متى سنعترف بأكذوبة ريادة صنوع المسرحية؟!

د. سيد علي إسماعيل

كلية الآداب – جامعة حلوان

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

كنت أظن أنني ألغيت ريادة يعقوب صنوع المزعومة للمسرح العربي في مصر، عندما أصدرت كتابي (محاكمة مسرح يعقوب صنوع) عام 2001؛ لأنني فندت فيه بالأدلة القاطعة كافة احتمالات وجود هذه الريادة المزعومة، لا سيما وأن أغلب الدارسين والباحثين العرب لم يناقشوا أدلة الكتاب ونتائجه، مقتنعين بما فيه من أدلة قاطعة مانعة، لا تقبل الشك أو المناقشة!! ورغم مرور خمس عشرة سنة على إلغاء هذه الريادة المزعومة – بفضل كتاب المحاكمة - إلا أن بعض الباحثين والكُتّاب، وأغلب وسائل الإعلام، مازالت تتحدث وتقول: إن يعقوب صنوع هو رائد المسرح العربي في مصر!!

هذه الظاهرة الغريبة، تتبعتها طوال السنوات الماضية، وخرجت بنتيجة، تتمثل في أن أغلب الدارسين والباحثين والكُتّاب والإعلاميين – ممن يؤمنون بريادة صنوع – هم تلاميذ مباشرين أو غير مباشرين لعلمين رائدين، هما: الأستاذ زكي طليمات والدكتور محمد يوسف نجم!! فزكي طليمات هو المعلم الأول لجميع دارسي المسرح في معهد فن التمثيل العربي، منذ افتتاحه أول مرة عام 1930، أو ثاني مرة عام 1944، وحتى الآن؛ لأن دروس طليمات ومعلوماته وخبرته تتوارثها الأجيال، وتنتقل من الأستاذة إلى التلاميذ عبر الأزمان المتتابعة!! أما الدكتور محمد يوسف نجم، فجميعنا تعلم على كتابه الشهير (المسرحية في الأدب العربي الحديث)، ولا أظن دارساً للمسرح العربي – في العالم بأكمله – لم يقرأ هذا الكتاب، وتعلم مما فيه من معلومات!!

هذان العلمان المسرحيان أكدا في كتاباتهما ومحاضراتهما وندواتهما ولقاءاتهما: إن رائد المسرح العربي في مصر هو يعقوب صنوع!! فهل سيكذبهما كل من تعلم منها، وقرأ لهما؟! الحقيقة أن كلاً من زكي طليمات ويوسف نجم، ارتكب خطأ علمياً، نتج عنه أكذوبة ريادة صنوع، وهذا الخطأ اكتشفته منذ سنوات – وبعد صدور كتاب المحاكمة – وحان الوقت لكشفه الآن!! لذلك سأخصص هذه الدراسة لزكي طليمات، والدراسة القادمة سأخصصها للدكتور محمد يوسف نجم.

التقرير المجهول

من منا لم يسمع بتقرير زكي طليمات، الذي قدمه للوزارة بعد رجوعه من دراسته في فرنسا؛ ذلك التقرير، الذي يُعدّ أشهر تقرير مسرحي رسمي في تاريخ المسرح المصري!! سيجيب القارئ قطعاً، ويقول: نعم كلنا سمعنا بهذا التقرير، ونتج عنه إدخال المسرح في المدارس. ولو سألته: هل رأيت هذا التقرير، أو قرأته وعرفت تفاصيله، أو تأكدت من نشره؟! سيصمت القارئ؛ لأن هذا التقرير لم يطلع عليه أحد – غير الجهة التي استلمته - ولم يُنشر حتى الآن منذ أن قدمه زكي طليمات في مارس 1931!! صورة هذا التقرير بين يدي الآن، ويقع في عشرين صفحة، وسأعمل على نشره قريباً لما فيه من معلومات مهمة في جميع المجالات، وليس في مجال المسرح المدرسي فقط، كما كنّا نظن!! وسأكتفي الآن بذكر المكتوب على غلافه، وتفاصيل فهرسه.

عنوان هذا التقرير (فن التمثيل وخطة إصلاحه)، قدمه زكي طليمات - بوصفه السكرتير الفني لمعهد فن التمثيل – إلى لجنة سياسة التعليم العام بوزارة المعارف العمومية. ويشمل التقرير على ثلاثة فصول: الأول، موجز في تاريخ فن التمثيل في مصر وبيان المجهودات التي بذلت في سبيل نشره. والثاني، الأسباب التي جعلت هذه المجهودات لا تعطي النتيجة المرغوبة. والثالث، نصيب فن التمثيل من رعاية الحكومة واهتمامها به حتى اليوم وما يحسن اتباعه لاستحداث المسرح القومي. وهذا الفصل ينقسم إلى أربعة مباحث: الأول، ما قامت به وزارة المعارف نحو المسرح المصري. والثاني، ما يجمل أن تكون عليه خطة الإصلاح المقبلة. والثالث، مذكرة خاصة بفرقة التمثيل الحكومة. والرابع، مذكرة خاصة بتنظيم رياضة التمثيل بالمدارس للمساعدة على إيجاد جمهور فني.

الاعتراف الصريح بالريادة

اهتمت مصر بتقرير زكي طليمات اهتماماً كبيراً، لدرجة أن شهرة التقرير موجودة منذ عام 1931 وحتى الآن؛ على الرغم من عدم نشره!! وربما أهمية هذا التقرير تعود إلى ثلاثة أمور: الأول، أهمية الجهة التي استلمته، وهي لجنة سياسة التعليم في وزارة المعارف العمومية، أي أعلى جهة تعليمية في مصر في ذلك الوقت. والأمر الثاني في الأهمية، هو فحوى التقرير الذي به مشاريع ومقترحات لفن التمثيل وإصلاحه. والأمر الأخير في الأهمية، راجع إلى مكانة كاتب التقرير؛ أي زكي طليمات بوصفه المبعوث الأول إلى فرنسا، والمتخصص الأكاديمي الأول في مصر لفن التمثيل، ومدير معهد التمثيل!! وبناء على ذلك؛ نستطيع أن نقول – وبكل ثقة -: إن هذا التقرير مكتوب بماء الذهب لأهمية كلماته وسطوره ومعلوماته، التي لا تقبل الشك أو الخطأ، لا سيما في الفصل الأول، المعنون بـ(موجز في تاريخ فن التمثيل في مصر)؛ لأن من غير المعقول أن يخطأ زكي طليمات في تاريخ فن التمثيل في مصر، لا سيما وأنه يكتبه في تقرير رسمي مرفوع إلى لجنة سياسة التعليم في مصر، والتي سترفعه بدورها إلى وزير المعارف، ثم يرفعه الوزير إلى الملك فؤاد؛ مما يعني أن الدقة العلمية والتاريخية، يجب أن تتوفر في كل كلمة في هذا التقرير!! بناء على ذلك، كتب طليمات في الفصل الأول من تقريره موجزاً في ثلاث صفحات عن تاريخ فن التمثيل في مصر، سأقتبس منه هذه الفقرة:

"... وكان تشييد (دار الأوبرا الملكية)، واستجلاب الأجواق الأجنبية للعمل فيها، أكبر ظاهرة من نوعها لاهتمام الحكومة المصرية بتعريف المصريين إلى فن التمثيل. وكان لهذه الظاهرة المباركة دويها في سائر بلاد الشرق العربي؛ إذ سرعان ما نزح إلى مصر نفر من السوريين، سبق لهم أن قاموا بنقل فن التمثيل إلى بلادهم باللسان العربي. أجل قد تعرفت سوريا إلى هذا الفن باللسان العربي قبل أن نتعرف نحن إليه. ولكن يلوح لنا أن الحكم العثماني القديم في تلك البلاد، وما يلحق  به من مبادئ عريقة في التحفظ والجمود، لم يكن ليسهل على الممثلين مهمتهم، رغم ما كانوا يحرقونه من بخور الزلفى والتمجيد لحكام البلاد بأناشيدهم الافتتاحية والختامية في حفلاتهم التمثيلية. هبط  مارون [والأصح سليم] النقاش القاهرة رفقة نفر من أدباء قومه، يحملون معهم بضعة روايات منقولة باللغة العربية عن روايات أفرنجية، أنزلوا بها الكثير من التشويه والتحريف. كما حشوها على غير قاعدة بالأناشيد والأغاني، فشاهد الجمهور المصري لأول مرة روايات مسرحية، تمثل باللغة العربية، ومن ثم كان تعرفنا لفن التمثيل العربي".

هكذا جاء اعتراف زكي طليمات صراحة عام 1931 – وفي تقرير رسمي مرفوع إلى الوزارة - بأن ريادة المسرح العربي في مصر، تعود إلى سليم النقاش وفرقته، التي مثلت مسرحيات مارون النقاش، دون أي ذكر ليعقوب صنوع وريادته المزعومة!!

نقل الريادة المزعومة

ظلت قناعة طليمات بريادة السوريين للمسرح العربي في مصر قائمة طوال خمس عشرة سنة!! وفي فبراير 1946 – وأثناء عمادته لمعهد التمثيل العربي، وتدريسه لتاريخ المسرح لطلابه – نشر مقالته الشهيرة (كيف دخل التمثيل بلاد الشرق) في مجلة (الكتاب)! وفيها تحدث عن جهود السوريين فيما يتعلق بالمسرح العربي في مصر تحت عنوان (القافلة الأولى إلى وادي النيل)، قائلاً: "ومن لبنان سارت قافلة التمثيل هذه، يقودها إلى النيل سليم النقاش .... إلخ". بعد ذلك مباشرة، قال طليمات تحت عنوان (أول محاولة مصرية للكتابة المسرحية): " ولقد عاصر مجيء هذه القافلة الأولى من لبنان، قيام محاولة أخرى لكتابة المسرحية باللسان العربي الإقليمي في وادي النيل، قام بها أديب مصري من بني إسرائيل، وهو الشيخ يعقوب بن روفائيل المعروف باسم الشيخ سانوا أبو نضارة. والفقرة التالية، وهي مقتطفة من كتاب (تاريخ الصحافة العربية) لمؤلفه الفيكونت فيليب طرازي، تلقي ضوءاً على ماهية هذه المحاولة وصاحبها".

وهنا نتساءل: كيف عاصرت قافلة التمثيل الأولى بقيادة سليم النقاش، قيام صنوع بنشاطه المسرحي في مصر؟! ألم تأتِ فرقة سليم النقاش إلى مصر عام 1876، بعد أن توقف صنوع عن نشاطه المسرحي - تبعاً لمزاعمه - بأربع سنوات! حيث إن نشاط صنوع المسرحي المزعوم في مصر، تحدد من عام 1870 إلى عام 1872! فمن أين تأتي هذه المعاصرة ؟! ونسأل طليمات أيضاً، ونقول: لماذا لم تذكر جهود صنوع في تقريرك إلى الوزارة عام 1931، عندما قلت وبوضوح تام، وصراحة مطلقة: إن مصر عرفت المسرح باللغة العربية من خلال فرقة سليم النقاش، دون أي ذكر أو إشارة لصنوع وريادته المزعومة؟!

أما الفقرة التي نقلها طليمات من كتاب فيليب طرازي، فهذا نصها: "وفي سنة 1870 أنشأ الشيخ سانو أبو نضارة أول مسرح عربي في القاهرة بمساعدة الخديو إسماعيل الذي منحه لقب (موليير مصر) ونشطه على عمله، وشهد مراراً تمثيل رواياته، فألف صاحب الترجمة حينئذ اثنتين وثلاثين رواية هزلية غرامية، منها ما هو بفصل واحد، ومنها ما هو بخمسة فصول".

وهنا نسأل طليمات: لماذا نقلت من كتاب صادر في لبنان عام 1913 معلومات عن الريادة المسرحية المزعومة لصنوع؟! ألم تجد هذه المعلومات في أي كتاب أو جريدة أو وثيقة منشورة في مصر؟! ولماذا تنقل معلومات الريادة المسرحية المصرية من كاتب صحفي لبناني غير متخصص في تاريخ المسرح؟! ولماذا تنقل أصلاً ريادة مصر المسرحية من كتب ومن أشخاص في لبنان وأنت من مواليد 1894، وبدأت عملك المسرحي عام 1917، وعاصرت رواد المسرح العربي في مصر .. إلخ!! ألم تسمع منهم عن صنوع ونشاطه المزعوم؟! ألم تلتق بأي فرد من أفراد فرقة صنوع المسرحية المزعومة، ليحكي لك عن تاريخ هذا الرائد المزعوم؟! ألم تلتق بأغلب المسرحيين المعاصرين للريادة المسرحية في مصر، لتستقي منهم معلومات الريادة، وتسألهم عن الرائد المزعوم صنوع؟!!

للأسف الشديد لم يقم طليمات بذلك، واكتفى بنقل فقرة الريادة من كتاب طرازي دون مراجعة أو مناقشة علمية، أصبحت هذه الفقرة معلومة راسخة في كتاباته، ومحاضراته، ودروسه، فانتقلت من طليمات إلى جميع تلاميذه وتلاميذ تلاميذه حتى وقتنا هذا، وأصبح كل من تتلمذ على يد طليمات أو على يد تلاميذ طليمات لديه قناعة تامة بأن رائد المسرح العربي في مصر هو يعقوب صنوع؛ لأن زكي طليمات قال هذا!! وسأضرب مثلاً على ذلك برائدة المسرح الخليجي الفنانة الكويتية (مريم الصالح)، التي تتلمذت على يد طليمات في مركز الدراسات المسرحية في الكويت، وكانت ضمن الدفعة الأولى التي تخرجت من هذا المركز عام 1968. عندما ناقشتها في أمر أكذوبة ريادة صنوع، قالت لي في اندهاش شديد: "لقدر درسنا الأستاذ زكي كتابه – التمثيل والتمثيلية والتمثيل العربي – وموجود فيه إن يعقوب صنوع هو رائد المسرح في مصر، ومش ممكن أبداً يعلمنا الأستاذ زكي حاجة غلط)!!

خطوات المؤامرة

إذن ما السر في قيام طليمات بتغيير قناعته بخصوص ريادة المسرح العربي في مصر؟ وما هو سر كتاب فيليب طرازي، الذي لم يناقشه طليمات، ولم يراجع معلوماته، وآمن بما فيه، ونقله نقلاً حرفياً دون تمحيص أو تدقيق؟! الحقيقة إن فيليب طرازي هو أول من أدخل اسم يعقوب صنوع فى تاريخ المسرح العربي، عندما نشر سيرته في خمس صفحات في كتابه (تاريخ الصحافة العربية) المنشور في لبنان عام 1913، أي بعد عام واحد من وفاة صنوع في باريس. وهذه الصفحات الخمس اطلع عليها صنوع قبل وفاته، وراجعها مع طرازي، والمرجح أنه كاتبها الأصلي!! وهذا الأمر أثبته بالدليل القاطع في مقدمة كتاب (المسرح المصري في القرن التاسع عشر) لسادجروف.

ظل تأثير كتاب (تاريخ الصحافة العربية) لفيليب طرازي منذ صدوره عام 1913 - فيما يتعلق بصنوع - بعيداً عن الكتابات المنشورة في مصر لأكثر من عشر سنوات. وفى يونية 1924 نُشرت في مصر أول مقالة عن تاريخ صنوع بعنوان (الشيخ أبو نظارة واضع أساس النقد الصحافي في مصر)، منقولة بالكامل من صفحات طرازي الخمس! وقد نشرتها مجلة ماسونية هي مجلة (الإخاء) لصاحبها سليم قبعين - المدرس بمدرسة الاتحاد الإسرائيلي وأحد الماسونيين المؤيدين لهجرة اليهود إلى فلسطين – أما كاتبها فهو المستشرق الروسي أغناطيوس كراتشكوفسكي.

وفي نوفمبر 1927، نشر توفيق حبيب المقالة الثانية عن صنوع في مصر، تحت عنوان (موليير مصر). وهذه المقالة على وجه التحديد، كانت أهم مقالة تُكتب عن يعقوب صنوع؛ بوصفه رائداً مسرحياً مزعوماً – رغم أنها منقولة من صفحات طرازي الخمس - لأنها نُشرت في مجلة مصرية مسرحية متخصصة، هي مجلة (الستار). وقد بدأ توفيق حبيب مقالته قائلاً عن صنوع: " وفصل تاريخ حياته الأستاذ الفيكونت فيليب دي طرازي في كتابه (تاريخ الصحافة العربية) ومما قاله عنه ... إلخ"!!

ومما سبق يتضح لنا كيف دخل اسم يعقوب صنوع في تاريخ المسرح العربي؛ بوصفه رائداً مزعوماً للمسرح العربي في مصر؛ ولكن اللوم لا يقع على صنوع الذي خدعنا، أو على طرازي الذي نشر ما كتبه صنوع، ولا على سليم قبعين الذي نشر أول مقالة في مصر عنه لأنه ماسوني! ولا على أغناطيوس كراتشكوفسكي لأنه مستشرق .. لكن اللوم يقع على زكي طليمات، الذي نقل من طرازي دون تمحيص أو مراجعة علمية؛ علماً بأن طليمات غير مقتنع بريادة صنوع أو نشاطه، وغير مقتنع بكلام طرازي من الأساس، وربما نقل ما نقله خشية اتهامه بأنه يجهل رائد مسرحه العربي!! والدليل على ذلك أن طليمات نقل أهم فقرة في كتاب طرازي عن صنوع، ولم ينقل عبارتها الأخيرة!! فطرازي يقول في كتابه عن صنوع، كما ذكرنا سابقاً: " .... فألف صاحب الترجمة حينئذ اثنتين وثلاثين رواية هزلية غرامية، منها ما هو بفصل واحد، ومنها ما هو بخمسة فصول". وهذه العبارة اقتبسها طليمات، دون أن يقتبس بقيتها!! والنص الكامل لهذه العبارة كما نشره طرازي، يقول: " فألف صاحب الترجمة حينئذ اثنتين وثلاثين رواية هزلية غرامية، منها ما هو بفصل واحد، ومنها ما هو بخمسة فصول لم يزل صداها يرن في آذان الشيوخ على ضفاف النيل"!! والجزء الأخير لم ينقله طليمات؛ لأنه يعلم جيداً أن اسم صنوع لم يمرّ عليه، ولم يسمع بنشاطه المسرحي، ولا بمسرحياته، التي يقول عنها طرازي بأن صداها ما زال موجوداً!! السؤال الآن: هل مازال تلاميذ طليمات مقتنعين بأن يعقوب صنوع هو رائد المسرح العربي في مصر؟!

 

 

المصدر: جريدة (مسرحنا) - عدد 459 - الاثنين 30 مايو 2016
sayed-esmail

مع تحياتي ... أ.د/ سيد علي إسماعيل

  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 477 مشاهدة

ساحة النقاش

أ.د سيد علي إسماعيل

sayed-esmail
أستاذ المسرح العربي بقسم اللغة العربية - كلية الآداب جامعة حلوان »

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

755,544