بيان أهمية الموضوع  :

الحمد لله رب العالمين ، والصلاة والسلام على خاتم الأنبياء والمرسلين الذي أرسله للعالمين بشيرا ونذيرا ونزل عليه القرآن تنزيلا ليخرج الناس من ظلمات الجهل إلى نور الإيمان ، ويهديهم إلى صراط مستقيم ويبين لهم المنهاج الذي يسيرون عليه في حياتهم ، والشرع الذي يحتكمون إليه عند اختلافهم ويجيب على أسئلتهم كما في قوله تعالى : <!--<!-- يَسْأَلُونَكَ عَنِ الْخَمْرِ وَالْمَيْسِرِ قُلْ فِيهِمَا إِثْمٌ كَبِيرٌ وَمَنَافِعُ لِلنَّاسِ وَإِثْمُهُمَا أَكْبَرُ مِنْ نَفْعِهِمَا <!--<!-- ( البقرة : 219 ) . ويحل مشاكلهم كما في <!--<!-- قصة هلال بن أمية حينما قذف زوجته بشريك بن سحماء فقال له الرسول صلى الله عليه وسلم " البينة أو حد في ظهرك " فقال هلال : يا رسول الله إذا رأى أحدنا على امرأته رجلا ينطلق يلتمس البينة ، فجعل النبي صلى الله عليه وسلم يقول : البينة وإلا حد في ظهرك ، فقال هلال : والذي بعثك بالحق إني لصادق فأنزل الله تعالى : <!--<!-- وَالَّذِينَ يَرْمُونَ أَزْوَاجَهُمْ وَلَمْ يَكُنْ لَهُمْ شُهَدَاءُ إِلَّا أَنْفُسُهُمْ فَشَهَادَةُ أَحَدِهِمْ أَرْبَعُ شَهَادَاتٍ بِاللَّهِ إِنَّهُ لَمِنَ الصَّادِقِينَ <!--<!--<!--<!--

الآيات ( النور : 6 - 9 ) ففرج عن هلال ما كان فيه من الضيق والحرج ، ودفع عنه حد القذف ، وحل مشكلته مع زوجته بتشريع اللعان بينهما سترا عليهما لعدم قيام البينة على أحدهما ، مما تقدم يتضح أن بعض آيات القرآن الكريم نزلت للإجابة على سؤال أو حل مشكلة أو بيان حكم حادثة ، فكان ذلك سببا لنزولها ، فمعرفة سبب النزول له أهمية كبيرة نجملها فيما يلي : -

1-  فهم معنى الآية ، ومعرفة المراد منها وإزالة الإشكال الوارد عليها .

2- إبراز الحكمة التي قصدها الشارع من الحكم .

3- معرفة تاريخ التشريع والأحوال الاجتماعية السائدة حين نزول الأحكام التشريعية ، والتدرج في تشريع بعض الأحكام لطفا بالعباد ومراعاة لتأصل بعض العادات في النفوس .

4- مبادرة الشارع إلى حل المشاكل التي ضاق أصحابها بها ذرعا ، فيأتي الفرج الإلهي بعد الشدة ، فيكون لهذا أثر طيب في النفوس .

5- معرفة الأحداث التاريخية التي حدثت في زمن الرسول صلى الله عليه وسلم من جهاده وأعماله ومواقف المؤمنين بدعوته والجاحدين لها ، فهي مصدر هام من مصادر السيرة النبوية .

6- معرفة أسباب النزول تيسر حفظ الآية وتثبتها في الذهن لارتباط الأسباب بمسبباتها ، والأحكام بالحوادث ، والحوادث بالأشخاص والأزمان والأماكن التي حدثت فيها ، فمعرفة هذه تعين على استذكار الآية وانتقاشها في الذهن وفهم معناها ، وهذا ما يسمى في علم النفس بتداعي المعاني حيث يذكر الإنسان الأشياء بذكر ما يقارنها .

مما تقدم تتضح أهمية أسباب النزول ، وفي هذا البحث سنبين معناها وأثرها في تفسير بعض آيات القرآن الكريم والمؤلفات فيها.

معنى أسباب النزول :

لفظ أسباب النزول مركب إضافي من كلمتين سأتكلم عن هاتين الكلمتين من الناحية اللغوية ، ثم أخلص منها إلى الناحية الاصطلاحية المقصودة هنا ، فالأسباب جمع سبب والسبب كل ما يتوصل به إلى غيره ، قال صاحب القاموس المحيط : " والسبب الحبل وما يتوصل به إلى غيره ويجمع على أسباب ، وأسباب السماء مراقيها أو نواحيها أو أبوابها ، وقطع الله به السبب الحياة " . وقال صاحب لسان العرب بعد كلام طويل : " السبب هو الحبل الذي يتوصل به إلى الماء ، ثم استعير إلى كل ما يتوصل به إلى شيء كقوله تعالى : <!--<!-- وَتَقَطَّعَتْ بِهِمُ الْأَسْبَابُ <!--<!-- ( البقرة : 166 ) أي الوصل والمودات " .

قلت : وقد استعير السبب إلى الحادثة التي من أجلها نزلت آية أو آيات من القرآن ، لأنه يتوصل به إلى تفسير الآية والوقوف على قصتها وإزالة الإشكال عنها

والنزول : مصدر نزل ينزل نزولا وهو الحلول والانحطاط من أعلى ، قال الراغب الأصفهاني في مفرداته : " نزل : النزول في الأصل هو الانحطاط من علو ، يقال : نزل عن دابته ونزل في مكان كذا حط رحله فيه ، وأنزله غيره ، قال تعالى : <!--<!-- أَنْزِلْنِي مُنْزَلًا مُبَارَكًا وَأَنْتَ خَيْرُ الْمُنْزِلِينَ <!--<!-- ( المؤمنون : 29 ) ونزل بكذا وأنزله بمعنى ، وإنزال الله نعمه ونقمه على الخلق إعطاؤهم إياها ، وذلك إما بإنزال الشيء نفسه كإنزال القرآن ، وإما بإنزال أسبابه والهداية إليه كإنزال الحديد واللباس ونحو ذلك " .

ونزول القرآن على قسمين :

الأولما نزل ابتداء من غير سبب ، وهو أكثر القرآن .

والثاني : ما نزل مرتبطا بسبب ، وهو أقل القرآن .

ومن هذا التمهيد أنتقل إلى الاصطلاحي لسبب النزول : وهو الحادثة التي تقع في زمن النبي صلى الله عليه وسلم ، أو السؤال يوجه إليه فتنزل الآية أو الآيات أيام وقوع ذلك مبينة لحكم تلك الحادثة أو مجيبة على ذلك السؤال ومعنى التقييد بأيام وقوع ذلك أن الحادثة أو السؤال لا يعتبران سببا لنزول الآية أو الآيات إلا إذا نزلت عقب ذلك مباشرة ، كما في حادثة خولة بنت ثعلبة التي ظاهر منها زوجها أوس بن الصامت فنزلت بسببها آيات الظهار في أول سورة المجادلة ، ، أو تأخر نزولها يسيرا لحكمة ، كما في حادثة الإفك ، فقد نزلت الآيات بعدها بشهر كما رواها البخاري عن عائشة في حديث طويل نقتطف منه قول السيدة عائشة رضي الله عنها <!--<!-- وقد لبث شهرا لا يوحى إليه في شأني <!--<!-- الحديث .

أما الحوادث القديمة ، وقصص الأنبياء السابقين ، فلا تعتبر أسبابا للنزول ، لأنها لم تقع في زمن النبي صلى الله عليه وسلم ، لذا أخذ على الواحد يجعله قدوم الأحباش إلى البيت الحرام بالفيلة سببا لنزول سورة الفيل . قال السيوطي في الإتقان ( 1 \ 31 ) : ( والذي يتحرر في سبب النزول ، أنه ما نزلت الآية أيام وقوعه ليخرج ما ذكره الواحدي في تفسيره في سورة الفيل من أن سببها قصة قدوم الحبشة به ، فإن ذلك ليس من أسباب النزول في شيء بل هو من باب الإخبار عن الوقائع الماضية كذكر قصة قوم نوح ، وعاد ، وثمود ، وبناء البيت ، ونحو ذلك ) .

وكذلك ذكره في قوله تعالى : <!--<!-- وَاتَّخَذَ اللَّهُ إِبْرَاهِيمَ خَلِيلًا <!--<!-- ( النساء : 125 ) سبب اتخاذه خليلا ، فليس ذلك من أسباب نزول القرآن كما لا يخفى " .

وهذا لا يمنع من أن يكون لبعض هذه القصص والأخبار الماضية أسباب نزول كما روى الواحدي <!--<!-- عن سعد بن أبي وقاص في نزول قوله تعالى : <!--<!-- نَحْنُ نَقُصُّ عَلَيْكَ أَحْسَنَ الْقَصَصِ <!--<!-- ( يوسف : 3 ) قال : أنزل الله القرآن على رسوله صلى الله عليه وسلم فتلاه عليهم زمانا فقالوا : يا رسول الله لو قصصت علينا ، فأنزل الله تعالى <!--<!-- الر تِلْكَ آيَاتُ الْكِتَابِ الْمُبِينِ <!--<!-- إلى قوله <!--<!-- نَحْنُ نَقُصُّ عَلَيْكَ أَحْسَنَ الْقَصَصِ <!--<!--<!--<!-- ( يوسف : 1 - 3 ) .

فيلحظ هنا أن سبب النزول هو قول الصحابة رضي الله عنهم لو قصصت علينا .

وهذا القول حادثة وقعت في زمن النبي صلى الله عليه وسلم فنزلت بعدها الآيات ، وليس السبب ما تحدثت الآيات عنه من قصة يوسف ، لأنها وقعت في الأزمان الماضية .

أثر أسباب النزول في التفسير :

يرى بعض الناس أنه لا فائدة في أسباب النزول ، فهي مجرد تاريخ يذكر فلا جدوى من ذكرها والاهتمام بدراستها ، وهذا رأي ليس بصحيح فلأسباب النزول فوائد كثيرة ، من تدبرها علم أهميتها حتى لقد قال الواحدي : " لا يمكن معرفة تفسير الآية دون الوقوف على قصتها وبيان نزولها "  وقال الإمام ابن تيمية : " معرفة سبب النزول يعين على فهم الآية  فإن العلم بالسبب يورث العلم بالمسبب "  وقال ابن دقيق العيد : " معرفة سبب النزول طريق قوي في فهم معاني القرآن "  .

لذا نجد العلماء جعلوا من شروط المفسر أن يكون عالما بأسباب النزول وسنبين مدى أهميتها وأثرها في التفسير فيما يلي : -

أولا : إزالة الإشكال الوارد على الآية : ولذلك أمثلة كثيرة نذكر منها ما يلي :

1- قال تعالى : <!--<!-- إِنَّ الصَّفَا وَالْمَرْوَةَ مِنْ شَعَائِرِ اللَّهِ فَمَنْ حَجَّ الْبَيْتَ أَوِ اعْتَمَرَ فَلَا جُنَاحَ عَلَيْهِ أَنْ يَطَّوَّفَ بِهِمَا <!--<!-- ( سورة البقرة : 158 ) .

فقد فهم عروة بن الزبير عدم فرضية السعي بين الصفا والمروة ، لأن نفي الجناح يفهم منه عدم التكليف ، فسأل عن هذا خالته أم المؤمنين عائشة - رضي الله عنها - فبينت له أن الأمر ليس كما فهم ، واستدلت على ذلك بسبب نزول الآية ، وهو ما روي عن عروة بن الزبير - رضي الله عنهما - قال : <!--<!--سألت عائشة رضي الله عنها : ( أرأيت قول الله تعالى : <!--<!-- إِنَّ الصَّفَا وَالْمَرْوَةَ مِنْ شَعَائِرِ اللَّهِ فَمَنْ حَجَّ الْبَيْتَ أَوِ اعْتَمَرَ فَلَا جُنَاحَ عَلَيْهِ أَنْ يَطَّوَّفَ بِهِمَا <!--<!-- الآية . فوالله ما على أحد جناح ألا يطوف بالصفا والمروة ) قالت : (بئسما قلت يا ابن أختي إن هذه لو كانت على ما أولتها كانت لا جناح عليه أن لا يطوف بهما ، ولكنها أنزلت في الأنصار كانوا قبل أن يسلموا يهلون " لمناة " الطاغية التي كانوا يعبدونها عند " المشلل " وكان من أهل لها يتحرج أن يطوف بالصفا والمروة ، فلما أسلموا سألوا النبي صلى الله عليه وسلم عن ذلك فقالوا : يا رسول الله . إن كنا نتحرج أن نطوف بين الصفا والمروة فأنزل الله عز وجل : <!--<!--إِنَّ الصَّفَا وَالْمَرْوَةَ مِنْ شَعَائِرِ اللَّهِ <!--<!-- الآية ، قالت عائشة : " وقد سن رسول الله صلى الله عليه وسلم  الطواف بينهما فليس لأحد أن يترك الطواف بينهما <!--<!-- .

فبالرجوع إلى سبب نزول الآية زال الإشكال عنها الذي أدى إلى فهم عدم شرعية السعي ، وأن من تركه لا إثم عليه ، والأمر خلاف هذا فليس لأحد أن يترك السعي بينهما كما دل على ذلك سبب النزول .

2-  قال تعالى :   وَلَيْسَ الْبِرُّ بِأَنْ تَأْتُوا الْبُيُوتَ مِنْ ظُهُورِهَا وَلَكِنَّ الْبِرَّ مَنِ اتَّقَى وَأْتُوا الْبُيُوتَ مِنْ أَبْوَابِهَا وَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ <!--<!-- ( البقرة : 189 ) فالقارئ لهذه الآية الكريمة يشكل عليه نفي البر في إتيان البيوت من الخلف لأنه لا يعرف أن أحدا يرى أن في إتيان البيوت من الخلف برا - أي خيرا - ولكنه إذا رجع إلى سبب النزول وعرف أن الأنصار كانوا إذا حجوا لا يأتون بيوتهم إلا من الخلف ، ويرون أن في ذلك برا ، وقد عابوا رجلا حج ودخل بيته من بابه ، فنزلت هذه الآية تنفي ما اعتقدوه وتثبت أن البر والخير في تقوى الله ، لا في إتيان البيوت من ظهورها كما اعتقدوا ، بل عليهم أن يأتوا البيوت من أبوابها<!--<!-- عن البراء رضي الله عنه قال : ( نزلت هذه الآية فينا ، كانت الأنصار إذا حجوا فجاءوا لم يدخلوا من قبل أبواب بيوتهم ولكن من ظهورها . فجاء رجل من الأنصار فدخل من قبل بابه ، فكأنه عير بذلك فنزلت : <!--<!-- وَلَيْسَ الْبِرُّ بِأَنْ تَأْتُوا الْبُيُوتَ مِنْ ظُهُورِهَا وَلَكِنَّ الْبِرَّ مَنِ اتَّقَى وَأْتُوا الْبُيُوتَ مِنْ أَبْوَابِهَا <!--<!--<!--<!-- فبالرجوع إلى سبب النزول يزول الإشكال .

3-  قوله تعالى : <!--<!-- لَيْسَ عَلَى الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ جُنَاحٌ فِيمَا طَعِمُوا إِذَا مَا اتَّقَوْا وَآمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ <!--<!-- الآية : 93 من سورة لمائدة .

هذه الآية قد أشكلت على جماعة في عهد عمر بن الخطاب رضي الله عنه فكانوا يرون أن الخمر مباحة ويحتجون بالآية ، ولكن عمر بن الخطاب عارضهم في ذلك ، ورد ابن عباس عليهم بسبب نزول الآية ، روى الدارقطني عنه : ( أن عمر بن الخطاب أتي برجل من المهاجرين الأولين وقد شرب ، فأمر به أن يجلد فقال : لم تجلدني ؟ بيني وبينك كتاب الله ، فقال عمر : وأي كتاب الله تجد أن لا أجلدك ؟ فقال له : إن الله عز وجل يقول في كتابه :   لَيْسَ عَلَى الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ جُنَاحٌ فِيمَا طَعِمُوا   الآية فأنا من الذين آمنوا وعملوا الصالحات ، ثم اتقوا وآمنوا ، ثم اتقوا وأحسنوا والله يحب المحسنين ، شهدت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم بدرا وأحدا والخندق والمشاهد ، فقال عمر : ألا تردون عليه ما يقول ؟ فقال ابن عباس : إن هؤلاء الآيات أنزلت عذرا للماضين ، وحجة على المنافقين ؛ لأن الله عز وجل يقول : <!--<!-- يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّمَا الْخَمْرُ وَالْمَيْسِرُ <!--<!-- الآية ( المائدة : 90 ) ثم قرأ حتى أنفذ الآية الأخرى ، فإن كان من الذين آمنوا وعملوا الصالحات ، فإن الله قد نهاه أن يشرب الخمر ، فقال عمر رضي الله عنه : صدقت ، ماذا ترون ؟ قال عليرضي الله عنه : إنه إذا شرب سكر ، وإذا سكر هذى وإذا هذى افترى ، وعلى المفتري ثمانون جلدة ، فأمر به عمر فجلد ثمانين جلدة "  .  وروى الترمذي عن البراء قال : <!--<!-- مات رجال من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم قبل أن تحرم الخمر ، فلما حرمت الخمر ، قال رجال : كيف بأصحابنا وقد ماتوا يشربون الخمر ، فنزلت الآية <!--<!-- . . ) قال الترمذي : ( هذا حديث حسن صحيح)  .

فسبب نزول الآية قد أزال الإشكال عنها ، حيث خصها بمن مات من الصحابة وهم يشربون الخمر قبل تحريمها ، وبه رد ابن عباس على من أخطأ في فهم الآية ، فلولا سبب النزول لبقي هؤلاء على خطئهم حيث فهموا من الآية العموم .

4 ) قوله تعالى <!--<!-- وَاللَّائِي يَئِسْنَ مِنَ الْمَحِيضِ مِنْ نِسَائِكُمْ إِنِ ارْتَبْتُمْ فَعِدَّتُهُنَّ ثَلَاثَةُ أَشْهُرٍ وَاللَّائِي لَمْ يَحِضْنَ وَأُولَاتُ الْأَحْمَالِ أَجَلُهُنَّ أَنْ يَضَعْنَ حَمْلَهُنَّ <!--<!-- ( سورة الطلاق : 4 ) فقد أشكل على بعض الناس المراد من الشرط في الآية ، حتى فهموا منه أن الآيسة لا عدة عليها إلا إذا ارتابت في الحيض .

فهذا فهم خاطئ ، ولكن بالرجوع إلى سبب النزول يتبين أن المراد بالشرط مخالف لذلك الفهم ، وسبب نزولها ما أخرجه الحاكم عن أبي بن كعب " أنه لما نزلت الآية في سورة البقرة في عدد النساء ، قالوا بقي عدد لم تذكر ، وهي عدد الصغار والكبار وأولات الأحمال فنزلت الآية  .

فبين السبب أن المراد بالشرط إن ارتبتم في حكمهن لا حيضهن كما هو الظاهر من الآية .

ثانيا - أن أسباب النزول تعين على معرفة الحكمة التي من أجلها شرع الحكم .

وذلك أن سبب النزول يحكي الملابسات والظروف والأوضاع التي كان الناس عليها قبل تشريع الحكم ، فبالرجوع إليه نتعرف على الحكمة التي قصدها الشارع ، ومن الأمثلة على ذلك :

1- قوله تعالى :   نِسَاؤُكُمْ حَرْثٌ لَكُمْ فَأْتُوا حَرْثَكُمْ أَنَّى شِئْتُمْ  ( سورة البقرة : 223 ) . فسبب نزول هذه الآية ما رواه البخاري عن جابر بن عبد الله   أن يهود كانت تقول إذا أتى الرجل امر�

المصدر: مجلة البحوث الإسلامية - العدد الأول . بقلم الدكتور : عبد الله بن إبراهيم الوهيبي
sayedmetwly

كل عام انتم بخير

  • Currently 33/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
12 تصويتات / 2093 مشاهدة
نشرت فى 3 يناير 2011 بواسطة sayedmetwly

ساحة النقاش

من نحن

sayedmetwly
»

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

17,484

قنوات التواصل