يتعجب كثير من أصدقائي وتلاميذي وزملائي من اهتمامي الكبير بموضوع جريدة (مسرحنا)، وتضامني مع الأستاذ يسري حسان!! وهذا التعجب – أيها القارئ – سيزول عندما تقرأ هذه المقالة!! وليغفر لي صديقي (يسري حسان)، لأنني سأنشر هذه المقالة – في موقعي الألكتروني - حيث كان من المقرر أن تنشرها جريدة (مسرحنا) في أول عدد من سنتها العاشرة في يوليو الماضي؛ ولكن يسري أقترح – بناء على مناقشته مع فريق عمله بجريدة مسرحنا – أن تُنشر بعد العيد مباشر، ومع بداية الدراسة .. وهذا التوقيت كان مدروساً لتحقق المقالة هدفها. وأتمنى من إدارة جريدة (مسرحنا) الجديدة – أن تتأكد من وجود هذه المقالة لديها – حتى لا يُقال إنني كتبتها الآن متأثراً بالأحداث الجديدة؛ حيث إن المقالة مكتوبة منذ أكثر من شهرين؛ مما يعني أنها وثيقة تاريخية تنبأت بما يحدث الآن!!
اشتراك في مسرحنا
لطلاب قسم المسرح المستجدين بآداب حلوان
د. سيد علي إسماعيل
كلية الآداب جامعة حلوان
ـــــــــــــــ
هذا العدد من جريدة (مسرحنا)، هو الأول في سنتها العاشرة؛ حيث إنها صدرت يوم 16/7/2007، وهذا الاستمرار في صدورها – لأكثر من 466 عدداً - يُعدّ إنجازاً إعلامياً مسرحياً غير مسبوق؛ حيث إنها جريدة لا نظير لها في عالمنا العربي، وغير مسبوقة في تاريخ الإصدارات المسرحية في تاريخ المسرح العربي!! وهذا الإنجاز يعود الفضل فيه إلى كافة العاملين فيها منذ بداية إصدارها وحتى الآن، وبالأخص إلى رئيس تحريرها الأستاذ يسري حسان، الذي ظل مواظباً على صدورها، محارباً من أجل استمرارها.
أقول هذا الكلام؛ لأنني أعلم جيداً قيمة هذه الجريدة من الناحية التوثيقية والعلمية في مجال المسرح! فهذه الجريدة هي الشاهد الحي المؤهل لأن يعطيك سجلاً كاملاً للنشاط المسرحي في مصر!! فصفحات المسرح المتخصصة في أغلب الصحف المصرية الأخرى، لا تستطيع أن تتابع الحركة المسرحية المصرية بصورة شبه كاملة!! كما أنها لا تستطيع أن تسهب في نشر الموضوعات المسرحية، أو تتنوع فيها. وهذه المميزات تختص بها جريدة مسرحنا وحدها؛ وكفى أنها تنقل لنا ما يحدث من حراك مسرحي في الأقاليم!! تلك الأقاليم التي كانت مغبونة الحق – وتعيش في ظلام إعلامي – لولا جريدة مسرحنا. ولهذا السبب استطعت أن أجمع جميع أعداد الجريدة منذ عددها الأول حتى الآن، من أجل أن تكون مادة علمية لرسالة ماجستير سأشرف عليها قريباً، لأحد طلابي النابهين، والذي سيُنجزها بالصورة التي تناسب قيمة الجريدة وتاريخها.
وربما أكون سيء الظن، لو قلت: إن هناك بعض الشواهد، التي تجعلني أخاف على استمرار هذه الجريدة، وما تؤديه من دور إعلامي وعلمي ومسرحي!! ومنها التعمد الواضح في إخفائها، وعدم وجودها عند باعة الصحف والمجلات، لا سيما في الأقاليم!! والشكوى من هذا الأمر مريرة، وبالأخص في السنوات الأخيرة!! ولا أعلم لماذا لا يتم توزيعها؛ رغم تهافت أغلب المسرحيين على شرائها .. لو وجدوها؟! وأظن أن هذا الأمر متعمد من أجل تكدس النسخ في المخازن، ثم القول بأنها لا تُوزع! ومن ثم استغلال هذا الأمر ضد صدورها بشكل طبيعي، عندما يُراد النيل من أهميتها، أو من نشاط رئيس تحريرها، ودفاعه المستميت من أجل صدورها (أسبوعياً) كما هي، بعد نجاحه في إحباط التوجه الأخير بجعلها شهرية، تمهيداً لإيقافها!!
أنا شخصياً عانيت كثيراً من عدم وجود الجريدة عند الباعة، وكنت أتعذب في الحصول عليها، عندما أنشر فيها مقالاتي! وكم كانت سعادتي، عندما وجدت الحل البسيط والمتاح للجميع دون أن ندري به أو نهتم بالسؤال عنه، والمتمثل في (الاشتراك)!! نعم الاشتراك!! هل تصدق أن الاشتراك السنوي في جريدة مسرحنا هو (55 ج)!! نعم خمسة وخمسون جنيهاً مصرياً في السنة!! علماً بأن سعر الجريدة (جنيهاً واحداً) منذ تسع سنوات، ولم يرتفع حتى الآن قرشاً واحداً!! أما الرائع في أمر هذا الاشتراك، أنك لن تذهب إلى البائع أو إلى الموزع لاستلام نسختك، بل ستجد النسخة كل أسبوع أمام باب شقتك أو في البلاكونة!! والموزع رجل لطيف ظريف عنده بياناتك ورقم هاتفك! ذات مرة ألقى الجريدة خطأً فجاءت في بلاكونة جاري، فوجدته يتصل بي ويعتذر وينبهني بأن الجريدة عند جاري.
ومما سبق يتضح لنا أن الاشتراك في جريدة مسرحنا، هو أفضل الحلول للحفاظ على نشاطنا المسرحي واستمراره؛ لأن الاشتراك يضمن وصول نسخة الجريدة إلى كل مهتم بالشأن المسرحي، ومع كثرة الاشتراكات لن تتكدس النسخ في المخازن، ولن يجد أي مسئول حجة يستند عليها في تهديده باستمرارها، ولن يتعذب المسرحيون في السؤال عنها عند باعة الصحف في مصر!! وللعلم فإن توزيع جريدة مسرحنا يتبع توزيع (الأهرام)!! مما يعني ضمان وصول الجريدة في أي مكان وفي أي بيت في مصر بأكملها، وما عليك سوى أن تتصل برقم الاشتراكات بالأهرام، وهم سيأتون إليك في البيت لتحصيل قيمة الاشتراك!! أي أنك لن تتحرك من بيتك نهائياً.
الهدف من هذه المقالة – خلافاً لما سبق - يتمثل في فكرة لو طُبقت، سترسخ مكانة جريدة مسرحنا في تاريخ المسرح العربي؛ بوصفها الجريدة المسرحية الأولى والأهم، وستحميها من أي تهديد باستمرارها أو تغيير توجهها الفني الجريء، بما لها من حرية رأي وفكر، ومفتوحة لجميع أقلام المسرحيين العرب!! وهذه الفكرة، تتمثل في: تشجيع جميع دارسي علوم المسرح في مصر للاشتراك السنوي في جريدة مسرحنا!! ولنا أن نتخيل مكانة الجريدة وأهميتها، لو اشترك فيها (جميع دارسي علوم المسرح في مصر)!! وسأبدأ بنفسي في تنفيذ هذه الفكرة من خلال الآتي:
الكل يعلم بأنني أستاذ في قسم اللغة العربية بكلية الآداب جامعة حلوان؛ وفي الكلية أيضاً يوجد قسم علوم المسرح، وتربطني بأساتذته وطلابه علاقات علمية قوية. وقسم علوم المسرح يقبل كل عام حوالي سبعين طالباً وطالبة في الفرقة الأولي. فلو نجحت في جعل جميع طلاب الفرقة الأولى يشتركون في جريدة مسرحنا لمدة سنة، واستطاع كل طالب أن يقرأها ويحتفظ بها أسبوعياً، سينجح في تثقيف نفسه مسرحياً، والاستعانة بما فيها من مواد علمية في دراسته العامة للمسرح في سنته الأولى، وبالتالي سيرتبط بها في بقية أعوامه الثلاثة المتبقية؛ حيث إنه سيكون تخصص في التمثيل أو النقد أو الديكور. إذن المطلوب الآن هو اشتراك طالب الفرقة الأولى بقسم علوم المسرح بآداب حلوان في جريدة مسرحنا .. كيف سيتم ذلك دون ضغط أو إجبار؟!
بحسبة بسيطة، لو استطعت أن أواظب على نشر مقالة في جريدة مسرحنا، كل أسبوع دون توقف – كما حدث ابتداء من العدد ـ400 – سيكون الناتج 48 مقالة في السنة، ومكافأة هذه المقالات تساوي اشتراك سنوي لسبعين مشتركاً، وهم عدد الطلاب المستجدين بقسم علوم المسرح في آداب حلوان .. وهذا ما عزمت على تنفيذه، عندما شعرت بالخطر على مستقبل الجريدة. وسأقوم بمشيئة الله بدفع اشتراك لمدة سنة لجميع الطلاب المستجدين بقسم علوم المسرح بكلية الآداب جامعة حلوان مع بداية السنة الدراسية 2016/2017، على أمل أن يستمر هؤلاء الطلاب في الاشتراك من مالهم الشخصي في السنوات الدراسية التالية!! ولو نجحت هذه الفكرة، سأستمر في تنفيذها كل عام دراسي لجميع طلاب الفرقة الأولى بقسم علوم المسرح بآداب حلوان.
هذه فكرتي، سأقوم بتنفيذها – بمشيئة الله – متمنياً أن يحذو حذوها بعض ممن يكتبون في الجريدة، أو ممن يقومون بالتدريس في أقسام المسرح بكليات الآداب أو التربية النوعية، ناهيك عن معاقل الفنون في مصر .. معاهد أكاديمية الفنون!!
ساحة النقاش