رسالة مسرحية قدمها واعظ ونال بها عالمية الأزهر
أ.د سيد علي إسماعيل
كلية الآداب – جامعة حلوان
ــــــــــــــــ
" الرسالة بمنهجها النقدي التحليلي، وبأسلوب صاحبها في تحليل نصوصها - مع اختيار النصوص المسرحية الدالة، وما فيها من مصادر ومراجع مناسبة - وبتفرده في تناول الموضوع، وجرأته في تناول تفاصيله؛ تُعدّ إضافة إلى المكتبة الأدبية والنقدية والمسرحية، وتؤهل صاحبها لنيل درجة العالمية (الدكتوراه) في قسم الأدب والنقد بكلية اللغة العربية بالزقازيق - جامعة الأزهر" ... هذا ما كتبته في ختام تقريري؛ بوصفي المناقش الخارجي لرسالة دكتوراه بعنوان (الأدب المسرحي عند أدباء الأزهر في العصر الحديث حتى 2010م)، التي نال بها الواعظ الأزهري عادل عبد الصمد يوسف عبد الحافظ درجة العالمية – أي الدكتوراه – بتقدير (مرتبة الشرف الأولى) .. هذه هي الخلاصة، وإليكم التفاصيل!!
سعدت جداً بمناقشتي لرسالة دكتوراه من 700 صفحة في مجلدين، عنوانها (الأدب المسرحي عند أدباء الأزهر في العصر الحديث حتى 2010م) لواعظ أزهري، هو الباحث عادل يوسف، والرسالة بإشراف الدكتور السيد عويضة، والدكتور صبري أبو حسين، وناقشها معي الدكتور حسن عبد الرحمن سليم.
وقبل أن أناقش الباحث، شكرته وشكرت لجنة الإشراف وكليته وجامعة الأزهر؛ للجرأة في تسجيل هذا الموضوع، وتناوله في رسالة دكتوراه. وأنقل لكم هنا أهم صعوبة واجهها الباحث وكتبها بيده في مقدمة الرسالة – لأنها تجيب على أغلب الأسئلة التي تدور في أذهاننا – وفيها يقول: " ومن أهم الصعوبات التي واجهتني: إنني عندما كنت أذهب للبحث عن نص مسرحي ويعرف أحد أنني شيخ أزهري يوجه إليّ اللوم والتوبيخ بسبب دراستي لهذا الموضوع؛ وكأن دراسة المسرح في بيئة الأزهر سُبة. ورغم ذلك كنت أدفع نفسي إلى الخوض في غمار هذا الموضوع خوضاً، ولا أنسى مقولة قالها لي أحد هؤلاء بكبرياء وعنجهية: على أي منبر ستعرض رسالتك في المسرح؟! فما كان مني إلا أن قلت له: على منبر الدعوة إلى الأخلاق، الذي يكشف عن تراثنا الغائب عن العقول في بيئة الأزهر الشريف".
والرسالة تتألف من مقدمة وتمهيد وبابين وخاتمة. وفي المقدمة، تناول الباحث سبب اختياره لهذا الموضوع الجديد على بيئة البحوث الأزهرية، متبنياً مقولة الدكتور أحمد الشرباصي: " إذا تدين رجل الفن، وتفنن رجل الدين، التقيا في منتصف الطريق، لخدمة العقيدة القومية والفن السليم". ومن هذا المنطلق أراد الباحث أن يحارب ما أُشيع بأن الأزهر ضد المسرح. وفي التمهيد، تحدث الباحث عن العرب وفن المسرح من خلال رواده الأوائل - وتناقشت معه في إشكالية ريادة يعقوب صنوع المزعومة - كما تحدث عن الأدب المسرحي في رحاب الأزهر الشريف، مؤكداً على أن الأزهر كان يساير العصر، رغم ما وجه إليه من نقد قديماً بأنه يرفض المسرح، وينكر ظهور المرأة على المسرح.
وعندما تحدث عن الدعوة إلى مسرح أزهري، استند إلى السابقين ممن قالوا بأن الأزهر أراد أن يساير العصر، فسار في موكب النهضة الأدبية، وكان من الضروري أن تتسع نظرة أدباء الأزهر إلى مثل هذا الفن، حيث نادى الشيخ محمد السنباطي عام 1951، قائلاً: " إن القرن العشرين يحتم على شيوخ الأزهر أن ينقبوا عن وسائل حديثه، تتمشى مع قانون البقاء للأصلح، وإني شخصياً أشير بالاتجاه نحو المسرح والشاشة، [يقصد السينما] فإنهما أنجح دواء يمكن أن يؤثر في تقاليد المجتمع وفي معلوماته وأفكاره، ويجب عليهم أن يدخلوا في دراسة العلوم الدينية فن المسرح". ومن الأقوال الشبيهة، التي أعجبتني – ولم أكن قرأتها من قبل - قول (دريني خشبة): " إننا نحمد الله أن هيأ للأزهر هذا العدد من الرؤساء المستنيرين الذين يعلمون أن المسيحية لم تنتشر ولم يتمكن سلطانها من نفوس المؤمنين في أوربا إلا حينما فطن الذين كانوا يحاربون المسرح من رجال الدين إلى ما يمكن أن يصنعه المسرح من المعجزات في نشر الدين، وتبصير الناس بما في الكتب المقدسة من هدى وعبر وقصص رائع وأمثال عجيبة في التضحية والفداء، والتخلق بما أمرت السماء، أن يتخلق به الناس من خلق حسن ".
وعن بدايات المسرح الأزهري، تحدث الباحث عن أهم إشكالية، وهي غياب البحوث والدراسات النقدية التي ترصد تطور الأدب المسرحي في بيئة الأزهر، وعدم توثيق النصوص المسرحية، مما يحول دون الوقوف على البدايات الأولى للكتابات المسرحية بالنسبة للأزهريين. وهنا أطلعته على كتابي (هيلانة الجميلة)، وفيه توثيق لأول أزهري يكتب في مجال المسرح ترجمة عربية لأحد النصوص، ولأحد فصول الكتب الفرنسية، ولأول مشاهدة مسرحية قام بها أزهري، وهو الشيخ رفاعة الطهطاوي عام 1833.
وقبل أن أسهب في عرض الرسالة، لاحظت أن الباحث يتحدث فقط عن الإبداع المسرحي، وليس عن الأدب المسرحي عند الأزهريين!! وبعد نقاش مطول، اقتنع الواعظ أن رسالته عنوانها المناسب هو (الإبداع المسرحي عند أدباء الأزهر)، لأن الإبداع جزء من الأدب، حيث إنه تناول في رسالته فقط (النصوص المسرحية) ولم يتناول الكتابات النقدية أو التأريخية أو التوثيقية المسرحية عند الأزهريين، لذلك قررت لجنة الحكم على الرسالة تغيير العنوان كما اقترحته أنا.
كما توقفت مع الباحث عند معاييره الموضوعة لاختيار النص المسرحي للمبدع الأزهري، وتمثلت المعايير كما حددها الباحث قائلاً : " .. أتتبع الحديث عن أدباء الأزهر المسرحيين، الذين تثقفوا بالثقافة الأزهرية سواء أتموا تعليمهم الأزهري حتى التخرج أم تركوا الأزهر وذهبوا إلى دار العلوم وغيرها". فسألته: هل هذا المعيار ينطبق على مسرحيات (تادرس وهبي)، وبالأخص مسرحيته (يوسف الصديق) المؤلفة عام 1885 التي نشرتها في كتابي عام 2005 ؟! فقال لي: لا؟ فسألته: لماذا؟ قال: لأنه ليس أزهرياً! سألته: لماذا؟ قال: لأن اسمه تادرس .. أي مسيحي! فقلت له: إليك هذه المعلومة: إن (تادرس وهبي) مسيحي حافظ للقرآن الكريم ودرسه في (رواق الأقباط) بالأزهر الشريف في القرن التاسع عشر!! فضجت القاعة بالتصفيق من قبل الأزهريين لأنهم لأول مرة يسمعون بأن رواقاً بالأزهر كان مخصصاً للأقباط، مما يدل على سماحة الأزهر والأزهريين. وقررت لجنة المناقشة إضافة مسرحية تادرس وهبي إلى الدراسة؛ لأن معاييرها تنطبق عليها.
وبناء على معايير الباحث، تناول في رسالة نصوصاً أزهرية، منها: سلطان العلماء، وأميرة الغناء، وغادة الهودج لكامل محمد عجلان. والمصاهرة، والمروءة المقنعة، والجاه المستعار، وغرام يزيد، ويومان للنعمان، والنصر لمصر لمحمود غنيم. والحاكم العادل عمر بن عبد العزيز، ومولد الهدى، ومشرق النور، وعدو السلام، وصراع لأحمد الشرباصي. وأسماء بنت الصديق، وفي سبيل الوطن لإبراهيم محمد نجا. وملك غسان، وانتصار، وفوق الأبوة، وبأي ذنب لمحمد رجب البيومي. وهرقل، والنجاشي ملك الحبشة، وجوار الله لمحمد عبد الكريم. والنبوءة لصابر عبد الدايم. وعودة الأقصى، ومحي العدالة الاجتماعية عمر بن عبد العزيز لمحمد محمد الغرباوي. وعبلة لمحمد فتحي نصار.
والباب الأول من الرسالة، جاء بعنوان (الدراسة الموضوعية)، وينقسم إلى أربعة فصول: الأول، (الاتجاه الإسلامي) وفي مقدمته تحدث الباحث عن أهمية التراث وحيويته، والنزعة الوطنية، ومحاكاة المذاهب الوافدة، والمقاومة للغزو، والتربية وبعث مكارم الأخلاق، ثم قسم الفصل الأول إلى خمسة مباحث، تناول فيها: قضية الإيمان، وقضية الشورى، والإسلام دين المساواة، وقضية الأمن وحرمة قتل النفس، والأخلاق. وخلاصة هذا الفصل تمثلت في: إن الحاجة إلى المسرح الإسلامي ضرورة ملحة؛ حيث كشفت الدراسة عن اهتمام أدباء الأزهر بهذا الجانب في مسرحهم جاعلين إياه رسالة يقومون من خلالها بخدمة الدين والأمة، لهذا انبرى أدباء الأزهر في نصوصهم المسرحية معبرين عن الجوانب الإسلامية. وفي الوقت نفسه ظهر اهتمام الأدباء بلفت أنظار الأمة إلى اليقين في الله والصبر والإخلاص، كما نال جانب تصوير الشعائر الإسلامية اهتماماً لا يقل عن غيره، وكانت صورة الرسول – صلى الله عليه وسلم - ذات حضور قوي في مسرح المبدع الأزهري. وقد تمكن الأديب الأزهري في أدبه المسرحي أن يكشف عن أزهريته من خلال دعوته إلى الأمن وتحريم قتل النفس، ولا شك أن هذا نابع من منهج الأزهر الوسطي الذي تربى عليه الأديب الأزهري لذا تكررت دعوتهم إلى الجانب الأخلاقي في أدبهم كثيراً.
وتوقفت عند عبارة في هذا الفصل، قال فيها الباحث: " إن اللجوء إلى الله بكل صوره سلاح فعَّال لا يخيب أهله من المسلمين، لذا لم يهمله مبدعو الأزهر في إبداعهم المسرحي فاستعملوه في كل قضاياهم وأمورهم، فلا يكاد يغفل عن هذا الجانب الإسلامي المبدع الأزهري؛ لأن في النفس البشرية نقص لا يملئه إلا الإيمان بالله؛ لأن الله خلق نفوس بني آدم مؤهلة بفطرتها إلى التدين". وهنا نبهته إلى وجوب إرسال هذا الجزء إلى الوزير، الذي قال: إن مصر علمانية بالفطرة!!
أما أهم فقرة ذكرها الباحث – في هذا الفصل – فكانت قوله: " لقد كانت المحاور الإسلامية التي دار حولها الإبداع المسرحي عند مبدعي الأزهر في العصر الحديث هي: الإيمان بالله، والدعوة إلى ذلك وبيان قوة الإيمان التي تحلي بها المسلمون الأوائل في سبيل الحفاظ على دينهم وأوطانهم، والإشادة بعظمة الله والثناء عليه، ثم بيان قدرة الله والتفكر في خلقه، والدعوة إلى الإيمان بالرسل، والإشادة بهم، والاعتزاز بدعوة الرسول – صلى الله عليه وسلم - التي كانت سبباً في خروج الناس من الظلمات إلى النور، والدعوة إلى الإخلاص، والثقة في نصر الله، والإيمان بالغيب، والتسليم بالقضاء والقدر، واليقين والصبر والشكر .. إلخ".
هنا سألت الباحث: هذه الفقرة تنطبق أيضاً على مسرح الإخوان المسلمين؛ بوصفه أهم مسرح إسلامي إبداعاً وتمثيلاً، وكانت عروضه تُعرض على خشبة المسرح، وأغلب نصوصه المسرحية منشورة، وأغلب أصحابها درسوا في الأزهر وتنطبق عليهم معايير دراستك، فلماذا لم تذكرهم؟! صمت الباحث ولم يعلق، فأكملت تعليقي قائلاَ: يجب أن تكون موضوعياً في رسالتك، منصفاً للحقيقة التاريخية والعلمية دون التواء؛ فإذا دخلت السياسة في العلم أفسدته!! وعدم ذكرك لمسرح الإخوان في رسالتك، يُعدّ نقصاً علمياً؛ لأن رسالتك تنتهي في عام 2010، مما يعني وجود الإخوان في مصر، ولا يحق لك تجاهل إبداعهم المسرحي.
وجاء عنوان الفصل الثاني (الاتجاه الاجتماعي)، وينقسم إلى أربعة مباحث: النمط الاجتماعي الوجداني (الحب)، وقضايا المرأة، والأمراض الاجتماعية، وقضية الفقر. وفيه كشف الباحث عن اهتمام المبدع الأزهري بقضايا المرأة السياسية فأظهر لنا نجاح المرأة في قيادتها زمام الأمور، وحنكتها السياسية، وهذا يكشف عن وسطية المبدع الأزهري، وأن إبداعه المسرحي إبداع هادف وبناء كالأدب الإسلامي. ولما كانت المرأة ضحية الزواج بالإكراه في البيئة العربية، وهذا يتعارض مع تعاليم الإسلام السمحة راح المبدع الأزهري يناقش هذه القضية رافضاً لها من خلال إبداعه المسرحي أيضاً. أما أهم قضية اجتماعية في هذا الفصل فكانت قضية (الحب). وقد امتازت رؤية المبدعين الأزهريين لهذا الجانب بالعفة والطهارة، حيث لا شذوذ فيه ولا انحراف. وقد جاء حديثهم عن هذا الجانب من خلال قصص الحب العذري في الغالب؛ لأنه يتناسب ودراستهم الأزهرية.
ومن أهم ما ذكره الباحث في هذا الفصل، قوله: "ومن أخطر صور الأمراض الاجتماعية التي صورها المبدع المسرحي عند مبدعي الأزهر في العصر الحديث (فساد العلماء)، علماء الدين وانحيازهم إلى الأمراء، حتى باعوا دينهم بعرض من الدنيا زائل. فهناك فئة من علماء السوء الذين ينافقون الولاة بعلمهم ويقلبون الحقائق، ويزورون التاريخ".
أما الفصل الثالث، فجاء بعنوان (الاتجاه السياسي)، وينقسم إلى ستة مباحث: قضية الغزو، وحياة الحكام وحكمهم، والحرب، والحرية، والظلم والاضطهاد والمعارضة، والثورة. وقد أورد الباحث عبارة مهمة في ختام هذا الفصل، قال فيها: ".. ولما كان أدباء الأزهر قد عاصروا كثيراً من الأحداث السياسية في مصر والعالم العربي؛ يمكن القول بأن المبدع المسرحي الأزهري يستطيع أن يكتب النص المسرحي السياسي بكل أشكاله وأنواعه، ويبدع في نقده تصريحاً وتلميحاً، لولا خوفه من المناخ السياسي القائم". فسألته: هل هذا الأمر ينطبق على المبدع فقط أم على الناقد والباحث أيضاً؟! قال في خجل: ينطبق على الجميع!!
والفصل الرابع (الاتجاه الوطني والقومي)، وينقسم إلى أربعة مباحث: حب الوطن، الوحدة ونبذ الفرقة، الدعوة إلى استنهاض الهمم ومواجهة الاحتلال، والإشادة بالبطولة ومواقف الفداء، وخلاصته تتمثل في: إن المبدع الأزهري في إبداعه المسرحي لم ينس موقعة ولا بطلاً من أبطال التاريخ إلاّ أشاد ببطولته وافتخر به؛ لأن الفخر من أخص صفات العرب وما أكثره في إبداعهم. كما يمكن القول في الوقت نفسه إن قصد المبدع الأزهري من ذكر البطولات والأبطال، إنما هو بث الحماسة في النفوس من أجل التأسي والاقتداء بهم في بطولاتهم؛ لأن هذا التاريخ صار بمثابة مثال، وأبطاله كرموز للاستنهاض والاهتداء. هكذا أشاد مبدعو الأزهر في أدبهم المسرحي بالبطولة والفداء في وطنهم، وذلك من خلال الإشادة بالزعماء والأبطال المناضلين، وذكر مواقف البطولة، كما أشادوا ببطولة الشعب، والمرأة. وفي الوقت نفسه لم يغفلوا عن تمجيد الشهداء الذين قدموا أرواحهم في سبيل أوطانهم، كما كان للعلماء نصيب من الإشادة لدورهم البطولي والفدائي، فهم ميراث الوطن وذخيرة الأمة.
والباب الثاني كان (الدراسة الفنية)، وانقسم إلى خمسة فصول: الأول (الشخوص)، وتحدث فيه الباحث عن: مفهوم الشخصية وأهميتها ومقوماتها وبنائها ونموها، ثم عن أنماط الشخصية، التي تنقسم إلى: الشخصية الرئيسية أو المحورية (البطل)، والشخصية الثانوية أو المساعدة، وأنماط أخرى من الشخصيات. وتوقفت مع الباحث في هذا الفصل، عند حديثه عن (الشخصية الغائبة)، والتي عرفها بأنها الشخصية الدرامية التي تلعب دورها في الأحداث ممثلة فوق خشبة المسرح، ولكنها لا تظهر بكيانها الحسي أمام المتفرج. فسألته عن رأيه في تشدد الأزهر في عدم ظهور ممثلين للشخصيات الدينية، مثل: الخلفاء الراشدين والعشرة المبشرون بالجنة .. إلخ، وضربت له مثلاً بمسرحية عبد الرحمن الشرقاوي (ثأر الله)، فاشتد النقاش بيننا، وأثمر عن اقتناع الجميع بأن هذه الشخصيات، يجب أن تظهر على خشبة المسرح دعماً لتعاليم الإسلام. وأحد الأساتذة صرّح في المناقشة، بأن مجمع البحوث الإسلامي أجاز ذلك الآن!!
والفصل الثاني جاء عن (الصراع) من خلال مفهومه ومعالمه. والفصل الثالث (الحدث) ويشمل مباحث: مصادر الأحداث وزمانها ومكانها وحبكتها. والفصل الرابع (اللغة والأسلوب) من حيث الشعر والنثر. والفصل الخامس (الدراسة النقدية) من خلال تحليل أهم مميزات الإبداع المسرحي الأزهري، والمآخذ المتعلقة به. وفي خاتمة الرسالة، أورد الباحث أهم نتائج رسالته والتي وصلت إلى أكثر من عشرين نتيجة، استطاع أن يخرج منها بعدة توصيات مهمة.
ومن أبرز إيجابيات هذه الرسالة: تعرضها لتوظيف مبدأ شورى الحكم الإسلامي في النصوص المسرحية. كذلك إظهار الإسلام؛ بوصفه دين المساواة في المسرح، ونبذه للتفرقة المذهبية والطائفية. كذلك نجحت الرسالة في تصوير الإسلام محافظاً على الأمن وتحريمه لقتل النفس، مما ينفي عنه صفة الإرهاب. كذلك وفق الباحث في إظهار توظيف صورة المرأة؛ بوصفها مسئولة سياسية، وشريكة للرجل في النصوص المسرحية الأزهرية.
وفي الختام، أقول: هنيئاً للأزهر الشريف خطوته هذه، التي تُعدّ فتحاً في مجال الدراسات المسرحية. وما شاهدته أثناء المناقشة من ترحيب الجميع بهذه الخطوة، جعلني أهدي مكتبة كلية اللغة العربية بجامعة الأزهر بالزقازيق (27 كتاباً) وهي أغلب كتبي المنشورة في مجال المسرح وتاريخه، ليستفيد منها طلاب الأزهر الشريف في مجال المسرح العربي!!
ــــــــــ
فيديو المناقشة
https://www.youtube.com/watch?v=0H73KiNFL2U&feature=share
ساحة النقاش