المهمّـــات
دعينا نقتسمْ بيننا المهمّاتِ بالعدل:
سأترك لكِ الحديثَ عن القطِّ
ذي العيون الحمراء،
سيّما إذا وضعتِه بجوار أختِه
راقصةِ الباليه،
حيث تذكِّركِ الراقصةُ
بالمؤذّن الذي يطلُّ كلما مالَ جزعٌ
على جزع،
ويذكركِ القطُّ بالسواحل التي
احترقت فيها طبخةُ الفاصولياء،
عندما كان خليجُكِ الخصوصي
لا يفنى ولا يُخلقُ من عدم.
وستتركين لي رسمَ ثدييكَ
كبروفيلٍ لإغريقييْن
يستيقظانِ من نوم الّدهور،
حيث النقشُ بالحنِّاء على أول النحر،
وحيث تجسيمُ البلوغ بمكبّر الصوت،
وحيث لعقُ الحظِّ باللّسان.
هذه قسمةٌ منصفةٌ،
يا صاحبةَ الغياب الذي صار كاملَ العدد،
لكن السؤال:
من منا عليه تصويرُ احتساءِ ماءِ الظَّهر؟
ومن منا عليه تسجيلُ السُّبابِ
الذي من نوع: يا كلبُ؟
ومن منا عليه رصدُ الجنون
الذي استبدّ بالأصابع
وهي تدقُّ على الكمبيوتر:
صلّوا من أجل المشاكس؟
الأفضلُ أن نضنَّ بهذه الوقائع
على البوح،
لكي تظلَّ هناكَ في ركنها القصي:
عندي: بجوار الفصِّ الذي زارته زائرةٌ،
وعندكِ: تحت صورةِ المتوحّدِ،
عندي: بجوار قرصِ الأسبرين،
وعندكِ: على بعد سنتيمترٍ واحدٍ
من كعبة الساقين.