لاحظ علماء من جامعة براون مؤخراً فرقاً جلياً، وإن كان غير محسوس، بين الوجوه. ومع أن العين لا تلحظ هذا الفرق بسهولة، لكن البشر يشعرون به جيِّداً، فوجوه الرجال أمْيَل إلى الاحمرار، في حين أن وجوه النساء أكثر اخضراراً.
استُخلِصَت هذه النتيجة بعد تحليل مئة صورة فوتوغرافية لوجوه رجال ونساء على الكمبيوتر، وهي صور التُقِطت تحت الإنارة ذاتها ودون استخدام أي نوع من المكياجات، وقام محلل خاص بتحديد نسبة الصباغـَيْن الأحمر والأخضر في الوجوه، فتبيَّن وجود علاقة شبه ثابتة بين تدرُّج لون الجلد وجنس الإنسان. لذا، يمكن في 70% أو 80% من الحالات النظر إلى متوسط لون الوجه فقط، للحكم بدقة إن كان يعود إلى رجل أو امرأة.
وتبيَّن أن الناس ينسبون الوجوه إلى هذا الجنس أو ذاك، استناداً إلى علامات أخرى (صفات، تناسبات)، لكن على مستوى ما تحت الوعي فإنهم يستخدمون معلومات إضافية عن لون الجلد، كي يحسموا الأمر.
وللتأكد من هذا الافتراض، قام هؤلاء العلماء بتركيب وجه وسطي خالٍ من الملامح، على أساس مئتي صورة أولية تُبيِّن على نحو لا لبس فيه جنس أصحابها، ثم عُرض الوجه المركـَّب على ثلاثة من المُختبَرين بعد إضافة ضجيج بصري إلى الصورة، يحوي عدداً أكثر من النقاط الحمراء أو الخضراء كل مرة، وهو الضجيج الذي زاد قلة وضوح معالم الوجه.
وطـُلِب من المُختبَرين أن يقرروا ما إذا كانوا ينظرون إلى أشكال أنثوية أم ذكرية. وبعد عشرين ألف عملية تعرف، راجع العلماء إحصائياتهم، فتبيَّن لهم أن المُختبَرين كانوا على نحو شبه دائم يصنفون الوجوه الأكثر احمراراً بأنها ذكرية، والوجوه الأكثر اخضراراً بأنها أنثوية.
ومع أن فريق العلماء لا يملك براهين بيولوجية توضح علاقة الصباغ بالجنس، إلا أن الوسطي الحسابي للتجربة أوضح أن الوجوه الذكرية أكثر عتامة من الوجوه الأنثوية، بغض النظر عن العرق، وأنها تحوي صباغاً أكثر.
ويفترض هؤلاء العلماء أن جلد الأنثى الأفتح (الأكثر اخضراراً) يساعدها على تلقي أشعة فوق بنفسجية أكثر، وهذا أمر ضروري لتصنيع فيتامين د، وهذا الفرق البيولوجي مبرر من وجهة نظر تناسلية، فالفيتامين المذكور ضروري أثناء الحمل، ولدى الإرضاع من الثدي.

 

المصدر: ma7soub
  • Currently 60/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
16 تصويتات / 584 مشاهدة
نشرت فى 1 مارس 2011 بواسطة scienceway

ساحة النقاش

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

1,092,742