تـراب
جاء العباسيون إلي الصف: المهدي إلي جانب بشار، وصفي الدين الحلي إلي جانب زرياب، سيد شهداء الجنة جنب معاوية، جاء الأمريكي المتعلم في السوربون مبادئ فولتير، وجاءت ملكات جمال الكون بخصلات متطايرة، ومشاة البحرية يندهشون، أتي تجار العجوة، بياعو خمر الموصل، نجارو ساقية الحقل، وأحصنة من طروادة، نسي المهدي هجاء الشاعر، نسي الشاعر سيف خليفته والنطع، فجاء الديكارتيون، ورضوان الكاشف، والتكفيريون، وصاحب إيقاعات النمل، وطلاب أبي قير، البعثيون، وجمعية «جدات ضد الحرب»، وحمدين صباحي، وشيوعيو 59، وخريجو النجف الأشرف، ومشاة البحرية يندهشون، أتي التكعيبيون، ورقاصو التنورة، وحمورابي،
جاءت فتيات النثر: سهير وفاطمة وميسون وزهرة غادة وحبيبة ومرام ولينا وجمانة فوزية وعناية آمال وظبية، يتقدم خطوتهن كهول أولهم إبراهيم شكري، ومشاة البحرية يندهشون، سيسطع في الصف المقهورون وسيدهم ذو النون، ويسطع في الصف القهارون وسيدهم جعفر والمعتصم، يرفرف بن عربي والبياتي ورعاة العزلة، ومشاة البحرية يكتشفون: هنا الصدمة والرعب، هنا الهدم يوحد بين الطاعن والمطعون دفاعاً عن كومات تراب، نحن المرتزقة لا نفهم كيف يموت الفرقاء لأجل تراب يعلو فوق تراب.