فؤاد الشطي .. بين الغرور والثقة بالنفس!

د. سيد علي إسماعيل

كلية الآداب – جامعة حلوان

ــــــــــــــــــــــــــــــ

أغلب من تعرف وعاصر المرحوم فؤاد الشطي، ينقسم تجاهه إلى قسمين: الأول، يتهمه بالغرور والسيطرة والزعامة، التي لا يستحقها!! والقسم الآخر، يرى فيه فناناً قديراً واثقاً من نفسه وفنه!! وعندما تركت الكويت عام 2000، كان المرحوم في بداية نهاية مرحلة تألقه. وطوال خمسة عشر سنة، وأنا أرى الساحة المسرحية تتعمد تجاهله، وعدم دعوته، أو ظهوره .. بحجة مرضه، وزهده في الفن، ورفضه للدعوات .. إلخ الأسباب الواهية المغلفة بالأكاذيب، هرباً من ذكر الحقيقة، وهي أن الفريق الذي اتهمه بالغرور، وعدم أحقيته لمكانته الفنية، هو الفريق المسيطر على الأمر، والمالك لزمام الأمور الآن!!

الحسد والغيرة والحقد .. هم الأعداء الحقيقيون للمرحوم فؤاد الشطي، منذ بدايته الفنية، وقبل أن يصل إلى شهرته المعروفة، مما يعني أن المرحوم كان فناناً متألقاً بناء على ثقته بنفسه، وليس بناء على غروره أو سيطرته، كما زعم عنه أنصاف الفنانين ممن كانوا يهرولون عند ظهور خياله، أو سماع صوته!!

سأضرب مثلاً واحداً، وهو نشاط فؤاد الشطي في بدايته الفنية – خارج فرقة المسرح العربي – وتحديداً في عام 1968؛ حيث نشرت مجلة (اليقظة) في يناير خبراً عن (جماعة التمثيل الحديثة)، التي قدمت على مسرح مدرسة الصديق مسرحيتي (زواج بالإكراه) و(الحب طبيب) لموليير، ترجمة محمد توفيق، وتكويت وإخراج فؤاد الشطي. وفي أبريل شارك فؤاد الشطي - طالب السنة الثالثة  - في تمثيل مسرحية (صلاح الدين الأيوبي)؛ بوصفها أول مشروع تخرج لأول دفعة من خريجي مركز الدراسات المسرحية. وهذه المسرحية تم عرضها في الكويت وبغداد والقاهرة في أبريل ومايو 1968. وفي أغسطس نشرت جريدة (الرسالة) خبراً عن (فرقة الأفراح) برئاسة توفيق فرج، وعضوية فؤاد الشطي وآخرين!! وهي فرقة ترفيهية مسرحية، قدمت مجموعة من المشاهد المسرحية والمونولوجات والأغاني في مزرعة سعد سلطان الغانم الوكيل المساعد بوزارة الداخلية. وتختتم الجريدة خبرها، قائلة: "ويقول الفنان فؤاد الشطي أحد أعضاء هذه الفرقة إن السيد سعد كان كريماً معهم ولطيفاً لدرجة كبيرة .. وقد وعدهم بأن يكون رئيسهم الفخري". وفي الشهر التالي نشرت الجريدة نفسها خبراً عن قيام الشطي بتأليف وإخراج مسرحية (صورة من الماضي)، التي قُدمت في مهرجان الشباب التابع لوزارة الشئون، وكانت بطولة سليمان الياسين.

هذا التألق الفني – خارج نشاط فرقة المسرح العربي - صاحبه بالضرورة مقابلات وحوارات ونقاشات وبروفات .. إلخ، فكافأه مجلس إدارة فرقة المسرح العربي بخطاب هذا نصه: "السيد العضو/ فؤاد الشطي .. بعد التحية، بناءً على ما تقرر في اجتماع مجلس الإدارة بجلسته المنعقدة مساء يوم الجمعة الموافق 22/11/1968، وبناءً على ما جاء بالإعلان الصادر عن مجلس الإدارة بتاريخ 3/3/1968 (لوحة الإعلانات)، بخصوص عدم اصطحاب زوار بمقر المسرح، أو أصدقاء غير منتمين إلى العمل الفني؛ الأمر الذي تسبب منه شكاوى شفهية من بعض الأعضاء. لذا يتنبه عليكم وللمصلحة العامة مراعاة ذلك والتقيد بما جاء بنظام اللائحة الداخلية للمسرح".

 

 

المصدر: مجلة (الفنون) الكويتية - عدد 173 - أبريل 2016 - ض126
sayed-esmail

مع تحياتي ... أ.د/ سيد علي إسماعيل

  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 496 مشاهدة

ساحة النقاش

أ.د سيد علي إسماعيل

sayed-esmail
أستاذ المسرح العربي بقسم اللغة العربية - كلية الآداب جامعة حلوان »

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

776,589