساراً وتحملقين أين ينظر الآخرون، هل ينظرون عليك؛ كلما أغراهم ذلك بالتحرش؛ لأن المتحرش "يخاف ما يختشيش" تماماً مثل الحيوان الماكر الذي يصطاد الفريسة الضعيفة.

فثقي بنفسك ودرّبي نفسك على تجنّب رسم مشاعر الخوف على وجهك.

وإليك هذا التدريب البسيط: انظري إلى المرآة، ثم أغمضي عينك، وتخيّلي أن هناك من اقترب ليتحرش بك، اتركي نفسك لمشاعر الخوف وأنت مغمضة عيناك، ثم افتحي عينيك لتشاهدي ملامح الخوف، ثم أعيدي الموقف وأنت مملوءة بمشاعر الحنق والغضب وتصرّين على المواجهة، وبداخلك تصبّين اللعنات والسباب على المتحرش القذر، افتحي عينيك وشاهدي الفرق في ملامحك وأعيدي التدريب حتى تنجحي في تنفيذه... إن لغة الجسد يا عزيزتي تغنينا عن عناء القول أحياناً

د.نهلة نورالدين حافظ

اخصائي الطب النفسي

ومستشار نفسي بالمواقع الالكترونية

المصدر: د. نهلة نور الدين حافظ
  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 1492 مشاهدة
نشرت فى 27 سبتمبر 2013 بواسطة se7anafsiaatfal

وحدة الطب النفسي والإدمان للاطفال والمراهقين م.حلوان

se7anafsiaatfal
تنمية الطفل من الناحية العقلية والنفسية جانب أساسي في مفهوم الصحة الجيدة. هدفنا هو الوصول لحياة صحية سليمة ومليئة بالحيوية، وليس فقط الخلو من الأمراض.ونظرا لأهمية الطفولة كحجر أساس لبناء شخصية الإنسان مستقبلا وبما أن لها دور كبير في توافق الإنسان في مرحلة المراهقة والرشد فقد أدرك علماء الصحة النفسية »

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

173,824