تجديد محاكمة كافكا
كان التابوت أنيقاً
مطروزاً بالخرز الأحمر والأزرق،
ومحلى بفيونكات مشبوكات بفيونكات،
يمتنع علي البنت اللعب بأغطية الكوكاكولا،
ويباح الأكل بميعاد والموت بميعاد،
يمتنع على البنت مخالطة الجيران ولبس الشورت، مجالسة الأب المتبسط وقراءة رأس المال وفك الشعر،
يباح الدرس وحفظ النظريات، تلاوة ياسين وتربيع الطاعة،
يمتنع علي البنت الشباك وفيلم السهرة ونزار قباني، ماجدولين، وإظهار السمانة، والقمر، السوتيان، وإدراك الآخر.
ويباح اللبن الطازج، والسير علي المنوال،
الكمشة في الركن، الرعب من الرغبة،
والبهجة بالقفص، وبذ الأقران، وتنزيه الأهل.
أنا كنت الهاربة من التابوت إلي التابوت،
وكان التابوت أنيقاً،
مطروزاً بالخرز الأحمر والأزرق ،
ومحلي بفيونكات مشبوكات بفيونكات.
يمتنع علي الزوجة أن تستغرق في الحلم،
وأن تفحص في الليل عذوبتها،
أن تتودد للغرباء، وأن تعطي قبلتها للابن،
وأن تتحدت في الهاتف بحبور الفرحان.
يباح لها أن تستلقي ليصب الرجل مياه النار وينهض مزهواً،
أن تتقيأ بعد مياه النار،
وأن تتقبل بالنفس الراضية الحبس.
ويمتنع علي الزوجة أن تتحرر من ربقة إحسان المحسن،
أن تبني في الشعر الخص،
وأن تنتفض علي دور الذيل،
وتفضح مصلحة الأسر المتكاتفة كبنيان مرصوص،
أن تتاوه في المصيدة،
يباح لها أن تذعن لمقايضة طرفاها:
«الرقة قدام النزلاء نظير الرق علي المخدع»،
أن تطعن نهديها بالسكين مقابل حريتها،
أن تشبع وهم الإبداع وترجع كالعبدة،
أن تجد تجليها في المشتريات.
يدخل أبناء السبيل، والمجذومون، وباعة الفل، وكتاب العرضحالات، والسفرجية، والكهربائيون، والمسحراتي، وفاتحو المندل، يدلون بالدلو:
أبناء السبيل: بيديك صنعت التابوت وراء التابوت.
سيدة النبع: كان محلي مطروزاً.
المجذومون: كل توابيت الدنيا ندم.
سيدة النبع: مطروزاً كان بخرز ومحلي بفيونكات.
باعة الفل: كيف تبيعين الروح ببخس؟
سيدة النبع: كنت توسمت المملكة ستغدو الملكوت.
العرضجالات: لماذا أحكمت علي الأنثى القفل؟
سيدة النبع: رأيت الناس وحوشاً بمخالب،
ورأيت بني ادم يحتربون على المتدنس،
ورأيت عذاب النسوة بالطمث وصرخات الطلق،
فأحزنني أن يسري عني :
ولها هَنٌ رابٍ مجسَّتُه صعبُ المسالك حَشْوًهُ وقْدُ
فإذا طعنتَ طعنتَ في لُبَدٍ وإذا نزعتَ يكادُ ينسدُّ
السفرجية: أنت استطيبت شقاء الجمع لتنمدي فوق السندس،
سيدة النبع: تلك سعادتهم وأنا أهوي إسعاد الخلق، وذاك هو العدل:
فصنف شغالون،
وصنف راءون،
الكهربائيون: وكيف قبلت الغصبة؟
سيدة النبع: يأسرني ضعف البشر الضعفاء،
المسحراتي: رهنت النفس بعفو السجانين،
سيدة النبع: أنا أغرتني الحسني والمرحمة،
فاتحو المندل: تأرجحت وأرجحت فكنت القاتل والمقتول.
سيدة النبع: أنا المعفية من دم المطعونين ومن دمي.