بهاء الملك
بَهَاءُ المُلْكِ مِنْ هذا البَهَاءِ= وَضَوْءُ المَجدِ مِنْ هذا الضّيَاءِ
وما يعلو على قلل المعالي= احق من المعرّق في العلاء
ولا تعنو الرعاة لذي حسام= إذا مَا لمْ يكُنْ راعي رُعَاءِ
وما انتظم الممالك مثل ماض= يتم له القضاء على القضاء
اذا ابتدر الرهان مبادروه= تمطر دونهم يوم الجزاء
وَإنْ طَلَبَ النّدى خرَجَتْ يَداه= خُرُوجَ الوَدقِ من خلَلِ الغَماءِ
حَذارِ، إذا تَلَفّعَ ثوبَ نَقْعٍ= حَذارِ، إذا تَعَمّمَ باللّوَاءِ
حذار من ابن غيطلة مدل= يَسُدّ مَطالِعَ البِيدِ القَوَاءِ
إذا ألقَى عَلى لَهَوَاتِ ثَغْرٍ= يدي غضبان مرهوب الرواء
تَمُرّ قَعاقِعُ الرِّزّيْنِ مِنْهُ= كمَعمَعَة ِ اللّهيبِ مِنَ الأبَاءِ
وَمِطرَاقٍ عَلى اللّحَظاتِ صِلٍّ= مَريضِ النّاظِرَينِ مِنَ الحَيَاءِ
تنكس كالاميم فان تسامى= مضى كالسهم شذ عن الرماء
وَما يُنجي اللّديغَ بهِ تَداوٍ= وَقَدْ أمسَى بداءٍ أيِّ داءِ
ولا قضب الرجال الصيد فضلاً= عَنِ الأصواتِ في حَليِ النّساءِ
وَيَوْمُ وَغًى عَلى الأعداءِ هَوْلٌ= تماز به السراع من البطاء
رَمَيتُ فُرُوجَهُ حتى تَفَرّى= بايدي الجرد والاسل الظماء
فَمِنْ غُلْبٍ كَأنّهُمُ أُسُودٌ= على قب ضوامر كالظباء
ومن بيض كأن مجرديها= يمرون الاكف على الاضاء
نواحل لم يدع ضرب الهوادي= بها ابدا مكانا للجلاء
ومن هاو ترنح في العوالي= وعار قد اقام على العراء
وآخر مال كالنشوان مالت= بِهَامَتِهِ شَآبِيبُ الطِّلاءِ
وعدت وقد خبأت الحرب عنه= إلى سِلْمِ الرّغائِبِ وَالعَطَاءِ
فَيَوْمٌ للمَكَارِمِ وَالعَطَايَا= ويوم للحمية والاباء
تَقُودُ الخَيلَ أرْشَقَ مِنْ قَناها= شوازب كالقداح من السراء
بغارات كولغ الذئب تترى= على الاعداء بينة العداء
عَزائِمُ كالرّياحِ مَرَرْنَ رَهواً= على الاقطار من دان وناءِ
وَقَلبٌ كالشّجاعِ يَسُورُ عَزْماً= ويجذب بالعلى جذب الرشاءِ
وكَفٌّ كالغَمامِ يَفيضُ حتى= يعمّ الارض من كلإ وماءِ
وَوَجْهٌ مَاجَ ماءُ الحُسنِ فيهِ= وَلاحَ عَلَيْهِ عُنوانُ الوَضَاءِ
يُشارِكُ في السّنى قَمَرَ الدّياجي= وَيَفضُلُهُ بزَائِدَة ِ السّنَاءِ
وَمُعتَلجِ الجَلالِ نَزَعتَ عَنْهُ= على عجل رداء الكبرياء
فأصْبَحَ خارِجاً مِنْ كُلّ عِزٍّ= خُرُوجَ العُودِ بُزّ مِنَ اللّحَاءِ
وحزت جمام نعمته وكانت= غِماراً لا تُكَدَّرُ بالدّلاءِ
برأي ثقف الاقبال منه= فأقدَمَ كالسّنَانِ إلى اللّقَاءِ
اذا الشر القريب عليك فاقطع= بحد السيف قربى الاقرباء
وكن ان عقك القرباء ممن= يميل الى الاخوة للاخاء
فرب اخ خليق بالتقالي= وَمغتَرِبٍ جَدِيرٍ بالصّفَاءِ
وَلا تُدْنِ الحَسُودَ، فذاكَ عُرٌّ= مَضِيضٌ لا يُعالَجُ بِالهِنَاءِ
كَفاكَ نَوائِبَ الأيّامِ كَافٍ= طرير العزم مشحوذ المضاء
امين الغيب لا يوكي حشاه= لآمنه على الداء العياء
اقام ينازل الابطال حتى= تَفَلّلَ كُلُّ مَشهُورِ المَضَاءِ
إزَاءَ الحَرْبِ يَعتَنِقُ العَوَالي= وَيَغتَبِقُ النّجيعَ مِنَ الدّمَاءِ
إذا مَا قيلَ: ملّ، رَأيتَ منْهُ= نوازع تشرئب الى اللقاءِ
فَجَرّبْني تَجِدْني سَيْفَ عَزْمٍ= يصمم غربه وزناد راءِ
وَأسمَرَ شارِعاً في كُلّ نَحْرٍ= شرُوعَ الصِّلّ في يَنبُوعِ مَاءِ
إذا عَلِقَتْ يَداكَ بهِ حِفَاظاً= ملأت يديك من كنز الغناءِ
يُعاطيكَ الصّوابَ بلا نِفاقٍ= ويمحضك السداد بلا رياءِ
جَرِيٌّ يَوْمَ تَبعَثُهُ لحَرْبٍ= وَقُورٌ يَوْمَ تَبحَثُهُ لرَاءِ
اذا كان الكفاة لذا عبيدا= فَذا كَافي الكُفاة ِ، بِلا مِرَاءِ
بهَاءَ الدّوْلَة ِ المَنصُورَ إنّي= دَعَوْتُكَ بَعْدَ لأيٍ مِنْ دعائي
وكنتُ أظُنّ أنّ غِنَاكَ يَسْرِي= اليَّ بما تبين من غناءِ
فلم انا كالغريب وراء قوم= لو اختبروا لقد كانوا ورائي
بعيد عن حماك ولي حقوق= قواض ان يطول به ثوائي
أأَبْلَى ثُمّ يَبْدُوا باصطِناعي= كفاني ما تقدم من بلائي
وذبى عن حمى بغداد قدما= بفضل العزم والنفس العصاء
غَداة َ أظَلّتِ الأقْطارُ مِنهَا= مضرجة تبزل بالدماء
دُخانٌ تَلهَبُ الهَبَواتُ مِنهُ= مدى بين البسيطة والسماءِ
صبرت النفس ثم على المنايا= الى اقصى الثميلة والذماء
رَجَاءً أنْ تَفُوزَ قِداحُ ظَنّي= وَتَلْوِي بالنّجاحِ قُوَى رَجَائي
ولي حق عليك فذاك جدي= قَدِيمٌ في رِضَاكَ وَذا ثَنَائي
ومن شيم الملوك على الليالي= مجازات الولي على الولاءِ
سيبلو منك هذا الصوم خرقاً= رَحيبَ الباعِ فَضْفاضَ الرّداءِ
تصوم فلا تصوم عن العطايا= وَعَنْ بَذْلِ الرّغائِبِ وَالحِبَاءِ
الا فاسعد به وبكل يوم= يفوقه الصباح الى المساءِ
وَدُمْ أبَدَ الزّمَانِ، فأنْتَ أوْلى= بنى الدنيا بعارية البقاءِ
عَلِيَّ الجَدّ، مُقَترِبَ الأمَاني= عزيز الجار مطروق الفناءِ
الشريف الرضي