رَوَى مُسْلِمٌ (806) عَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا قَالَ : { بَيْنَمَا جِبْرِيلُ قَاعِدٌ عِنْدَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ سَمِعَ نَقِيضًا مِنْ فَوْقِهِ ؛ فَرَفَعَ رَأْسَهُ فَقَالَ : هَذَا بَابٌ مِنْ السَّمَاءِ فُتِحَ اليَوْمَ لَمْ يُفْتَحْ قَطُّ إِلاَّ اليَوْمَ ، فَنَزَلَ مِنْهُ مَلَكٌ فَقَالَ : هَذَا مَلَكٌ نَزَلَ إِلَى الأَرْضِ لَمْ يَنْزِلْ قَطُّ إِلاَّ اليَوْمَ ، فَسَلَّمَ وَقَالَ : أَبْشِرْ بِنُورَيْنِ أُوتِيتَهُمَا لَمْ يُؤْتَهُمَا نَبِيٌّ قَبْلَكَ فَاتِحَةُ الكِتَابِ وَخَوَاتِيمُ سُورَةِ البَقَرَةِ لَنْ تَقْرَأَ بِحَرْفٍ مِنْهُمَا إِلاَّ أُعْطِيتَهُ }.
ورَوَى البُخَارِيُّ (4474) عَنْ أَبِي سَعِيدِ بْنِ المُعَلَّى رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ : { كُنْتُ أُصَلِّي فِي المَسْجِدِ فَدَعَانِي رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَلَمْ أُجِبْهُ ، فَقُلْتُ : يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنِّي كُنْتُ أُصَلِّي ؛ فَقَالَ : أَلَمْ يَقُلْ اللَّهُ : اسْتَجِيبُوا لِلَّهِ وَلِلرَّسُولِ إِذَا دَعَاكُمْ لِمَا يُحْيِيكُمْ [الأَنْفَالَ : 24] ؛ ثُمَّ قَالَ لِي : لأُعَلِّمَنَّكَ سُورَةً هِيَ أَعْظَمُ السُّوَرِ فِي القُرْآنِ قَبْلَ أَنْ تَخْرُجَ مِنْ المَسْجِدِ ، ثُمَّ أَخَذَ بِيَدِي فَلَمَّا أَرَادَ أَنْ يَخْرُجَ قُلْتُ لَهُ : أَلَمْ تَقُلْ لأُعَلِّمَنَّكَ سُورَةً هِيَ أَعْظَمُ سُورَةٍ فِي القُرْآنِ ؟ قَالَ : الحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ العَالَمِينَ هِيَ السَّبْعُ المَثَانِي وَالْقُرْآنُ العَظِيمُ الَّذِي أُوتِيتُهُ } .
وَرَوَى التِّرْمِذِيُّ (2875) عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ : { أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ خَرَجَ عَلَى أُبَيِّ بْنِ كَعْبٍ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : يَا أُبَيُّ ، وَهُوَ يُصَلِّي ، فَالْتَفَتَ أُبَيٌّ وَلَمْ يُجِبْهُ وَصَلَّى أُبَيٌّ فَخَفَّفَ ، ثُمَّ انْصَرَفَ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ : السَّلاَمُ عَلَيْكَ يَا رَسُولَ اللَّهِ ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : وَعَلَيْكَ السَّلاَمُ ، مَا مَنَعَكَ يَا أُبَيُّ أَنْ تُجِيبَنِي إِذْ دَعَوْتُكَ ؟ فَقَالَ : يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنِّي كُنْتُ فِي الصَّلاَةِ ، قَالَ : أَفَلَمْ تَجِدْ فِيمَا أَوْحَى اللَّهُ إِلَيَّ أَنْ اسْتَجِيبُوا لِلَّهِ وَلِلرَّسُولِ إِذَا دَعَاكُمْ لِمَا يُحْيِيكُمْ [الأَنْفَالَ : 24] ؟ قَالَ : بَلَى ؛ وَلاَ أَعُودُ إِنْ شَاءَ اللَّهُ ، قَالَ : أَتُحِبُّ أَنْ أُعَلِّمَكَ سُورَةً لَمْ يَنْزِلْ فِي التَّوْرَاةِ وَلاَ فِي الإِنْجِيلِ وَلاَ فِي الزَّبُورِ وَلاَ فِي الفُرْقَانِ مِثْلُهَا ؟ قَالَ : نَعَمْ يَا رَسُولَ اللَّهِ ، قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : كَيْفَ تَقْرَأُ فِي الصَّلاَةِ ؟ قَالَ : فَقَرَأَ أُمَّ القُرْآنِ ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ مَا أُنْزِلَتْ فِي التَّوْرَاةِ وَلاَ فِي الإِنْجِيلِ وَلاَ فِي الزَّبُورِ وَلاَ فِي الفُرْقَانِ مِثْلُهَا ، وَإِنَّهَا سَبْعٌ مِنْ المَثَانِي وَالْقُرْآنُ العَظِيمُ الَّذِي أُعْطِيتُهُ } . [قَالَ التِّرْمِذِيُّ : هَذَا حَدِيثٌ حَسَنٌ صَحِيحٌ . وَصَحَّحَهُ الأَلْبَانِيُّ] .
وَرَوَاهُ الْبُخَارِيُّ (4704) ، وَأَبُو دَاوُدَ (1457) مُخْتَصَرَاً ، وَلَفْظُ الْبُخَارِيِّ : عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : { أُمُّ القُرْآنِ هِيَ السَّبْعُ المَثَانِي وَالْقُرْآنُ العَظِيمُ } .
وَرَوَاهُ التِّرْمِذِيُّ (3125) عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ عَنْ أُبَيِّ بْنِ كَعْبٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا قَالَ : قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : { مَا أَنْزَلَ اللَّهُ فِي التَّوْرَاةِ وَلاَ فِي الإِنْجِيلِ مِثْلَ أُمِّ القُرْآنِ ، وَهِيَ السَّبْعُ المَثَانِي ، وَهِيَ مَقْسُومَةٌ بَيْنِي وَبَيْنَ عَبْدِي وَلِعَبْدِي مَا سَأَلَ } [وَصَحَّحَهُ الأَلْبَانِيُّ ] .
وَرَوَى أَبُو دَاوُدَ (1245) ، وَالتِّرْمِذِيُّ (3049)
[وَصَحَّحَهُ الأَلْبَانِيُّ].
وَرَوَى الدَّارَقُطْنِيُّ (1/312/36) ، هق (2/45/2219)
[وَصَحَّحَهُ الأَلْبَانِيُّ].
[
قَالَ الْحَافِظُ الزَّيْلَعِيُّ : وَقَالَ عَبْدُ الحَقِّ فِي " أَحْكَامِهِ الكُبْرَى " : رَفَعَ هَذَا الحَدِيثَ عَبْدُ الحَمِيدِ بْنُ جَعْفَرٍ ، وَهُوَ ثِقَةٌ ، وَثَّقَهُ أَحْمَدُ وَابْنُ مَعِينٍ ، وَكَانَ سُفْيَانُ الثَّوْرِيُّ يُضَعِّفُهُ ، وَيَحْمِلُ عَلَيْهِ ، وَنُوحٌ ثِقَةٌ مَشْهُورٌ ، انْتَهَى . وَهَذَا لَيْسَ فِيهِ دَلاَلَةٌ عَلَى الجَهْرِ ، وَلَئِنْ سُلِّمَ فَالصَّوَابُ فِيهِ الوَقْفُ ، كَمَا هُوَ فِي مَتْنِ الحَدِيثِ ، وَقَالَ الدَّارَقُطْنِيُّ فِي " عِلَلِهِ " : هَذَا حَدِيثٌ يَرْوِيهِ نُوحُ بْنُ أَبِي بِلاَلٍ ، وَاخْتُلِفَ عَلَيْهِ فِيهِ ، فَرَوَاهُ عَبْدُ الحَمِيدِ بْنُ جَعْفَرٍ عَنْهُ ، وَاخْتُلِفَ عَنْهُ ، فَرَوَاهُ المُعَافَى بْنُ عِمْرَانَ عَنْ عَبْدِ الحَمِيدِ عَنْ نُوحِ بْنِ أَبِي بِلاَلٍ عَنْ المَقْبُرِيِّ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ مَرْفُوعًا ، وَرَوَاهُ أُسَامَةُ بْنُ زَيْدٍ وَأَبُو بَكْرٍ الحَنَفِيُّ عَنْ نُوحِ بْنِ أَبِي هُرَيْرَةَ مَوْقُوفًا ، وَهُوَ الصَّوَابُ ، فَإِنْ قِيلَ : إنَّ هَذَا مَوْقُوفٌ فِي حُكْمِ المَرْفُوعِ ، إذْ لاَ يَقُولُ الصَّحَابِيُّ : إنَّ البَسْمَلَةَ أَحَدُ آيَاتِ الفَاتِحَةِ إلاَّ عَنْ تَوْقِيفٍ ، أَوْ دَلِيلٍ قَوِيٍّ ظَهَرَ لَهُ ، وَحِينَئِذٍ يَكُونُ لَهَا حُكْمُ سَائِرِ آيَاتِ الفَاتِحَةِ مِنْ الجَهْرِ وَالأسْرَارِ ، قُلْتُ : لَعَلَّ أَبَا هُرَيْرَةَ سَمِعَ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقْرَؤُهَا فَظَنَّهَا مِنْ الفَاتِحَةِ ، وَقَالَ : إنَّهَا إحْدَى آيَاتِهَا . اهـ ، قُلْتُ : وَصَحَّحَهُ الأَلْبَانِيُّ فِي صَحِيْحِ الْجَامِعِ (729) ]
.
وَرَوَى مُسْلِمٌ (395)
عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ : { مَنْ صَلَّى صَلاَةً لَمْ يَقْرَأْ فِيهَا بِأُمِّ القُرْآنِ فَهِيَ خِدَاجٌ ثَلاَثًا غَيْرُ تَمَامٍ }. فَقِيلَ لأَبِي هُرَيْرَةَ : إِنَّا نَكُونُ وَرَاءَ الإِمَامِ ؟ فَقَالَ : اقْرَأْ بِهَا فِي نَفْسِكَ فَإِنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ : { قَالَ اللَّهُ تَعَالَى : قَسَمْتُ الصَّلاَةَ بَيْنِي وَبَيْنَ عَبْدِي نِصْفَيْنِ وَلِعَبْدِي مَا سَأَلَ ، فَإِذَا قَالَ العَبْدُ : الحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ العَالَمِينَ ؛ قَالَ اللَّهُ تَعَالَى : حَمِدَنِي عَبْدِي ، وَإِذَا قَالَ : الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ ؛ قَالَ اللَّهُ تَعَالَى : أَثْنَى عَلَيَّ عَبْدِي ، وَإِذَا قَالَ : مَالِكِ يَوْمِ الدِّينِ ؛ قَالَ : مَجَّدَنِي عَبْدِي ، وَقَالَ مَرَّةً : فَوَّضَ إِلَيَّ عَبْدِي ، فَإِذَا قَالَ : إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ ؛ قَالَ : هَذَا بَيْنِي وَبَيْنَ عَبْدِي وَلِعَبْدِي مَا سَأَلَ ، فَإِذَا قَالَ : اهْدِنَا الصِّرَاطَ المُسْتَقِيمَ . صِرَاطَ الَّذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ غَيْرِ المَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ وَلاَ الضَّالِّينَ ؛ قَالَ : هَذَا لِعَبْدِي وَلِعَبْدِي مَا سَأَلَ }
.
وَرَوَى البُخَارِيُّ (756) ، وَمُسْلِمٌ (394)
عَنْ عُبَادَةَ بْنِ الصَّامِتِ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ : أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ : { لاَ صَلاةَ لِمَنْ لَمْ يَقْرَأْ بِفَاتِحَةِ الكِتَابِ }
.
وَرَوَى البُخَارِيُّ (5749) وَمُسْلِمٌ (2201)
عَنْ أَبِي سَعِيدٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ : ( أَنَّ رَهْطًا مِنْ أَصْحَابِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ انْطَلَقُوا فِي سَفْرَةٍ سَافَرُوهَا حَتَّى نَزَلُوا بِحَيٍّ مِنْ أَحْيَاءِ العَرَبِ فَاسْتَضَافُوهُمْ ، فَأَبَوْا أَنْ يُضَيِّفُوهُمْ ، فَلُدِغَ سَيِّدُ ذَلِكَ الحَيِّ ؛ فَسَعَوْا لَهُ بِكُلِّ شَيْءٍ ، لاَ يَنْفَعُهُ شَيْءٌ ، فَقَالَ بَعْضُهُمْ : لَوْ أَتَيْتُمْ هَؤُلاَءِ الرَّهْطَ الَّذِينَ قَدْ نَزَلُوا بِكُمْ لَعَلَّهُ أَنْ يَكُونَ عِنْدَ بَعْضِهِمْ شَيْءٌ ، فَأَتَوْهُمْ فَقَالُوا : يَا أَيُّهَا الرَّهْطُ إِنَّ سَيِّدَنَا لُدِغَ فَسَعَيْنَا لَهُ بِكُلِّ شَيْءٍ لاَ يَنْفَعُهُ شَيْءٌ فَهَلْ عِنْدَ أَحَدٍ مِنْكُمْ شَيْءٌ ؟ فَقَالَ بَعْضُهُمْ نَعَمْ ؛ وَاللَّهِ إِنِّي لَرَاقٍ ، وَلَكِنْ وَاللَّهِ لَقَدْ اسْتَضَفْنَاكُمْ فَلَمْ تُضَيِّفُونَا ، فَمَا أَنَا بِرَاقٍ لَكُمْ حَتَّى تَجْعَلُوا لَنَا جُعْلاً ، فَصَالَحُوهُمْ عَلَى قَطِيعٍ مِنْ الغَنَمِ ، فَانْطَلَقَ فَجَعَلَ يَتْفُلُ وَيَقْرَأُ : الحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ العَالَمِينَ حَتَّى لَكَأَنَّمَا نُشِطَ مِنْ عِقَالٍ ، فَانْطَلَقَ يَمْشِي مَا بِهِ قَلَبَةٌ ، قَالَ : فَأَوْفَوْهُمْ جُعْلَهُمْ الَّذِي صَالَحُوهُمْ عَلَيْهِ ، فَقَالَ بَعْضُهُمْ : اقْسِمُوا ، فَقَالَ الَّذِي رَقَى : لاَ تَفْعَلُوا حَتَّى نَأْتِيَ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَنَذْكُرَ لَهُ الَّذِي كَانَ فَنَنْظُرَ مَا يَأْمُرُنَا ؛ فَقَدِمُوا عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَذَكَرُوا لَهُ فَقَالَ : { وَمَا يُدْرِيكَ أَنَّهَا رُقْيَةٌ ؟! أَصَبْتُمْ ؛ اقْسِمُوا وَاضْرِبُوا لِي مَعَكُمْ بِسَهْمٍ })
.
ورَوَى البُخَارِيُّ (5737)
عَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا : ( أَنَّ نَفَرًا مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَرُّوا بِمَاءٍ فِيهِمْ لَدِيغٌ أَوْ سَلِيمٌ ، فَعَرَضَ لَهُمْ رَجُلٌ مِنْ أَهْلِ المَاءِ فَقَالَ : هَلْ فِيكُمْ مِنْ رَاقٍ ؟ إِنَّ فِي المَاءِ رَجُلاً لَدِيغًا أَوْ سَلِيمًا ، فَانْطَلَقَ رَجُلٌ مِنْهُمْ فَقَرَأَ بِفَاتِحَةِ الكِتَابِ عَلَى شَاءٍ ، فَبَرَأَ ، فَجَاءَ بِالشَّاءِ إِلَى أَصْحَابِهِ ، فَكَرِهُوا ذَلِكَ وَقَالُوا : أَخَذْتَ عَلَى كِتَابِ اللَّهِ أَجْرًا ، حَتَّى قَدِمُوا المَدِينَةَ فَقَالُوا : يَا رَسُولَ اللَّهِ أَخَذَ عَلَى كِتَابِ اللَّهِ أَجْرًا فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : { إِنَّ أَحَقَّ مَا أَخَذْتُمْ عَلَيْهِ أَجْرًا كِتَابُ اللَّهِ } )
.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
مَا جَاءَ فِي الْبَسْمَلَةِ
رَوَى أَبُو دَاوُدَ (788) ، وَأَحْمَدُ (22864) عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ
عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا قَالَ : { كَانَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لا يَعْرِفُ فَصْلَ السُّورَةِ حَتَّى تُنَزَّلَ عَلَيْهِ بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
[صَحَّحَهُ الأَلْبَانِيُّ] .
وَرَوَى أَبُو دَاوُدَ ( 4001 ) وَالتِّرْمِذِيِّ ( 2927 ) مِنْ طَرِيْقِ ابْنِ جُرَيْجٍ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي مُلَيْكَةَ
عَنْ أُمِّ سَلَمَةَ رضِيَ اللَّهُ عَنْهَا أَنَّهَا ذَكَرَتْ قِرَاءَةَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : { بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ (1) الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ العَالَمِينَ (2) الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ (3) مَلِكِ يَوْمِ الدِّينِ (4) [ الفاتحة : 1-4 ] يُقَطِّعُ قِرَاءَتَهُ آيَةً آيَةً }
قَالَ أَبُو دَاوُد : سَمِعْتُ أَحْمَدَ يَقُولُ الْقِرَاءَةُ الْقَدِيمَةُ مَالِكِ يَوْمِ الدِّينِ
وَرَوَاهُ أَحْمَدُ ( 26043) حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ الْأُمَوِيُّ قَالَ حَدَّثَنَا ابْنُ جُرَيْجٍ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي مُلَيْكَةَ عَنْ
أُمِّ سَلَمَةَ رضِيَ اللَّهُ عَنْهَا : { أَنَّهَا سُئِلَتْ عَنْ قِرَاءَةِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَتْ : كَانَ يُقَطِّعُ قِرَاءَتَهُ آيَةً آيَةً : بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ (1) الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ العَالَمِينَ (2) الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ (3) مَالِكِ يَوْمِ الدِّينِ (4) [ الفاتحة : 1-4 ] } .
[وَصَحَّحَهُ الأَلْبَانِيُّ] .
وَرَوَى النَّسَائِيُّ (3149)
عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا قَالَ : { لَمَّا كَانَ يَوْمُ أُحُدٍ وَوَلَّى النَّاسُ كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي نَاحِيَةٍ فِي اثْنَيْ عَشَرَ رَجُلاً مِنْ الأَنْصَارِ وَفِيهِمْ طَلْحَةُ بْنُ عُبَيْدِ اللَّهِ ، فَأَدْرَكَهُمْ المُشْرِكُونَ ، فَالْتَفَتَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَقَالَ : مَنْ لِلْقَوْمِ ؟ فَقَالَ طَلْحَةُ : أَنَا ، قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : كَمَا أَنْتَ ، فَقَالَ رَجُلٌ مِنْ الأَنْصَارِ : أَنَا يَا رَسُولَ اللَّهِ ، فَقَالَ : أَنْتَ ، فَقَاتَلَ حَتَّى قُتِلَ ، ثُمَّ التَفَتَ فَإِذَا المُشْرِكُونَ فَقَالَ : مَنْ لِلْقَوْمِ ؟ فَقَالَ طَلْحَةُ : أَنَا ، قَالَ : كَمَا أَنْتَ ، فَقَالَ رَجُلٌ مِنْ الأَنْصَارِ : أَنَا ، فَقَالَ : أَنْتَ ، فَقَاتَلَ حَتَّى قُتِلَ ، ثُمَّ لَمْ يَزَلْ يَقُولُ ذَلِكَ وَيَخْرُجُ إِلَيْهِمْ رَجُلٌ مِنَ الأَنْصَارِ فَيُقَاتِلُ قِتَالَ مَنْ قَبْلَهُ حَتَّى يُقْتَلَ ، حَتَّى بَقِيَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَطَلْحَةُ بْنُ عُبَيْدِ اللَّهِ ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : مَنْ لِلْقَوْمِ ؟ فَقَالَ طَلْحَةُ : أَنَا ، فَقَاتَلَ طَلْحَةُ قِتَالَ الأَحَدَ عَشَرَ حَتَّى ضُرِبَتْ يَدُهُ فَقُطِعَتْ أَصَابِعُهُ فَقَالَ : حَسِّ ! فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : لَوْ قُلْتَ بِسْمِ اللَّهِ لَرَفَعَتْكَ المَلاَئِكَةُ وَالنَّاسُ يَنْظُرُونَ ، ثُمَّ رَدَّ اللَّهُ المُشْرِكِينَ } . [حَسَّنَهُ الأَلْبَانِيُّ]
.
وَرَوَى أَبُو دَاوُدَ (4982) ، وَأَحْمَدُ (20069 ، 20167 ، 22582)
عَنْ رَجُلٍ قَالَ : { كُنْتُ رَدِيفَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَعَثَرَتْ دَابَّةٌ فَقُلْتُ : تَعِسَ الشَّيْطَانُ ؛ فَقَالَ : لا تَقُلْ تَعِسَ الشَّيْطَانُ ؛ فَإِنَّكَ إِذَا قُلْتَ ذَلِكَ تَعَاظَمَ حَتَّى يَكُونَ مِثْلَ الْبَيْتِ وَيَقُولُ : بِقُوَّتِي ، وَلَكِنْ قُلْ : بِسْمِ اللَّهِ ؛ فَإِنَّكَ إِذَا قُلْتَ ذَلِكَ تَصَاغَرَ حَتَّى يَكُونَ مِثْلَ الذُّبَابِ } .[صَحَّحَهُ الأَلْبَانِيُّ]
.
ورَوَى الْبُخَارِيُّ (3271) وَمُسْلِمٌ (1434)
عَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ : { أَمَا إِنَّ أَحَدَكُمْ إِذَا أَتَى أَهْلَهُ وَقَالَ : بِسْمِ اللَّهِ اللَّهُمَّ جَنِّبْنَا الشَّيْطَانَ وَجَنِّبْ الشَّيْطَانَ مَا رَزَقْتَنَا فَرُزِقَا وَلَدًا لَمْ يَضُرُّهُ الشَّيْطَانُ }
.
قَالَ الحَافِظُ فِي الفَتْحِ
: أَيْ إِذَا أَرَادَ أَنْ يُجَامِعَ فَيَكُونُ القَوْلُ قَبْلَ الشُّرُوعِ ، ( لَمْ يَضُرَّهُ الشَّيْطَانُ )
أَيْ لَمْ يُسَلَّطْ عَلَيْهِ بِحَيْثُ لاَ يَكُونُ لَهُ عَمَلٌ صَالِحٌ . وَإِلاَ فَكُلُّ مَوْلُودٍ يَمَسُّهُ الشَّيْطَانُ إِلاَّ مَرْيَمَ وَابْنَهَا ، وَلاَ بُدَّ لَهُ مِنْ وَسْوَسَةٍ لَكِنْ كَانَ مِمَّنْ لَيْسَ لَهُ عَلَيْهِمْ سُلْطَانٌ .
وَاخْتُلِفَ فِي الضَّرَرِ المَنْفِيِّ بَعْدَ الاتِّفَاقِ عَلَى عَدَمِ الحَمْلِ عَلَى العُمُومِ فِي أَنْوَاعِ الضَّرَرِ ، عَلَى مَا نَقَلَ القَاضِي عِيَاضٌ . وَإِنْ كَانَ ظَاهِرًا فِي الحَمْلِ عَلَى عُمُومِ الأَحْوَالِ مِنْ صِيغَةِ النَّفْيِ مَعَ التَّأْبِيدِ . وَكَانَ سَبَبُ ذَلِكَ الاتِّفَاقِ مَا ثَبَتَ فِي الصَّحِيحِ :
{ إِنَّ كُلَّ بَنِي آدَمَ يَطْعَنُ الشَّيْطَانُ فِي بَطْنِهِ حِينَ يُولَدُ ، إِلاَ مَنْ اِسْتَثْنَى }.
فَإِنَّ هَذَا الطَّعْنَ نَوْعٌ مِنْ الضَّرَرِ .
ثُمَّ اِخْتَلَفُوا ، فَقِيلَ
المَعْنَى لَمْ يُسَلَّطْ عَلَيْهِ مِنْ أَجْلِ بَرَكَةِ التَّسْمِيَةِ ، بَلْ يَكُونُ مِنْ جُمْلَةِ العِبَادِ الَّذِينَ قِيلَ فِيهِمْ إِنَّ عِبَادِي لَيْسَ لَك عَلَيْهِمْ سُلْطَانٌ ، وَقِيلَ المُرَادُ لَمْ يَصْرَعْهُ ، وَقِيلَ لَمْ يَضُرَّهُ فِي بَدَنِهِ . وَقَالَ الدَّاوُدِيُّ : مَعْنَى لَمْ يَضُرَّهُ أَيْ لَمْ يَفْتِنْهُ عَنْ دِينِهِ إِلَى الكُفْرِ وَلَيْسَ المُرَادُ عِصْمَتُهُ مِنْهُ عَنْ المَعْصِيَةِ . اِنْتَهَى كَلاَمُ الحَافِظِ
مُخْتَصَرًا .
وَرَوَى التِّرْمِذِيُّ (606) ، وَابْنُ مَاجَهْ (397)
عَنْ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالبٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ أَنَّ رَسُول اللهِ صَلى اللهُ عَليْهِ وَسَلمَ قَال : { سَتْرُ مَا بَيْنَ أَعْيُنِ الجِنِّ وَعَوْرَاتِ بَنِي آدَمَ إِذَا دَخَل أَحَدُهُمْ الخَلاءَ أَنْ يَقُول بِسْمِ اللهِ } . [قَال التِّرْمِذِيُّ : هَذَا حَدِيثٌ غَرِيبٌ لا نَعْرِفُهُ إِلا مِنْ هَذَا الوَجْهِ وَإِسْنَادُهُ ليْسَ بِذَاكَ القَوِيِّ وَقَدْ رُوِيَ عَنْ أَنَسٍ عَنْ النَّبِيِّ صَلى اللهُ عَليْهِ وَسَلمَ أَشْيَاءُ فِي هَذَا . وَصَحَّحَهُ الأَلْبَانِيُّ].
قَالَ الْمُبَارَكْفُوْرِيُّ فِي "تُحْفَةِ الأَحْوَذِيِّ
:
قَوْلُهُ :
( سَتْرُ مَا بَيْنَ أَعْيُنِ الْجِنِّ ) بِفَتْحِ السِّينِ مَصْدَرٌ , وَقِيلَ بِالْكَسْرِ وَهُوَ الْحِجَابُ ( وَعَوْرَاتِ بَنِي آدَمَ ) بِسُكُونِ الْوَاوِ ( إِذَا دَخَلَ أَحَدُهُمْ الْخَلاءَ ) أَيْ وَقْتَ دُخُولِ أَحَدِ بَنِي آدَمَ الْخَلاءَ ( أَنْ يَقُولَ بِسْمِ اللَّهِ ) خَبَرٌ لِقَوْلِهِ " سَتْرُ مَا بَيْنَ أَعْيُنِ الْجِنِّ " . قَالَ الْمُنَاوِيُّ : وَذَلِكَ لأَنَّ اِسْمَ اللَّهِ تَعَالَى كَالطَّابَعِ عَلَى بَنِي آدَمَ فَلا يَسْتَطِيعُ الْجِنُّ فَكَّهُ , وَقَالَ : قَالَ بَعْضُ أَئِمَّتِنَا الشَّافِعِيَّةِ
: وَلا يَزِيدُ الرَّحْمَنَ الرَّحِيمَ ; لأَنَّ الْمَحَلَّ لَيْسَ مَحَلَّ ذِكْرٍ , وَوُقُوفًا مَعَ ظَاهِرِ هَذَا الْخَبَرِ اِنْتَهَى .
وَقَالَ اِبْنُ حَجَرٍ الْمَكِّيُّ
: يُسَنُّ أَنْ يُقَدَّمَ عَلَى كُلٍّ مِنْ التَّعَوُّذَيْنِ بِسْمِ اللَّهِ اِنْتَهَى . قَالَ الْقَارِي
بَعْدَ نَقْلِ كَلامِ اِبْنِ حَجَرٍ هَذَا مَا لَفْظُهُ : وَلا بُعْدَ أَنَّ يُؤَخِّرَ عَنْهُمَا عَلَى وَفْقِ تَقَدُّمِ الاِسْتِعَاذَةِ عَلَى الْبَسْمَلَةِ فِي التِّلاوَةِ , وَلَوْ اِكْتَفَى بِكُلٍّ مِنْهُمَا لَحَصَلَ أَصْلُ السُّنَّةِ وَالْجَمْعُ أَفْضَلُ اِنْتَهَى .
-------------------------------
عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ :{ إذَا قَرَأْتُمْ الحَمْدُ لله ، فَاقْرَءُوا بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ إنَّهَا أُمُّ القُرْآنِ وَأُمُّ الكِتَابِ وَالسَّبْعُ المَثَانِي ، وَ بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ إِحْدَاهَا } عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ قَالَ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : { الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ أُمُّ الْقُرْآنِ وَأُمُّ الْكِتَابِ وَالسَّبْعُ الْمَثَانِي } .
ساحة النقاش