واقع وافاق علم المكتبات بالجزائر

يهتم بكل ما هو متعلق بتخصص علم المكتبات

أي دور للمكتبات الرئيسية للمطالعة العمومية؟  

محمد بوقاسم*

تلعب المكتبات بمختلف أنواعها دورا جوهريا في بناء المجتمعات ورقيها، فهي بمثابة مركز الإشعاع المعرفي والثقافي الذي ينهل منه مختلف أفراد المجتمع العلم، وإن تعدد أنواع المكتبات يرجع في الأساس إلى الدور الذي تلعبه كل واحدة منها وإلى فئة المجتمع التي تخدمها. فإذا ذكرنا على سبيل المثال المكتبات المدرسية فهي تخدم فئة التلاميذ المتمدرسين بتلك المؤسسة التربوية والأساتذة وطاقم العمل بها، وإذا انتقلنا إلى المكتبة الجامعية فإنها تقدم خدماتها لكامل الأسرة الجامعية من أساتذة وطلبة وباحثين وكذلك الحال بالنسبة إلى المكتبات المتخصصة التي تكون على مستوى المؤسسات فهي تخدم كافة الموظفين بتلك المؤسسة.

وعليه فإن كل مكتبة لها أهداف معينة تسعى لتحقيقها لخدمة فئة معينة، أما إذا جئنا إلى المكتبات الرئيسية للمطالعة العمومية فإننا نجدها موجهة لمختلف شرائح المجتمع مهما كان مستواها الثقافي أو العلمي أو الأكاديمي، والجزائر بطبيعة الحال سعت في السنوات القليلة السابقة إلى تكريس ثقافة المكتبة من خلال العديد من المبادرات التي تبذلها الدولة  كإصدار القوانين أو التشريعات التي تنظمها من بينها إصدار المرسوم التنفيذي رقم 12-234 المؤرخ في 3 رجب عام 1433 الموافق لـ 24 مايو سنة 2012، الذي يحدد القانون الأساسي للمكتبات الرئيسية للمطالعة العمومية حيث يهدف إلى تحديد شروط إنشاء وتسيير هذا النوع من المكتبات والمهام الموكلة لها، إذ ينوه إلى ضرورة مساهمة هذه المكتبات في نشر ثقافة القراءة والمطالعة من خلال توفير الأرصدة الوثائقية والخدمات المختلفة المرتبطة بالمطالعة العمومية تحت تصرف مختلف رواد ومستخدمي المكتبة بالإضافة إلى تخصيص فضاء للمطالعة خاص بالأطفال ويتكيف مع حاجياتهم وآخر خاص بتحضير الامتحانات مع التنويه على ضرورة توفير الوسائل التي تسمح للأشخاص المعاقين بالوصول للمكتبة مع قيام هذه الأخيرة بتنظيم أنشطة ثقافية حول الكتاب.

من خلال ماسبق ذكره نجد بأن المكتبات الرئيسية للمطالعة العمومية تهدف إلى خدمة عدة شرائح من المجتمع كل حسب متطلباته، ولكن إن تسائلنا هل هذا يكفي، الجواب بالتأكيد لا يكفي فعلى القارئ أو رواد المكتبة بصفة عامة، أن يتفاعل مع هذه الأنشطة بإيجابية فإذا أراد أن يصبح إنسانا مثقفا واعيا عليه ببرمجة وقت خاص بالمطالعة المتخصصة ووقت للمطالعة الترفيهية ووقت للمطالعة التثقيفية وهذه التوعية تعود على عاتق المعني بالدرجة الأولى وعلى عاتق عدة جهات أخرى من بينها المكتبات التي تأثر بصفة كبيرة على الأفراد إذن فعليها أن تسعى جاهدة لتقديم أفضل وأرقى الخدمات حتى تستقطب أكبر عدد من المستفيدين وبالتالي نشر ثقافة القراء والمطالعة لديهم.

* باحث في مرحلة الدكتوراه

المصدر: * باحث في مرحلة الدكتوراه
scanner

عبد العزيز

  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 140 مشاهدة
نشرت فى 30 أغسطس 2016 بواسطة scanner

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

36,038

واقع وافاق علم المكتبات في الجزائر

scanner
موقع يهتم بتخصص علم المكتبات وكل مستجداته »