أرى بغداد
أرَى بَغدادَ قَدْ أخنَى عَلَيهَا = وصبحها بغارته الجليد
كان ذرى معالمها قلاص = نَوَاءٍ كُشّطَتْ عَنْهَا الجُلُودُ
كَأنّ بِهِ لُغَامَ العِيسِ بَاتَتْ = تُسَاقِطُهُ عِجَالُ الرّجعِ قُودُ
غَطَى قِمَمَ النّجادِ، فكلُّ وَادٍ = على نشراته سب جديد
كمَا تَعرَى بهِ الغِيطانُ مَحْلاً = وَتَغْبَرُّ التّهَايِمُ وَالنّجُودُ
فَمَهما شِئْتَ تَنظُرُ مِنْ رُبَاهَا = إلى بِيضٍ عَوَاقِبُهُنّ سُودُ
أقول له وقد أمسى مكباً = عَلى الأقطَارِ يَضْعُفُ، أوْ يَزِيدُ
وراءك فالخواطر باردات = على الإحسان والأيدي جمود
وانك لو تروم مزيد برد = إلى برد لاعوزك المزيد
الشريف الرضي