فتدخين علبة سجائر يومياً طوال سنة يُعَرِّض بعض من أجزاء الرئة إلى كمية من الأشعة الذرية تعادل أخذ 1000 صورة للصدر بالأشعة السينية!
بل أن مجرد تدخين سيجارة واحدة فقط يومياً لمدة سنة يعطي المدخن ما يأخذه من 50 صورة صدر بالأشعة السينية!
إننا نعلم أن الجزء الأساسي من السيجارة هو التبغ طبعاً، وهذا التبغ ليس إلا مفروم أوراق نبتة التبغ، والنباتات تستنشق غازات مشعة موجودة بشكل طبيعي في الهواء الذي تتنفسه وتمتص مواداً مشعة ضمن الغذاء الذي تمتصه من التربة، حقيقة علمية لا يعلمها الكثيرون للأسف، فالأشعة الذرية موجودة في الطبيعة من خلال مصدرين:
1 – الجو الكوني المحيط بالأرض
2 – مواد الأرض ذاتها
فالجو الكوني ملئ بما يعرف بالأشعة الكونية الناتجة من تفاعلات ذرية مختلفة.
ومن ضمن مكونات أرضنا مواداً مشعة بطبيعتها، صلبة كالحجر المعدني الشهير “اليورانيوم” الذي يعتقد الكثيرون أنه مركب كيميائي معاصر.
هناك كذلك المواد المشعة الطبيعية السائلة والغازية، كلها تشع هكذا لوحدها ومنذ بدء الخليقة دون أن يكون للإنسان أي تدخل فيها.
هناك حقيقة علمية أخرى أكثر مجهولية ودهشة، فمن ضمن 1400 مادة معروفة اليوم، 20% منها فقط غير مشعة! ألا يعني هذا أن عدم إشعاع المادة هو الشذوذ عن الطبيعة لا القاعدة؟ فلابد إذاً أن تحوي نبتة التبغ مواداً مشعة!
إلا أن الإنسان يساهم في زيادة كمية مواد نبتة التبغ المشعة، بيديه دون علمه بذلك.
فقد تعوَّد مزارعو التبغ منذ عهود طويلة على تسميد محاصيلهم بالفوسفات.
والفوسفات يحوى شيئاً من اليورانيوم المشع، واليورانيوم يشع أشعة ذرية باستمرار.
وحينما يشع يتحول جزء منه باستمرار إلى مادة مشعة أخرى هي الراديوم 226 الذي هو أحد المكونات الطبيعية للتربة ومصدر غاز الرادون المشع، إضافة إلى أنه أحد مكونات عظامنا نحن أنفسنا الطبيعية.
حينما ينطلق غاز الرادون من الراديوم المشع يتحول جزء منه إلى مادة مشعة أخرى هي الرصاص 210، وبما أن هذا الرصاص مشع فإنه مع الوقت يتحول جزء منه إلى مادة مشعة أخرى هي “البولونيوم 210″.
كل هذا يجري بصمت تحت سطح التربة!
وبما أن نبتة التبغ مغروسة في التربة فلا مفر من أن تمتص شيئاً من كل هذه المواد المشعة.
والآن عندما يستنشق المدخن سيجارته تدخل كل هذه المواد المشعة إلى رئتيه مع دخان سيجارته، ومجاري هواء الرئتين متشعبة تزداد تشعباً كلما تعمقت داخل الرئتين، وكلما ازدادت تشعباً ازدادت ضيقاً، وفى كل هذه الشعيرات وتفرعاتها تترسب المواد المشعة الآتية مع دخان السيجارة.
ومع استمرار تدخين المدخن تترسب حبيبات مشعة أخرى على هذه الحبيبات، حتى تصبح مع الوقت نقاط “مشعة”.
ساحة النقاش